انكسار قوى الشر والطغيان أمام إرادة الشعب اليمني
بقلم/ حمدي دوبلة
في ليل اظلم اقبلت بقضها وقضيضها وقد جمعت دول العالم وأغرتهم بالمال للمشاركة المباشرة وغير المباشرة او السكوت اوالتواطؤ على الاقل عن مغامراتها الجنونية التي قررت خوضها في اليمن متيقنة بأنها قادرة على حسمها في اسابيع ان لم تكن اياماً.
كانت تلك مملكة السعودية ومعها أعضاء حلفها العدواني اما التوقيت فكان في الثلث الأخير من عشية يوم ال26من مارس عام 2015م حيث باشرت في صب صواريخ وقذائف احقادها على رؤؤس الآمنين من جيرانها اليمنيين وعلى مرافق البني الاساسية ومقومات الحياة العامة.
ظنت جارة السوء و”الشقيقة”الكبرى مغرورة بما حشدته من ترسانة هائلة من السلاح الحديث والفتاك وتجييش الجيوش وتاليب دول الارض على شعب اليمن وبآلتها الاعلامية الضخمة بان النصر في جعبتها حتى قبل ان تبدأ المعركة.
اطلق النظام السعودي العنان لاحقاده ونزعاته الشريرة منذ اللحظات الاولى لعدوانه فأوغل في ارتكاب الجرائم الوحشية بحق اليمن ارضا وانسانا ولقد غرً هذا النظام المتعجرف صبر وحلم اليمنيين والذي استمر قرابة الشهرين دون ان يقوم بأي رد فعل على العدوان علًه يثوب الى رشده لكنه اعتقد ذلك ضعفا وعجزا وبانه قد حقق اهدافه الدنيئة في تدمير القوة العسكرية والحيوية لليمن وكسر ارادة شعبه واعادهم خاضعين الى وصايته وحظيرته الخلفية..
لكن الرد اليماني الذي تأخر 47يوما كاملا منذ بدء مااطلقوا عليها”عاصفة الحزم”جاء مزلزلا ومفاجئا لدول تحالف العدوان وللعالم اجمع فتساقطت المواقع العسكرية السعودية كاوراق الخريف تحت اقدام ابطال اليمن من بواسل ابناء الجيش واللجان الشعبية الذين سطروا ولايزالون ملاحم بطولية اعجازية وهم يواجهون بعددهم الضئيل وعتادهم المتواضع اعتى جيوش الارض ويلحقون به وبترسانته الحربية الضخمة هزائم مذلة سيظل عارها يلاحقهم ابد الدهر.
كان خلف هؤلاء الابطال شعب ابيُ صامد راحت تتحطم على صخرة صموده الاسطوري اوهام وعنتريات قوى الشر والطغيان التي ترنحت وانكسرت امام باس وقوة الشعب اليمني في كافة جبهات القتال سواء في الداخل من خلال جحافل الغزاة ومرتزقتهم الدوليين والمحليين او في جبهة ماوراء الحدود.
اليوم وبعد مرور اكثر من عام من العدوان وبعد فشله في تحقيق اية مكاسب عسكرية اوسياسية ناهيك عن الهزائم والسقوط الاخلاقي والانساني الذي بات يسجله يوميا عبر الاستهداف الهستيري للمدنيين والمرافق المدنية وقتله عشرات الالاف من المدنيين وعدد كبير من النساء والاطفال باتت السعودية ومن خلفها اسيادها في تل ابيب وواشنطن واعضاء تحالفها العدواني في وضع حرج لايحسدون عليه في كافة المستويات وقد تمرغت انوفهم بالتراب..واذا باليمن المحاصر والمدمرة مرافقه الاقتصادية ومنشئاته الحيوية اكثر تماسكا واحسن حالا على مختلف الاصعدة مقارنة بالوضع المترنح للسعودية ودول العدوان بفعل ماانفقته من اموال طائلة لتمويل هذه الحرب الظالمة وشراء مواقف العالم انظمة ومنظمات وافراد دون ان تجني غير الخزي والعار والفضيحة وهاهي الدعوات الدولية المحذرة من انهيار بلدان الترف الخليجي تتواتر يوميا بعد ان اصبحت عاجزة عن تغطية احتياجات مواطنيها بسبب العجز الحاد في موازاناتها العامة..ولعل آخر تلك التحذيرات ماورد في مجلة”الايكونوميست”الاقتصادية الدولية والتي دعت السعودية ومشيخات الخليج الى الاستعداد لمواجهة الاسوأ خاصة وان النظام السعودي كما تقول المجلة المتخصصة قام ولايزال بسحب هائل وبوتيرة متسارعة من احتياطاته من العملات النقدية الاجنبية والتي وصلت خلال العام المنصرم اكثر من 115ملياردولار الأمر الذي بدا يثير القلق حسب “الايكونوميست”حول قدرة السعودية على الصمود امام المستويات الحالية لأسعار النفط ومستويات الإنفاق الحالية ..وتؤكد المجلة على ضرورة لجوء دول الخليج لتنويع مواردها وإعادة هيكلة إنفاقها لضمان الاستدامة.