المقاتل اليمني يجبر العدوان على خوض حرب إستنزاف وتكتيكات قتالية تفقده الأخير حق التفوق الجوي والبحري وفارق العتاد والعدد
تقرير خاص – يمانيون:
أبدع المقاتل اليمني في إبتكار تكتيكات قتالية تساعده على الصمود أكثر أمام عدوه الذي يمتلك القدرات التسليحية الكبيرة غير أن هذا التفوق لم يكن يوماً في صالح العدو ويعود سبب ذلك إلى إعتماد العسكرية اليمنية حرب الإستنزاف كإستراتيجية عسكرية تتناسب وفارق القوة العسكرية مع تكتيات قتالية أشبه إلى حرب العصابات منها إلى حروب ومواجهات الجيوش النظامية .
القارئ في سيرة المقاتل اليمني وتعامله مع الحملات التركية على اليمن يجد الكثير من الأحداث الحافلة بذكاء وبراعة المقاتل اليمني في التعاطي مع طبيعة المستجدات ومع عدوه وما يمتلكه من قوة تجعل أي متابع يتوقع سلفاً أن المعركة ستحسم لصالح الغزاة والمحتلين غير أن الرياح اليمانية جرت بما لا تشتهي سفن الباب العالي وهو ما حدث في الحملتين .
ويكفي أن نتحدث أن معركة واحدة فقط تكبد فيها الجيش التركي ما لا يقل عن 1500جندي وضابط منهم قيادات دفعت القوات التركية إلى مغادرة ساحل تهامة والإنسحاب فوراً بعد هجوم مباغت شنته القبائل على خيم وتجمعات العدو .
وقد لا يصدق البعض عندما نقول ان الأتراك لم يستقروا في صنعاء بل لم يتمكنوا من دخولها إلا بعد عقد إتفاق مع كبار وتجار صنعاء وقتها ولم يصل الجيش التركي صنعاء إلا بعد سنوات تكبد فيها خسائر كبيرة وقتل فيها العشرات من القادة الأتراك .
وأقتصر التواجد التركي فيما بعد على السواحل اما المناطق الجبلية فلم تخضع للأجنبي وهي ذاتها المناطق التي تكفلت بدحر كل محاولات إحتلال اليمن منذ فجر التاريخ .
اليوم يتفوق المقاتل اليمني على عدوة بأمرين الأول عدالة القضية ونبل الأهداف والأمر الثاني التعاطي العسكري المتميز مع طبيعة وظروف المعركة وهو ما يجعل المقاتل اليمني أو العسكرية اليمنية تتمكن من كسر شوكة العدو عبر الخبرات القتالية المتراكمة لدى اليمنيين وإرتباطهم الجذري بالأرض وتطويع الجغرافيا الصعبة بما يحقق النجاح والإنتصار .
ولعل ما تم ويتم توثيقه خلال الأشهر الماضية من معارك في مختلف الجبهات سيجعلنا امام مرحلة نضالية وطنية يكتبها الشرفاء من أبناء اليمن ويخطها الأبطال بتضحياتهم الجسيمة والمخلصة .