قائد الثورة يدعو إلى مواصلة التصدي للعدوان ويؤكد ثبات الموقف الوطني
أفق نيوز../
أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، على ثبات الموقف الوطني فيما يتعلق بالسلام، ودعا تحالف العدوان الأمريكي السعودي إلى إنهاء الحرب والحصار والاحتلال ومعالجة الملفات ذات الصلة.
ودعا السيد القائد في خطابه بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، أبناء الشعب اليمني إلى “مواصلة التصدي للعدوان طالما استمر، باعتبار ذلك جهاداً مقدساً بالتوكل على الله والثقة بنصره”.
وجدد دعوة تحالف العدوان لوقف عدوانهم ورفع حصارهم وإنهاء الاحتلال ومعالجة ملفات الحرب، وهي المعادلة الرئيسية التي كان القائد قد أعلنها سابقاً، كطريق وحيد للسلام الفعلي.
وتحمل هذه الدعوات رسالة واضحة تفيد بعدم جدوى مساعي تحالف العدوان ورعاته للالتفاف على متطلبات معادلة السلام.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد حاولت مؤخراً توجيه ضغوط على صنعاء لدفعها نحو التراجع عن موقفها التفاوضي الذي يتمسك بضرورة صرف مرتبات موظفي الدولة من إيرادات النفط والغاز، ورفع الحصار عن الموانئ والمطارات، حيث وصفت واشنطن هذه المتطلبات بأنها “مستحيلة”، الأمر الذي عبر عن إصرار واضح على إطالة أمد العدوان والحصار واستخدام الاستحقاقات الإنسانية للشعب اليمني كأوراق ضغط.
وتسعى الولايات المتحدة إلى فرض صفقة مساومة تطيل أمد المعاناة، من خلال إقصاء الشريحة الأكبر من موظفي الدولة ومنعهم من الرواتب، وإبقاء الإيرادات الرئيسية للبلد تحت سيطرة دول العدوان ومرتزِقتها، إلى جانب مواصلة إجراءات الحصار الظالمة واستخدامها كأوراق تفاوضية للحصول على مكاسب عسكرية وسياسية.
وتمثل دعوات قائد الثورة تأكيدات واضحة على استحالة الاستجابة للضغوط الأمريكية أو القبول بأية مساومة على الاستحقاقات الإنسانية التي تعتبر المدخل الوحيد نحو السلام الفعلي، وهو ما يعني أن دول العدوان تقف اليوم أمام تصعيد وشيك؛ بسبب تعنتها الذي أدّى إلى انسداد أفق الحل.
وكان القائد قد حذر تحالف العدوان ورعاته مؤخراً من أن استمرار العدوان والحصار ومواصلة التعنت سيؤدي إلى أضرار وتداعيات إقليمية ودولية، وهو ما أكّـده رئيس الجمهورية أيضاً.
وكانت القوات المسلحة دعت خلال الأيام الماضية الشركات الأجنبية والمستثمرين في دول العدوان إلى حزم حقائبهم والمغادرة، كما حذرت الشركات التي يستخدمها تحالف العدوان في نهب الثروات الوطنية.
وفي كلمته، بارك السيد عبدالملك الحوثي لشعبنا وأمتنا الإسلامية حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، مشيراً إلى أن شعبنا العزيز كما في الأعوام الماضية يحيي ذكرى المولد النبوي ويقيم الفعاليات التي تهدف للاستفادة من نور هذه المناسبة.
وقال السيد القائد: إن شعبنا اليوم يحضر في ساحات الاحتفال حضورا كبيرا ومتميزا وفي صدارة شعوب أمتنا الإسلامية، مؤكداً أن شعبنا يعبر عن محبته وتعظيمه وولائه لرسول الله مجسدا لانتمائه الإيماني الأصيل.
وأضاف: “شعبنا يتزود من عطاء وأثر وبركات مناسبة المولد ما يرتقي به بدرجات الإيمان ويزداد عزما في الموقف الحق وقوة في السير على درب الهدى والاهتداء برسول الله”.
وأشار إلى أن ذكرى المولد مناسبة مهمة لتشخيص الأسباب الحقيقية لمعاناة المجتمع البشري، موضحاً أن غياب الأعمال الصالحة واستبدالها بالأفكار الظلامية والدوافع الفاسدة ثمرتها في واقع الحياة هي المعاناة الكبيرة.
واعتبر أن السبب الحقيقي للمعاناة البشرية هو الانحراف عن الهدى والتعاليم الإلهية التي لا يمكن للإنسان أن يستغني عنها ولا أن يقدم البدائل الأفضل عنها، مبيناً أنه “كلما تجاهل الإنسان القيم الإلهية فهو يخسر ويكون ضحية لاستغلال أعدائه”.
وتابع: “كل مساعي الاستكبار ومن يرتبط بهم في كل زمان وهم في زماننا أمريكا وإسرائيل هي العمل على إخراج الناس من النور إلى الظلمات”، وتسعى لإبعاد الناس عن الأنبياء والرسل وتعليمات الله وتحريفهم لمفاهيم الدين باسم الدين نفسه.
مساعي وأهداف قوى الطغيان والاستكبار:
كما أشار إلى أن قوى الطغيان تعمل على نشر العقائد الخاطئة، وتسعى لنشر المفاسد والرذائل والعلاقات المحرمة والجريمة الشنيعة “المثلية”، كما تسعى لإضعاف حس المسؤولية عند الناس للسيطرة عليهم.
وأوضح السيد عبدالملك الحوثي أن قوى الاستكبار تسعى لتغييب العدل من الحياة ومنه إقامة القسط وتمكين الظالمين وارتكاب الجرائم بحق المستضعفين، مضيفاً: “الأمريكيون والصهاينة ومن معهم يسعون لاستعباد الناس واعتماد الوحشية والجبروت لإذلالهم والسيطرة عليهم”.
رسول الله أعظم الأنبياء:
السيد عبدالملك الحوثي أوضح أن رسول الله تسامى إلى ذروة الكمال البشري فكان أعظم الأنبياء وخير البرية، وتحرك معتمدا على الله وواثقا به مسخرا كل جهده في خدمة الرسالة والسعي لإنقاذ الأمة وخلاص البشرية.
وأكد أن رسول الله حقق إنجازاً عظيما بتقويض كيانات الطاغوت وانتقل بالعرب من الجاهلية الأولى إلى نور القرآن ودين الإسلام، لافتاً أن المسلمين لو استمر في نفس موقع ومسيرة رسول الله لكانوا في الموقع الرائد لقيادة المجتمع البشري.
العناوين الأربعة للارتباط الصحيح برسول الله:
وتحدث السيد القائد عن أربعة عناوين للارتباط الصحيح برسول الله، قائلاً: “الإيمان برسول الله هو العنوان الأول وينبغي أن يرتقي إيماننا به للمستوى المطلوب الذي ثمرته الاهتداء والتأسي وأن يكون إيمانا صادقا واعيا مبنيا على معرفة الرسول ومحبته وولائه والثقة به”.
وأضاف: “العنوان الثاني هو تعظيم النبي صلى الله عليه وآله واحترام منزلته العالية وتوقيره من واقع الإيمان بعظمته في كماله وإيمانه”.
وتابع: “العنوان الثالث هو نصرة قضية رسول الله التي من أجلها جاهد وصبر وهي رسالة الله وهديه ودينه الحق بكل الوسائل المشروعة وعلى كل المستويات”، معتبراً أن من مصاديق نصرة النبي محمد الوقوف بوجه قوى الطاغوت والاستكبار وأعداء النبي ورسالة الإسلام.
وذكر أن العنوان الرابع: “هو القرآن الكريم الذي يقدم لنا الحق خالصا من الضلال، فهو المعجزة الخالدة في بلاغته وحكمته وسعة معارفه في كل مجالات الحياة”.
وأشار إلى أن تلك العناوين الأربعة التي قدمت لنا الارتباط الصحيح برسول الله والقرآن الكريم تتحقق النتيجة العظيمة وهي في قوله تعالى: (أولئك هم المفلحون)، داعياً إلى العودة العملية الصادقة إلى القرآن الكريم ورسول الله.
رسائل إلى قادة ومجتمعات الغرب:
السيد عبدالملك الحوثي دعا قادة الغرب والمجتمع في الدول الغربية للكف عن الإساءة لله وخاتم أنبيائه، والكف عن عداء الأنبياء وكتاب الله وإحراق المصاحف ومحاربة تعاليم الله، والكف عن محاربة القيم ونشرهم للمفاسد والرذائل وسعيهم لإفساد الشعوب، منبهاً إياهم بأن يتأملوا في واقعهم وما نتج عن ذلك من مشاكل رهيبة في كل المجالات.
وحذر قادة الغرب من العواقب الوخيمة والعقوبات الإلهية في الدنيا والآخرة، داعياً إياهم للتحرر من الصهيونية اليهودية التي سيطرت عليه وأضلتهم واستحكمت سيطرتها عليهم بشكل تام.
تأكيد على قضايا الأمة وتحذير للعدوان:
السيد عبدالملك الحوثي أكد على موقف اليمن المبدئي القرآني تجاه قضايا أمتنا الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، مشدداً على أن التطبيع خيانة لله ورسول والمسلمين ونفاقٌ واضح بلا شك.
وجدد التحذير للعدوان قائلاً: ” أدعو تحالف العدوان لوقف العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال ومعالجة ملفات الحرب”، داعياً شعبنا العزيز لمواصلة التصدي للعدوان طالما استمر.
اختتم قائد الثورة كلمته مشيداً ومخاطباً المحتشدين في ساحات المولد النبوي الشريف بقوله: “نفسي لكم الفداء وجزاكم الله خير الجزاء”.