أفق نيوز
الخبر بلا حدود

لحظة راهنة هي أكثر وضوحاً.. ليس أمام الشعب اليمني وقيادته إلَّا تفعيل العمل العسكري

667

أفق نيوز – تقرير – إبراهيم الوادعي

دخلت مفاوضات السلام في اليمن بين صنعاء والرياض مرحلة الجمود، حيث كان مقررا أن تستلم صنعاء رد الرياض على مباحثات رمضان وهو ما لم يتحقق حتى اللحظة .

غادر الوفد السعودي صنعاء في شهر رمضان تحت ضغط أمريكي بعيد وصول المبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ إلى الرياض .

تحدث السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بوضوح عن وجود تبادل أدوار بين السعودية وواشنطن لإبقاء الملف الإنساني دون حل والقفز على المراحل التفاوضية .

وقال إن ذلك لن يكون مقبولا من صنعاء، وأن الرياض تغامر بعودة التصعيد الذي لا تخشاه صنعاء بل تطلبه في ظل المماطلة والمراوغة السعودية والأمريكية .

ونبه السيد الوساطة العمانية إلى أن الوقت ينفد أمام جهود السلام وأن الوقت المتاح ليس مفتوحا إلى الأبد في ظل تلكؤ سعودي .

على الأرض لم تصرف الرواتب، وبدلا من فتح وجهات متعددة من مطار صنعاء وفقا لتفاهمات الهدنة والتهدئة، أضاف تحالف العدوان 3 رحلات جديدة فقط ضمن الوجهة الوحيدة إلى الأردن لتبقى الأخيرة منفذ اليمنيين الوحيد إلى العالم مع ما يحمله ذلك من صعوبات وكلف على المرضى المسافرين العاديين .

 

في السطور التالية نبحث مع سياسيين أبعاد هذا الجمود والوضع القائم:

السفير د. أحمد العماد – عميد المعهد الدبلوماسي:

الجميع يدرك منذ البداية أن العدوان هو أمريكي بامتياز وان السعودية استخدمت بسبب العقلية العقيمة المعشعشة في نظامها ضد اليمن ورغبتها التاريخية في منع استقرار اليمن، دفعها الأمريكي واستغل قطرها الضيق تجاه اليمن وورطها في حرب عدوانية جنونية استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة القادمة من بريطانيا وأمريكا .

لم يعد بمقدور السعودية أن تفعل أكثر مما فعلت وكل أدواتها التي بنتها من دماء وآهات اليمنيين لعقود وضعتها في سلة الحرب وفشلت..

ومن الواضح أن السعودية لم تعد ترغب في استمرار الحرب بالشكل الذي جرت عليه العادة، راضية أو مجبرة، فشلت وهي تدرك هذا الكلام، وتدرك أن معادلة الصراع تتغير تدريجيا لصالح اليمن التي تتصاعد قوتها وقدرتها في الردع، مقابل ضعف أدوات السعودية وتلاشي رجالاتها وعملائها في اليمن .

وأضاف : السعودي نعم لم يعد يرغب بالحرب الذي كان عليها، لكن هل بات مقرا بالسلام، للأسف السعودي مازال يراهن على قدراته الدبلوماسية بعد أن فشلت قدراته العسكرية، مازال يراهن على دهائه ومكره للتغلب على اليمنيين، وهذا يتطلب تعزيز الجبهة السياسية للمواجهة، وعبر ذلك يخلق خلخلة في الجبهة الداخلية يقفز على مراحل ويحدث تفككاً اجتماعياً ويخلق نقاشات تعد هامشية بالنظر إلى القضايا الأساسية كوقف العدوان ورفع الحصار .

وما تبقى للسعودي هو المماطلة في الوقت، السعودي صار يلعب في الوقت فقط، حتى عندما يأتي لم يعد يفاوض في الثوابت وهي الاستحقاق السياسي للهدنة ولا حول التزامه بها، حول التزامه بالرواتب حول التزامه بفتح المطار والميناء، ولا حتى المرحلة الثانية حول خروج القوات الأجنبية، هو يراهن على الوقت لخلخلة الداخل أملاً أن يحصل هناك تغيير في المسرح الدولي الذي هو ضاغط عليه نتيجة الأحداث التي وقعت في أوكرانيا، وأملاً في أن يخرج من بعض الالتزامات الواقعة عليه من قبل صنعاء .

 

فاتورة التصعيد المكلفة

ويشير العماد إلى أن صنعاء أبلغت السعوديين بأن المباحثات المقبلة يفترض أن تكون حاسمة، فلم يعد هناك الكثير من الحديث حول التفاصيل، ويجب وضع النقاط على الحروف والبدء بنقل الاتفاق إلى الواقع العملي .

وقال : أتوقع انه إما أن تذهب الأمور نحو الجدية في التنفيذ وتخفيف المأساة الإنسانية، أو تفعل الكثير من الأمور التي ستحرك المياه الراكدة، وعلى السعودي أن يدرك أن الفاتورة التي سيدفعها نتيجة التصعيد متى عاد أكبر بكثير من المزايا التي يغريه بها الأمريكي، ولن تقبل صنعاء بتبادل الأدوار، صنعاء لديها خصم واضح وهو السعودية التي أعلنت عن نفسها قائدا للحرب على اليمن، ولا علاقة لها بمن يدفعها ويغريها، والرياض لديها الكثير من الأوراق متى أرادت أن ترميها بوجه واشنطن.

صنعاء مدت يد التسامح رغم فداحة ألم العدوان، ولكنها لن تتسامح إزاء المخاتلة والمخادعة، والوقت ليس وقت المخادعة أو المراوغة وعلى الرياض حسم الموقف أو تحمل التبعات .

 

إفشال المناورات السعودية

-حميد عاصم عضو الوفد الوطني المفاوض:

لا يوجد مرتزق في العالم ويدفع المال سوى السعودية، وبالنسبة الينا فالسعودية هي الخصم المباشر وهي رأس الحربة في العدوان علينا .

السعودية تلعب على الحبال وتريد أن تكون في منأى عن التصعيد المتوقع، هي تريد الدفع نحو حرب أهلية، والسيد كان واضحا في خطابه الأخير، وكذلك الرئيس مهدي المشاط كان واضحا أيضا في خطابه في مدينة حجة، واكد أن لا فرق بين السعودية وأمريكا في العدوان على اليمن، ولا يمكن أن تمر هذه المناورة على اليمن .

تحالف العدوان لا يزال يسعى للسيطرة على اليمن، وهم يخشون حاليا معركة البحر، الأطماع الأمريكية واضحة في المياه اليمنية، وهي لا تريد أن تترك هامشا للسعودية وما يجري في المفاوضات مجرد تلاعب من الطرفين تقابله صنعاء بصبر ليس إلى ما لا نهاية .

مضيفاً: خطوط السلام واضحة، تسليم الرواتب وفتح المطار والميناء والتعويضات وملف الأسرى والذي لم يكن يحتاج إلى تطويل ولصدق الطرف الآخر .

المسؤولية تقع على صنعاء في منع أي مناورات سعودية جديدة، ويجب أن تذهب الأمور نحو الجدية أو القتال، ونحن ندرك أن السعودية هي أداة تنفذ الأجندة الأمريكية والبريطانية الصهيونية في المنطقة، عليها أن تتحمل مسؤولية الحرب علينا ما دامت تعلن نفسها دولة ومملكة .

وتابع: إذا عاد التصعيد فليس هناك ما نخاف عليه، قالها الرئيس المشاط بوضوح، وعلى السعودية ألا تراهن على حدوث حرب أخرى غير الحرب اليمنية السعودية من قبل دفاع اليمنيين عن أنفسهم وإجبار المعتدي على التسليم بالحقوق .

 

-أكبر من مجرد تحذير

عبدالرحمن الاهنومي – رئيس تحرير صحيفة الثورة: جمود المفاوضات نتيجة التلكؤ السعودي والوضع الحالي الذي نشهده لا يمكن أن يستمر في ضوء خطاب السيد عبدالملك الأخير، الذي أرسى معادلة واضحة لجهة أن صنعاء لن تقبل بلعب أدوار بين الرياض وواشنطن يبقي على المأساة اليمنية ويقطر الحقوق للشعب اليمني .

وأضاف: في الجانب السياسي اليوم بات على السعودي الذي ينصاع للتوجيهات الأمريكية بعد اتخاذ أي خطوات في الملف الإنساني أن يمضي فيه وخاصة لجهة الرواتب وفي الجانب العسكري جرى توسيع معادلة حماية الثروة الوطنية لتشمل الغاز والمعدن بعد تنفيذ الجزء المتعلق بمنع نهب الثروة النفطية .

ونستطيع القول أنه بعد عام ويزيد من الهدنة والتهدئة وصلت الأموال إلى مرحلة حاسمة إما أن يعود التصعيد العسكري وتعود العملية العسكرية، وهذا الوضع حذر منه السيد القائد ونبه إليه الوساطة العمانية التي تصطدم بالمماطلة السعودية .

وتابع: خطاب السيد الأخير لم يكن مجرد تحذير للسعودية بل تضمن المواقف فيما يتصل بالمفاوضات أن تأتي المفاوضات وأن يكون خفض التصعيد فرصة لحل الملف الإنساني والمضي في خطوات حقيقية لصرف المرتبات فعلا، فتح مطار وميناء فعلا، رفع حصار حقيقي، أو تعود المواجهات ونحن لا زالنا في حالة حرب.

 

الهامش السعودي

وحول المتاح للسعوديين أمريكيا في اليمن قال :

الهامش الذي أتيح للسعودي في الملفين الإيراني والسوري ولم يتح له في الملف اليمني يعود لسببين رئيسيين هما، أن التحرك السعودي في الملفين السوري والإيراني هو غير مفيد لا للإيراني ولا للسوري حتى وإن طبع السعودي مع الإيراني أو مع السوري وأعادها إلى جامعة الدول العربية، لا شيء من ذلك يضر بالمصلحة الأمريكية في المنطقة والعالم، بعكس الملف اليمني على اعتبار أن الحرب هي حرب أمريكية وأي خطوة في هذا الاتجاه هي تضر بالمصالح الأمريكية، حيث هنا شعب يرفع العداء لأمريكا وترى أمريكا في قواه السياسية التي “ترفع الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل” قلقا لأمريكا وهو ما تخافه أكثر من الموقع الاستراتيجي لليمن الذي هو ذو أهمية للأمريكيين في صراعهم مع الصين وروسيا .

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com