أفق نيوز
الخبر بلا حدود

رَبَّنَـا أَرِنَـا الَّذَيْـنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ

240

أفق نيوز | من هدي القرآن |

وهكذا بالنسبة مع الكبار أيضاً المتبوعين مع الأتباع، يلعن بعضهم بعضاً، يتبرؤون من بعضهم بعض، وقلنا أيضاً: بأنه اتضح بأن معظم العذاب النفسي والحسرات هي تكون للأتباع أعظم من الكبار، في هذا الجانب، في هذا الجانب {يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ}(الزخرف: من الآية 38)، {رَبَّنَـا أَرِنَـا الَّذَيْـنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} (فصلت: 29). عداوة شديدة، أيـن هـم الذيـن أضلونـا مـن الإنس والجن نجعلهما تحت أقدامنا في أسفل درك في جهنم، ندوسهم بأقدامنا، من العداوة، من الحقد، من الأسف، من الحسرة، من الندم، لأنه لا يدري ماذا يعمل إلا هذا، ذلـك الـذي أضلـه [يتركـه يدوسـه] بأقدامه في نار جهنم، وقد لا يحصل هذا أيضاً.

{حَتَّـى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولاهُمْ} (الأعراف: من الآيـة 38)، أليسـت أمـة تابعـة لأمـة كانـت سابقة قبلها؟ {رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ} (الأعراف: من الآية 38) لكم ضعف وهم لهم أضعاف، لكم أضعاف عذابي، لأنكم كنتم تؤثرون إتباعهـم، وكنتـم تربطـون أنفسكـم بهـم، وتنصرفون عن الحق، وتنصرفون عن الهدى، وأنتم متمسكون بهم.

{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِيـنَ اتُّبِعُـوا مِـنَ الَّذِيـنَ اتَّبَعُـوا} (البقرة: من الآية 166) الكبار تبرؤوا من الصغار، والصغار هم من كانوا في الدنيا يصفقون لهم، ويؤيدونهم، ويدعمونهم بأموالهم وبألسنتهم وبأنفسهم، يوم القيـامة يتبرؤون منهم {وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} (البقرة: مـن الآيـة 166 ) كـل الوسائـل تتقطـع فيما بينهم، تحصل حسرات عظيمة، ولكن في أي طرف حكاها الله سبحانه وتعالى؟ وعن من؟ عن الكبار أم عن الصغار؟ الصغار هم من سيكونون أكثر أسفاً وندماً {وَقَالَ الَّذِيـنَ اتَّبَعُـوا} (البقـرة: مـن الآيـة 167) عندما رأوا أولئك تبرؤوا منهم في هذا الموقف الصعب، وعرفوا بأنهم أضلوا أنفسهم لما اتبعوهم في الدنيا، يوم كانوا متبعين لهم في الدنيا، بسبب اتباعهم لهم في الدنيا، ورأوا بأنهم لا يمكن أن ينفعوهم بشيء في ذلك الموقف الرهيـب، بـل يتبـرؤون منهـم، يعلنـون تخليهم عنهم في ذلك الموقف الصعب، تحصل حسرات شديدة، فيقول ماذا؟ {وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ} (البقرة: من الآية 167) ليت لنا كرة: نرجع إلى الدنيـا مرة ثانية نرجع {فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّأُوا مِنَّا}(البقرة: من الآية 167). لا يوجد هناك رجعة نهائياً. {كَذَلِـكَ يُرِيهِـمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِيـنَ مِـنَ النَّارِ} (البقرة: من الآية 167) ستجد هكذا الحسرات للأتباع، لأن الأتباع هم من يصعد على أكتافهم الظالمون، ومن بأموالهم وتأييدهم تشتد سواعد الطغاة والمجرمون، هم الجنود، هم التجار، هم الأعوان، هم من يصفقون، هم من يؤيدون. قد يكون هناك شخص واحـد فقـط موقفـه بالنسبـة للجميـع كموقف الشيطان {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُـمْ فَـاسْتَجَبْتُـمْ لِـي فَـلا تَلُومُونِـي وَلُومُـوا أَنْفُسَكُمْ} (إبراهيم: من الآية 22) وتلاحظ أن الحسرة تأتي بين هذه الأطراف التي كانت في الدنيا تسود ما بينها حالة من الود والتأييد والتعاون وغيره.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ملزمة معرفة الله وعده ووعيده الدرس العاشر

‏ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ: 29/1/2002م

اليمن – صعدة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com