المجلس السعودي أشرف عليه آل جابر وتشكل من شخصيات حضرمية مُنحت جنسيات سعودية
أفق نيوز | تقارير
خطوة مملكة العدوان السعودية بإعلان ما يسمى مجلس حضرموت الوطني يوم أمس في الرياض، تكشف المؤامرة السعودية التي تحيكها ضد محافظة حضرموت، وتذكر بالأطماع السعودية في المحافظة التي تطل على البحر العربي وتتسم بمساحة واسعة تساوي ثلث مساحة اليمن، ويربطها بالسعودية شريط حدودي طويل يمتد من الخراخير حتى شرورة في نجران.
وتمضي مملكة العدوان السعودية في استهداف محافظة حضرموت، حيث تحاول تحقيق مطامعها في المحافظة اليمنية من خلال السيطرة عليها، وتمضي في خطوات مشبوهة بشكل متسارع.
ويوم أمس استدعت السعودية شخصيات من حضرموت إلى الرياض وأعلنت إنشاء ما يسمى مجلس حضرموت الوطني، وجاء الإعلان عن تأسيس هذا التكتل السعودي برئاسة بدر باسلمة وزير نقل سابق، وبحضور سفيرها محمد آل جابر، ضمن خطوات تقوم بها السعودية للسيطرة على المحافظة بشعارات وعناوين مخادعة.
ومنذ أكثر من ستين عاما حاولت السعودية بسط أطماعها على محافظة حضرموت، باستغلال الأزمات التي تشعلها في اليمن، وعلى مدى العقدين الماضيين، استولت مملكة العدوان السعودية على مساحات واسعة في المحافظة، وتمكنت من التوغّل في عمق الأراضي اليمنية في حضرموت، مستغلة الحروب الداخلية والاضطرابات السياسية التي عانى منها اليمن للتمدد في الشريط الحدودي، وابتلعت عشرات الكيلومترات على الحدود مع حضرموت.
وخلال الفترة 2008 – 2015، استغلت العديد من الأحداث والمشاكل التي كانت السعودية تقوم بإشعالها في المحافظة، كانتشار «القاعدة» وارتفاع ظاهرة تهريب المخدرات، وهي مخططات كانت الأجهزة السعودية تقف وراءها، خصوصاً أن «القاعدة» نفّذت عمليات تخريبية لا يبدو أنها عشوائية.. فخلال تلك الفترة، وقعت حادثة قتل أحد شيوخ صحراء حضرموت على يد أحد العناصر الأمنيين، والتي استغلّتها السعودية لإيجاد مليشيات موالية لها تحت مسمى «قوات تحالف حضرموت»، كما وصل بها الأمر إلى مضايقة الشركات النفطية في المحافظة، واليوم أنشأت ما يسمى بمجلس حضرموت الوطني، أعلنته أمس، هذا الإعلان جاء بعد سلسلة خطوات متتابعة.
ففي وقت سابق قامت مملكة العدوان بتوقيع وثيقة مذيلة بأسماء 95 شيخاً من قبائل حضرموت، قالت المملكة الباغية إن هؤلاء يطالبون بضمّ المحافظة إلى المملكة، بل وذهبت إلى القول إن حضرموت والمهرة وأجزاء من شبوة هي مناطق سعودية، محاولة مكشوفة ومفضوحة، لكنها خطيرة حيث تتحرك مملكة العدوان السعودية دون أي مقاومة وطنية في تلك المناطق.
وحضرموت هي أكبر محافظات الجمهورية اليمنية وأغناها بالثروة النفطية وتتشارك مع المملكة العربية السعودية بحدود واسعة، ويبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة.
وأتى تسريب الوثيقة حينها كمقدمة للخطوات التي تمضي فيها مملكة العدوان السعودية، وقبل أسابيع وصل ضباط سعوديون وظهروا مع المرتزق بن ماضي المعين في منصب محافظ حضرموت، ولحساب مخططات السعودية عملت دويلة الإمارات على سحب مليشياتها ومرتزقتها الذين كانوا قد حاولوا السيطرة على المحافظة.
وأظهرت الأحداث صراعات سعودية إماراتية غير معلنة للسيطرة على محافظة حضرموت، كلا منهما تريد السيطرة عليها واحتلالها، وسرعان ما حسم الخلاف بقرار أمريكي لصالح مملكة العدوان السعودية، حيث جرت لقاءات عديدة بين المرتزقة وبين السفير الأمريكي الذي وجّه بانكفاء مرتزقة دويلة الإمارات لصالح مرتزقة السعودية.
ومن المؤكد أن هذا المخطط يمضي بإشراف أمريكي، ويلحظ الزيارات الأمريكية المتكررة للمحافظة، وسبق أن نظمت مملكة العدوان السعودية ما أسمي بمؤتمر حضرموت الجامع الذي أعلن تأييده لأن تكون حضرموت إقليما فيدراليا خاضعا للسعودية، ويقدر طول الخط الحدودي الرابط بين محافظة حضرموت ومملكة العدوان السعودية بـ 700 كيلو متر أي نصف الخط الحدودي الذي يربط اليمن بمملكة الشر والعدوان.
وأتى إعلان ما يسمى بمجلس حضرموت الوطني – الذي شكلته مملكة العدوان السعودية – بموازاة تشكيل قوات أمنية وعسكرية عميلة للسعودية، واستبدال قوات المنطقة العسكرية الأولى بمرتزقة محليين تقوم بتدريبهم وتمويلهم، وتعمل على تفكيك المنطقة العسكرية الأولى وطردها من حضرموت.
مطامع السعودية في حضرموت ليست جديدة، كما أن خطواتها بدأت عمليا مع بداية العدوان على اليمن حينما عملت على نشر قواتها في وادي وصحراء حضرموت من جانب، والتغلغل في محافظة المهرة، وطيلة الـ60 عاماً الماضية، حاولت مملكة العدوان السعودية استغلال الأزمات التي تمر بها اليمن لتحقيق أطماعها في حضرموت.
ومنذ بدء العدوان على اليمن، سعت مملكة العدوان السعودية إلى احتلال حضرموت، وقامت بالتحكم في مسارات الأحداث هناك لتوفر ذرائع وعناوين كاذبة لمخططاتها، وخلال رعايتها لاتفاق جدة بين فصائل المرتزقة الانتقالي من جهة والمرتزق هادي والإصلاح من جهة أخرى، عملت مملكة العدوان السعودية على منح نفسها حق التدخل في شأن محافظة حضرموت أمنيا وعسكريا.
ومنذ ذلك الحين بدأت السعودية المحتلة بإرسال وحدات عسكرية وأمنية تابعة لها إلى منطقة ثمود وقيعان، ثم عززت تواجدها المباشر خلال السنوات الماضية بشكل مكثف.
وسبق أن حاولت مملكة العدوان السعودية في ستينيات القرن الماضي احتلال مديرية ثمود، بعد أن أثبتت شركة «بان أمريكان» عام 1961، وجود كميات كبيرة من النفط في صحراء ثمود، وهو الأمر الذي أثار جشع مملكة العدوان السعودية في ضم المديرية إليها ودفعها إلى اختلاق خلافات مع اليمن حينذاك.
وعلى إثرها توقفت الشركة، إلا أن مملكة السعودية لم تتوقف عن محاولات ضم المديرية وإلحاقها بها بهدف الاستحواذ على الثروة النفطية، وأوعزت إلى أحد التجار الحضارم الحاملين للجنسية السعودية ويدعى بقشان، بشراء أراض واسعة في المديرية، وبعد ذلك، حاولت المملكة الباغية فصل منطقة ثمود عن حضرموت والسيطرة عليها، إلا أن تلك المحاولات أفشلتها «الجبهة القومية» عام 1967 م.
وعلى مدى العقود الماضية حاولت مملكة العدوان السعودية عبر أياديها المختلفة احتلال حضرموت والسيطرة عليها وابتلاعها، وليس ثمود وحدها، وما يحدث اليوم هي محاولة جديدة لتثبيت احتلالها للمحافظة، من خلال إنشاء مسميات وتشكيلات عميلة تتخذ من خلالها ترسانة عسكرية وأمنية لتثبيت احتلالها للمحافظة.