انتصارُ حزب الله.. لحظةٌ فارقةٌ في تاريخ الصراع مع العدوّ الصهيوني
67
Share
أفق نيوز|عبدالحكيم عامر
يمثّل الإعلان عن وقف إطلاق النار لحظة فارقة في تاريخ الصراع مع العدوّ الإسرائيلي، حَيثُ استطاعت المقاومة اللبنانية، بقيادة حزب الله، تحويل التوازنات لصالحها وإجبار العدوّ على إعادة النظر في مدى ضعفه وعدم قدرته على مواصلة المواجهة مع جنود حزب الله، هذا التطور يعكس نجاح المقاومة الإسلامية في تحقيق انتصار كبير، ويعزز من مكانتها كقوة قادرة على التأثير والتغيير في مجرى الأحداث.
يعتبر الانتصار الذي حقّقته المقاومة الإسلامية في 24 نوفمبر، انتصاراً عسكريًّا وسياسيًّا واستراتيجيًّا، فقد أثبتت المقاومة الإسلامية قدرتها على مواجهة العدوّ الصهيوني وإفشال مخطّطاته، مما يبرز خبرتها وفاعليتها في إدارة المعركة، هذا الانتصار لا يقتصر على الجانب العسكري، بل يمتد إلى تعزيز مكانة حزب الله في الساحة السياسية اللبنانية والإقليمية.
يعد هذا الانتصار تجسيدًا لإرادَة الشعب اللبناني، حَيثُ استطاعوا إسقاط الأهداف التي سعى العدوّ الصهيوني لتحقيقها بتدمير حزب الله وتحويله إلى مقاومة منعزلة وضعيفة، فالشعب اللبناني ومقاومته الإسلامية انتصرا، حَيثُ أثبتت التضحيات قدرة الشعب على مواجهة التحديات وصمودهم في وجه العدوّ الصهيوني، وهذا ما يعكس قوة الإرادَة الشعبيّة والقدرة على المواجهة.
ورغم هذا الانتصار، فَــإنَّ المعركة بكل أبعادها لا تزال مُستمرّة، فالمواجهة العسكرية ليست سوى أحد أوجه الصراع مع هذا العدوّ المحتلّ، حَيثُ تبرز أَيْـضًا الحرب السياسية والاقتصادية والثقافية والأيديولوجية، وتتطلب جميعها تضافر الجهود من حزب الله، الذي حقّق نصرًا تاريخيًّا جديدًا، يبقى مستعدًا للمواجهة المقبلة.
يمثل هذا الانتصار لحزب الله نقطة تحول أَسَاسية وله دور حيويّ في تشكيل وتعزيز معادلات القوة والردع التي يفرضها لبنان اليوم في وجه العدوّ الإسرائيلي، في الصراع ضد الاحتلال الصهيوني، حَيثُ تمتد تأثيراته إلى مختلف جبهات المواجهة التي خاضتها أطراف محور المقاومة في فلسطين وسوريا والعراق واليمن، مما يعكس دور حزب الله المحوري.
وفي الأخير، يعتبر حزب الله قوة عسكرية داعمة لهذه الساحات، وقد أظهر مستوى متقدمًا في القتال والمواجهة، مستفيدًا من خبراته في التخطيط والتدريب والتنسيق والتنفيذ، لقد أسهم حزب الله فيما قدمه لأطراف محور المقاومة من خبراته وتجاربه، في تعزيز قدراتهم على مواجهة العدوّ، حَيثُ كان لموقف الحزب القتالي وإدارته الناجحة للمعركة تأثير كبير رغم التحديات والتهديدات المباشرة التي فرضها العدوّ داخل الأراضي اللبنانية، فبمدرعاته وقاذفاته وطائراته المسيّرة ووحداته الخَاصَّة؛ فهذا الأمر ساهم في بناء قوة مقاومة ورادعة، أصبحت أنموذجًا يُحتذى به، حَيثُ استعان المقاومون في مختلف أطراف محور المقاومة بتجارب حزب الله في معركة تحرير القدس.