سياسيون عرب: تحريك التكفيرين في سوريا مخطط صهيوني جديد لخنق المقاومة وإشغالها عن مساندة غزة
الناشط والمحلل السياسي المصري أشرف ماضي:
إشعال جبهة سوريا يأتي في سياق المساعي الصهيونية لتبديد الرأي العام عن ما يجري في غزة والتغطية عن خسائر الكيان الفادحة والجسيمة التي تكبدها منذ معركة طوفان الأقصى وحتى اللحظة.
الناشط السياسي اللبناني د. أحمد الزين:
الأوضاع في سوريا خطيرة، وتهدد أمن المنطقة وغرب أسيا بالكامل.
المحلل السياسي طالب الحسني:
معاك الجماعات التكفيرية في سوريا تأتي في سياق المساعي الصهيونية لإشغال جبهات محور المقاومة وإبعادها عن مساندة غزة ومناصرتها.
صدمة كبرى وهزيمة نكراء أصابت الكيان الصهيوني المؤقت بعد فشله الذريع في اقتحام المناطق الحدودية مع لبنان وإنهاء تواجد حزب الله والقضاء على قدراته كما كان يؤمل العدو، ليعلن على إثرها مباشرة -إعلان المهزوم المنكسر- وقف إطلاق النار في لبنان.
في خطاب الهزيمة صرح المجرم النازي نتنياهو أن وقف إطلاق النار يأتي بهدف التنفيس على جيش العدو الصهيوني المنهك والمنهار بفعل المعارك التي يخوضها منذ عام كامل والتي قالها بصريح العبارة: إن “جيشه بحاجة إلى الإنعاش”. ما يثبت -على لسان العدو- بأن حزب الله استطاع النكاية به.
وفي نفس الخاطب، دشن المجرم نتنياهو فصلاً جدداً من المؤامرة على الأمة عبر استهدافها بالتكفيريين، فقد لمّح المجرم نتنياهو لسوريا وبشار بقوله: “إن سوريا تلعب بالنار وعليها تحمل ذلك”، وماهي إلا ساعات قليلة حتى أعلنت الجماعات التكفيرية بسوريا -بشكل مفاجئ ومباغت للجيش السوري- السيطرة على مناطق واسعة من حلب وإدلب، وهي مناطق حدودية مع تركيا.
ووفق الأحداث والمجريات الساخنة التي تشهدها الساحة السورية بعد هدوء استمر لأربعة أعوام متتالية، فإن خطاب نتنياهو مثّل طبلة لقرع الحرب في سوريا وإشعالها عبر الأدوات التكفيرية والإرهابية التي تتلقى الدعم الأساسي من الولايات المتحدة و تركيا ودول الخليج، وتربطها علاقة وثيقة جدا بالكيان الصهيوني.
مشروع صهيوني بأياد عربية
وللحديث عن الموضوع فقد أكد الناشط والمحلل السياسي المصري أشرف ماضي أن الجماعات التكفيرية والإرهابية الموجودة بسوريا تلقت تدريبات في تركيا بدعم قطري وخليجي، مستدلا بتصريحات رئيس وزراء خارجية قطر حمد بن ثاني -في لقاء متلفز عبر شاشة قناة الجزيرة- قوله: “إننا جمعنا 200 مليار دولار لمحاربة وخلع النظام السوري ومحاربة سوريا عبر -ما أسماه- بالمعارضة”.
ويوضح ماضي -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- أن الجماعات الإرهابية أدوات بأيدي دول التطبيع التي تحركها خدمةً للكيان الصهيوني المؤقت، معتبرا رؤساء تلك الدول وزعماءها وملوكها وشيوخها موظفين لدى الصهيونية العالمية، واصفا إياهم بالأبناء غير الشرعيين لـ “إسرائيل”.
ويوضح أن معركة طوفان الأقصى كشفت القناع عن الصهاينة والمطبعين من الأنظمة العربية والإسلامية، مبيننا أن دول التطبيع هم الأعراب الذين وصفهم الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ( الأعراب أشد كفراً ونفاقاً).
ويبين أن اندلاع المعارك الضارية في سوريا جاء مباشرة بعد انتهاء خطاب رئيس وزراء الكيان الصهيوني النازي نتنياهو والذي صرح بأن سوريا تلعب بالنار وسوف تدفع الثمن، لتتحرك الجماعات التكفيرية فورا في مهاجمة ومباغتة مدن حلب وإدلب.
ويوضح أن زيارة نتنياهو لجرحى الجماعات التكفيرية في المستشفيات -أثناء المواجهات السابقة- دليل إضافي وواضح أن تلك الجماعات تنفذ أجندة للصهيونية.
ويؤكد ماضي أن الجميع يعرف جيدا أن القاعدة وداعش صناعة أمريكية صهيونية تخرجت في الجامعات التركية والخليجية.
ويشير إلى أن الكيان الصهيوني عمد لتحريك الجماعات التكفيرية في هذا التوقيت بهدف التغطية على هزيمته النكراء والمخزية في الجنوب اللبناني.
محاولة طمس القضية الفلسطينية
وأشار الناشط والمحلل السياسي المصري أشرف ماضي إلى أن إشعال جبهة سوريا يأتي في سياق المساعي الصهيونية لتبديد الرأي العام عن ما يجري في غزة والتغطية عن خسائر الكيان الفادحة والجسيمة التي تكبدها منذ معركة طوفان الأقصى وحتى اللحظة.
ويأتي فتح جبهة سوريا في سياق المخطط الصهيوني لإسقاط سوريا وجعلها ضمن المخطط الصهيوني المذكور في كتاب “بروتوكولات بني صهيون إقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل للفرات” وفق ما يقوله أشرف ماضي.
ويضيف: “قالت جولدا مائير أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني: إذا اردنا قيام دولة “إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات” يجب علينا القضاء على ثلاث دول: العراق، سوريا، ومصر” حتى تقوم دولتهم المزعومة.
ويبين أن الأنظمة العربية المطبعة تقوم بمهام تأمين الكيان الصهيوني من خلال نشر الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار في شعوب ودول العالم العربي، مبينا أن لدى الكيان الصهيوني أجندة داخل البيت الأبيض وفي مختلف دول العالم.
ويرى أشرف ماضي أن على الأقلام الحرة ووسائل الأعلام تسليط الضوء على انتصارات المقاومة العراقية واليمنية والفلسطينية واللبنانية وكذا السورية؛ وذلك لفضح الصهيونية.
ويعتقد ماضي أن الولايات المتحدة الأمريكية تحرك أدواتها التكفيرية في المنطقة بهدف اسقاط الجيوش الرسمية كما فعلت في العراق وحاليا تحاول تطبيق السيناريو ذاته في سوريا وصولاً إلى مصر، وبالتالي تحقق الحلم الصهيوني بتوسيع رقعة الاحتلال.
ويشدد بأن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يحدث في سوريا؛ كونها تربطها روابط أخوية بسوريا وأنها ستقدم الدعم بمختلف أنواعه لسوريا حفاظاً على الجيش السوري ولهزيمة الجماعات التكفيرية.
ويشير ماضي إلى أن الصهاينة يعدون العدة لمواجهة مصر ومحاولة إسقاط جيشها، وذلك من خلال تغذية الصهاينة للصراعات في الدول المجاورة، مستدلاً بما يحدث في ليبيا والسودان والتي تأتي في سياق المخطط الصهيوني لإسقاط مصر.
قلب الأمة العربية
بدوره يصف الناشط السياسي اللبناني الدكتور أحمد الزين الأوضاع في سوريا بالخطرة، والتي تهدد أمن المنطقة وغرب أسيا بالكامل، واصفاً سوريا أنها قلب الأمة العربية وشريان محور المقاومة المدافع عن القضية الفلسطينية.
ويوضح في تصريح خاص لموقع أنصار الله أن الجماعات التكفيرية تريد السيطرة على سوريا لفصلها عن جبهات محور المقاومة وخنق المقاومة اللبنانية والفلسطينية.
ويبين أن هجوم التكفيرين المباغت على مواقع الجيش النظامي في سوريا يدل على أن هناك مخططاً أمريكيا تركيا صهيونيا غربيا لاستهداف سوريا من أجل إسقاط النظام السوري كونه نظاماً معادياً للسياسية الإمبريالية الأمريكية والسياسة الصهيونية.
ويضيف أن النظام السوري رفض رفضاً قاطعاً مصالحة الكيان الصهيوني وتوقيع اتفاقيات التطبيع، مبينا أن الكيان الصهيوني طلب من إدارة بشار الأسد التوقف عن مساندة حزب الله وحركة حماس، وحينما رفض، جيشت الجيوش التكفيرية لمواجهة جيش بشار وإسقاطه، وذلك بهدف إرغام سوريا على تقبُّل الإملاءات الأمريكية والصهيونية.
اشتعال سوريا يخدم الكيان
وفي السياق ذاته يؤكد الإعلامي والمحلل السياسي طالب الحسني أن اشتعال جبهة سوريا حدث غير مفاجئ يأتي في سياق مخطط صهيوني قديم أُعِد منذ سنوات طويلة.
ويوضح -في حديث خاص لموقع أنصار الله- أن الاتفاقات الحاصلة بين النظام السوري والجماعات التكفيرية كانت اتفاقات شكلية وغير واقعية، وكانت محط شك بالنسبة للنظام السوري وحلفائه الإيرانيين والروسيين، مستدلا برأي الشهيد الجنرال قاسم سليماني حينما أكد ضرورة دخول إدلب وتطهير كافة القرى الحدودية مع تركيا لضمان استقرار سوريا.
ويبين الحسني أنه على مدى سنوات الهدنة التي شهدتها سوريا ظلت المناطق التي تسيطر عليها الجماعات التكفيرية قنبلة موقوتة مهيأة للانفجار. ويوضح أن الجماعات التكفيرية تربطهم علاقات وثيقة بالكيان الصهيوني منذ زمن طويل، مبينا أن تهديدات نتنياهو بتفجير الوضع في سوريا والاشتعال المباشر للمعارك يكشف العلاقة الوثيقة بين الجماعات التكفيرية والصهاينة.
وبعيدا عن البراهين والأدلة الدامغة عن ارتباط الجماعات التكفيرية بالصهاينة، فإن انفجار المعارك في سوريا بهذا التوقيت يخدم دولة الكيان الصهيوني المحتضرة بفعل المواجهات مع محور المقاومة لعام كامل.
ويلفت إلى أن معارك سوريا تهدف إلى إضعاف النظام السوري وإحكام الخناق على حزب الله اللبناني الذي ألحق هزيمة مدوية بالكيان أثناء المحاولات لاجتياح الجنوب.
ويشدد المحلل السياسي طالب الحسني على أن معارك الجماعات التكفيرية في سوريا تأتي في سياق المساعي الصهيونية لإشغال جبهات محور المقاومة وإبعادها عن مساندة غزة ومناصرتها.
- نقلا عن موقع أنصار الله