السعودية تدمّر اليمن لحماية أمن «إسرائيل»…!
يمانيون../
كتب الخبير والباحث المغربي “مصطفى قطبي” ، ان آل سعود يظنون بعدوانهم على اليمن ، أنهم يستطيعون إركاع الشعب اليمني من خلال استهداف بناه التحتية وقتل أبنائه ، لكنّ حساباتهم خاطئة ، و ستنعكس نتائجها عليهم مباشرة ، إذ إن شعب اليمن أدرك جيداً حجم المخطط الذي يستهدفه فسارع إلى الانتفاض في شتى أنحاء البلاد ليسدّ الطريق أمام هذا المخطط الصهيوني ؛ فالسعودية تقود عملية إبادة جماعية حقيقية للشعب اليمني و بتواطؤ من الدول الغربية و الديكتاتوريات العربية في الشرق الأوسط بل إنها جريمة إبادة جماعية بالتواطؤ مع مجلس الأمن الدولي !
و جاء فی مقال هذا الخبیر الستراتیجی الذی خص به وکالة «تسنیم» تحت عنوان “السعودیة تدمّر الیمن لحمایة أمن «إسرائیل»…!” :
إن العدوان السعودی متواصل حتى ساعة کتابة هذه السطور ، بینما باتت الجهود الحثیثة الرامیة لوقف إبادة الشعب الیمنی، دون نتیجة حتى الآن على ضوء غزارة الدم الیمنی النازف، ووحشیة النظام السعودی، التی لم توفر المدنیین من الأطفال والنساء وکبار السن.
وفی السیاق، أعلنت وزارة الصحة العامة والسکان الیمنیة أن عدد الشهداء الیمنیین والجرحى نتیجة العدوان السعودی الذین وصلوا للمستشفیات والمرافق الصحیة حتى 24 کانون الثانی 2016، بلغ 24 ألفاً و975 شهیداً وجریحاً، وقال الناطق الرسمی باسم الوزارة الدکتور تمیم الشامی: إن عدد الشهداء بلغ 7 آلاف وستة منهم ألف و368 طفلاً وألف و159 امرأة، بینما بلغ عدد الجرحى 16 ألفاً و509، منهم ألفان و239 طفلاً وألف و740 امرأة.
وبالطبع، فإن عملیات الصمود والرد للجیش الیمنى واللجان الشعبیة على تحالف آل سعود ، تأتی فی سیاق الرد المنطقی على جرائم العدوان الهمجی، وقصف سلاحه الجوی لمناطق مختلفة فی الیمن، عبر استهداف المستشفیات والمدارس والمصانع والطرق والجسور والسدود… فإضافة إلى القصف المتواصل للبنى التحتیة المدنیة ولمؤسسات الدولة والذی أودى بحیاة آلاف الضحایا والذین معظمهم من المدنیین، فإن أحد الإجراءات المفروضة على الیمنیین منذ 26 آذار الماضی من العام المنقضی هو الحصار الجوی والبحری بإشراف الریاض والذی یعید إلى الأذهان الحصار الجوی البحری المماثل الذی تقوم به إسرائیل ضد 1.8 ملیون فلسطینی على قطاع غزة منذ عام 2007 إلى جانب أسالیب التعذیب والإجرام السعودی ضد الیمنیین.
فی هذا المناخ تموج فی الیمن، وفیه تموج ساحات جماهیریة عربیة بالغضب والاحتجاج، منادیة بموقف وتدخل ومناصرة وحتى بوقف للعدوان على الیمن! وفی هذا المناخ أیضاً یستمر تأیید الغرب الإمبریالی للعدوان الصهیونی على الیمن ویتنامى ، مرسخاً توجهات وسیاسات وشروراً وفجوراً تبدیه قیادات غربیة على الخصوص .
وفی هذا السیاق فقد أقر تحالف آل سعود بمشارکة أمیرکا وبریطانیا فی الحرب التی تستهدف الشعب الیمنی، وقال المتحدث باسم التحالف العمید أحمد عسیری: إنّ خبراء عسکریین أمیرکیین وبریطانیین یقدّمون النصح لقوات التحالف بشأن کیفیة تحسین عملیات القصف الجوی، مضیفاً: إن الخبراء یعکفون على إعداد تقاریر موسعة وتحسین آلیات العملیات، مشیراً إلى أنهم عقدوا ورشة عمل خلال الأیام القلیلة الماضیة فی مقر تحالف العدوان.
وفی إطار سیاسات هیمنة القوة وغطرسة السیاسة، تعمل الولایات المتحدة على إحکام السیطرة على المدخل الجنوبی للبحر الأحمر الذی تعبره ثلث تجارة العالم ونصف نفطه ، وازداد اهتمامها بالمدخل مع قیام «إسرائیل» على الطرف الشمالی بذریعة الحفاظ على أمنها المزعوم ، فعملت منذ عقود على رسم سیاسات خاصة تخدم هذه الغایة فی الدول الواقعة على بحر العرب ومدخل باب المندب .
ففی الیمن حرصت دائماً أمریکا ومشغلتها «إسرائیل» على استمرار الحروب الأهلیة والقبلیة والطائفیة، فتارة تدعم فریقاً ضد آخر، وتارة تسلح وتشجع کل الفرق المتناحرة ضد بعضها .
وفی مطلع الستینیات أججت الحرب فی الیمن لإفشال الجهود المصریة لإقامة دولة یمنیة قویة، تستطیع أن تتحکم بباب المندب وتؤثر فی حرکة الملاحة فیه، وتحول البحر الأحمر إلى بحیرة عربیة تتحکم مصر بمدخلیها الشمالی والجنوبی ، وهذا ما أقلق «إسرائیل» ودفع أمریکا لوضع استراتیجیات طویلة المدى تهدف لإبقاء باب المندب تحت السیطرة الأمریکیة لاستمالة الدول المتحکمة بالمدخل أو الهیمنة علیها والتحکم بسیاساتها عبر حکومات تفرضها بنفسها.
وکان فی صلب الاستراتیجیة الأمریکیة أن لا تکون هناک دولة قویة فی جنوب البحر الأحمر، فحتى أثیوبیا القریبة من الغرب و«إسرائیل» لم یسمح لها بزیادة قوتها وهیمنتها فی شرق أفریقیا ، وذلک بسبب الخوف من الانقلابات العسکریة والسیاسیة التی قد تحصل فیها ، وتأتی بقیادات معادیة للسیاسات الأمریکیة و«الإسرائیلیة» فی جنوب البحر الأحمر .
فالذین یدعون غیرتهم على العروبة وانتسابهم إلیها ینفذون الیوم أجندة صهیونیة أمریکیة غربیة عدوانیة ضد عروبتهم عبر قیامهم بإضعاف وتفتیت بلد عربی وتدمیر جیشه وعتاده وسلاحه وتخریب مؤسساته وبنیته التحتیة وما یعنیه ذلک من إضرار بالأمن القومی العربی والعلاقات العربیة العربیة..؟! فمع بدایة القصف الجوی السعودی بمشارکة بعض الحلفاء على صنعاء وعدن قبل أیام، لوحظ أن وسائل الإعلام «الإسرائیلیة» بدأت تتطرق فی تحلیلات کتابها وبعض المسؤولین إلى البوابة الاستراتیجیة التی ستفتحها حرب السعودیة على الیمن، تحت شعار حمایة ممرات البحر الأحمر، فـ«إسرائیل» تعتبر نفسها جزءاً من دول البحر الأحمر وأی مسألة تتعلق بإحدى دول البحر الأحمر أی الیمن فی هذه الظروف ستصبح على جدول عملها المباشر رغم وجود القاعدة العسکریة البحریة والجویة «الإسرائیلیة» فی أرتیریا .
وهذا ما فتح شهیة نتنیاهو لوضع موضوع الحرب على الیمن نافذة فی جدول عمله من أجل المشارکة فی عضویة رسمیة علنیة لأی إطار یراد تأسیسه باسم دول البحر الأحمر وحمایته من مزاعم “الخطر الإیرانی” وسیطرة “أنصار الله” على الیمن…
ویجد نتنیاهو أن القاعدة التی ستستند إلیها «إسرائیل» فی المطالبة بتشکیل إطار کهذا ، هی وجود دول عربیة وقعت مع «إسرائیل» على اتفاقات سلام هی الأردن ومصر ودولة أرتیریا، التی تتمتع معها «إسرائیل» بعلاقات عسکریة وسیاسیة متینة، کما یجد أن جیبوتی لن تشکل عقبة هی والسعودیة والسودان فی قبول «إسرائیل» ما دامت «إسرائیل» تضمن (4) دول من (8) دول تقع على البحر الأحمر للموافقة على عضویتها…
ویقول سکرتیر الحکومة «الإسرائیلیة» إن البحر الأحمر لا توجد على سواحله دول عربیة فقط بل هناک أرتیریا (غیر العربیة) وهناک «إسرائیل» أیضاً وکذلک لا یمکن إنشاء أی إطار یجمع هذه الدول إلا إذا شملت عضویته «إسرائیل» التی تعتبر أمنها فی البحر الأحمر هدفاً إستراتیجیاً…
ومع وجود الولایات المتحدة العسکری فی أرتیریا ـ ودول أخرى من دول البحر الأحمر ترى «إسرائیل» أن الحرب السعودیة ضد الیمن ستدشن بنظرها أول تحالف عربی ـ «إسرائیلی» علنی فی الشرق الأوسط، ولذلک تسعى «إسرائیل» والولایات المتحدة إلى إطالة الحرب السعودیة ـ الأمیرکیة على الیمن لفترة یجری خلالها تدشین هذا التحالف باسم “دول البحر الأحمر” رغم أن القاعدة «الإسرائیلیة» فی أرتیریا هی التی تهدد مصر والسعودیة والسودان والأردن فی البحر الأحمر ومن باب المندب ولیس الیمن …فـ«إسرائیل» شنت غارات جویة على السودان منذ عام (2009) وفی عام (2012) وعام (2014) بحجة دعمه ”للإرهاب” ولم تتحرک أی دولة من دول البحر الأحمر لإیقاف «إسرائیل» عن هذا العدوان ، و تتطلع «إسرائیل» الآن إلى فرض تحالف جدید للهیمنة على باب المندب وعلى ممرات البحر الأحمر حتى إیلات لأن الحرب السعودیة الأمیرکیة على الیمن وضعت المنطقة کلها أمام تحدیات وأخطار توسع المشروع الصهیونی فی تفتیت الدول العربیة من دون استثناء.
ان المأساة التی تصنعها حرب الإبادة الجاریة فی الیمن التی یتزعمها بنو سعود، لا تکشف فقط عن وجه قبیح لعدوان وحشی تتلبسه رغبات هستیریة فی القتل والتدمیر، ولکنها تکشف أیضاً عن جانب لا یقل بشاعة هو وجود هذا الحشد الکبیر من أصحاب الضمائر المیتة والنفوس الخربة.
هؤلاء سواء کانوا سیاسیین أو إعلامیین أو غیرهم شرکاء فی الجریمة بالتأیید أو التبریر أو التحریض أو التضلیل أو حتى بالصمت .
وهذا هو الوجه القبیح للمأساة، غیر أنه فی أحلک لحظات الألم والمعاناة تظل هناک نقطة ضوء تبعث الأمل فی النفوس التی أضناها الظلم وأنهکتها عذابات شعب یتمسک بحقه فی أن یحتفظ بهویته وأن یکون له وطن مستقل وحر، لا یأتمر بأوامر السعودیة أو غیرها من الکیانات الوظیفیة.
والحق أن الدول التی تمثل الاستعمار القدیم ـ الجدید والتی ترى فی نفسها رسلا مبشرین ومبعوثین من العنایة الإلهیة للتبشیر بالدیمقراطیة وحقوق الإنسان وحمایة المدنیین وحریة التعبیر، أسقطت خیارها الأوحد والأخیر لإثبات حسن النیة والبرهنة على اتساق مواقفها السیاسیة والأخلاقیة حیال ملفات المنطقة، وبذلت قصارى الجهد لتوفیر غطاء سیاسی وعسکری ومادی وإعلامی مناسب لجرائم آل سعود بانحیازها لإرهابه وإجرامه لیس فی الیمن وإنما فی سوریة والعراق ولبنان…
فالشعب الیمنی یباد بنیران الوهابیة السعودیة وحلفائها تحت طائلة بند ما یوصف بعودة الشرعیة…، مقدمین للعالم بأسره صورة منقوصة ومجحفة، بل ومناقضة للحقیقة لیس لعدم تکافؤ الطرفین المتواجهین (النظام السعودی المعتدی والشعب الیمنی المعتدى علیه) فحسب، بل وإسقاط حق الشعب الیمنی فی دفع العدوان والظلم عن نفسه وأرضه، وکذلک مساواة رد فعل الجیش الیمنی العقائدی واللجان الشعبیة والحوثیین…، بالفعل الإجرامی الوهابی الذی لا یمکن أن یصل إلیه رد فعل اللجان الشعبیة ورجال القبائل والحوثیین، فی البشاعة والخسة والنذالة، هذا إذا کان الاتفاق لا یزال معقوداً على أن مقاومة العدوان حق مشروع یمنحه میثاق الأمم المتحدة والقانون الدولی.
وإذا کان الشیء بالشیء یذکر ، فإنّ الأمم المتحدة فقدت کل شرعیتها وفشلت مرة جدیدة فی مهمتها کحامیة للقانون الدولی و للسلم العالمی ولم یعد وجودها مبرراً مثلما حل بعصبة الأمم التی ذهبت إلى مزبلة التاریخ من أجل السبب ذاته . فهی بقرار مجلس أمنها تقود الیمنیین إلى الموت إما جوعاً أو تحت تأثیر قصف دول التحالف السعودی .
إن الشعب الیمنی فی الیمن، وهو بین حصاری العدو الوهابی وبعض أمتهم، أقوى إرادة وأشد عزماً وأکثر ثباتاً على الحق والمبدأ، من أن یزعزع عزیمتهم رأی وأن یشل إرادتهم أی حصار أو عزل یستهدف إرادتهم بصورة خاصة ، وإنهم أکبر من أن ینال منهم من یرید أن یبلغهم ، من منبر مجلس التعاون الخلیجی الذی تتحکم فیه مملکة آل سعود ، وفی وقت الشدة والمحنة، أن مقاومتهم للعدوان معزولة، وأنهم وحدهم ؟!
فمشیخات الخلیج و إمارات الکروش والملتحقون بهم ممن یدعون خوفهم على مستقبل الشعب الیمنی یقومون الیوم بقتل أبنائه بالسلاح «الإسرائیلی» والأمریکی، وهم الذین یصمتون الیوم عن شراذم التکفیر القاعدیة التی اجتاحت مناطق من الیمن وبخاصة الجنوب، وتعتدی على أبنائه وتقتلهم بالسیارات المفخخة والأحزمة الناسفة فی الساحات والمساجد والمستشفیات وتحتل مناطق واسعة فی الیمن وتهدد أمنه واستقراره ووحدته..؟! وما یقوم به تنظیم القاعدة الإرهابی من أعمال إجرامیة یشبه ما یقوم به آل سعود من تدمیر ممنهج للیمن واستهداف الأبریاء فی منازلهم وقتل الآلاف منهم بالغارات الجویة ، الأمر الذی یؤکد أن إستراتیجیة التوحش والقتل هی ما یجمع آل سعود الحاقدین على الیمن، بتنظیم القاعدة الإجرامی التکفیری لیشکلا معاً وجهین لإرهاب واحد وأدوات رخیصة فی ید المشروع الصهیو ـ أمیرکی لتدمیر الیمن وتقسیمه .
إنّ صمود الیمنیین جعل مملکة ”آل سعود” تصب جام غضبها على الأبریاء ، فقررت إبادة مناطق بکاملها لإثبات نظریة نجاح عاصفة الحزم، بإظهار ”الحزم” اتجاه الأطفال والرضع والنساء على حین یهرب جنودهم من المواجهة المباشرة کما حدث ویحدث فی عدة مواقع سعودیة .
إن نجاح عاصفة ”الأمل” بانتهاک حقوق الدول، یجعل الإنسان یفقد أی أمل بأن ”آل سعود” یمکن بعد الیوم التعایش معهم، لأن المجازر والصور التی نشاهدها تدفعنا للقول إننا فعلیاً أمام فرصة قد لا تتکرر، فإما أن نکون یوماً ما جمیعاً ضحایا لـ”سُعار” هذه الطغمة، وإما أن نتخلص منها ـ ولو بأقل الخسائر. المطلوب الآن المزید من الصمود ربما لأن هناک من یقول إن الساعات الأخیرة تستلزم تدرجاً فی انغماس ”آل سعود” أکثر فی الیمن، فالحدود الجنوبیة الغربیة للمملکة انهارت تماماً…
وادِ من نار دخلته الریاض ، لکن هرولتها لمغادرته من دون خسائر لا یبدو بقرار آل سعود ، أکان على وجه السرعة ، أم على نیة الاستسلام للسلامة ، ما یکشف للمملکة أنها أضعف بکثیر مما تظن أو تحاول الظهور بغیر ذلک، وهی تشک حتى إنها تملک مخرجاً غیر الهزیمة .
وما تخشاه الریاض یدرکه الجیش الیمنی الفطین من دون أن یعنیه تحت أی عباءة حمایة یستقر آل سعود، الیمن أوصل رسائله بأن رد العدوان یحتاج إلى حزم من التکتیک وضرب المعتدی على أرضه، لکن الیمن یدرک أیضاً أن الریاض جزء من لعبة سیاسیة ، الخاسر فیها مجبر على أن یدفع الکثیر لیبقى، وهو ما لم یفهمه آل سعود حتى اللحظة ولا شیء یوحی بأنهم یمتلکون حداً أدنى من الإدراک لفهمه .
وأخیراً ولیس آخراً ، فان رهانات آل سعود على صمود آخر أوراقهم المتبقیة فی الیمن ، بدأت تتهاوى مع إصرار الیمنیین على صد العدوان، حیث باتت حالة الهستیریا لا تفارق أصحاب الرؤوس الحامیة فی أعلى مراکز القرار الوهابی، العاجزة عن التکیف مع التحولات المیدانیة والسیاسیة فی المنطقة، والمذعورة من انتشار عدوى التغییر، ولاسیما أن المواقع السعودیة العسکریة بدأت تسقط تباعا بید القبائل الیمنیة فی نجران وجازان وعسیر…
ولا مفر من الاعتراف بأن قطاعات عربیة عریضة ـ وأغلبها لدیه حس وطنی وقومی عالٍ ـ وقعت فریسة لشعارات براقة وآلة إعلامیة ممنهجة ، فضحتها المحرقة المستعرة فی الیمن الآن ، و التی لا یعلم إلا الله مدى خسائرها ، ظنًّا ـ وبحسن نیة ـ أن اللئیم قد یجود بمکرمة فی لحظة صحوة ضمیر، ونسوا أن اللئیم لا تشغله إلا أطماعه وأغراضه الدنیئة ، وأن ضمیره ثبت موته تاریخیاً… ذلک درس لا بد أن نعیه جیداً !
إن الموقف العربی التقلیدی لم یعد مقبولاً ، ولا بأی شکل من الأشکال ؛ فالشعب الیمنی المثخن بالآلام والجراح، وهو یودع کل یوم دفعات من شهدائه الأبرار، لن تزیده جرائم نظام آل سعود وحلفائه إلا قوة وصلابة وتماسکاً، ولن تثنیه عن مواصلة دفاعه عن أرضه وعرضه… ومهما بحثوا عن أعذار ومبررات لهذا العدوان الخلیجی على الیمن ستظل واهیة ووضیعة شأنها شأن مبررات الحرب الإرهابیة على سوریة والعراق، وشأنها شأن مبررات العدوان «الإسرائیلی» الدائم ضد الفلسطینیین…
فالشعب الیمنی المقاوم الذی واجه ظروفاً کثیرة صعبة فی تاریخ کفاحه الوطنی، وکان یتجاوز فی کل مرة قیاداته : لن ییأس ، ولن یُحبط ، و سیظل أصیلا یقدم التضحیات فی سبیل عزة ومنعة وقوة الیمن الجدید.