الحياة كقاعة دراسية
أفق نيوز | شرف المهدي
قبل الإبتداء أيها القارئ ، أو أيها السامع للمنشور لديك بعض التنبيهات تعين في ربط محور البداية بالغاية :
_ أترك أنشغالاتك الفكرية ، وابتعد عن تشتيتاتك الحسية ، و أجعل من وقتك دقايق لحظية.
_ سيتبادر في ذهنك عند الولج فيه نماذج الإشتباه
_ أو نوع من الإملآل عند النظر في طول محتواه
_ أو القول كتبهُ صغير السن أرد أن يقفز لأن واقعه ماكفاه
_ أو أي قول فيه تصريف للعقل من أدوات (إنسآه)
_ كلنا نعلم أن الحياة ذات أشتباه كبير
، وأن البشر في نظام كوني دقيق يسير
، وهناك مواقف وأحدث للدفائن تثير
_ نحن أبناء من رحلوا ، وأملوا ، وصبروا على صنوف الظروف
_ نحن نتقلب في موجودات بقاياهم ، منها ما خسفت ، و منها كالكسوف
_ فلكل مرحلة عمرية في الكون نمط معين ، وأسلوب في رسم الطرق ، وأولوية في تحديد الأهداف منها ما يرفضها الواقع لنسبية التفكير ومنها للأختلاف .
_فأنت تراها دلائل سمان ، و هم يرونها مراحل عجاف
أطرح قدم ، فهم ، وتفهم ، علم ، وتعلم ، أرسم ، أحلم لا تتقوقع ، وتخاف
_مرت بنا الازمان؟
_ هناك من حققوا أعلا المراتب
_ هناك من للمباعد قادر ، وجالب
_ هناك منتصر ، وناصر ، وغالب
_ هناك من لدنياه يستقوي ، ويحارب
_ هناك من لماء حيائه ناضب
_ هناك من بخلاصة الوعي صابب
_ هناك من على توابع الفناء ناصب
_ هناك من وضعوا رؤوسهم للغير حقائب
_ هناك من علا ، ودنأ ، وضحك ، وبكى ، تعلم ، ووعى فأرشد ، ونسى ، وطلب ، فرجتى ،
قويم ، فنحنى ، بصير ، فعتمى ، تعرى ، فنكساء ، مقبل ، فأنذرا ، مدبر ، فأخبرا ، بِنُكرٍ ، وبشرى .
_ كثيرةً لا تعد الأحداث ، و لا تحصى !!
فملت من تكرار سماعها الأذان
أليس كذلك؟
وهناك تواتر لمقاعد الأحزان
_ فكل ماعلا من كلامي هو تذكير ، وإستثارة لعقلك الباطن ( بأن التمسك بالزوال أمر محال ، فستجاب بأنعكاسها في إعطائك مشاعر التهوين )
_ فواقعنا يترجم بالأصح كقاعة دراسية؟
_ فيها تدريس ، و فيها تمحيص ، فيها معلمين ، ومربين
_ فيها أختبارات، و تساؤلات ، و فيها ، و قت محدد و لكن الإختلاف ( في خروجك من القاعة الدراسية )
_ فأنت تلميذ في الحياة رغم كل شهائدك ؟ أنت تمشي فوق الأسئلة ؟ وفعلك في الحياة أجوبة.
( لديك وقت معين لتملئ صفائح دفترك
، وتراجع خلواتك ، و أفعالك )
_ وأيضا بإمكانك إستعارة دفتر غيرك لتأخذ ما فاتك من الدروس ، و الإتعاظ فأملئ دفترك ما شئت ، فهو أساس للحصول على نتيجتك .
_ فشد على الدوام قبل أن تُلام
فختر مقعدك الدراسي في الحياة ؟
إما في الصفوف الأولى معا السباقين ، أم في الخلف معا الضاحكين اللاهين.
_ فهناك وقت لمعرفة أجوبتك على الإختبار؟
_ وأي نوع في الحياة كنت تختار ..!!
_ وأي سؤال تجاهلته بعذر أنك محتار ..!!
هناك يوم تشخص فيه الأبصار ،
وتنقطع في ذاتك تلك الأعذار
عليك الإنتباه ، وقت الإختبار على شيء مهم وخطير ألا وهو ؟
_ أن تُسحب عليك ورقتك ، لأن خروجك خروج لا راجع
_ مذعن صاغر مقر عارف لأجوبتك خاضع
_ لهول الفزع كل شخص لزمته الحجة راكع
(من سيسحب عليك الورقة غير)
(من يحضر فعلك في الأماكن غير)
(من سيصحح ما دون في كتابك غير)
(من سيجازيك على إجتهادك ، والتزامك غير )
(من سيرى عظيم ترتيب دفتر حياتك غير )
_العظيم هو أن لا حد يعرف أو يهتم للحظات خروجك من القاعة ” الحياة ” لأن المستدعي هو المعطي فستدعاك من دون ولي أمر لتقف على ما مر .
_ أنتهى أختبارك ، و مدته ، و أقفل ملفك نهائياً وجُهز محسبه . وأنتقلت من الدنيا لدار الجزاء ، وسقت لتسئل عما درست ، و أجبت ، و كتبت .
_ هناك معاك من يرد ويجيب ،
بس نطقه لك محرج ومخيب
من هو؟
(جوارحك هن المجيبات ، وظنونك تراى حقيقتها مخيبات ، وواقع دنياك يتجلى بدون تغييرات )
1_ شريط يعلمك حجم التفريط
2_ شريط يخبرك أهمية التخطيط
لكن هل بعد الفوت يفيد
3_ تتحرك ، وزبانية جهنم حولك محيط
ففي النهاية ؟ فاز من نجح ، واجتاز ،
وخسر من للرسوب حاز ، فكن نبيه ، ومنضبط ، وحفيظ .
( فيا الله أجعلنا من أهل الفلاح ، والنجاح )