أفق نيوز
الخبر بلا حدود

كيف تقرأ حروف الانتصار … 

70

أفق نيوز | أ _ محمد زبارة

الخسائر لا تعني الهزيمة, فهناك فرق بين الخسائر و الهزائم, و من يخرج من المعارك منتصرا لا يعني أنه خرج بلا خسائر, البشرية منذ القدم كانت تعرف هذا

 

البعض في ساحتنا العربية و الاسلامية لم يعد يستوعب مدلولات الفرق بين وقوع الهزيمة و حصول الخسائر, فيرى الأمرين سواء, و ليس كذلك, فالهزيمة مقياسها معنوي, و الخسائر مقياسها مادي, و لذلك من يرى أن غزة و محور المقاومة هزموا بناء على حجم الخسائر المادية و البشرية التي لحقت بهم نتيجة معركة طوفان الأقصى فقد أخطأ, لأن ما كان يحصل على مدى أكثر من عام ليست نهزهة بل معركة وجودية تشكلت معالمها في ذهن العدو الاسرائيل وحلفاءه على قاعدةٍ تلخصت في الآتي:

إما أن تُباد غزة و إما أن نغني أغنية الرحيل

 

لم يكن قرار الامريكي و الاسرائيلي بالبقاء اكثر من سنة في معركة طوفان الأقصى خيارا, بل كان ضرورة, فالأثر المعنوي لطوفان الأقصى على نفس المستوطن الاسرائيلي لا سبيل الى محوه الا بمحو كل اشكال التهديد من حماس الى حزب الله إلى إيران, و بدون محو اشكال التهديد, تنخفض معدلات الهجرة الى اسرائيل لترتفع معدلات الهجرة من اسرائيل, و حينها تدخل اسرائيل مرحلة الموت السريري, فاسرائيل هي مستوطنة استعمارية, و المستوطنات الاستعمارية تنحل تلقائيا حينما تنعدم الهجرة اليها, و يقرر مواطنها المغادرة, لذلك فقد سعت امريكا و اسرائيل الى المحو الحقيقي لحماس و غزة, كما حاولوا محو حزب الله و تصفيته تماما, و بدون انجاز هذين الامرين فلا بد من تجهيز أغنية الوداع

 

 

صبت امريكا و اسرائيل و من معهما كل ما يملكون من طاقات كونية ليتمكنوا من تحقيق اغراضهم, و لقد تمكنوا من إلحاق أوجع الضربات بغزة وحماس من جهة و حزب الله من جهة ثانية, لكن كل ذلك لا يكفي, لأنهم يعلمون ان الضربات الموجعة لن تقدم ضمانات للمستوطن الاسرائيلي مستقبلا, و لذلك فانهم منذ اليوم الاول لم يحاربوا حماس و حزب الله لايجاعهم بل لمحوهم تماما, فهل تحقق هذا الأمر وهم يوقعون اتفاقا مع حماس اليوم بعد توقيعهم اتفاقا سابقا مع حزب الله, اعتقد ان الامر بات واضحا حينما نقول لقد أنتصرت غزة

 

الجميل في الموضوع ان الاتفاق الذي تم توقيعه أمس مع حماس, يتم و البارات الاسرائيلية تغني طوال الليل ( يا حوسيييييي) في تعبير عن الخوف الجديد الذي تشكل في نفسية المواطن الاسرائيلي مؤخرا

 

و هذا يعني ان امريكا و اسرائيل لم تستطع ان تقدم للمواطن الاسرائيلي الضمان المطلوب تجاه خطر حماس و حزب الله بل صقلة في نفس المستوطن خوفا جديدا, يتغنى باسمه السكارى ليلا في اسرائيل معجمين ثاءه الى سين تتناسب مع السلاح الصاروخ الذي حرمهم النوم و علمهم الاستيقاظ قبل الفجر بساعة لعلهم يتذكرون و أقم الانتصار …

 

 


حمــد زبــارة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com