أفق نيوز
الخبر بلا حدود

عبدالباري عطوان: ماذا يعني تجاهل “أبو عبيدة” جميع القادة العرب باستثناء اليمن؟

456

أفق نيوز ||
عبدالباري عطوان : نجحت قوّات كتائب القسّام ليس في كسب الحرب وتحقيق الانتصار في قطاع غزة فقط، وإنّما في توجيه ضرباتٍ قاتلة للمعنويّات الإسرائيليّة، عندما فاجأت العالم بأسره، وليس إسرائيل فقط، في تنظيم استعراضٍ عسكريٍّ للمئاتِ من مُقاتليها الذين خرجوا من تحتِ الرّكام، أو من قلبِ الأنفاق بملابسهم الخضراء الأنيقة جدًّا، وبأسلحتهم الشّخصيّة، في انتهازٍ مدروسٍ لهذا الحدث العالميّ الكبير وتوظيفه لتسليط الأضواء على قوّتهم التي ظلّ نتنياهو طِوال الأشهر الـ 15 من الصّمود والقتال وقنص الجُنود الإسرائيليين مِثل الطّيور والأرانب، يخدع مُستوطنيه بالقول إنّه أضعف كتائب القسّام.

كانَ لافتًا تلك الوجوه الباسمة للأسيرات الإسرائيليّات الثلاث اللواتي جرى الإفراج عنهنّ في الدّفعة الأُولى للتّبادل وفق المرحلة الأولى لاتّفاق وقف إطلاق النّار، فالبنات الثلاث كُنّ في قمّة الأناقة، وكأنّهنّ عائدات من حفلٍ موسيقيٍّ، يتمتّعن بصحّةٍ جيّدةٍ، ومعنويّاتٍ عالية وكأنّهن كُنّ يُقمن في فندق من خمسة نجوم، وكانت لفتة رائعة وذكيّة جدًّا أن يُقدّم حُرّاسهنّ هدايا رمزيّة قبيل مُغادرتهن القطاع في سيّارة الصّليب الأحمر.
هؤلاء هُم الإرهابيّون حسب المُواصفات الأمريكيّة والأوروبيّة، يضربون مثلًا قي الإنسانيّة، بينما سُفراء ومُمثّلو الحضارة الغربيّة يغتصبون الأسرى، ويُعاملونهم مُعاملةً نازيّة، ولنا في المُجاهدة خالدة جرار والحالة المُؤلمة التي ظهرت فيها بعد الإفراج عنها في صفقة التّبادل أصدقُ الأمثلة.
أنْ تشتعل نار المُقاومة في الضفّة الغربيّة، وتتوسّع العمليّات الفدائيّة الاستشهاديّة، ويرتفع عدد القتلى في صُفوف قوات الاحتلال في اليوم الأوّل لوقفِ إطلاق النّار، فهذا يُؤكّد أنّ الجهاد مُستمر حيث تتبادل الجبهات بالتّوازي والتّزامن مع تبادل الأسرى.
من أجبر نتنياهو على تجرّع كأس الهزيمة ليس ترامب، وإنّما أبطالُ القسّام وسرايا القدس وكتائب شُهداء الأقصى الفتحاويّة الذين أَنهكوا الجيش الإسرائيلي بالخسائر الفادحة في أوساط ألويته وكتائبه سواءً في قطاع غزة أو الضفّة، وقبلهما جنوب لبنان.
نتنياهو انهزم ولم يُحقّق أيّ من أهدافه، ابتداءً من القضاء على حركات المُقاومة في القطاع، وانتهاءً بتهجير أبناء القطاع وتوطين المُستوطنين مكانهم، ولذلك لا نستبعد أن ينتهك وقف إطلاق النّار في الأيّام القليلة القادمة، وقبل انتهاء المرحلة الأولى منه على أمل البقاء في السّلطة، وليكن، فالأهداف التي فشل في إنجازها على مدى 15 شهرًا من حرب الإبادة والتّطهير العِرقيّ، لن ينجح في تحقيقها إذا ما عادَ إلى الحرب مجددًا، فمِثل هذه العودة ستُشرّع العديد من رُدود الفِعل الثأريّة من الضفّة والقطاع، واليمن، وربّما قريبًا من لبنان والعِراق.
***
أهلنا في قطاع غزة يحتفلون ويغنّون للنّصر الذي حقّقته كتائب المُقاومة، وخاصّةً كتائب القسّام، ولعلّ عودة الرّمز أبو عبيدة بعد شُهورٍ من الغياب، مُهنّئًا بالنّصر ومُؤكّدًا على جاهزيّة كتائب القسّام للعودة للقتال وبطريقةٍ أقوى هو تأكيدُ المُؤكّد لقوّة المُقاومة وصلابتها، وقُدراتها العالية على إدارة الحرب، وإدارة المُفاوضات أيضًا، والحرب النفسيّة.
إنّهم دُهاةُ العرب، بل وكُلّ الشّرفاء في العالم، ولهذا نجزم بأنّ تحرير فِلسطين كُلّ فِلسطين، وإعادة الكرامة للعرب والمُسلمين، أصبح وشيكًا جدًّا والمسألة مسألةُ وقتٍ فقط.. والأيّام بيننا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com