اليمن الكبير والمشاريع الصغيرة
أفق نيوز – بقلم – احمد الزبيري
الواعي بما يحدث لليمن يحتاج الى قرأة التاريخ القريب والمتوسط في العصر الحديث حتى يعرف انما يحصل اليوم ليس منفصل عما سبق وما سيحصل اليوم لن يكون منفصل عما سيأتي.
السعودية تشكل مجلس للحضارم وتعتقد انها بهذا المجلس ستتخلص من حليفتها في العدوان على اليمن دويلة ساحل عمان المسماة الامارات ..وهذه الأخيرة شكلت مجالس ومكاتب واحزمة ونخب ويتصارعون على اليمن وكأنها بلا كبير أو ارضا بلا ناس كما يقول اليهود الصهاينة عن فلسطين.
أطماع السعودية في حضرموت تعود الى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر أي منذ الدولة النجدية الأولى والثانية واستطاعت بدعم بريطانيا ان تستولي بالاجرام والحيلة على ثلث اليمن في ثلاثينيات القرن الماضي وبمساعدة أيضا الانجليز في ستينيات القرن الماضي وعشية الاستقلال من الأراضي اليمنية المحتلة بالجنوب استولت على الشرورة والوديعة وضلت عملية القضم تتواصل بعد ثورة سبتمبر واكتوبر وخاصة في الربع الخالي وازدادت شراسة بعد قيام الوحدة اليمنية واليوم تشكل مجلس للحضارم الذين معظمهم تجار متجنسين وحتى ان كانوا لا يرغبون في ذلك فهم مجبرين لأن رساميلهم تحت سيطرة ابن سعود.
اما الامارات الطارئة بن زايد يعتبر نفسه عبقري زمانه فمجالسه وزمره كثيرة وتريد ان تقاسم النظام السعودي في أرض اليمن الجنوبية والشرقية ..ففي حضرموت تريد الساحل وكذا في بقية المحافظات وللسعودية الداخل وهذا يمتد من سواحل المهرة وحتى سواحل البحر الأحمر إضافة الجزر وكأن هذه الأرض ليس لها صاحب وهم واهمون ويعتقدون ان الظرف الدولي والإقليمي يخدمهم وان واصلوا في هذا النهج فعليهم ان يفهموا ان لن يكون هناك ما يسمى بمملكة ابن سعود ولا مشيخيات أولاد زايد وستدور الدائرة ليعود كل ما بأيديهم لاصحابه الحقيقيين.
مجلس حضرموت وفهمناه الغير مفهوم ما يحدث في الساحل الغربي التهامي المطل على المضيق والممر المائي اليه وصراعات المرتزقة المحليين والوافدين حراسا لما يريد تحقيقه ابن زايد وحاضنته الجديدة إسرائيل وفي هذا المنحى ينبغي النظر الى حكاية المرتزق طارق عفاش والمرتزق العلقمي الصبيحي كتفصيل في سياق صراعات مفتوحة بين الأدوات على بعضها البعض وهؤلاء لأنهم كذلك لا يملكون الا ان يتقاتلوا لان امرهم بيد اسيادهم ووفقا للحاجة تتحرك المواجهات واسبابها الذرائعية التافهة تؤكد حقيقتهم بشكل قاطع.
القيادة الوطنية التي دافعت عن اليمن ينبغي ان تكمل مسيرتها وفي أي اتجاه تذهب الأمور ينبغي ان يكون نصب عينيها أمران الأول الوحدة والثاني بناء الدولة وبدون ذلك فأن العاقبة لن تكون كما البداية …البداية عظيمة فلا يجب تقزيم مشروع كبير وعظيم نزولا عند رغبات قصارى النظر وضيقي الأفق .كان وما زال اليمن شماله وجنوبه شرقه وغربه بحاجة فقط الى دولة قوية وقادرة وعادلة وبدون وجود هذه الدولة سيضل هذا البلد في مهب الريح تتخطفه ايادي العابثين الداخليين واطماع الخارج..والدولة لا تبنى بصغار النفوس والعقول والضمائر بل تبنى برجال حقيقيين يمتلكون مشروع ورؤية واسعة بسعة اليمن كله وشعبه.