المحاضرة الرمضانية السادسة للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي(نص+فيديو)
المحاضرة الرمضانية السادسة للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي 7 رمضان 1445هـ 17 مارس 2024م
الأحد 7 رمضان 1445هـ 17 مارس 2024م
https://www.saba.ye/storage/post_galleries/Y7fKQtkTrjtwjznpUeGfxT/2f73a9e791e4b6a7ee1f80d27080ac33.mp4?time=1478516169353
أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللَّهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
الَّلهُمَّ اهْدِنَا، وَتَقَبَّل مِنَّا، إنَّكَ أنتَ السَّمِيعُ العَلِيم، وَتُبْ عَليَنَا، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمْ.
أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:
السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
يقول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا}[الإسراء: الآية89]، ويقول “جلَّ شأنه”: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}[الكهف: الآية54]، ويقول “جلَّ شأنه”: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}[الزمر: الآية27].
القرآن الكريم كتاب هداية، والله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” قدَّم فيه الأساليب الكثيرة التي هي متنوعة جداً، توصل لنا الحقائق والتعليمات الإلهية بأشكال متعددة، وأساليب متعددة، ومن ضمنها، من ضمن الأساليب القرآنية: تقديم العِبَر والدروس المهمة جداً، من خلال ما قصه من قصص الأنبياء والرسل السابقين، والأمم والأقوام، وكذلك نماذج من الشخصيات التي قص القرآن الكريم عنها، وكذلك البعض من الأحداث ذات الأهمية الكبيرة التي فيها العبر والدروس، التي نحن في أمسِّ الحاجة إليها.
والقرآن الكريم كما قال عنه رسول الله “صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه”: ((فِيْهِ نَبأُ مَا قَبلَكُم، وَخَبرُ مَا بَعْدَكُم))، فيه ما هو عن الأخبار الماضية أنباء من سبقنا من الأمم، فيما قدَّمه من نماذج ذات أهمية كبيرة، وفائدتها كبيرةٌ جداً، ودروسها وعبرها ذات فائدة كبيرة لنا، نحن في أمسِّ الحاجة إليها، في مقدمتها ومن أهمها من قص قصصهم من الأنبياء، وكان في مقدمة من يستفيد من ذلك هو رسول الله “صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه”، كما قال الله “جلَّ شأنه”: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}[هود: الآية120]، فنجد الأهمية الكبيرة لما قصه عن نماذج من الأنبياء والرسل الذين سبقوه “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه”؛ ليستفيد من ذلك، وفي مقدمة ما يستفيده هذه الفائدة المهمة جداً: {مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ}.
هي أيضا من معالم الرسالة، ومن أنباء الغيب؛ لأن رسول الله “صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه”، كان أمياً وفي بيئة أميَّة، ولم يكن يعرف عن الأخبار الماضية، وقصص الأمم الماضية، والرسل والأنبياء السابقين، أي معرفة تفصيلية، وعندما قدَّم الله له تلك الأنباء من الغيب، مما قد مضى وانقضى وهي غير معروفة، لا يعلمها لا هو، ولا يعلمها قومه، ولا هي معروفة في بيئته ومحيطه الاجتماعي، هي مجهولة تماماً؛ فكانت أيضاً من معالم الرسالة، كما في قول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}[هود: الآية49]، يقول الله “جلَّ شأنه” أيضاً: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ}[آل عمران: الآية44]، يقول “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أيضاً: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}[القصص: 44-46]، فهي من معالم الرسالة، ومن أنباء الغيب، ومن الدلائل الواضحة على أن ما أتى به رسول الله “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه”، أتى به من عند الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.
والقرآن الكريم يُقدِّم ما يُقدِّمه من القصص والأحداث ليس لأنه كتابٌ تاريخي، ليس بهذا الاعتبار: أن ننظر إليه ككتاب تاريخي، أو كتاب قصص، ولكنه كتاب هداية، ما يقدِّمه من القصص، وما يُقدِّمه من الأنباء والأخبار عن الأمم الماضية، والأحداث الماضية، والماضي الذي أصبح من الغيب بالنسبة لنا، هو يقدمه في إطار ما يعرضه لنا من الحقائق، والتعليمات المهمة، والدروس العظيمة، والعِبَر التي نحن في أمسِّ الحاجة إليها، فهو لا يسرد السرد التاريخي، ولكن يُقدِّم بطريقة يركز فيها على موطن العبرة، وعلى الدروس المهمة والمفيدة.
والقصص القرآني تنوع، وشمل أشياء كثيرة جداً وواسعة للغاية، ومجالات كثيرة، وبذلك فهو غنيٌ جداً فيما قدَّمه من دروس ومن عبر؛ لأنها تشمل كل الجوانب، كل المجالات التي نحن بحاجة إليها. حديثه عمَّا قد مضي، وعن الماضي الذي أصبح- كما قلنا- بالنسبة لنا من الغيب:
تحدث عن بداية التكوين والخلق للسماوات والأرض، ونشأة الإنسان، وغير ذلك.
تحدث عن الملائكة أيضاً، وعن الجن، وعن الإنس.
قدَّم نماذج مهمة من قصص الأنبياء والرسل، ومنها عن نبي الله آدم “عَلَيْهِ السَّلَامُ”، عن مجموعةٍ من الأنبياء: نبي الله نوح، وإبراهيم، وهود، وصالح، وشعيب، ولوط، ويونس، وإسماعيل، ويعقوب، ويوسف، وداوود، وسليمان، وموسى، وهارون، وزكريا، ويحيى… وعن غيرهم. نحن نذكر على سبيل المثال.
هناك أيضاً نماذج مهمة في القرآن الكريم من القَصص المهم، والأنباء الماضية المفيدة، تحدثت عن نماذج، وقدَّمت لنا نماذج من المؤمنين من غير الأنبياء، مثل: ما قصه عن مؤمن آل فرعون، وعن أصحاب الكهف، وعن مؤمن أهل القرية (في سورة يس)، وعن لقمان الحكيم، وعن المؤمن الذي مرَّ على قريةٍ وهي خاويةٌ على عروشها، وعن الحواريين. وهذا على سبيل المثال وليس الحصر، كأمثلة.
هناك أيضاً في القرآن الكريم قصص لنماذج راقية جداً من النساء المؤمنات، مثل: ما قصَّه عن الصديقة الطاهرة مريم ابنت عمران “عليها السلام” في عدة مواضع في القرآن الكريم، وسورة باسمها، تحدث عن حواء أيضاً، في سياق الحديث في قصة آدم “عَلَيْهِ السَّلَامُ”، وهي أم البشر، تحدث عن أم موسى (نبي الله موسى “عَلَيْهِ السَّلَامُ”)، وعن أخته، وعن امرأة فرعون. وهذا على سبيل المثال وليس الحصر.
هناك نماذج مهمة من قصص الأمم والأقوام، وفيها دروس وعِبَر كبيرة وكثيرة، مثل: قوم نوح، وعاد، وثمود، وأصحاب مدين، وأصحاب الرس، وقوم فرعون، ويأجوج ومأجوج، وتُبَّع، وبني إسرائيل، وهناك حديث واسع جداً عن بني إسرائيل في القرآن الكريم.
هناك أيضاً في القرآن الكريم، فيما قصَّه، نماذج من قصص الملوك والقادة، باختلاف أحوالهم (ما بين مؤمنين، وكافرين)، مثل: قصة ذي القرنين في القرآن الكريم (في سورة الكهف)، مثل قصة ملكة سبأ، مثل قصة الملك المعاصر لنبي الله إبراهيم، الذي يقال أنه النمرود، وعن فرعون. وهذا على سبيل الأمثلة.
هناك أيضاً نماذج عن التجار الذين طغوا، بما في أيديهم من تجارة، مثل: قصة قارون، وما هو أوسع من ذلك، ليس على المستوى الشخصي، مثل: تجارة سبأ.
في القرآن الكريم أيضاً نماذج عن المزارعين والزراعة، في القصص الذي تضمَّن عِبراً مهمة، مثل: قصة صاحب الجنتين (في سورة الكهف)، ومثل: قصة أصحاب الجنة (في سورة القلم).
هناك أيضا في القصص القرآني نماذج عن علماء السوء، مثل: قصة عالم السوء (في سورة الأعراف)، والذي يقال أنَّ اسمه (بلعام بن باعوراء).
نماذج أيضاً من القرى، مثل: قصة أصحاب السبت.
هناك أيضاً في القرآن الكريم سورٌ بأكملها، كانت أسماؤها عناوين لقصص وأخبار مهمة، مثل: (سورة البقرة)، وذكرت قصة بقرة بني إسرائيل، وفيها حديثٌ واسع عن تاريخ بني إسرائيل، وقصص بني إسرائيل، كله في إطار: الدروس، والعِبر، والحقائق المهمة، والتذكير المهم، وإقامة الحجة… وغير ذلك. وفي سورة آل عمران، المائدة، ويونس، وهود، ويوسف، وإبراهيم، والحجر، والكهف، ومريم، والأنبياء، والنمل، والقصص، والروم، ولقمان، والأحزاب، وسبأ، والأحقاف، والفتح… وغير ذلك، هناك سور كثيرة.
في القرآن الكريم، تأتي مسألة الدروس والعبر المستفادة من القصص القرآني هي التي ينبغي التركيز عليها؛ لأنه ليس مجرد قَصص عادي، نقرأه هكذا للتسلية، أو لمجرد معرفة عادية عمَّا مضى، أو عن أحداث مضت، وأخبار مضت؛ ولذلك له مميزات مهمة، منها:
أنه قصصٌ واقعيٌ:
القصص القرآني هو قصص واقعي، ما ذكره من قصص الأنبياء، من قصص الأقوام، من قصص الأشخاص، كله قصصٌ واقعيٌ حقيقي، حصل فعلاً، ليس قصصاً خيالياً؛ لأن البشر يعتمدون أسلوب القصص الخيالية، ولا سيما في العصور المتأخرة كثرت جداً، هي مسألة معروفة، وعادة معروفة في الواقع البشري على مدى التاريخ، أنهم يكتبون القصص الخيالية، ويحاولون أن يعالجوا من خلالها مواضيع معينة، أو يرسِّخوا مفاهيم معينة، أو يخدموا قضايا معينة، هذا شيء معروف في واقع البشر، وفي هذا العصر تطور كثيراً، يعني: هناك مسلسلات، هناك أفلام، هناك كتب، وهناك في المجال الأدبي هناك مجال واسع جداً لكتابة القصص الخيالية؛ ولكنَّ ما في القرآن الكريم هو قصصٌ واقعيٌ؛ ولذلك العبرة فيه كبيرة ومهمة، لا يمكن للإنسان أن ينظر بانتقاص إلى حقائق معينة؛ باعتبار أنها إنما كانت بناءً على قصص خيالية.
الشيء الواقعي بالنسبة للإنسان مقنع، مؤثر، محل ثقة، الإنسان ينظر إلى الأشياء الواقعية بنظرة مختلفة عن الأمور الخيالية؛ فالقصص القرآنية هو قصصٌ واقعي، على الإنسان أن يتعامل معه بثقة، فيه ما يستخلص منه أيضاً من دروس وعبر، وأن يطمئن إلى هذه الحقيقة.
أيضاً هو سليمٌ من الشوائب:
قصص القرآن، بالقدر الذي في النص القرآني، غير مسألة ما ورد في التفاسير، ما ورد في النص القرآني هو سليمٌ تماماً من الشوائب، ليس فيه مبالغات، ولا أكاذيب، ولا حشو، وليس فيه أي زيادات عن الحق والواقع، وهذه مسألة مهمة جداً؛ لأن ما لدى أهل الكتاب مثلاً، وما هو موجود في كثير من المرويات غير الصحيحة، فيه الكثير من الشوائب، الزيادات غير الصحيحة، وأحياناً التحريف المتعمد؛ لتشويه حقائق تاريخية ذات أهمية كبيرة جداً، فحصل لدى أهل الكتاب تزييف لكثير من الحقائق، في القصص المتوفر لديهم:
لتشويه أنبياء من أنبياء الله، والإساءة إلى أنبياء الله.
وقلب الكثير من الحقائق.
ولترميز وتعظيم وتمجيد أشخاص سيئين.
ولتقديم مفاهيم خاطئة.
وهكذا تأثر ما لديهم من القصص بما أصبحوا عليه من الضلال، والتحريف، والانحراف، والتوجهات الخاطئة؛ فحولوا ذلك بما يخدم ما هم عليه.
وتسرَّب من أهل الكتاب تسرَّب تاريخياً إلى المسلمين ما يعرف بـ(الإسرائيليات)، يعني: مرويات منشؤها من اليهود، وتسرَّبت إلى بعض الشخصيات من المسلمين، ممن كتبوا في التاريخ، أو كتبوا في التفسير، أو كتبوا في بعض المجالات ذات العلاقة؛ فكان لتسرُّبها تأثير خطير جداً في واقع المسلمين؛ حيث وثق بها البعض، وتقبَّلها، وتأثَّر بها، وبنى على ما فيها، اعتمد عليها؛ لأجل الاستناد إليها تجاه حقائق معينة، أو مفاهيم معينة، أو ثقافات معينة، أو تصورات معينة؛ فكان لذلك تأثيرات خطيرة، والمسلمون يصيحون من تأثير ما تسرب إليهم من الإسرائيليات، كمرويات، أو قصص، أو أخبار، أو تفسير، معروف عند كل المذاهب أنهم يصيحون من تأثيرها الخطير، وأنها مثَّلت فعلاً اختراقاً فكرياً وثقافياً أثَّر على المسلمين.
فما قدَّمه الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” من قصصٍ في القرآن الكريم، ما هو موجودٌ في النص القرآني، هو سليمٌ تماماً من الشوائب، يتعامل معه الإنسان وهو مطمئن، مطمئن النفس؛ ولهذا تحدث القرآن عن هذه الميزة، في قول الله “جلَّ شأنه”: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ}[الكهف: من الآية13]، {بِالْحَقِّ} يعني: سليماً من أي باطل، من أي شوائب، من أي أكاذيب، من أي افتراءات، نقياً، خالصاً، سليماً، وهذه نعمة كبيرة.
قبل كل المميزات، الميزة الأكبر، والأعظم، والأهم للقصص القرآني: أنَّ مصدره الله “جلَّ شأنه”:
فحينما نقرأ قوله: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ}[الكهف: من الآية13]، {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ}[يوسف: من الآية3]، وهذه ميزة عظيمة جداً.
الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، عالم الغيب والشهادة، الذي لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، يقدِّم لنا هو في كتابه الكريم قصصاً مفيداً، غنياً بالدروس والعبر، مليئاً بالحقائق المهمة التي نحن في أمسِّ الحاجة إليها، غنياً بالمعارف ذات القيمة المهمة لنا في حياتنا، وشؤوننا، ومعرفتنا، وحكمتنا، وبصيرتنا… إلى غير ذلك، الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” بعلمه، بحكمته، برحمته، بهدايته الواسعة، يختار لنا هو أحسن القصص، حتى في الاختيار، اختيار القصص، اختيار من يقصُّ لنا عنهم، اختيار الأحداث التي يقدِّمها لنا، اختيار النماذج التي تلامس واقع حياتنا من جوانب كثيرة: المجالات العقائدية، والسياسية، والمجالات الاقتصادية، المجالات الاجتماعية… مختلف المجالات، فهذا شيءٌ عظيمٌ جداً، ومهمٌ للغاية، وهو بالفعل أحسن القصص؛ لأنه باختيار من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” للقصص المهم، المفيد جداً، الذي يفيدنا.
ليس كحال الكثير من القصص، التي قد يضيع الإنسان عليها وقته، تستغرق من كثيرٍ من الشباب من أبناء الأمة من أوقاتهم الكثير، والبعض مغرمون بالكتب القصصية، ومعظمها- كما قلنا- مما هو خيالات، وذات تأثير سلبي على نفسية الإنسان، على فكره، على ثقافته، على توجهاته؛ فيخسر الكثير من الشباب، يخسر الكثير من الناس الكثير من أوقاتهم وراء شيءٍ لا طائل منه، وضره أكثر من نفعه،
بينما ما في القرآن الكريم قصص مرتبط بحقائق، وشخصيات، ودروس، وعبر، وله أهمية كبيرة جداً، وله تأثيره الكبير، وفائدته المهمة. {نَحْنُ} الله “جلَّ شأنه” {نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}[يوسف: الآية3].
ولأنه من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، فهو يتضمَّن أيضاً ما لا يعلمه إلَّا الله، يعني: في القصص القرآني يقدِّم لنا ما يعبِّر أحياناً عن أمور نفسية، ليس فقط عن الأحداث في شكلها الخارجي، والوقائع في شكلها الخارجي، بل عمقها في النفس، خلفيتها في نفس الإنسان، في تفكيره، في دوافعه، وهذا من أهم ما يقدِّمه القرآن الكريم، وفيه دروس مهمة للإنسان؛ لأن هذا الجانب مما نحتاج فيه إلى الدروس، إلى العبر، مما نحتاج إلى أن نستفيد بشأنه ما نستفيده من حقائق التاريخ وماضي الأمم، فهو يتحدث عن أمور لا يعلمها إلَّا الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وهو الذي يقصُّها “جلَّ شأنه”.
ثم على مستوى التقديم، التقديم القرآني راقٍ جداً، ومميز:
مميز في التقديم المفيد والنافع، والأسلوب الصحيح، حتى في بعض الأمور التي إن قُدِّمت، ولو كانت بشكل حقائق، وأسلوب التقديم فيها كان تقديماً غير صحيح، بغير حكمة؛ سيكون لنفس التقديم السلبي تأثير سلبي؛ لأنه مع كونها حقائق، كذلك طريقة التقديم لابدَّ أن تكون مفيدة، ونلحظ ذلك مثلاً: في قصة نبي الله يوسف “عَلَيْهِ السَّلَامُ”، في مواطن منها، مواضع منها، أسلوب التقديم قد يكون أسلوباً- من البعض: من بعض القصَّاص، ومن بعض الكتَّاب- أسلوباً سلبياً، له نتائج سلبية؛ بينما التقديم القرآني راقٍ جداً، وعظيم، ومميز، وله تأثير إيجابي.
في سير وأخبار الأنبياء “صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِم” دروس عظيمة ومهمة جداً من أخبارهم وسيرتهم، قُدِّمت للنبي “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه”، وأيضاً للمؤمنين، والعاملين في سبيل الله، للمؤمنين والمؤمنات بشكلٍ عام، دروس مهمة للبشرية بكلها؛ ولهذا قال الله: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}[هود: الآية120]، فالرسول “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه” أخبرنا القرآن الكريم بأنَّه كان بحاجة إلى أن يَقُصَّ عليه أنباء الرسل السابقين قبله، فَقَصَّ عليه من أنباء الرسل، ((وقال بأن الغاية من ذلك هو: {مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ}؛ لأن فؤاد النبي “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم” فؤاد رجل، قلب رجل مهتم، يعمل، يتحرك، وأمام كل الأحداث، وأمام كل المتمردين، أمام كل المعاندين، أمام كل الظروف والمواقف الصعبة، فسيكون لأخبار الأنبياء السابقين أثره الكبير في تثبيت فؤاده.
{وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ}[هود: من الآية120]، {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}[يوسف: من الآية111]، رسل الله وتلك الأمم التي بعثوا إليها، عددٌ كبير، وأممٌ كثيرة، وأجيالٌ متعاقبة، وأزمنةٌ مختلفة، ونفسيات متعددة، وأحوال متباينة))، لاحظوا إلى هذا الغنى العظيم، والثروة الهائلة من الدروس والعبر.
((متى انطلقت، متى شعرت بتحمل المسؤولية أمام الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، أن تكون من أنصار دينه، أن تكون من العاملين في سبيله؛ حينها ستعرف قيمة كل شيء، وأهمية كل شيء، كم من الأنبياء في القرآن الكريم عرفنا كثيراً من أخبارهم، عرفنا كثيراً عن تلك الأمم التي بعثوا إليها، ولكن نمشي على كل تلك القصص المهمة دون اعتبار، دون استلهام ما نحن بحاجةٍ إليه من واقع تلك الشخصيات المهمة، دون تَعَرُّفِنا على السُّنن الإلهية))؛ لأن من أهم ما نستفيده من أخبارهم وسيرهم، وأخبار تلك المجتمعات والأقوام: المعرفة بالسنن الإلهية، ونحن بحاجة إلى معرفتها لواقع حياتنا، لأعمالنا، ((دون تَعرُّفٍ على الأساليب المهمة التي يجب أن يتوخاها، وأن يعمل بها العاملون في سبيل الله، هكذا ستجد في سيرة الأنبياء، في أخبار الأنبياء، في قصصهم ما هو عبرةٌ لأولي الألباب، ما هو دروسٌ عظيمةٌ ومهمة)). هذا اقتباس من ملازم الشهيد القائد “رِضْوَانُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْه”.
فالدروس مهمة، والإنسان المؤمن بحاجة إلى الاستفادة، بحاجة إلى العبرة، بحاجة إلى أن يأخذ من تلك الدروس ما يشدُّه أيضاً إلى أنبياء الله ورسله، ويعزز علاقته بهم، كقدوة وأسوة ورموز.
أيضاً الإنسان المؤمن هو يستفيد من كل أحداث الحياة، ومن كل متغيرات الحياة؛ لأن فيها الدروس، وفيها العبر، ما مضى، وما هو حاضر، وما سيأتي أيضاً مما يعايشه الإنسان، ويدركه الإنسان، لكن هذا يحتاج من الإنسان إلى تركيز، إلى اهتمام، إلى التفاتة.
هناك أيضاً مقتبس مفيد مما قدَّمه الشهيد القائد “رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْه”، يقول فيه: ((الإنسان المؤمن، الإنسان المسلم بمعنى الكلمة هو من يستفيد من كل شيءٍ حوله، من متغيرات الحياة، من الأحداث المتجددة في الحياة، أي حادث في أي بقعةٍ من الدنيا، تأكد أنَّ فيه شاهداً هو فيه آية، هو شاهدٌ على آية، وفيه آية، وفيه عِبَرٌ كثيرة.
ألم تكن تلك الأحداث التي وقعت في الأمم الماضية، ألم يأت القرآن الكريم يقصها علينا، وعلى النبي نفسه “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم”، كي يقول للجميع: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}[يوسف: من الآية111]، {لِأُولِي الْأَلْبَابِ}: الناس الذين هم لديهم لبّ، أي: لا ينظرون إلى الأشياء نظرات سطحية، هم يتفهمون الأشياء، هم يتأملونها، وينظرون ما فيها من عبرٍ؛ فيستفيدون منها.
ما هو القصص هنا؟ تلك الأحداث التي كانت تحصل، ألم يعرض القرآن أحياناً كلمة يقولها كبار العشائر في أيام نوح، أو في أيام موسى، أو في أيام صالح، أو هود… أو أي نبيٍ من الأنبياء، حتى الكلمة الواحدة يسجِّلها، هي حدث، ومن ورائها عبرة، وتوحي بالشيء الكثير، مواقف الأنبياء أيضاً؛ لأهمية هذه يقول: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ}، {عِبْرَةٌ} يعني: دروس كثيرة جداً، والدروس لا يعني فقط هو مجرد المعرفة، أي: عرفت أنه كان هناك نبي، وأنه كان يقول كذا، وقالت أمته له كذا، وانتهى الموضوع، لا، عبرةٌ فيها دروسٌ كثيرة، تعرف من خلالها نفسية أهل الباطل، تعرف من خلالها ما الذي يحول بين الناس وبين أن يؤمنوا، تعرف من خلالها أيضاً لماذا كانوا ينطلقون بجدٍ واجتهاد لمعارضة نبيٍ من أنبياء الله، تعرف من خلالها كيف كان الأنبياء “صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِم” رُحماء جداً بالأمم، ومخلصون، وناصحون، وهم أيضاً أناسٌ اصطفاهم الله وأكملهم، ثم تستغرب أنَّ كل أمةٍ من الأمم، ما سلم نبيٌ من أنبياء الله، أيُّ نبيٍ يبعثه إلى أي أمةٍ من الأمم، ما سلم من أن يقولوا له أنه: [ساحر، أو مجنون]، مجنون ذلك الشخص الذي اصطفاه الله وأكمله! ذلك الذي يتقطَّع قلبه أسفاً وألماً على الناس ألَّا يهتدوا، ذلك الذي يبذل وقته كله لهداية الناس، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، يُقابَل بأن يُقال له: [مجنون، شاعر، كذَّاب، مفترٍ، ساحر]، وإن أتى بكتابٍ من عند الله، قالوا: {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}[الفرقان: من الآية5].
العِبر كثيرةٌ جداً من خلال الأحداث، سواءً ما قصَّه الله في القرآن الكريم من أخبار الأمم الماضية، أو من الأحداث التي تطرأ في هذه الدنيا، سواءً في تاريخنا القريب، تاريخ هذه الأمة الإسلامية، أو في عصرنا الحاضر، وما أكثر الأحداث والمتغيرات في هذا العصر الحاضر)).
فهذه الدروس ذات أهمية كبيرة جداً، ومفيدة، وينبغي أن نلتفت إليها، وأن نتأملها في القرآن الكريم.
أيضاً في ترسيخ الثقة بالله تعالى، والإيمان بوعده الصادق، وأنَّه يصنع المتغيِّرات الكبيرة. في معرفة السنن الإلهية، والتدبير الإلهي، وعواقب الأمور. فيما يتعلق بالجوانب التربوية، وفيها الشيء الكثير جداً. الدروس أيضاً المستفادة والمهمة مما قصَّه الله عن أنباء القرى والأمم التي أهلكها الله، وأسباب هلاكها، وخسارتها، وشقائها، ومن كان له دورٌ أساسيٌ في أن تصل إلى ما وصلت إليه من الهلاك، كما قال الله “جلَّ شأنه”: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ}[هود: الآية100]، وكما قال “جلَّ شأنه”: {وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ}[إبراهيم: من الآية45].
التفاصيل عن الدروس والعبر- إن شاء الله- نتناولها مع ما نتحدث عنه على ضوء الآيات المباركة، التي تضمَّنت تلك القصص المهم جداً.
من الأشياء التي ينبغي أن نلتفت إليها: أننا أمة محمد آخر الأمم، أمامنا تاريخ طويل جداً، مليء بالدروس والعبر، وكان يفترض بنا أن نكون أكثر الأمم وعياً، وأرقاها وعياً وبصيرة، وأن نكون أخذنا العبر والدروس من تجارب الأمم الماضية، وأن نكون استفدنا كثيراً مما قصَّه الله علينا من أنباء الرسل، والأنبياء، والمؤمنين، وأقوامهم… وغير ذلك مما في القرآن الكريم.
من المؤسف جداً ونحن آخر الأمم، وبين أيدينا تاريخ مليء بالعبر والدروس، ورصيد هائل من الأحداث، أن نكون على مستوى ضعيف جداً من الوعي، من البصيرة، من الحكمة، من الاستفادة من التجارب، هذه أمور مؤسفة جداً؛ لأنه من حُسنِ حظنا أن يكون لدينا رصيد هائل من الأحداث، التي فيها الكثير من الدروس والعبر، لكن من الخطأ الفادح: ألَّا نلتفت إلى ذلك، وألَّا نستفيد الدروس التي نحن في حاجةٍ إليها.
ولذلك يقول الشهيد القائد “رضوان الله عليه”: ((من حسن حظنا نحن المسلمين، الذين نحن آخر الأمم، أنَّ كان بين أيدينا رصيدٌ عظيم، رصيدٌ مهم، مليءٌ بالعبر والدروس، مليءٌ بالمواقف المتماثلة، والمواقف المتباينة، كلها دروسٌ مهمة، تراثٌ مهم، فمن العجيب ومن الغريب أن تضل أمةٌ بين يديها هذا التراث العظيم، هذا الرصيد المهم الذي عرضه القرآن الكريم بين يديها.
تجد في أنبياء الله على الرغم من كمالهم هم في أنفسهم، باعتبار الظروف، وباعتبار نوعيات الأمم التي بعثوا إليها، تجد وحدة الأنبياء، روحية الأنبياء الواحدة على اختلاف الزمان، والفارق الكبير بين كل نبيٍ ونبي، تشعر وكأنك أمام مجموعةٍ من التلاميذ عاشوا في زمنٍ واحد، وتلقوا تعليمهم على يد أستاذٍ واحد، هذا نفسه هو شاهدٌ حيٌ على أنَّ بإمكان منهج الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” وهديه أن يبني أمةً متوحِّدة)).
إن شاء الله نبدأ الدروس من المحاضرة القادمة؛ لندخل في القصص القرآني، وهذه المحاضرة هي مقدِّمة، مقدِّمة قبل أن ندخل في القصص على مستوى التفاصيل التي وردت في القرآن الكريم.
نَسْألُ اللَّهَ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرْضِيهِ عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهَدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّج عَنْ أَسرَانَا، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصْرِه، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاء.
وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛