” وهِــهْ ” !
بقلم / عباس السيد
مع الأيام الأولى للعاصفة السعودية الأميركية ، كانت شقيقته تُمطرهُ باتصالاتها من تعزيوميا لتطمئن على أحوالهُ في العاصمة . وفي كل مرة تكرر عرضها أو سؤالها : ” مَلِه كيف ، مَشتنزُلُوش عِندنا ؟! يعتذر كالعادة ويسرد لها المبررات .
بعد مرور أشهر على العاصفة وسخونة الأوضاع في تعز ، تسلم هو زمام الهاتف ، وأصبح يتصل بها كل يوم “عاني” ليرد لها جميل دعواتها ـ مع تعديل الإتجاه ـ فقط :
” مَلِه كيف ، مَشْتِطلعُوش عِنْدنا “؟.
تفهم قصدهُ فتضحك وتُسلم الهاتف لـ ” علي ” الذي ألغى جملته الإفتتاحية المعهودة ” كيفك يا صهير ؟ ” واستبدلها بالسؤال : ما لكُم ، ضَحُكُني معاكم !.
يتلقى ” علي ” نفس العرض : مشتطلعوش عندنا ؟! يستغرب ويرد : إينَه نِطْلَع ؟ هَلُه عقلك ! بدل ما نِطلع صنعاء ، شِنِطلع صَبِر .
أستحسنَ ” الصهير ” فكرة النزوح من مدينة تعز إلى جبل صبر وأيدها على الطريقة الصنعانية : ” وُهِه “.
رد ” علي ” : وهِه معانا ولْكُل . كيف ، شِنِطلع صبر و نِوَدِر أختك بالمدينة وحْدِهْ .! مالك يا صهير ، صلي على النبي .!
صلى ” الصهير” عليه وعلى آله ، وأغلقَ مسرعا سماعة الهاتف لينفجر ضاحكا بعيدا عن أذن ” علي ” .
- من حائط صفحتة