الحاكم الفاسد من بناء السلطة إلى هدم المجتمع
أفق نيوز | أكثر ما يؤمن الناس خاصة من لديهم اهتمام نوعاً ما في نفوسهم، يعني: يتضايقوا من الباطل أن يروه، ويتضايقوا من ضياع الحق، يتضايقوا من الفساد أن ينتشر، يتضايقوا من أن يروا أخلاقيات المجتمع تذوب، وتتلاشى، تتفكك النفوس، وتضيع الوحدة فيما بين الناس، ويضيع الصدق، والأمانة، والوفاء، ويصبح الشاطر الذي يرى نفسه ذكياً أن يحارش بين الناس، أو يغش الناس، أو يخدع، يعتبر نفسه هو الذكي، والشاطر في المجتمع.
عندما يكون هناك من تؤلمه هذه الأشياء، من يتألم لمثل هذه الأشياء، هو يلمس أن الزمان يهبط، وأن كل سنة تأتي أسوأ من السنة التي قبلها، هذا شيء يلمسه كثير من الناس ممن يراقبون الأحداث، خاصة كبار السن، الذين عايشوا أزمنة أفضل من زماننا، يلمسون حتى أنها تتفكك القبائل فيما بينهم، وحتى القرية الواحدة، وحتى الأسرة الواحدة لم يعد فيما بينهم أخوة، ولا عاد هناك صدق، ولا وفاء، ولا التزام، ولا أمانة ولا نجدة فيما بين الناس في أي موقف من المواقف، وعلى ما قال الإمام علي (صلوات الله عليه): ((إذا فسد السلطان فسد الزمان)).
إذا جاء سلطان لا يهتم بالأمة؛ لأنه أحياناً قد يأتي السلطان فيكون همه هو أن يستقر حكمه، وهناك وسائل قريبة لاستقرار الحكم لكنها ليست لصالح الأمة هي: أن يرضي كبار الناس، زعماء القبائل، يرضي زعماء القبائل الكبار، ويتركهم يتدخلون في السلطة، ويتدخلون في القضايا، يتدخلون في شؤون المحاكم، يتدخلون في الشؤون الإدارية، فيكون هذا الشيخ من هنا، وهذا من هنا، وكل واحد يقطع من عنده، وحوالات يعطيهم، هذا مليون، وهذا أربع مائة ألف، وهذا خمس مائة ألف، وهذا مائة ألف، حوالات بشكل مستمر.
هنا تستقر وضعيته، لكن الأمة تتحطم، الأمة تدهور، وهذا ملموس في زماننا هذا، ملموس هذا في زماننا، مثلما كانوا في سياسة علي محمد الصليحي في أيامه، كان محمد الصليحي في أيامه هكذا، علي عبد الله عمل بسياسته ذلك اليوم، الكبار يتركهم يِدَّيْوَلُوا، وفلوس، ويتدخلوا في كل القضايا، كان بعض المشايخ يدخل إلى داخل المحكمة يضغط على الحاكم يحكم على طريقة معينة، أو يوقف حكم حق، قد با يمشي، يقول: ما شي، والا بايقرح راسه، يفجر بيته، والا سيارته، وهم ساكتين.
في الحالة هذه المجتمع يتضرر جداً، وفي الحالة هذه تغيب أشياء مهمة كان على الدولة أن تعملها، اهتمام بالناس أنفسهم، بالمجتمع نفسه، أن يربى تربية إسلامية، أن يربى تربية صالحة، أن تسود فيه القيم الصالحة، أن ينصف فيه للمظلوم من الظالم.
إذا كان الزمان على هذا النحو يصلح، وتصلح النفوس فعلاً، لكن إذا لم يكن على هذا النحو فتعتبر وضعية سيئة، في حالة الوضعية السيئة لا يمكن أن يغير الناس إلا من جانب أنفسهم هم، من جانب أنفسهم هم، أن يغيروا ما بأنفسهم، على أقل تقدير أن لا يتقبلوا، يقفلوا ءاذانهم أمام وسائل الإعلام التي تحاول أن تمسخ نفوس الناس، أن تمسخهم أخلاقياً، ودينياً، وتغير معتقداتهم، وتخلق لديهم ولاءات غير مشروعة، وعداوات، تصبح موالاة لأعداء الله، وعداوة لأولياء الله.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
وسارعوا الى مغفرة من ربكم
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
اليمن-صعدة