الأثر الاجتماعي للعبادة.. الزكاة نموذجا
أفق نيوز | من هدي القرآن |
الزكاة كذلك، أليس جزءاً منها في سبيل الله، حتى أولئك الفقراء الذين يعطون من الزكاة، هو لتهيئة المجتمع في داخله، أن لا يكون هناك فئة تعيش مبتعدة نفسياً عن الفئات الأخرى، فالفقير يجد نفسه يأكل مع الغني من أمواله، فليس بينه وبينه بون في داخل أعماق نفسه فهو قريب منه إذاً قريب من أن يتوحد معه؛ ولهذا وجبت الزكاة في العين، في أعيان الأموال، لا تقبل نقداً إلا في حالات خاصة عندما يكون النقد هو الأصلح، وإلا فالواجب في الزكاة أن تكون من العين. لماذا؟.
لأجل الفقير الذي يرى المزارع، يرى الأموال، يرى بأنه سيحصل معك من هذا المال، وسيأكل معك من هذه المزرعة، [ويخزن معك من ذلك القات]، ويشرب قهوة معك من ذلك [البن]، ويحصل على [عَلَف] معك من ذلك [العَلَف] فيكون الناس في واقعهم كأنهم أسرة واحدة، يعمل على تعزيز الروابط فيما بينهم.
الفقير إذا ما أصبح يرى كل شيء، ويرى أنه لا أحد يعطيه شيئاً، فالزكاة لا يعطى له شيء منها، سيرى نفسه في وضعية بعيدة عن الآخرين جداً، فهو بعيد عنهم بنفسيته، بل قد ينطلق ليسرق أموالهم، ينطلق لينهب، يحسد إذا ما رآك في نعمة فوجبت الزكاة في العين.
فأي فقير يرى الأموال يرى وكأنها له، سيأتي له من هذا، ويأتي له من هذا، فالزكاة من عين ما رأى، فلا يحقد، ولا يحسد، ولا يعادي، ولا يتعدى.. كيف سيسرق وهو يرى بأن بإمكانه أن يأتي له حلالاً من ذلك [القات]، كيف سيتعدى على ثمارك من الحبوب ونحوها وهو يرى بأنك ستوصل إلى بيته زكاة من هذا المال.
فالزكاة نفسها تخدم أو تعزز الروابط الاجتماعية فيما بين الناس، والعلاقات والروابط النفسية لتهيئهم ليكونوا مجتمعاً متوحداً، ولا يكون مجتمعاً قلقاً في داخله مشاكل كثيرة تصرفه عن القضايا الكبيرة، فيكون مهيئاً لأن يكون أمة تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتدعو إلى الخير.
هكذا كل الأعمال هذه التي نمارسها إنما هي في واقعها، من غاياتها الكبرى: أن تخدم القضايا المهمة في الإسلام.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة معرفة الله وعده ووعيده الدرس الحادي عشر
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 30/1/2002م
اليمن – صعدة