تصاعد العمليات لمحور القدس وتضييق الخناق على الكيان الصهيوني
أفق نيوز ـ تقرير – عبدالحميد شروان
شهدت الـ24 ساعة الماضية تحولًا جوهريًا في مسار المعركة مع الكيان الصهيوني.
حيث تصاعدت العمليات العسكرية اليمنية المساندة لفلسطين ولبنان بشكل لافت، ما يساهم إلى جانب ضربات لبنان والمقاومة العراقية والاستنزاف الكبير للكيان المحتل من فصائل المقاومة في غزة، في زيادة زعزعة أمن الأراضي المحتلة بشكل غير مسبوق.
عملية يافا وعسقلان
العملية اليمنية الأخيرة التي تم فيها استهداف يافا المحتلة “تل أبيب” بصاروخ فرط صوتي من طراز “فلسطين 2″، واستهداف عسقلان المحتلة بطائرة مسيّرة من طراز “يافا”، جاءت كإعلان صريح أن اليمن قد تجاوز تمامًا وعلى نحو قطعي عقبة منظومات الدفاع الإسرائيلية، وأن كامل فلسطين المحتلة باتت مكشوفة أمام الصواريخ والطائرات اليمنية. الضربات العسكرية .
3 مدمرات امريكية
لم تتوقف عند هذا الحد، بل امتدت إلى البحر الأحمر، باستهداف ثلاث مدمرات حربية أميركية كانت متوجهة لدعم الكيان الصهيوني، بعملية معقدة شملت 23 صاروخًا مجنحًا وباليستيًا، وطائرات مسيرة.
هذه الضربات التي أصابت السفن الأميركية إصابات مباشرة، تزيد التأكيد على تفاقم الفشل الأميركي في تأمين تواجدهم البحري في المنطقة، وهو ما أكدته سابقًا تصريحات النخب الأميركية، إذ أشاروا مرارًا إلى فداحة ما وصلت إليه البحرية الأميركية في مواجهة التطور النوعي للقوات المسلحة اليمنية، ووصل بهم الحال للقول بأن عصر “حاملات الطائرات الأميركية انتهى” وهي يد العسكرية الأميركية الضاربة التي تتكئ عليها في تنفيذ أجنداتها العدائية عابرة القارات.
وهذا يحيلنا إلى نتيجة مفادها أنه: إذا كان الجيش الأميركي يعاني من القدرة على التصدي لهذه التهديدات وحماية سفنه الحربية منها، فإن حماية الكيان الصهيوني سيصبح أكثر تعقيدًا في المرحلة المقبلة.
تصعيد استراتيجي
وبالتوجة إلى عمليتي استهداف “عسقلان” و”تل أبيب”، فإنهما لم تكونا فقط تصعيدًا عسكريًا، بل تأكيدًا استراتيجيًا على أن اليمن قد نجح في تخطي كل الدفاعات الجوية الإسرائيلية بعد محاولة الكيان التقليل من ذلك في أعقاب الضربتين السابقتين بالمسيرة “يافا” و”فلسطين2″ الفرط صوتي
وأشار إلى أنهما لم يتجاوزا المنظومات الدفاعية وكان ما حدث “خطأً بشريًا” بالنسبة للمسيرة “يافا” وفي الصاروخ “فلسطين2” قالوا إنهم تصدوا له “جزئيًا”، لتأتي عمليتي فجر اليوم لنسف هذه الادعاءات.
وهذا التحول يعني أن عمق الأراضي المحتلة من “عسقلان” و”أم الرشراش” جنوبًا إلى “تل أبيب” وسطًا ، بات ميدانًا مفتوحًا للصواريخ والطائرات اليمنية، ما ينذر بتحولات كبرى في المعركة القادمة.
تناغم
ولعل ما يثير القلق الأكبر لدى الكيان الصهيوني هو هذا التناغم بين القوات المسلحة اليمنية وفصائل محور المقاومة بشكل عام، فالكيان الصهيوني الآن يواجه حصارًا عسكريًا متعدد الجبهات، من ضربات حزب الله المستمرة التي تصل إلى حيفا شمالًا، إلى ضربات الجيش اليمني والمقاومة العراقية من أم الرشراش وعسقلان جنوبًا إلى “تل أبيب” في الوسط، فيما يشبه تقاسم وتوزيع استراتيجي للضربات يعزز من شل حركة الكيان الصهيوني ويدفع به نحو الانهيار التدريجي تحت وطأة الاستهدافات الدقيقة بما يساهم في دفعه إجباريًا نحو إيقاف عدوانه على غزة ولبنان .
هذا التحول الكبير في مسار العمليات العسكرية ضد الكيان الصهيوني يثبت أن تحالفات فصائل المحور ليست مجرد دعم رمزي شعاراتي كما يحاول الصهاينة بمختلف ألسنتهم العجمية والعربية قوله، بل تجسدت عملًا عسكريًا فاعلًا في الميدان.
ومع تخطي اليمن والمقاومة العراقية وحزب الله لمنظومات الدفاع الصاروخي الصهيونية، يبدو أن المرحلة القادمة ستكون أشد وطأة وقسوة على الصهاينة، ما سيضطرهم لإعادة التفكير في استراتيجيتهم الأمنية، إن كان هناك ما تبقى منها.