أفق نيوز
الخبر بلا حدود

الرئيس الصماد.. استراتيجياتٌ للتخطيط والبناء وحقائق للحماية والدفاع

49

عبدالجبار الغراب

كانت لحياة الشهيد صالح الصماد امتلاكها لذلكم الكم الهائل من المخازن العظيمة والتي احتوت على العديد من الأفكار والثقافات الكثيرة، كلها تكونت فيه، متأثراً بمسيرة العطاء والنور المسيرة القرآنية لتبلغ فيه مقاصدها الإيمانية في نيل الرضا والقبول من الله العظيم، فكانت لأفكاره الإيمانية المعززة بمعرفة الله وبقربه من أعلام الهدى تصاعدها القوي الفعال، لتبرز من خلالها جميع نضالاته في كافة مجالاتها المتعددة فكانت لمواقفه الجهادية بروزها في مواجهة مخطّطات الأعداء، ومن حروب صعدة الست مراحلها الأولى وخروجه الصريح في تحديده لمواقفه الصادقة؛ فالمواجهة كانت السلاح الوحيد للقضاء على كُـلّ التآمرات المحاكة ضد اليمنيين منذ الحرب الأولى في صعدة؛ ليتعزز الانتصار لدى الشهيد الصماد وترسم رجاحة عقله السديد في تنويرها للطريق الصحيح والوقوف مع مطالب الشعب العادلة في تحقيق مطالبها، وهذا ما كان واضحًا عام2011م مصطفًا مع الشعب؛ لتلعب المتغيرات والوقائع المتتابعة وتراكمات الأحداث المتسارعة في تحديدها للمواقف من مختلف اليمنيين؛ فخرج الشهيد الصماد عام 2011م مسانداً لثورة الشعب، يوم 21 سبتمبر عام 2014م وقف معها ضد مخطّطات قوى الشر والاستكبار المعدة سابقًا والتي شعرت بخروج اليمن عن سيادتها لتقوم بشن حرباً على اليمن يوم 26 مارس 2015م؛ ليكون للاتّجاه الجهادي مساره الأخير في فكر وعقل الرئيس الشهيد الصماد، فمواجهة العدوان هو الطريق في تحقيق الحرية والاستقلال.

فالشهداء تاريخهم عظيم يتجدد في كُـلّ وقت وحين وفي مختلف العصور لتبقى معالم نضالتهم أعمدتها ثابتة البنيان، راسخة على الدوام، تم تأسيسها بدمائهم الزكية الطاهرة، يتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل؛ ليكون لماضي حياتهم ذكريات ولتاريخ مواقفهم مكتوبة في أنصع الصفحات، فلا يستطيع الحاقدون تغيير معالم جهادهم ولا تحجيم مختلف أدوارهم المحفورة بقلوب شعوبهم، ولا أن يغيروا من شخصياتهم الوطنية الممزوجة بدمائهم الطاهرة الموزعة في مختلف أرجاء الوطن.

أعمدة للتأسيس والبناء، وحقائق للكشف والتوضيح ووقائع تم فرضها وغيرت ما تم الترتيب والإعداد له، ومسارات توزعت على مختلف الجوانب والمحاور، ومسالك ورؤى لقادم النهوض والتطور ومواكبة التقدم السريع في مختلف العوامل التي تساعد في إسعاد الشعب والتخفيف من معاناته، شمولية في إظهار الجوانب التي تحقّق الأمن والاستقرار وتساعد في تحقيق أحلام وتطلعات الشعب اليمني في العيش بأمان بعيدًا عند الوصاية والتبعية الخارجية، ودعم وإسناد وتقديم وإنشاء وتجهيز، وإيجاد مختلف الإمْكَانيات التي تكون رافداً في تعزيز ومساندة الجيش في التصدي ومواجهة العدوان، فالصناعات والتطورات وإنشاء المعسكرات والتدريب وتخريج مختلف الكوادر كانت لها بصمات انتشرت وأعطت الثمار في مختلف الساحات للبناء والدفاع سخرها وأصر على إيجادها الشهيد الصماد.

حقائق مثبتة للبناء، واستراتيجيات موضوعة للتطور والنهوض والإبداع والابتكار، وتم الإعداد لها للدفاع وحماية الوطن في مواجهة الأعداء، شعار اتخذه الشهيد الصماد لتحقيقه فكانت للحقائق خروجها وفي عدة أشكال وإيضاحات تبلورت وتحدّدت في ظهورها وتصاعدت في معالم الحصاد والإنتاج، فمن الصناعات الصاروخية وإنتاج الطائرات المسيّرة ملامح نهوض وتطور صناعي سريع وملحوظ وفي سياق تصاعدي بالأشكال والأنواع العديدة والمتطورة، وما ينكشف عنها تباعًا يخرج ضمن استراتيجيات التطور المتقدم والمفاجئ حسب تطور سير الأحداث وسرعان ما كان لها انكشاف بفعل حكمة واقتدار إيماني حكيم تربع على كشفها ونقلها لمختلف العالم الرئيس الشهيد صالح الصماد من خلال مختلف المواقف والدروب التي تقلدها حتى قبل اعتلائه سلم الرئاسة في الجمهورية اليمنية، فكانت لنضالاته الجهادية حقها في إعطاء الجهوزية الكاملة لمواجهة العدوان والتصدي له بمختلف الوسائل والأشكال المعدة والمرتبة لذلك، نقل تلك الصورة التي كان اليمني يتمناها سابقًا، والتي رسمت بفضل إرادَة وطنية تمثلت بقيادة جعلت من كتاب الله هداية واستنارة للطريق الصحيح الذي يحقّق لليمن واليمنيين مطالبهم العادلة وحقهم في استعادة قرارهم ليكون لهم هذا ويجعله بيد اليمنيين خادمًا لمصالحهم محقّقًا للآمال والتطلعات التي طالما كان اليمنيون يحلمون بها.

الشعور والغيض الدفين والمتولد لدى قوى تحالف العدوان تصاعد لديهم مع كُـلّ الإنجازات التي تحقّقت، فكانت لكامل تحَرّكاته التي لا تتوقف في العديد من الجبهات سواء في الوزارات والمؤسّسات والاطلاع على مضامينها ومستويات الأداء فيها والعمل على إيجاد العديد من الوسائل لأجل تصحيحيها لخدمة المواطنين ولزيارته المتواصلة إلى جبهات المواجهة والقتال والعمل على إسنادهم بمختلف الإمْكَانيات، وَأَيْـضًا ما حقّقه الرئيس الصماد من إطفاء أحداث كانت عاصفة وإخمادها في 2 ديسمبر 2017م والعمل على احتواء آثارها المستقبلية وعمله الدؤوب في تحقيق البناء والنهوض.

والتطور والتخطيط للدفاع في مواجهة العدوان وخلق منظومة عمل متكاملة في كُـلّ نواحيها المختلفة لإصلاح مؤسّسات الدولة وإيجاد رؤية وطنية شاملة لبناء اليمن الحديث، جعلت لدول العدوان تكوين أعين لخونة للترصد والمتابعة لكل تحَرّكات الرئيس الصماد ليكون لهم ذلك وباغتياله في محافظة الحديدة وقصفهم بالطائرات الحربية سيارته قضوا على رجل أسس من شخصيته الآلاف من الرجال، فها هي الاستراتيجيات الدفاعية وبالصواريخ التي تحمل اسمه والطائرات المسيّرة التي دكت الأعداء ووصلت إلى قلب الكيان الإسرائيلي لتذكرهم برئيس كان لهم بالمرصاد وأسس الصمود والشموخ لليمنيين وزرعه في القلوب لنصرةِ المستضعفين في وجه الطغاة والمستكبرين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com