اصحي يا مصر
أفق نيوز – بقلم – أحمد الزبيري
تأمر النظام السعودي بصفة خاصة والخليجي بصفة عامة على مصر ليس وليد اليوم بل يمتد لعقود ولكن اليوم اتخذ منحى جديد بأن جعل المال النفطي مصر تتأمر على نفسها وما حكاية جزيرتي تيران وصنافير عنا ببعيد.
لا نقول جديد حول بيع الجزيرتين في واحدة من اكثر المناطق حساسية قرب خليج العقبة وهي الأكثر تهديدا للأمن المصري عسكريا واقتصاديا ..السعودية ليست من تلك الدول التي تعمل من أجل أمنها بل هي دولة وظيفيه وبيع مصر لتيران وصنافير يأتي في سياق فرض هيمنة إسرائيل على البحر الأحمر لأن السعودية تعتقد انها تحمي نظامها الوظيفي الذي تنتقل مسؤولية الحماية من أمريكا الى كيان العدو الصهيوني.
قبل أيام اعلن الجيش المصري بأنه تولى قيادة أمن البحر الأحمر من خليج عدن وحتى خليج العقبة ورغم ان كل هذا الامتداد المائي لا علاقة لمصر بملكيته لكنها تؤدي وظيفة للسعودية وأمريكا وإسرائيل ..مصر السيسي تتاجر بأمنه القومي والمنطقة البحرية الواقعة بين خليج عدن وحتى الجزر اليمنية المحتلة من قبل السعودية واهمها جزيرة فرسان هذه كلها جزر ومياه يمنية وطالما كانت هذه الجزر حامية أساسية حقيقية للأمن القومي المصري وهي تحت السيادة اليمنية فما الذي تفعله اليوم مصر بأمنها وبحاضرها ومستقبلها ..الأسئلة كثيرة في هذا الاتجاه وقد عملت القيادة المصرية وتعمل اليوم ضد أمنها القومي من تقسيم السودان الى السماح لاثيوبيا بتهديد مصر مائيا ومصر وحضارتها ووجودها الجيوسياسي بجانب كبير من يرتبط بالنيل والبحر الأحمر الذي تقع عليه قناة السويس .
سياسة الدول ومصالحها وأمنها لا تعتمد القسم الشفوي الذي هو نوع من الاستهبال وينبغي ان يسأل السيسي عن تصرفه مع رئيس الوزراء الاثيوبي آبي احمد في القاهرة الذي اخذ منه القسم ان بناء سد النهضة لن يؤثر على مصر واليوم السيسي تحت تأثير نفس الضغوط والتي في غالبيتها تحت طابع مالي يتولى ما يسمى بالقيادة المصرية في البحر الأحمر للحصول على وديعة قيمتها 5 مليار دولار لن تنقذ مصر من أزماتها مثلما لم تنقذها عشرات المليارات من قبل وما سينقذ مصر حقا هو وجود قيادة مصرية تدرك عظمة هذا البلد الحضاري ودوره المحوري عربيا وافريقيا وحتى أوروبيا من خلال وجود مصر على البحرين الأحمر والمتوسط.
اليمن لا تريد ان تصطدم بمصر.. واليمن تدرك أهمية ان تستعيد مصر لمكانتها ودورها العربي والإسلامي والعالمي وكل ما قويت مصر قويت الأمة وكلما ضعفت مصر ضعفت الأمة وهذه حقيقة لا تحتاج الى اثبات ولكن من اين نأتي لمصر بقيادة مثل جمال عبد الناصر الذي كان واحدا من قادة حركة التحرر الوطني وعدم الانحياز ..تقزمت مصر وقزمت الأمة معها وهذا ما لاينبغي للشعب المصري استمراره أما موضوع المياه الإقليمية اليمنية والجزر الواقعة فيها ومضيق باب المندي فهذه كلها ستبقى ملكا لليمن ونظام العدو السعودي ومن خلفه العدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني يريدون فقط توريط مصر حتى تكون المواجهة معها وليس مع أعداء الأمة الحقيقيين ..على مصر ان تعيد حساباتها وعلى النخب الاقتصادية والسياسية والعسكرية في مصر ان تدرك وتعي خطورة دفع إسرائيل و السعودية لمصر الى مستنقعها الدموي وخطورة ذلك على مصر أولا وفقدان ما تبقى لها من احترام ومكانة يعول عليها..على الشعب المصري ان يدرك ان جيشه لا ينبغي ان يكون مرتزقة في البحر كما كان الجيش السوداني مرتزقا بالبر في العدوان على الشعب اليمني الذي طالما كان يدرك ان امن اليمن من امن مصر والعكس وان الدول الوظيفية المصطنعة وعلى رأسها الكيان الصهيوني وكيان بني سعود لطالما كانوا هم التهديد الذي يستخدمه الغرب الاستعماري ضد مصر واليمن والأمة كله..اخيرا نقول اصحي يا مصر .