حمدي دوبلة
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجمع من الصحابة”يوشك ان تتداعى عليكم الامم كماتتداعى الأكلة على قصعتها فقالوا له أمن قلةٍ بنا يومئذ يارسول الله قال لا انتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينزع الله مهابتكم من قلوب عدوكم ويقذف في قلوبكم الوهن قالوا وماالوهن؟قال عليه وآله الصلاة والسلام حب الحياة وكراهية الموت اوكما ورد في الحديث الشريف.
هذا الحديث الكريم يلخص الحال البائس الذي وصلت اليه الامة الاسلامية في زماننا وقد صارت امة ذليلة خانعة للاعداء بل واداة قذرة في ايدي الطغاة والمستكبرين من اعداء الدين والامة يسيرونها ويوجهونها كيفما يشاؤون وحيث يريدون دون ان يكون لها راي اوارادة بعد ان نزع الله مهابتها من قلوب اعدائها وقذف في قلبها الوهن الذي بات يتراءى اليوم بوضوح في حياة اشقائنا بجزيرة العرب وقد ركنوا الى الحياة الدنيا وزينتها والى عيش الترف والدعة والاستسلام والخنوع للاعداء والمتربصين بدين الاسلام واهله ليصبحوا للاسف الشديد وسائل رخيصة لقتل المسلمين والتنكيل بالفقراء والمستضعفين منهم.
وسط هذا الواقع المظلم الذي تعيشه امة الاسلام اليوم يسطع وميض من النور في بلاد الايمان والحكمة ولعل من ابرز محاسن العدوان السعودي الامريكي الغاشم على اليمن والمتواصل منذ اكثر من 11شهرا ان كشف لنا وللعالم اجمع بان من بين هذا الشعب الكثير والكثير من اولئك العظماء ممن يعشقون الشهادة ويتسابقون لتقديم ارواحهم في سبيل الله ونصرة لقيم الخير والعدل والحرية.
لقد رأينا بام اعيينا وعايشنا صورا رائعة ومدهشة لبطولات وماثر رجال اليمن وهم يدافعون عن ارضهم ودينهم وكرامتهم ضد اعتى قوى الطغيان والظلم والجبروت وقد تكالبوا على هذا البلد المسلم المسالم من كل حدب وصوب..اعرف مجاهدين من هولاء الرجال الميامين وقد خرجوا من بيوتهم بسلاحهم الشخصي رافضين التسليح من مخازن الدولة العامة وآثروا القتال باسلحتهم الخاصة بهم وهذه قصص واقعية وليست من نسج الخيال كما قد يتوهم البعض ممن في قلوبهم مرض.
ان رجالا بهذه الصفات العظيمة وعلى هذه الدرجة من الايمان والمُثل العليا والقيم النبيلة حتما لن يكون حليفهم الا النصر المبين وهو وعد الله لعباده المخلصين.
وهاهي شموع فجر الاسلام ممثلة في هؤلاء الابطال الذين منهم من قضى شهيدا ومنهم من ينتظر تضئ مجددا من اليمن بلاد المدد كما وصفها سيدالاولين والاخرين لتبعث الامل من جديد بان امة الاسلام ماتزال بخير مادام فيها امثال هؤلاء الميامين العظماء الذين يسطرون اروع الملاحم البطولية ويكتبون بدمائهم الطاهرة تاريخا جديدا ومشرقا في صفحة الاسلام بعد ان ظن اعداؤه بانهم قضوا عليه في نفوس ابنائه ونجحت مخططاتهم ومؤامراتهم الخبيثة في تشويهه واظهاره امام عالم اليوم في عباءة التشدد والتطرف والغلو..
حقا ان احياء ثقافة الاستشهاد والتضحية والفداء كما يقول قائد الثورة الشعبية عبدالملك الحوثي هي الحل والخيار الاوحد في مواجهة سياسة الظلم والطغيان والجبروت التي باتت سائدة في عالمنا اليوم وهي وحدها من ستقضي على المظالم في الارض وسترسي دعائم الخير والعدل والسلام في ارجاء المعمورة ليتحقق وعد الله وسنته في الكون “وكان حقا علينا نصرالمؤمنين””ويومئذ يفرح المؤمنون بنصرالله”