فرحة عارمة تعم أرجاء اليمن شمالاً وجنوباً عقب حدوث هذا الأمر الهام (فيديو)
أفق نيوز../
لاقت العملية التحذيرية التي نفذتها القوات المسلحة بميناء الضبة في حضرموت المحتلة، ارتياحاً شعبياً واسعاً وفرحة عارمة لدى المواطنين في مختلف المحافظات اليمنية شمالاً وجنوباً، والتي أدت إلى وقف تصدير ونهب النفط اليمني الخام، الذي يتم نهبه وسرقته من قبل تحالف العدوان ومرتزقته في ظل تردي الأوضاع المعيشية وانعدام المشتقات النفطية في اليمن.
واعتبر مواطنون بالعاصمة صنعاء في تصريحات لقناة “المسيرة”، هذه العملية التحذيرية خطوةً مهمة لإيقاف نزيف الثروة ودفاعاً عن ثروات اليمنيين من النهب والمصادرة، كما اعتبروها ملبية لإجماع الشعب اليمني المحاصر منذ ثمان سنوات بلا وقود ومرتبات والذي لن يتحمل مشاهدة ثرواته تنهب من قبل تحالف العدوان ومرتزقته.
وعبروا عن أملهم في تكثيف الضربات وضرب أي هدف لم يصغي لتحذيرات القوات المسلحة، كما فوضوا بشكل مطلق القيادة اليمنية في صنعاء في اتخاذ كل خطوة من شأنها تحافظ على البنية التحتية وإيقاف نهب الثروات في البر والبحر.
فيما أكد ناشطون من أبناء حضرموت في مواقع التواصل الاجتماعي، أن أبناء وقبائل المحافظة حاولوا خلال الأشهر الماضية منع تصدير ونهب النفط اليمني الخام، إلا ان تحالف العدوان ومرتزقته تجاهلوا المطالب الخدمية والتنموية للمحافظة واستمروا في نهب النفط.
ومن جانبه، أعلن القيادي في الحراك الجنوبي إياد الردفاني، تأييده وترحيبه للخطوة التي أقدمت عليها قوات صنعاء، الجمعة، بعد استخدام القوة وقصف ميناء الضبة في محافظة حضرموت المحتلة، وذلك بهدف منع تصدير النفط الخام الذي يتم نهبه وسرقته من قبل تحالف العدوان ومرتزقته وأدواته.
وفي تصريح مقتضب، قال القيادي الحراكي الردفاني: “أؤيد تأييداً مطلقاً استخدام صنعاء القوة لمنع تصدير النفط؛ لأن الشعب لا يستفيد مطلقاً من عائداته وتذهب إلى جيوب الفاسدين“، مبيناً أن بقاء الثروة في جوف الأرض أفضل من تصديرها للخارج دون أن تعود على الشعب بالنفع.
وتأتي هذه التصريحات وغيرها ضمن حملة التأييدات الواسعة للناشطين في المحافظات الجنوبية المحتلة إزاء الضربة التحذيرية التي نفذتها صنعاء قرب ميناء الضبة النفطي شرقي المكلا بمحافظة حضرموت، يوم الجمعة، في محاولة لمنع سفينة شحن نفطية كانت في طريقها لتحميل مليوني برميل من النفط الخام اليمني.
وأكد الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، أن هذه الضربة تبقى عملاً إيجابياً جيداً ويحسب لقوات صنعاء أنهم منعوا نهب شحنة نفطية جديدة، لأن أبناء المحافظات الجنوبية المحتلة، لم يكونوا ليحصلوا من هذه الشحنة على أية فائدة، وعلى الرغم أن حضرموت أكبر منتج للنفط في اليمن إلا أنها المحافظة الفقيرة والتي لا تستفيد منها شيئاً بما في ذلك افتقارها للكهرباء ووقود محطات التوليد الكهربائية.
في حين أوضحت مصادر عسكرية أن صنعاء باتت اليوم تفرض معادلة جديدة وهي “النفط مقابل المرتبات”، وأن الهجوم محلي لا علاقة له بالتصعيد الجوي مع دول العدوان، ولفتت هذه المصادر إلى أن أي ردة فعل من قبل العدوان ستواجه بقوة، مؤكدة أن القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير في جهوزية عالية.
وكشف نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي، العميد عبدالله بن عامر بإن المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ بذل جهوداً كبيرة سابقاً من أجل إخراج شحنة نفطية بـ2 مليون برميل من نفط حضرموت.
وقال بن عامر “المبعوث الأمريكي ظل منذ حوالي أسبوعين يعمل من أجل السماح للسفينة للوصول إلى ميناء الضبة لنهب مليوني برميل من نفطكم أيها اليمنيون الأحرار، فكان الرد على الأمريكي اليوم بهذه العملية التحذيرية الناجحة”.
بن عامر أشار أيضاً إلى أن “أبرز نتائج الضربة التحذيرية التي نفذته القوات المسلحة اليمنية، هي: 1– استحالة وصول أي سفينة إلى ميناء الضبة لنهب النفط بعد اليوم دون موافقة صنعاء. 2– إمكانية الوصول إلى أي سفينة على طول الخارطة البحرية، ما يعني السيطرة على الحركة من وإلى جميع الموانئ. 3– لتجاوز هذا الوضع الاستثنائي فلا خيار أمامهم إلا التسليم بحقوق الشعب ومطالبه”.
و رأى مراقبون من جهتهم أن الضربة التحذيرية وفق هذه المعطيات تمثل تحدياً قويا للولايات المتحدة الأمريكية التي تبحث اليوم بأي شكل من الأشكال عن رفع الإنتاج العالمي من النفط الخام.
وفي طبيعة الضربة وتنفيذها يرى خبراء عسكريون بأنه كان هناك دقة في التوقيت وتحديد الهدف ونوعية السلاح المناسب لتنفيذ الضربة، بحيث لا تتجاوز مجال التأثير ولا تؤثر بأي شكل من الأشكال على أمن الملاحة الدولية وعلى سلامة السفينة وطاقمها أو على المنشآت الوطنية النفطية وبالقدر الذي من خلاله تصل الرسالة التحذيرية ويتحقق الهدف بثني السفينة عن مواصلة دخولها نحو الميناء، وهو ما حدث بالفعل.
في المستجد، توقع خبير يمني، محسوب على تحالف العدوان، أن يحدث إغلاق موانئ النفط في حضرموت تغييراً كبيراً في سير المفاوضات الجارية والعلاقات مع الأطراف الغربية.
وأشار عباس الضالعي، المحسوب على حزب الإصلاح، إلى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ستتجهان للتعامل مع صنعاء مباشرة باعتبارها صاحبة القول والفعل.. كما ستخضع السعودية والإمارات لكل شروط صنعاء وهو ما يعني صرف المرتبات لكافة موظفي الدولة مدنيين وعسكريين.
فيما حذر نائب وزير خارجية حكومة صنعاء، حسين العزي تحالف العدوان والموالين له من أي محاولة استفزازية جديدة لتصدير النفط الخام اليمني ، داعيا إياهم إلى احترام حقوق الشعب اليمني ومنها رواتب الموظفين .
وقال العزي في تغريدة على حسابه بموقع (تويتر): “لا أحد بمستوى صبر صنعاء وتمسكها بالسلام، فمع قدرتها الكبيرة على الإيذاء إلا أنها لا تفعل ولا تريد أن تفعل”.
وأضاف: “أيها العالم.. إن مشهد نهب ثرواتنا النفطية والغازية وأبناء بلادي يموتون جوعا، ليس فقط مستفزاً وإنما يستنفد كل صبرنا”. وختم قائلاً: “كرجل سلام، أنصح باحترام حقوق شعبنا المظلوم، وأحذر من أي استفزاز إضافي ضد صنعاء”.