تفاهة وإسفاف الدراما الرمضانية!
أفق نيوز – بقلم – حمدي دوبلة
قبل ظهور فضائيات الانحطاط والتفاهات الدرامية – التي ارتبطت للأسف بشهر رمضان المبارك ولا تزال كذلك – كنا ننتظر الشهر الفضيل بلهفة وشغف من أجل متابعة المسلسلات التاريخية الهادفة التي تتحفنا بها مؤسسات الإنتاج وخصوصا في جمهورية مصر العربية وسوريا وغيرهما، وكانت تساهم بمحتواها الراقي ورسالتها النبيلة في التهذيب وتقويم السلوكيات وتعريف الناس بثراء وعظمة التاريخ الإسلامي.
-أخذت الظاهرة الإعلامية الحميدة في التراجع والانحسار مع الزمن، وإذا بها عاما بعد آخر تزداد سقوطا وتفاهة وتغييبا للعقل البشري لتصل إلى مستويات غير مسبوقة من الانحطاط الإنساني مؤخرا، مع سيطرة شبكات تلفزيون “إم بي سي” – الممولة بأموال طائلة من الخزينة السعودية – على النسبة الأكبر من مساحة البث والمتابعة، وإذا بها تتصدر المشهد في تغريب المجتمعات العربية، والترويج للثقافة الوافدة، وتحريف الحقائق والاستخفاف بالعقول ووصلت إلى درجة أنها لا تمانع في بث أعمال هندية أو غربية مدبلجة تمجّد الأوثان والشرك بالله.
-في الآونة الأخيرة أصبحت التفاهة مكونا رئيسا في الخريطة البرامجية لغالبية الفضائيات المنضوية في مجموعة الـ”إم بي سي” السعودية وتمتد تلك السخافات لتشمل الكثير من القنوات اليمنية، وتحديدا ” المهاجرة” منها، والتي تُسخّر تفاهاتها لخدمة أحزاب أو توجهات وأجندة سياسية معينة بقوالب كوميدية محبّبة إلى الجماهير لتحظى على ما بها من انحطاط و إسفاف بقاعدة واسعة من المتابعة من قبل الباحثين عن ابتسامات عابرة ولحظات مرح، ولو على حساب الحقائق والأخلاق والسلوكيات السويّة.
-استغفال الجماهير والاستخفاف بعقولهم عبر مسلسلات التدجين وبرامج الكوميديا التافهة التي تُنفق عليها الملايين، هدفها – كما بات واضحا – إغراق الناس في اللهو، وتسطيح عقولهم ومنعها من التفكير في المآسي التي تعيشها الأمة بسبب ابتعادها عن الإسلام وتعاليمه ومبادئه ومُثله العليا.
-ليس غريبا أن يتزامن صناعة وعرض هذه التفاهات خلال شهر رمضان المبارك، ففي زمن التطبيع، هناك من يعمل بكل جد ويوظف كل إمكانياته لإبعاد الناس عن الطاعات والروحانية المرتبطة بالشهر الكريم، وإفساح المجال الواسع للترويج لثقافة اللهو وترويض الفكر للقبول بمفردات التصالح والتسامح مع العدو، ولكن وفق رؤى وتوجهات ورغبات الأعداء، وذلك لن يتأتّى – كما يعلمون – إلّا بتخريب العقل العربي، وهو ما يقوم به الآن وكلاء الشيطان من المنتجين والمؤلفين والمخرجين ومن يقف خلفهم في أنظمة الخنوع والاستسلام والرذيلة.. ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.