المطلوب دولة مؤسسات
أفق نيوز – بقلم – احمد الزبيري
مأساة اليمن ودول جنوب العالم انها تعاني من المؤامرات الاستعمارية المباشرة وغير المباشرة ومن السهولة حصول هذه القوى داخل هذه البلدان والشعوب على عملاء ومرتزقة ينفذون مخططات مؤامراتهم للإبقاء عليها جاهلة وخانعة وخاضعة يسهل توجيهها والتحكم فيها من قبل القوى الغربية وعلى رأسها بريطانيا وأمريكا بواسطة الانظمة العميلة او تلك التي تلتقي مع هذه المخططات عن قصد او دون قصد لأن غايتها السلطة وان حصل ان هناك احداً يريد تجاوز هذه الحلقة المفرغة يتم التآمر عليه والخلاص منه والامثلة كثيرة في بلدان ما اطلق عليه الاستعمار العالم الثالث والمثل الاقرب في اليمن ابراهيم الحمدي وسالم ربيع علي.
حتى الان كل محاولات بناء الدولة الوطنية المؤسسية اما يتم اجهاضها قبل ان تولد واما ان هناك من له مصلحة في عدم وجودها وخاصة الفاسدين والاستبداديين الذين تتعارض مصالحهم مع بناء مثل هذه الدولة .
التغيير في المكان والزمان ليس دائماً الى الامام فاحياناً يتحول الى ارتكاسة الى الخلف والثورات الملونة ومنها ( الربيع العربي ) تضعنا امام هذه الحقيقة .
هناك عوامل كثيرة للتغيير الايجابي وبالمثل للتغيير السلبي والمسالة تعتمد على اتجاهات الوضع العالمي وتوازناته التي لها ابعادها الاقليمية والمحلية وهكذا كانت الفترة التاريخية بعد الحربين العالميتين وتحديداً الثانية التي شهدت البلدان المستعمرة حركة تحرر وطني منتصرة .
ما شهدته بوركينا فاسو ومالي واخيراً النيجر في ما يطلق عليه الغرب الاستعماري حزام البؤس والفقر في افريقيا اليوم يستيقظ ولكن في جانب منه يعود الى عودة التوازن العالمي باتجاه عالم متعدد الاقطاب .
الدول الافريقية في ذلك الحزام غنية وفيها الذهب والماس والنفط والغاز وثروات اخرى وكلها تنهبها الدولة الاستعمارية السابقة فرنسا والغرب عموماً والسبب غياب وعي هذه الشعوب ,وعمل المستعمر على تغييب هذا الوعي ليتمكن من اخضاع هذه الشعوب بواسطة النخب المحلية المرتبطة مصالحها مع فرنسا وبريطانيا وأمريكا .
ولهذا ينبغي علينا في اليمن والمنطقة العربية وبقية دول الجنوب المفقرة ان نعي ان مشكلتنا الرئيسية هي اننا لم نعمل على بناء الدولة المؤسسية وحتى اذا وجد عندنا قادة خيرين ويمتلكون مشاريع فان مشاريعهم ترتبط بوجودهم واكثر ما ينطبق هذا المثال على قادة حركة تحرر وطني والمثال الاكبر في هذا الاتجاه جمال عبد الناصر .
وهذا ياتي بنا الى السؤال .. لماذا الدولة المؤسسية ؟ والجواب ببساطة ان دولة كهذه لا تنتهي بانتهاء القائمين عليها وحتى يكون الامر مفهوم فان المقصود هنا دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية وبدون ان يكون وعي الشعوب والنخب في مستوى هذه الدولة فسنظل بدوامة الازمات والصراعات والحروب والتدخلات وكل اشكال التبعية والوصاية الخارجية وهذا يفسر اسباب فشلنا وفشل ثوراتنا وسقوط مشاريعنا الوطنية .