كيف تسبب الهجوم اليمني على حاملة الطائرات “ترومان” في إسقاط طائرة إف-18 أمريكية؟
37
Share
أفق نيوز | كامل المعمري
بينما كانت القوات الأمريكية تستعد لتنفيذ هجوم جوي واسع النطاق على اليمن، تمكّن الجيش اليمني من استغلال الثغرات في دفاعات العدو، مما أدى إلى إفشال الهجوم وخلق فوضى في صفوف القوات المعتدية. استنادًا إلى معلومات استخباراتية دقيقة وتحليل تكتيكي محكم، قام الجيش اليمني بهجوم مضاد مفاجئ باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ مجنحة، ما أربك القوات الأمريكية ودفعها إلى ارتكاب أخطاء تكتيكية كارثية، مثل إسقاط طائرة إف-18 أمريكية عن طريق الخطأ.
كيف حدث ذلك؟
في سيناريو عملية الاشتباك، كان الوضع على النحو التالي: القوات الأمريكية كانت تستعد لشن هجوم جوي واسع النطاق على اليمن، باستخدام طائرات حربية متطورة انطلقت من حاملة الطائرات “يو إس إس هاري ترومان” والمدمرات المرافقة لها. في هذا السياق، كانت الدفاعات الأمريكية تقوم بإغلاق أنظمة الرادار المؤقتة كإجراء احترازي لتجنب التعرف الخاطئ على الطائرات الصديقة، وهذا الإجراء كان يهدف إلى تسهيل تحديد الأهداف المعادية أثناء العمليات الجوية وهو برتوكول عسكري متبع عند تنفيذ مثل هذه العمليات.
في الوقت نفسه، كانت القيادة العسكرية اليمنية قد راقبت تحركات العدو ودرست خطط الهجوم الأمريكي بدقة، وتمكنت من تحديد الوقت المثالي لتنفيذ هجوم مضاد في اللحظة التي كان فيها العدو ينفذ الهجوم الجوي، وبسبب إغلاق الرادارات والضغوط الناجمة عن التحضير للهجوم الواسع، استغل الجيش اليمني هذا الموقف ونفذ هجوما متزامنا باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ مجنحة.
الهجوم اليمني كان مباغتا وفي توقيت حرج، حيث هاجمت الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة الأهداف الأمريكية في البحر من عدة اتجاهات وبسرعة، مما أربك الدفاعات الجوية الأمريكية.
في نفس الوقت، كانت إحدى المدمرة الأمريكية مشغولة بتأمين الهجوم الجوي الذي كان يُنفذ فوق اليمن، ما جعلها تتعامل مع تهديدات متزامنة أثناء التصدي للهجوم، وفي ظل حالة الفوضى والإرباك التي تسبب بها الهجوم اليمني، وبالتزامن مع عودة الطائرة الامريكية f18 كانت إحدى المدمرات الأمريكية التي تحمل اسم “يو إس إس جيتيسبيرج”قد أخطأت في تصنيف هدف الطائرة على أنها طائرة معادية، بسبب الفوضى الناجمة عن الاشتباك مع الطائرات المسيرة والصواريخ تم إطلاق الصواريخ على الطائرة الأمريكية، وتم إسقاطها بشكل غير متعمد من قبل المدمرة الأمريكية.
الهجوم اليمني لم يكن مجرد رد دفاعي، بل كان عملية هجومية استهدفت إحداث فوضى في صفوف العدو، وتمكنت من استغلال الثغرات في الإجراءات الدفاعية الأمريكية، مما أسفر عن تدمير طائرة صديقة وإفشال الهجوم الجوي الأمريكي.
علاوة على ذلك فان الهجوم اليمني باستخدام ثمانية صواريخ مجنحة و17 طائرة مسيرة كان بمثابة عملية تكتيكية مدروسة بعناية التوقيت المتزامن مع الهجوم الجوي الأمريكي أحدث فوضى في صفوف القوات المهاجمة، ما أدى إلى اختلال في التنسيق العملياتي، ووقوع حادثة غير مسبوقة تمثلت في إسقاط مدمرة أمريكية لطائرة إف-18.
هذه العملية أثبت قدرة اليمنيين على التشويش أو التحايل على أنظمة تحديد الهوية الذاتية للطائرات، مما أدى إلى تصنيف الطائرة الصديقة كهدف معادٍ. وهو إنجاز يعكس تطورا في تقنيات الحرب الإلكترونية أو فهما عميقا لسلوك الأنظمة الدفاعية الأمريكية
الهجوم اليمني المكثف أدى الى إجبار حاملة الطائرات “يو إس إس هاري ترومان” على الانسحاب شمالا نحو المياه الدولية بعد تعرضها لأضرار وهذا يعني أن القوات اليمنية لم تكتفِ بإرباك الدفاعات، بل كانت قادرة على توجيه ضربات مؤثرة على هدف بحري استراتيجي بهذا الحجم.
ما حدث لا يقتصر على كونه نجاحا تكتيكيا فحسب، بل يحمل أبعادا استراتيجية وسياسية وعسكرية عميقة. لأن هذه العملية أظهرت ضعفا في القدرة الأمريكية والبريطانية على حماية وحداتها القتالية في مواجهة خصم يعتمد على استراتيجيات غير تقليدية، كما أنها تبعث برسالة واضحة مفادها أن أي عدوان على اليمن لن يمر دون رد، وأن القوات اليمنية أصبحت قادرة على ضرب أهداف حساسة على مستوى عال من التعقيد.
في مارس 2024 كان السيد محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الاعلى قد نشر تغريدة على حسابة في منصة اكس بان الجيش اليمني يعلم بالثغرات التي يمكنه استغلالها بالمزامنة أثناء الاقلاع والهبوط للطائرات المتواجدة على البارجات الأمريكية بل ونصح الأمريكيين بإصدار قرار بعدم الإقلاع. هذا التصريح يحمل علاقة مباشرة بالعملية العسكرية الأخيرة التي حدثت ضد القوات الأمريكية، في البحر الأحمر ويشير إلى فطنة القوات المسلحة اليمنية في استثمار نقاط الضعف التكتيكية للعدو.
في النهاية الجيش اليمني استغل هذه الفجوة بشكل ذكي جدا وبدلا من الهجوم التقليدي أو الرد المباشر على الضربات الجوية، اختار اليمنيون توقيتا مثاليا للقيام بهجوم متزامن باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ مجنحة هذا الهجوم جاء فجأة وبقوة كبيرة، ما أربك الدفاعات الأمريكية وجعلها تواجه تهديدات متعددة في وقت واحد من جهات مختلفة. الأهم من ذلك، أن الهجوم اليمني تزامن مع اللحظة التي كانت فيها الدفاعات الأمريكية مشغولة بتأمين الهجوم الجوي الخاص بها، مما جعلها أقل قدرة على التعامل مع الهجمات اليمنية وأفقدها القدرة على عدم التمييز بين الأعداء.