لم تكن جثثًا فحسب.. ماذا وجدت طواقم الإنقاذ في”المقابر الجماعية” بغزة؟
248
Share
أفق نيوز | لم يكتف الاحتلال “الإسرائيلي” في حرب “الإبادة الجماعية” التي يشنها على قطاع غزة، بممارسات القتل، وقصف البيوت فوق رؤوس ساكنيها، وقنص المواطنين في الطرقات، ومنع الوصول إلى جثامينهم.
وبحسب “فلسطين أون لاين”، فقد وصلت به الفاشية إلى حد إخفاء جثامين الشهداء الذين أعدمهم، في ظروف “مروعة” تمثّلت، بإعدامهم بدم بارد، وسرقة أعضائهم، ودفنهم تحت السواتر الرملية التي عمد إلى إنشائها خلال اقتحامه مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، ومجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب قطاع غزة.
أدلةٌ كثيرة، وتفاصيل “قاسية” كشفت عنها الطواقم الحكومية التي بدأت عملية انتشال جثامين الشهداء، بعد انسحاب الاحتلال من مجمعي الشفاء الطبي وناصر، مخلفًا مئات الشهداء من الأطباء والجرحى والنازحين الذين لجأوا إلى المستشفيات، بعد قصف الاحتلال جميع بيوتهم وبيوت أقاربهم.
3 مقابر جماعية أشرفت وزارة الداخلية الفلسطينية، بالتعاون مع وزارتي الصحة والعدل والأدلة الجنائية، وطواقم الدفاع المدني، على عملية البحث عن جثامين الشهداء، بوجود عدد كبير من الصحافيين الذين وثّقوا اللحظات “المروعة” والتي ستُسجل دليلًا واضحًا على جرائم الاحتلال في قطاع غزة.
وأعلن الدفاع المدني الفلسطيني، الخميس الماضي، أنه انتشل نحو 400 جثمان من 3 مقابر جماعية في ساحة مجمع ناصر بخان ناصر الطبي، مؤكدًا أنه لا يزال قرابة الـ 500 مفقود، يُعتقد أنهم دفنوا في مقابر جماعية لم تُكتشف بعد.
بعضهم دُفن حيًّا وقال مدير دائرة الإمداد والتجهيز في الدفاع المدني بغزة محمد المغيّر في المؤتمر الصحفي إن بعض الجثث كانت “مربوطة اليدين بمرابط بلاستيكية” من الأقدام إلى اليدين، وبعض الشهداء كانوا بملابس بيضاء متشابهة، الأمر الذي يؤكد أنها عمليات إعدام وتصفية ميدانية.
ورصَد الدفاع المدني جثة لأحد المواطنين كان يرتدي ملابس عمليات، وجثة لطفلة مبتورة اليد والأرجل، وكانت ترتدي أيضًا ملابس غرفة العمليات مما يثير الشكوك حول دفنهم وهم أحياء.
وقال المغير إن طواقم الدفاع المدني بغزة، وجدت بعض الجثث مربوطة الأيدي، والبطن مفتوحاً ومخيطاً بطريقة تخالف الطرق الاعتيادية لخياطة الجروح في قطاع غزة، مما يثير شبهات حول اختفاء بعض الأعضاء البشرية. وأكد أن العديد من الشهداء تعرضوا للتعرية قبل أن يقتلهم الاحتلال، وسجلت جثامينهم تحت بند “مجهول”، معبرًا عن القلق بشأن استخدام أسلحة جديدة لم تستخدم من قبل في تاريخ البشرية.
وأوضح أن عمليات البحث وانتشال الجثث كانت صعبة للغاية، خاصةً أن دفن بعض الجثث كان على عمق يزيد عن ثلاثة أمتار، وهي طريقة مخالفة لعمليات الدفن المتعارف عليها في قطاع غزة، ناهيك عن تحلل عدد كبير من الجثث، وتكدّسها فوق بعضها البعض. جثث بلا رؤوس وأجساد بدون جلود وكشف المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، عن تفاصيل “صادمة” اكتشفتها طواقم الإنقاذ خلال عملية البحث عن جثامين الشهداء.
وقال في بيان صحافي، إن الطواقم وجدت بعض الجثامين لنساء ومسنين وأيضًا لجرحى، فيما تم تكبيل أيدي بعضها وتجريدهم من ملابسهم، ما يشير إلى إعدامها بدم بارد.
كما أشار الإعلامي الحكومي إلى أنهم عثروا على جثث بلا رؤوس، وأجساد دون جلود وبعضهم سُرقت أعضاؤه. وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن فريقه وثّق ظهور المقابر الجماعية والعشوائية منذ تدشين أول مقبرة جماعية في مجمع الشفاء في 15 أكتوبر 2023، حتى زاد عددها الإجمالي عن 140 مقبرة، بعضها يضم المئات من الجثامين.
ووثّق الأورومتوسطي، صورًا لجثث الشهداء بعد انتشالها، والتي تبيّن أنها أنها متحللة نتيجة طول المدة، وجزء منها كانت عبارة عن أشلاء وأجساد ممزقة وأخرى بدون رؤوس بعد طحنها ودهسها بالجرافات “الإسرائيلية”، وأخرى تعرضت للنهش من القطط والكلاب.
كما أظهرت بعض الصور، استخراج جثامين لبعض المرضى بدليل وجود القسطرات البولية والجبائر التي كانت لا تزال متصلة بجثامينهم وقت استخراجها، فضلًا عن وجود ملفات طبية خاصة بالجرحى والمرضى دفنت معهم واستخرجوا من حفرتين في مجمع الشفاء.
ويقدّر الأورومتوسطي إلى وجود أكثر من 13 ألف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض، أو قتلى في مقابر جماعية عشوائية، أو أخفوا قسرًا في سجون ومراكز اعتقال “إسرائيلية”، وبعضهم تعرض للقتل داخلها. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا التقطت عبر الأقمار الصناعية، تُظهر قيام قوات الاحتلال بتجريف قبور الشهداء، وحفر مقبرة جماعية “أخرى” في مجمع ناصر الطبي بخان يونس.
ووفقًا للصور، فإن الاحتلال بعد اقتحامه للمجمع في 15 شباط/ فبراير، عمد إلى تدمير أسوار وساحة المجمع الطبي، بواسطة الدبابات، الأمر الذي أدى إلى تغيّر معالم المقبرة التي أنشأها الأهالي في ساحة المجمع ، بسبب عدم القدرة على نقل شهدائهم إلى خارج المنطقة.
ووفقًا لتقارير وزارة الصحة، كان عدد الشهداء في المقبرة التي أقامها الأهالي 150 شهيدًا، لكن المروع كان الكشف عن وجود أكثر من 300 جثمان لشهداء خلال الأيام الماضية داخل مقبرة جماعية، اكتشفتها طواقم الإنقاذ في الساحة الخلفية للمستشفى. وأكدت صور الأقمار الصناعية، أن جرافات الاحتلال عملت على نبش المقبرة التي كانت في المكان، وحفر مقبرة جماعية أخرى.
هل سيُفتح تحقيقٌ دولي؟! ومن جهتها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن اكتشاف المقابرة الجماعية في قطاع غزة، تؤكّد حجم الجرائم والفظائع التي يرتكبها جيش الاحتلال. وتطرح التساؤلات حول مصير آلاف الفلسطينيين الذين ما زالوا مفقودين بعد انسحاب جيش الاحتلال الفاشي من مناطق في قطاع غزة.
وشددت حماس على أن الجرائم المروعة التي يقترفها هذا الجيش المجرم، وعمليات القتل بالجُملة للمدنيين العزل، من أطفال ونساء وشيوخ، في المستشفيات، ومراكز وخيام الإيواء والنزوح، والأحياء السكنية؛ ما كانت لتتواصَل، لولا الدعم السياسي والعسكري اللا محدود، والغطاء الذي تمنحه إدارة الرئيس الأمريكي بايدن، لهذا الكيان الفاشي، والذي يمكِّنه من الاستمرار في حرب الإبادة ضد شعبنا لما يزيد على الستة أشهر.
ودعت الأمم المتحدة بضرورة إرسال فرق متخصصة في الطب الشرعي ومعدات لازمة للبحث عن مفقودين في قطاع غزة والتعرف على جثامين الشهداء الذين تم إعدامهم في مجمع ناصر الطبي بخانيونس من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وطالبت حماس بإجراء تحقيق دولي “فوري” بشأن المقابر الجماعية التي تضم مئات الجثامين لفلسطينيين أعدمهم الاحتلال في مجمع ناصر الطبي ومستشفى الشفاء.