أفق نيوز
الخبر بلا حدود

ترمب يستهدف قبائل الحديدة: تغريدة تكشف الفشل

58

علي صالح راوع

لم يتعلّم ترمب، وهو يعيدُ مشهد العدوان على اليمن، أن هذا البلد الصغير في مساحته، الكبير في عزيمته، لا يخضعُ بقصفٍ ولا يُرَكّعُ بدماء. ظنّ، بعقليته الاستعمارية المهترئة، أن استهدافه لاجتماع قبلي في الحديدة – مدّعياً كذباً أنه تجمعٌ لقيادات يخططون لهجوم – سيوقف مسيرة اليمنيين في دعم غزة، لكنه وقع في شرّ أعماله، فالواقع ألقمه حجراً: لم تهتزّ لنا شعرة!

فترمب، الفاشل سياسياً وعسكرياً، خرج بتغريدة زعم فيها أنه “استهدف قيادات كانوا يستعدون لهجوم”، ونشر فيديو الاستهداف للتجمع القبلي في أيام عيد الفطر في الحديدة. أي وقاحة هذه التي تبرر استهداف المدنيين، النساء، الشيوخ، الأطفال، بذريعة “ملاحقة قيادات”؟! ثم يخرج بكل صلافة ليقول: “أوقفنا الهجوم!”، وكأنّ اليمنيين يقاتلون على “تغريدة”! أي غباء استراتيجي هذا؟!

ترمب لم يفهم بعد أن اليمن، ومنذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها موقفه من غزة، دخل معركة لا تراجع عنها. معركة الشرف والعروبة، معركة كسر الهيمنة الأمريكية – الصهيونية، معركة الدفاع عن قِبلة المقاومة: فلسطين. فاليمن اليوم لا يفصل بين المعركة في البحر الأحمر والمعركة في غزة، ولا يفرّق بين دماء أطفال صعدة ودماء أطفال رفح، فالقضية واحدة، والعدو واحد، والموقف واحد. وهو موقف مبدأ، وليس لحسابات سياسية أو لحظية.

فشل ترمب في ضرباته كما فشل في تبريراته، كما فشل في دعمه للكيان الصهيوني. فشل في البحر، وفشل في الجو، وفشل حتى في الصورة. ألا يرى كيف تعثرت شركات الشحن؟ ألا يقرأ تقارير موانئهم المشلولة؟ ألا يعرف أن “إيلات” اليوم أصبحت كالميت سريرياً؟! ألا يهمه أن حلفاءه في الخليج باتوا يتحسسون رؤوسهم بعد كل صاروخ يمني؟!

ترمب يظن أن العالم لا يرى، لكنه لا يدري أن اليمن لا يُحكم من واشنطن، ولا يُخضع من الجو، ولا يُرهب بضربة، لأن اليمنيين لا يخافون الموت، بل يصنعونه نصراً.

غزة في القلب، في الدعاء، في السلاح، في التخطيط، في العمليات، في البحر، في البر، في كل صاروخ ينطلق من البر او من أعماق البحر الأحمر. لن تتوقف الضربات، ولن يتراجع الدعم، ما دام فينا نفس، وما دامت القدس أسيرة، وما دامت غزة تحت القصف. من أراد أن يوقف دعم اليمن لغزة، فعليه أن يوقف قلوبنا عن النبض، وأرواحنا عن الفداء، وهذا ما لن يقدر عليه أحد.

ترمب… اسمعها جيداً:

نحن قومٌ إذا أُوذينا انتفضنا، وإذا ضُربنا رددنا الصاع ألفاً.

نحن لا ننسى دماءنا، ولا نبيع مواقفنا، ولا نساوم على قضايانا.

نحن شعبٌ يصنع من المحنة فرصة، ومن القصف وحدة، ومن الشهادة حياة.

فواصل تخبطك، فكل غارة تسجل في سجل هزائمك، وكل صاروخ منك، يقابله ألف موقف منّا، وكل شهيد يسقط منّا، يولد معه ألف مقاوم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com