أفق نيوز
الخبر بلا حدود

هام .. المبعوث الأممي الأسبق: تدخل السعودية عسكرياً في اليمن كان خطأ كارثي وهو الذي أجهض العملية السياسية

317

أفق نيوز | متابعات :

أكد المبعوث الأممي الأسبق لليمن جمال بن عمر مجدداً أن السعودية أفشلت حوار اليمنيين بعدوانها على الشعب اليمني في العام 2015م .

وسرد بن عمر في حوار متلفز أجرته قناة “روسيا اليوم” ضمن برنامج قصارى القول تفاصيل إفشال السعودية للاتفاق الذي كان قد تم بين الأطراف اليمنية قبل يومين من إعلان تدخلها العسكري في اليمن .. ولأهمية ما ورد في الحوار 21 سبتمبر يعيد نشر أبرز ما جاء في الحوار:-

حيث قال المبعوث الأممي الأسبق جمال بن عمر إن اتفاق الرياض مع صنعاء جيد لكنه لا يعني نهاية الصراع في اليمن لأنه صراع على السلطة والثروة

وأوضح أن الوضع في اليمن لا يزال هش جداً لأنه لا يزال من غير الواضح طبيعة التفاهمات التي حصلت ما بين السعودية وصنعاء، ولكنها خطوة جيدة أن يكون هناك تواصل مباشر ما بين السعودية وأنصار الله هذا تقدم يمكن البناء عليه لكن الحل الشامل ليس هناك أي مؤشرات على أن اليمنيين اقتربوا من اتفاق على ترتيب دائم لأن الصراع على السلطة والثروة والآن اليمن أصبح منقسم وعدد من المناطق يسيطر عليها أمراء حرب خلقتهم هذه الحرب الأخيرة لكن على أي حال ما جرى مؤخراً من محادثات بين صنعاء والرياض هو إيجابي يمكن أن يوفر الظروف الموضوعية للبدء في عملية سياسية شاملة يقودها اليمنيون.

وأشار بن عمر إلى أن الأحزاب التي صعدت للسلطة انقلبت على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني برفضها إشراك أنصار الله والحراك الجنوبي في السلطة ومحاولة فرضها تقسيم اليمن لـ6 أقاليم .

وأكد بن عمر أن أنصار الله لم يلجاؤون للسلاح بعد مؤتمر الحوار الوطني إلا بعد أن انقلبت الأطراف الأخرى المشاركة في الحوار الوطني على الاتفاق الذي تم التوافق عليه بالمؤتمر وهو مشاركة أنصار الله والحراك الجنوبي في السلطة المتمثلة بحكومة شراكة وطنية حيث رفضت بعدها الأحزاب التي كانت تحكم (الإصلاح تحديداً) إضافة إلى الرئيس هادي حينها رفضوا إشراك  أنصار الله والحراك الجنوبي في حكومة شراكة، وهذا خرق لمخرجات الحوار الوطني .

وأضاف بالقول : كما أنه تم فرض هيكلة دولة جديدة بناءً على أسس عامة وخطوط عريضة لبناء نظام حكم فدرالي تم الاتفاق عليه داخل مؤتمر الحوار الوطني، ولكن لم يكن هناك أي اتفاق على التفاصيل ومنها عدد الأقاليم، فمسألة الأقاليم تم فرضها فرضاً من قبل الأحزاب الحاكمة وهادي على أنصار الله والحراك الجنوبي بعد انتهاء مؤتمر الحوار وهذا كان خطأ قاتل لأن أنصار الله في هذا التقسيم (أي الستة أقاليم) حشروا في منطقة نائية جبلية ليست لها أي موارد وليس لها أي منفذ إلى البحر كما رفض الجنوبيون هذا التقسيم آنذاك، هذه بعض الأشياء التي ساعدت على التوتر في تلك الفترة.

السعودية تدخلت عسكرياً في اليمن بعد يومين فقط من الاتفاق النهائي بين اليمنيين

وتابع بن عمر بقوله : ورغم ما حدث حينها تم إجراء عملية سياسية بين اليمنيين، والأمم المتحدة كانت ميسرة لمفاوضات بين اليمنيين من بداية العام 2011 نحن يسرنا المفاوضات التي أدت لنقل السلطة من صالح إلى هادي ويسرنا مفاوضات التهيئة لمؤتمر الحوار الوطني، خلال فترة المؤتمر أيضاً كنا ميسرين كذلك لليمنيين وقد نجح مؤتمر الحوار الوطني لكن للحزبية الضيقة والحسابات الشخصية هذه كلها أدت إلى مزايدات وتفاقم الوضع، رغم ذلك عندما تعقد الوضع بداية 2015 كان الفرقاء اليمنيين كلهم مجتمعون على طاولة الحوار وكنا نيسر هذه المفاوضات فيما عرف حينها بمفاوضات موفمبيك وحققنا تقدم بشكل كبير باتجاه حل نهائي مبني على تقاسم السلطة وتم الاتفاق على شكل السلطة التنفيذية والتشريعية ومؤسسات الدولة وبقيت هناك خلافات تتعلق بموضوع الرئاسة ومكان التوقيع، أنا زرت السعودية قبل يومين من بدء الحرب العسكرية التي قادتها السعودية على اليمن وكان النقاش على مكان التوقيع فقط حيث كان السعوديون يلحون على أن يكون التوقيع في الرياض بينما أنصار الله وعلي عبدالله صالح كانوا رافضين هذا المقترح وكنا نبحث عن حل لكن التدخل العسكري بقيادة السعودية هو الذي أجهض العملية السياسية في اليمن وهو الذي عقد الوضع الذي كان أصلاً وضعاً معقداً، فالتدخل العسكري الخارجي فتح الباب لمسار جديد مؤلم.

القرار 2216 سبب تعثر دور الأمم المتحدة ومبعوثيها في اليمن وسبب استقالتي

كما تابع المبعوث الأممي بالقول للقناة الروسية : كان دور الأمم المتحدة ميسر وإيجابي وفعال في الأحداث اليمنية من بداية 2011 حتى مارس 2015، ففي مارس 2015 كان هناك مسودة اتفاق جديد بين كافة اليمنيين كان قد تم الإعداد لها لكن التدخل العسكري السعودي والإماراتي أجهض هذا الاتفاق، من بعد ذلك حدث شيء مهم وهو القرار الذي أصدره مجلس الأمن الدولي (2216) هذا القرار عملياً يطلب وهو قرار عجيب غريب وهو عملياً يطلب من طرف واحد وهم أنصار الله  الاستسلام لحكومة ليست موجودة إلا في فنادق الرياض وهذا القرار كان غير واقعي وعقد العملية السياسية وجميع المبعوثين الأمميين يعملون في إطار قرارات مجلس الأمن، عندما قرأت مسودة هذا القرار اتضح لي أنه ليس هناك الآن أي دور سيكون إيجابي لمبعوث الأمم المتحدة وحينها قدمت استقالتي، والمبعوثين الأمميين الذين جاؤوا من بعدي كلهم عملوا في إطار هذا القرار الذي في الحقيقة لم يساعد بل عقد المسار السياسي في اليمن لأنه في نهاية المطاف كان القرار الصائب أن يكون داعياً جميع الأطراف للتفاوض وبتيسير من ممثل الأمم المتحدة لكن هذا القرار كان كارثة في الحقيقة وأثر على دور الأمم المتحدة ومبعوثيها.

إيران

كما أكد بن عمر أن تدخل السعوديين عسكرياً في اليمن دفع أنصار الله للاتجاه لإيران وطلب العون منها وأكيد أصبح أنصار الله الآن حاصلين على خبرة في صناعة الطائرات المسيرة وكل السلاح المتطور، لكن لا يمكن اختزال الوضع في اليمن للقول بأن الصراع في اليمن هو بين إيران والسعودية هذه التعقيدات حصلت فيما بعد، بعد التدخل العسكري السعودي لكن الصراع أساساً هو صراع على السلطة ما بين اليمنيين وكان صراع لم يحسم بعد، وحتى إذا كانت هناك تفاهمات ما بين إيران والسعوديين هذا لا يعني أنه سيكون هناك سلم في اليمن.

السعودية أرادت تنصيب حكومة تقيم عندها في الفنادق وتدخلها كان خطأ كارثي

واستطرق المبعوث الاممي الأسبق بالقول : الصراع في اليمن لم يأخذ بعداً إقليمياً إلا بعد أن تدخلت السعودية عسكرياً في اليمن، الخطأ الكبير الذي ارتكبته السعودية هو في مارس 2015 حين ظنت أن بإمكانها تنصيب حكومة موالية لها والحد من سيطرة أنصار الله وكان هذا خطأ قاتل، فقد وجدنا أن السعودية لم تحقق أي من أهدافها في اليمن بل بالعكس أدت تصرفاتها إلى تقوية أنصار الله وأصبحوا الآن قوة كبيرة أكثر مما كانوا في السابق كما أن هذه الحرب أدت إلى خلق أمراء حرب جدد كل واحد فيهم يسيطر على منطقة معينة في اليمن وهذا أدى إلى تقسيم اليمن وأدى إلى الكارثة التي نراها الآن.

المبعوث الحالي طلب مني نصيحة وقلت له 2216 يجب أن يلغى كي تستطيع أن تنجح

كما قال بن عمر : أنا نصحت المبعوث الأممي الحالي إلى اليمن عندما تواصل بي حين تم تعيينه طالباً النصيحة، وأنا قلت له أول نصيحة أنه يستحيل أن يقوم بدور الميسر إذا كان قرار مجلس الأمن يطلب من طرف الاستسلام لطرف آخر وهو القرار 2216 إذا لم يتغير هذا القرار سيكون من الصعب عليه العمل، كذلك الأمم المتحدة ليس فقط في اليمن ولكن في عدد من مناطق العالم الناس ينضرون للأمم المتحدة أنها واجهة للقوى الأخرى الكبرى ممثلة بالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا.

يجب على القوات الأجنبية الموجودة في اليمن الخروج من البلاد لأنه لا يوجد مبرر لوجودها، كما على الدول التي تدخلت عسكرياً في اليمن أن تكف أيضاً دعمها للأطراف المحلية في اليمن .

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com