السلام المشرف تصنعه الإرادة اليمنية المنتصرة!
أفق نيوز – تقارير
مرتزقة الرياض وأبو ظبي كانوا منذ بداية شن العدوان على اليمن وحتى اليوم قد راهنوا ورهنوا أنفسهم لتحالف احتلالي استعماري أمريكي سعودي بريطاني إماراتي هزم بكل إمكانياته العسكرية والمالية والإعلامية أمام صمود شعبنا الأسطوري على مدار ثمانية أعوام من الحرب العدوانية الظالمة التي استهدفت الأرض والإنسان وكل البنى الخدمية الضرورية للحياة وقدم خلالها أحرار اليمن التضحيات الجسام مسطرين الانتصارات والمآثر الخالدة انتصاراً للإرادة اليمنية في الحرية والسيادة والوحدة والاستقلال، وفي سبيل الخلاص من أزمنة التبعية والوصاية والهيمنة السعودية الأمريكية.
وفي هذا السياق لم تكن يوماً قراءة المرتزقة بمختلف مسمياتهم لمآلات الحرب العدوانية الظالمة على شعبنا ونتيجتها الحتمية صائبة أو حتى قريبة من الصواب رغم مشاهدتهم عن كثب لما يقوم به العدوان واستخداماته لهم وذرائعه المتعددة لأنهم كانوا ينظرون بعيون عمياء ويسمعون بآذان صماء بعد أن باعوا أنفسهم لتحالف العدوان بثمن بخس .
أصبح اليوم وبالا عليهم .. لتكون الصدمة النفسية لديهم وهم يشاهدون الوفد السعودي برئاسة السفير (( آل جابر)) وهو في عاصمة القرار الوطني وبحضور وفد سلطنة عمان الشقيقة، التي بذلت جهوداً مخلصة للوصول بالمفاوضات اليمنية السعودية إلى مرحلة قطف أولى ثمار الصمود والانتصار ليس فقط للمحافظات الحرة بل لليمن كله من صعدة إلى المهرة بره وبحره وسمائه .
وفي هذا المسار أكد العديد من السياسيين والخبراء والمحللين والمتابعين والمهتمين بالشأن اليمني أن وصول الوفد السعودي إلى العاصمة صنعاء وبرئاسة (( آل جابر)) الرئيس الفعلي لما يسمى (( بمجلس القيادة التابع للرياض كما يصفه البعض وبشكل علني لأول مرة يعد اعترافاً سعودياً صريحاً بالجمهورية اليمنية وسيادتها ووحدتها واستقلالها وقيادتها الثورية والسياسية والعسكرية العليا ، وهذا ما كان له أن يكون لولا انتصارات شعبنا وقواته المسلحة في مختلف جبهات المواجهة ، ولولا وصول الرياض إلى قناعة بالهزيمة في ميدان المواجهة والتي عززت من نجاحات جهود المفاوض الوطني والوسيط العماني في المفاوضات المباشرة بين صنعاء وقائدة تحالف العدوان (( السعودية)) التي حاولت أن تجعل من نفسها وسيطاً في بداية المفاوضات الأخيرة بغية التنصل عن دفع الأضرار الناجمة عن حربها العدوانية الجسيمة، لكنها فشلت في مسعاها الناتج عن حساباتها الخاطئة طيلة ثمانية أعوام من الحرب والاحتلال حتى وصلت إلى مرحلة الغرق في مستنقع الهزيمة بكل أبعادها العسكرية والسياسية والاقتصادية والأخلاقية ، وبعد أن وصلت إلى قناعة بأن أمريكا التي أعلنت عدوانها على اليمن من واشنطن قد مارست ابتزازها مليارات الدولارات وورطتها في حرب عدائية أخفقت في تحقيق هدفها الاستراتيجي وكلفتها خسائر فادحة طيلة أعوام عدوانها، بل أوصلتها أطماعها إلى وضع مجمل منشآتها النفطية والاقتصادية والحيوية في مرمى القوة العسكرية الرادعة للجمهورية اليمنية، التي فرضت عامل التوازن العسكري الاستراتيجي في مسرح العمليات الذي توسع ليشمل عمق أراضي العدوان وأبعد من ذلك بكثير .
إلى ذلك وفي مسار متوازٍ مع مواقف مرتزقة الرياض وفي مقدمتهم حزب الإصلاح الرافض عبر أبواقه الناعقة وناشطيه في مواقع التواصل الاجتماعي تقارب بين صنعاء والرياض لإحلال السلام العادل والشامل وبما يخدم مصالح الشعبين الجارين وأمن واستقرار المنطقة ، عملت الإمارات في وقت متزامن مع تواجد الوفدين السعودي والعماني في العاصمة صنعاء على تعزيز مرتزقتها في الساحل الغربي بالأسلحة والعتاد الحربي وأجهزة الاتصالات عبر سفينة نقل تابعة للقوات الإماراتية وصلت إلى ميناء المخا تحت حراسة مشددة وأفرغت حمولتها التي تم نقلها إلى مخازن ومعسكرات ما تسمى بقوات (( حراس الجمهورية)) بقيادة المرتزق طارق عفاش الذي يلعب دور العميل المزدوج مع أبو ظبي والرياض منطلقاً من مصلحته الشخصية في الحصول على المزيد من الأموال المدنسة ، إلى جانب استخدامه لميناء المخا لتهريب الأسلحة والممنوعات والاتجار بها عبر عصابات تهريب بعضها تحمل جنسيات أجنبية .
وأوضحت المصادر أن أبو ظبي تعمل بشتى الأساليب على إفشال توجهات الرياض التي تهدف إلى وقف العدوان على اليمن وتلبية مطالب الشعب اليمني الحقوقية بعد أن أدركت بأنها قد ورطتها واشنطن في حرب خاسرة وفق حسابات لا تخدم سوى مصالح الصهيو أمريكية في المنطقة .
وأشارت المصادر إلى أن إعلان الإمارات عن انسحابها من حضرموت وشبوة ماهو إلا خدعة مكررة سبق وأن استخدمتها في مراحل متفاوتة .
وفي هذا المنحى أكدت مصادر مطلعة بمحافظة المهرة بأن الإمارات سحبت أسلحة وعتاد عسكري بصورة عاجلة من محافظتي شبوة وحضرموت لترسيخ تواجدها الاحتلالي في جزيرة عبد الكوري التابعة لأرخبيل جزيرة سقطرى المحتلة التي أقامت الصهيو أمريكية الإماراتية فيها قاعدة ذات مهام تجسسية وعسكرية متعددة لفرض الهيمنة على الممرات الملاحية الدولية ونهب الثروة الغازية التي تختزنها الجزيرة .. وبينت المصادر أن جزءا كبيرا من العتاد العسكري الإماراتي الذي تم سحبه من البوابة الشرقية المحتلة لليمن قد تم نقله على وجه السرعة إلى ميناء المخاء الواقع تحت الاحتلال الإماراتي وإلى جزيرة عبد الكوري .
وعلى ذات الصعيد أوضحت مصادر متعددة أن أمريكا وفي إطار نشاطها الهادف إلى إعاقة جهود السلام في اليمن والمنطقة عموماً أوعزت للإمارات بتعزيز الإجراءات العسكرية لتأمين مضيق باب المندب لاسيما في ظل التحركات الروسية الصينية – الإيرانية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي على حد وصفها .. وأشارت ذات المصادر أن التحركات الإماراتية في الساحل الغربي وفي الجزر اليمنية المحتلة في المرحلة الراهنة شديدة الخطورة تهدف إلى حماية أمن ومصالح الكيان الإسرائيلي المؤقت الذي يعاني من تهديدات داخلية وخارجية تنذر بقرب زواله خصوصاً بعد أن أصبح دور أمريكا بالمنطقة يتراجع ويتلاشى في وقت يزداد فيه تصاعد وتيرة الصراع الدولي وبروز تحالفات الصين وروسيا ومعها قوى إقليمية أخرى بهدف إيجاد نظام عالمي متعدد الأقطاب لا مكان فيه للهيمنة الأحادية الأمريكية .
وفي هذا السياق لم تستبعد المصادر أن ما تقوم به الإمارات من تحركات ليس بخفايا على الرياض لا سيما وهي من قامت بضم أبو ظبي ومليشياتها إلى تحالفها العدواني بحسب تأكيدات ذريعتها (( الشرعية المزعومة)) التي كانت قد طالبت السعودية بالاستغناء عن حليفتها الإمارات خاصة بعد استهداف مليشيا الإصلاح في نقطة العلم وإيغال مرتزقتها بتنفيذ عمليات اغتيالات عديدة استهدفت علماء دين وقيادات بحزب الإصلاح بمدينة عدن المحتلة حينها وفي مدينة مأرب لاحقاً .
ونخلص إلى التأكيد أن الشعب اليمني المنتصر على قوى العدوان يقف اليوم أكثر قوة واقتدار للسير قدماً لاستكمال معركة التحرر والاستقلال وحماية ثرواته الوطنية والحفاظ على سيادته ووحدة ترابه الوطني ، وفي ذات المسار يتطلع إلى السلام المشرف والعادل والمنصف لكل أبناء اليمن الشرفاء الأحرار بمختلف مكوناتهم السياسية والاجتماعية والثقافية ، والمضي قدماً صوب بناء وطن قوي مهاب كامل السيادة موحد الأهداف خال من المرتزقة الذين باعوا الأرض والعرض وخانوا اليمن مقابل المال المدنس ، والذين نراهم اليوم يرفعون أصواتهم الناعقة مطالبين ببقاء قوى الاحتلال في المحافظات والمناطق المحتلة بدلا من الاعتزاز للشعب اليمني واستغلال قرار العفو العام والعودة إلى صف الوطن والعيش بعزة وكرامة بين أهلهم وذويهم ، وبنعيقهم المخزي هذا يؤكدون من جديد أنهم لم ولن يكونوا يوماً مواطنين يسهمون في بناء مستقبل أجيال اليمن الأحرار الرافضين للوصاية والتبعية والارتهان للخارج .. ورغم كل ذلك يبقى القول الفصل أن الإرادة اليمنية تمضي من نصر إلى نصر وأن السلام المنشود هو سلام الأقوياء ، وهذا ما ينبغي استيعابه من قبل قوى العدوان قبل فوات الأوان .
صحيفة اليمن