أفق نيوز
الخبر بلا حدود

السيد عبدالملك الحوثي في خطاب بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد: واهمٌ من يتصور أن مصلحتَه وفلاحَه وخيرَه في أن يتمترس في الخندقِ الأَمريكي والإسرائيلي ( نص الكلمة + فيديو)

181

–          المؤشراتُ لا تزالُ سلبيةً ولا تبعَثُ على التفاؤل.. الرغبةُ الأَمريكية والإسرائيلية من جانب، والحقد الشديد لقوى العُـدْوَان، كُلّ ذلك يستدعي الحذر والانتباه

–         لا مصلحةَ أبداً في كُلّ ما يحدث في منطقتنا إلا لطرف واحد، هو اللوبي اليهودي الصهيوني في العالم المتمثل في أَمريكا وإسْرَائيْل

–         نحملُ إرادةَ الخير، روحَ التفاهُمَ، روحَ التعاون، رغبةَ السلام، الحرصَ على الاستقرار، هذه هي رؤيتنا وتوجُّهُنا

–         اللوبي يقودُ السياسة الغربية ويتحكمُ بها ويجرُّها إِلَـى الصراع في المنطقة وإلى صناعة كُلّ هذه الأحداث

–          بالاستناد إِلَـى المقررات كلها، من المبادرة الخليجية إِلَـى وثيقة السلم والشراكة لا يمتلكُ مَن يعملون لصالح العُـدْوَان، الحق في أن يحكوا البلادَ منفردين، أَوْ أن يحتكروا السلطة، أَوْ يتحكموا في القرار السياسي

–         لا مصلحة في أن تفقد كُلّ بلدان المنطقة الاستقرار وسيأتي الدور على النظام السعودي

–         قليلٌ من التفهم وَالتأمل تصنعُ عند الإنْسَـان يقيناً تاماً وبصيرةً عالية أن كُلّ ما يحدث في المنطقة مجرد لعبة، وإن كان الأدوات من داخل الأمة

–         أعدى عدو في هذه الأُمَّــة من هو؟ حسب القُـرْآن الكريم اليهود في المرتبة الأوْلَى

–         من هذه الرؤيا التي تؤمن بالروابط الإنْسَـانية والأخوّة الإسْـلَامية، وبهذا الروح الإيجابي وبحس المسؤولية وبهذا الوعي، نحمل الحرص كُلّ الحرص على حل كُلّ المشاكل والخلافات والنزاعات الداخلية بين أَبْنَاء الأمة، التي يستفيد منها أَعْــدَاء الأمة

–         وفدُ بلدنا قدَّمَ في الكويت رؤيةً للحل، مستندةً إِلَـى المرجعيات المعترَف بها دوليا وإقْليْمياً ومحلياً

–         الحل السياسي ليس عصياً، ولم يكن هو العُقدة، كانت كُلّ القوى والمكونات موشكةً قبل بدء العُـدْوَان على الخروج بحل سياسي للمشكلة الداخلية في البلد، إلا أن هذا الاتفاق مُنع بغية إيجاد بيئة ملائمة للعُـدْوَان والمعتدين

–         المؤشرات لا تزالُ سلبيةً ولا تبعَثُ على التفاؤل، الرغبة الأَمريكية والإسرائيلية من جانب، والحقد الشديد لقوى العُـدْوَان، كُلّ ذلك يستدعي الحذر والانتباه

–         إسْرَائيْل تساهم بأشكال مختلفة وتشارك فعلياً من قاعدة عصب الأرتيرية، وتحتفي وتبارك وتدرب وتعلّم

–         موقف القُـرْآن الكريم ليس عنصرياً من اليهود أَوْ من بني إسْرَائيْل لعرقً أَوْ لنسبٍ وليس موقفاً قومياً، إنه يتجه إِلَـى توصيف أعمالهم وَسياساتهم واتجاهاتهم، وتشخيص نفسياتهم وتوضيح ما هم عليه من توجُّهات عدائية وأطماع رهيبة وحقد كبير على البشرية

———— نص الكلمة———–

أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ

 بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ

 الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أن سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُه ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.

اللهم صلِّ على مُحَمَّــد وعلى آل مُحَمَّــد، وبارك على مُحَمَّــد وعلى آل مُحَمَّــد، كما صليتَ وباركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين.

أيها الإخوةُ والأخواتُ، شعبَنا اليمني المسلم العزيز، السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
والسلامُ على شهيدِ الأمة شهيد الحق والعدالة شهيد القُـرْآن العبد الصالح والرباني المجاهد السَّيِّد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.

لقد أتت هذه الذِّكْرَى السنوية لاستشهاده وشعبنا الـيَـمَـني العزيز يواجه في عامه الثاني عُـدْوَان همجي من قوى الشر التي تكالبت عليه بقيادة وإدارة وتوجيه أَمريكا الشيطان الأَكْبَر ومن خلال أدواتها الطيعة متمثلة بالنظام السعودي والمتحالفين معه من المرتزقة المتاجرين في الدماء من أنظمه وقطعان المعتدين ومن خلفهم جميعا إسْرَائيْل تساهم بأشكال مختلفة وتشارك فعلياً من قاعدة عصب الأرتيرية، وتحتفي وتبارك وتدرب وتعلّم.

وغير غريب على هكذا عُـدْوَان بهكذا معتدين ما فعله بحق شعبنا المسلم العزيز من جرائم فضيعه وما ارتكبه بحق الأَبْريَاء من أَطْفَال ونساء من مجازرَ وحشيةٍ وما جناه على بلدنا من تدمير وتخريب وإهلاك للحرث والنسل بما لا مثيل له في الآوِنة الأخيرة في أقطار الأرض كافة وبدون حق.

عُـدْوَانٌ لا مبررَ له ولا يمتلكُ أيَّةَ شرعيةٍ وكذلك بدون مصلحة حقيقية للنظام السعودي نفسِه الذي تولّى كِبَرَ هذا العُـدْوَان وتقلَّدَ وِزْرَه، من يتأمل من يتفهم لا يرى في واقع الحال أيَّة مصلحة حقيقية من أن يقومَ النظامُ السعودي بعُـدْوَانٍ بهذا المستوى وبهذه الشمولية ليعتديَ على كُلّ مقوماتِ الحياة في بلدٍ مجاورٍ له، هذا البلدُ المجاورُ يتصفُ شعبُه بالإيمان وبالحكمة ويلتزمُ تجاه محيطه العربي والإسْـلَامي إرادةَ الخير وسلوكَ السلام والتعامل الطيب وليس في ذاكرة التأريخ ما يُدَلِّلُ على أن شعبنا الـيَـمَـني شعبٌ يُفترَضُ أن يخافَ منه جيرانه أَوْ أن تستنفرَّ كُلّ القدرات وتَحَـرّك كُلّ الطاقات؛ بهدف القضاء عليه باعتباره يمثل خطر أَوْ شر في المنطقة.

لا..

هذا الشعبُ الطيّبُ المسالم، هذا الشعبُ الذي يتصف أهلُه بالإيمان والحكمة والقيَمِ المُثلى وأَخْـلَاق الإسْـلَام وقيم الإسْـلَام، بمكارم الأَخْـلَاق، بالإنْسَـانية، هذا الشعب الذي كُلّ ما قدّمه إِلَـى محيطه ليس إلا الخير، هذا الشعبُ ليس هناك أيَّةُ مصلحة حقيقية لبلد مجاورٍ له، لنظام في بلد مجاور أن يستعديَ هذا الشعب.

أن يستفز هذا الشعب أن يرتكبَ أبشعَ الجرائم بحق هذا الشعب، وبدون أيَّةِ سابقة بدون أيَّةِ مشكلة تستوجبُ أن يفعلَ هذا بكل ما فيه من ظلم وطغيان وإجْــرَام وخروج عن قيم الإسْـلَام وتعاليمه في ممارسة العُـدْوَان بكل ما فيه من جَور وبشاعة، مَن الذي يسعى لتدمير المنطقة في بلدنا الـيَـمَـن وفي ساير البلدان وضرب شعوبها وتقويض كياناتها؟!.

من المستفيد الفعلي لكل ما يحدث في منطقتنا من سفك للدماء وإزهاق للأرواح وتدمير لكل مقومات الحياة؟!، لفائدة مَن أن تعيشَ دولُ المنطقة المنتمية للإسْـلَام حالةَ العداء والتباين والصراعات والنزاعات فيما بينها؟!

 لا مصلحة من أن تفقد كُلّ بلدان المنطقَة الاستقرار على كُلّ المستويات سياسياً واقتصادياً وأمنياً هل هناك مصلحةٌ فعليةٌ للنظام السعودي في ذلك وهو الذي سيأتي الدور عليه كما هو حال بقية بلدان المنطقة، هل هناك مصلحة في ذلك فعلية، لها مصوغاتُها، لها مبرراتُها لها أدلتُها، لها ما يثبتها لبلدان الخليج أَوْ لمصر أَوْ لأحد في الشام أَوْ لأحد في المغرب العربي؟!

هل هناك فائدةٌ في ذلك لفلسطين جُرح الأمة الغائر النازف على مدى عُقود من الزمن؟، هل يمكن أن نعتبرَ كُلّ ما يحدُثُ في كُلّ المنطقَة، ومن أقساه ومن أسوأه ما يحدث على بلدنا الـيَـمَـن وعلى شعبنا الـيَـمَـني العزيز، هل يمكن أن نقول هذا كله سيصب في مصلحة الشعب الفلسطيني سيرفع عنهم مظلوميته سيعيد أرضَه سيعيد للأمة المقدسات التي هي الآن تحت هيمنة وسيطرة الصهاينة.

لا..

من المعلوم قطعاً أن لا مصلحةَ أبداً في كُلّ ما يحدث في منطقتنا إلا لطرف واحد، هذا الطرف هو الذي يسعى فعلياً إِلَـى استهداف الأُمَّــة جمعاء، هذا الطرف يتمثل بالصهاينة يتمثل باللوبي اليهودي الصهيوني في العالم يتمثل في أَمريكا وإسْرَائيْل، ويتمثل في هذا اللوبي الذي يقودُ السياسة الغربية ويتحكم بها ويجرُّها إِلَـى مثل هذا الصراع وإلى صناعة كُلّ هذه الأحداث.

الاستهداءُ بالقُـرْآن الكريم

الشَّهِيْدُ القائدُ رضوانُ الله عليه ونحن في ذِكراه ركَّزَ بشكلٍ أساسيٍّ على الاستهداء بالقُـرْآن الكريم، فأبصر به وسمع به ونطق به وتَحَـرّك مستنيراً بهُداه وهو بنظرته القُـرْآنية الاستباقية كان يرقبُ مسارَ الأحداث، مدرِكاً من ذلك الوقتِ حقيقةَ مكائدِ الأَعْــدَاء وطبيعة مؤامراتهم ولم يكن ينظر إِلَـى تلك الأحداث كما ينظر إليها البعضُ يعتبرُها البعضُ أحداثاً آنية لها حدودها عند حد معين مثلما يروج لها.

فحينما مثلاً أتى الاستهدافُ لأفغانستان كان البعض يتصور أن الأمور ستقف عند هذا الحد وأن هناك خطراً يتهدد افغانستان، ثم حينما أتى هذا الخطر إِلَـى العراق البعض أَيْضاً لم تكن ذهنيته ونظرته وقراءته للأحداث تتناول ما هو أبعد من العراق فتبقى نظرته مقتصره تماماً على الحدث في سياقه الإعْـلَامي وسياقة الميداني وهكذا الأحداث متنقله من بلد إِلَـى آخر، ولكن حينما أتت أحداث الحادي عشر من سبتمبر فهي أتت أساساَ وصنعت أساساَ لتكون الذريعة البارزة للانطلاق أَوْ الانطلاق لأخطر وأَكْبَر مؤامرة على أمتنا في كافة شعوبها أَوْ بلدانها وفي أَكْبَر عملية تضليل وخداع.

ولذلك كان الكاتب الفرنسي مصيباً عندما كتب كتابه عن أحداث الحادي عشر ووصف أَوْ سمّى هذا الكتاب. وهو يصف ما حدث ”بالخدعة الكبرى”.

فعلاً أَكْبَر عملية تضليل جعله عنواناً لتَحَـرّك خطير جداً يستهدف أمتنا بشكل غير مسبوق وإلا الأُمَّــة مستهدفة على طول تأريخها لكن هذه المرحلة من الاستهداف مرحلة غير مسبوقة وهذا الاستهداف وصل إِلَـى مراحل متقدمة تمثل خطراً كبيراً على وجود الأمة.

وجودها السياسي، وجودها الثقافي، وجودها الحضاري، وجودها بكل ما للكلمة من معنى، هذا التهديد هو تهديد يسعى إِلَـى تقويضِ الأُمَّــة بالكامل إِلَـى هدم كُلّ معالمها، إِلَـى إسقاط كُلّ بناها على كُلّ المستويات.

إلى تهديم كُلّ شيء في مقابل وضعيه سيئة على المستوى الداخلي للأمة وضعيه جعلت من واقع الأُمَّــة مسرحاً مفتوحاً يساعد على نجاح المؤامرات كافة، كُلّ مؤامرات الأَعْــدَاء.

واقــعُ الأمة

 واقعٌ ليس محصناً بالوعي ولم يعد محصناً بالقيم عمل منذ فتره طويلة أثّر تأثير سيء في واقع الأمة، المسار الداخلي للأمة في السياسات والتوجهات كان كذلك عامل مساعد إِلَـى حد كبير في أن تصل الأمة إِلَـى واقع يطمع أعداؤها فيها، بل ويقدم صورة عن الواقع للأَعْــدَاء على أنه يمثل فرصة كبيرة جداً يرون فيها الأهمية الكبرى؛ لأن تستغل استغلالاً إِلَـى أقصى حد هذا ما يفعلونه هم يستغلون هذا الواقع السيء جداً والمتردي ويعملون ما يشاؤون ويريدون.

أمام هذا الخطر الكبير والتحدي غير المسبوق والشامل للأمة كُلّ الأُمَّــة تَحَـرّك السَّيِّد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه بالمشروع القُـرْآني في مرحلة الأُمَّــة فيها أحوج ما تكون إِلَـى العودة إِلَـى القُـرْآن من جديد إِلَـى القُـرْآن الذي هو كتاب الله سُبْحَانَهُ وَتَعَــالَـى.

الذي هو الهدى يهدي للتي هي أقوم الذي هو النور الذي يمكن أن تستضيء به الأُمَّــة في مواجهة كُلّ الظلمات بل لإخراج الناس من الظلمات، القُـرْآن الكريم الذي تحتاج الأمه إليه في مواجهة تَضْلِيْل بهذا المستوى.. تَضْلِيْل رهيب ومن جهة لديها خبرة هائلة جداً وقدرات كبيرة جداً في عملية التَّضْلِيْل والخداع.

وفعلا انطلت هذه الخدعه على الكثير الكثير في العالم في منطقتنا وخارج منطقتنا على مستوى العالم العربي والإسْـلَامي وعلى المستوى الدولي، القُـرْآن الكريم هو الضمانة الوحيدة التي يمكن أن تعتمد عليها الأمه وهو كما قال الله سُبْحَانَهُ وَتَعَــالَـى عنه (لاَ رَيْبَ فِيهِ) وقال (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا، لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) يتضمن الحقائق التي لا يمكن أن تتخلف ولا أن تتبدل اطلاقا يقدم الهداية الكافية للأمة وهو كتاب الحياة يتناول مشاكل الحياه وواقع الحياة وهموم هذا الإنْسَـان وما يمكن أن يواجهه هذا الإنْسَـان من تحديات ومن أخطار ومن مشاكل وفي نفس الوقت هو يرسم للإنْسَـان معالم الحق ويرشده إِلَـى الصراط المستقيم ويدله على السعادة.

بل إن سعادتنا كبشر مرهونة باتباع هدى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَــالَـى لا يمكن أن تتحقق السعادة إلا بذلك وهذا واضح هذه القوى العالمية وفي طليعتها وعلى رأسها أَمريكا وإسْرَائيْل ومن معها بكل ما تمتلكه من قدرات مادية وإمْـكَانات هائلة وهيمنة ونفوذ وقدرات وتسلّط.

هل جلبت السعادة للبشرية أم أنها جلبت الشقاء في واقع البشرية وكل ما ازداد نفوذها وازدادت هيمنتها كُلّ ما ازداد شقاء البشرية كُلّ ما ازدادت معاناة بني البشر كلما أرهقت الناس بالكثير والكثير من الأَزمَات والمعاناة.

فهدى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَــالَـى هو النور هو المشروع الذي يمكن أن يرتقي بالإنْسَـان ليؤدي دوره كما أراد الله له وأن يحافظ في نفس الوقت على إنْسَـانيته على قيمة على وجوده المقدس والمميز كخليفة لله في أرضه.

القُـرْآن الكريم عندما نعود إِلَـى واقع الأمة الإسْـلَامية واقعها بذاته يشهد على أنها هَجَرَتْ هذا الكتاب في مقام الاهتداء به والاسترشاد به، في واقع حياتها، القُـرْآن بقي كتاب يقرى صوت مسموعاً لكنه في مقام الإتّباع في مقام الاهتداء في مقام الاسترشاد به في مقام العمل به غُيّب إِلَـى حد كبير غُيّب معظمه تُرك أكثره بقي منه أقل القليل وفصل عن بقية الأمور ما بقي فصل عما له ارتباط وثيق به لا يتأتى به نفع ولا يحصل منه فائدة إلا به فبقي هذا القليل مجرداً على النحو الذي لا يفيد أية فائدة أَوْ فائدته محدودة للغاية فأصبح واقع المسلمين واقعاً مأساوياً وسيئاً وكارثياً.

وأصبح حالة الأُمَّــة على النحو الذي أطمع أعدائها فيها فرأوا فيها فريسة سهلة يمكن أن يفعلوا بها ما يشاؤون ويريدون ممكن أن يتأمروا عليها بكل أشكال وأنواع المؤامرات ثم تنجح كُلّ تلك المؤامرات.

حينما نعود إِلَـى القُـرْآن الكريم كتاب هداية كتاب نور كتاب بصائر كما قال الله عنه (قد جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا)، ثم نرى أن أمة القُـرْآن هذا الهدى هذا النور هي أعمى أمه على الأرض هي الأُمَّــة التي لا تمتلك القليل من الوعي في معظمها الحال السائد الحال الغالب والا فهناك البعض من المتنورين في داخل هذه الأُمَّــة في مختلف البلدان ولكن الحال السائد والغالب والمؤثر والحاكم على واقع هذه الأُمَّــة هو هذا العمى هذا التيه هذا الجهل الذي جعل منها فريسة سهلة، أمة طيّعة لأعدائها.

فمؤامراتُ أعدائها عليها ومجهود أعدائها في استهدافها غير مكلف، يعني لا يلاقي الأَمريكي ولا الإسْرَائيْلي لا يلاقي العناء، ولا يجد المسألة معقدة أمامه؛ لأن ينجح في تنفيذ مُؤَامَرَات هنا أَوْ هناك في هذا القُطر أَوْ ذاك في معظم بلدان المنطقة، لماذا؟؛ لأن أمامه ساحة غير محصَّنة، ساحة مفتوحة، لا يوجد أمامه أيَّةُ عوائق لا وعي ولا بصائر ولا من القيم ولا من الأَخْـلَاق ولا من أي شيء.

فلذلك كان هذا الواقعُ سهلاً بالنسبة للأَعْــدَاء، القُـرْآن الكريم من أهم ما فيه ومن أعظم ما تحتاجه إليه الأمة فيه هو أنه حدَّدَ لهذه الأُمَّــة مَن هم أَعْــدَاؤها، هذه مسألة من أهم المسائل هذا اللبس الذي حصل لدى الكثير من أَبْنَاء الأُمَّــة في معرفة مَن هو العدو ترتب عليه نتائج خطيرة جداً في واقع الأُمَّــة هيّأ الكثير والكثير من أَبْنَاء الأُمَّــة أن يُطوَّعوا وأن يُوجّهوا وأن يُحركوا وأن يدفع بهم في خندق لمصلحة الأَعْــدَاء في الاتجاه الذي يخدم الأَعْــدَاء في أن يصنع للأمة أَعْــدَاء آخرين غير أَعْــدَائها الحقيقيين بأن توجهَ كُلُّ طاقات الأمة أَوْ معظم طاقات الأُمَّــة في الاتجاه الخطأ.

العــدوُّ الأولُ للأمــة

القُـرْآنُ الكريمُ حينما شخَّصَ للأمة مَن هو العدو الذي يشكل الخطورة الأَكْبَر على الأُمَّــة هو بذلك إنما يقدم للأمة البصيرة الكافية تجاه مسألة من أخطر المسائل التي واجهت فيها الأُمَّــة التَّضْلِيْل الكبير وفي نفس الوقت الانحراف الكبير.

لقد تحدث القُـرْآن الكريم عن الأَعْــدَاء اعدائنا كمسلمين كأمة مسلمه بإسْـلَامنا بقُـرْآننا بقيمنا بأَخْـلَاقنا حدد لنا منهم أَعْــدَاؤنا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَــالَـى وهو العليم، العليم بنا، العليم بالبشرية، والعليم بواقع البشر جمعاء، العليم بمن هم أَعْــدَاؤنا وكيف هم أَعْــدَاؤنا وما يمكن أن يشكّلوه من خطورة وكذلك ما نحتاج إليه في مواجهة أُولئك الأَعْــدَاء وفي مواجهة التحديات الآتية من جانبهم.

اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَــالَـى هو العليم عالم الغيب والشهادة الذي يعلم السر في السموات والأرض من قاعدة (والله أعلم بأعدائكم) هكذا قال تعالى، فاذا جاء محلل سياسي أَوْ مركَز دراسات أَوْ أمير أَوْ ملك أَوْ رئيس أَوْ قائد أَوْ أين كان ليقدم رؤيته للأمة ويشخص للأمة مَن هم أَعْــدَاؤها فإن اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَــالَـى الذي هو أعلم من كُلّ أحد عالم الغيب والشهادة المحيط خبراً بكل خلائقه قد قدّم للأمة بحقيقة بعلم بخبر قدّم للأمة وحدد للأمة مَن هم أَعْــدَاؤها الحقيقيون؛ ولذلك قال سُبْحَانَهُ وَتَعَــالَـى في كتابة الكريم (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا). في المرتبة الأوْلَى قبل كُلّ عدو، أعدى عدو في هذه الأُمَّــة مَن هو؟ حسب القُـرْآن الكريم اليهود في المرتبة الأوْلَى.

وهذا ما وجدناه واقعاً ووجدناه حقيقةً لا ريب فيها، ووجدنا كُلّ الواقع يشهد له اليوم يقف اللوبي الصهيوني والكيان الصهيوني الذي انشـأ إسْرَائيْل وكوّن إسْرَائيْل وله نفوذه اليوم في العالم الغربي وأصبح له نفوذه اليوم أَيْضاً في الشرق هذا اللوبي اليوم هو الذي يتَحَـرّك وبكل خبث وبكل حقد ويصنع الكثير والكثير من المؤامرات تجاه أمتنا بل إنه في توجهاته وسياسته ومواقفه وحقده ونزعاته إنما هو يمثل خطراً على الاستقرار العالمي بكله حتى على البلدان الغربيه ذاتها اللوبي الصهيوني اليهودي هو يمثل الشر في هذا العالم هو الذي يحرك كُلّ الفتن والمؤامرات والدسائس هو الذي يهندس لكل مشاكل العالم على كُلّ المستويات يصنع الأَزمَات سوى على المستوى السياسي أَوْ على المستوى الاقتصادي.

هو الذي يسعى للتفريقِ بين بني البشر تحتَ كُلِّ العناوين وإثارة النزاعات بينهم تحتَ كُلّ العناوين هو يرى أنه لا يتمكَّنُ من إخضاع العالم له من اخضاع البشرية له من السيطرة على الجميع إلّا بسياسة التفريق إلا بهد الكيانات وهدم المجتمعات وتدمير كُلّ البنا البشرية وهو يتَحَـرّك على هذا النحو موظفا بخبثه وقدراته التَّضْلِيْلية قدراته في الخداع موظفا كُلّ إمْكَـانات الآخرين.

بل إنه أحياناً يشغّل ويفعّل الكثير من الكيانات بأن تضرب نفسها بنفسها وأن تضربَ داخلها ببعضها البعض وهكذا يفعل وهكذا يعمل وموقف القُـرْآن الكريم ليس موقفاً عنصرياً من اليهود أَوْ من بني إسْرَائيْل لعرقً أَوْ لنسبً وليس موقف قومياً إنه يتجه إِلَـى توصيف أعمالهم إِلَـى توصيف سياساتهم إِلَـى توصيف اتجاهاتهم إِلَـى تشخيص نفسياتهم إِلَـى توضيح ما هم عليه وكشف ما هم عليه من توجُّهات عدائية وأطماع رهيبة وحقد كبير على البشرية من حولهم.

مكامِـنُ خطورة اللوبي الصهيوني

كشَفَ الواقعُ أن اللوبيَّ اليهودي الصهيوني الذي له كُلُّ هذا النفوذ في العالم وهو نفوذٌ نتيجةَ عملٍ متراكِمٍ على مدى قرونٍ من الزمن، جُهد وعمل وخطَط بعيدة المدى اشتغل عليها جيلاً بعد جيل حتى وصل إِلَـى هذه التنجية إِلَـى هذا المستوى من النفوذ الكبير والتأثير الكبير في السياسة العالمية في التوجه العالمي أصبح اليوم النفوذ اليهودي الصهيوني والتأثير اليهودي الصهيوني أصبح عالمياً، أصبح شاملاً، وأصبح فاعلاً إِلَـى حد كبير هذا كله بقدر ما أثّر في واقع المسلمين أثر في واقع العالم كُلّ العالم، اخترق المجتمعات الغربية، واخترق أَيْضاً مجتمعاتنا الإسْـلَامية.

واليوم نجدُ ما يفعله في واقعنا العربي أن أول مكامن خطورة اللوبي اليهودي الإسْرَائيْلي الصهيوني هي في قدرته الرهيبة على التَّضْلِيْل والخداع والتطويع ولعلّ هذا من أَكْبَر ما أعطاه التأثير الكبير في واقع العالم في السياسة العالمية في واقع مختلف الشعوب ومختلف الدول في الكيانات الكبرى في العالم قُدرة هائلة على الاختراق وقدرة هائلة على التأثير في السياسات والمواقف وعلى كُلّ المستويات إن أردت على المستوى السياسي أَوْ الاقتصادي أَوْ على المستوى العسكري وهو الذي يهندس للكثير من الحروب كما هو الذي يهندس للكثير من الأَزمَات الاقتصادية يؤثر في السياسة ويؤثر في الاقتصاد ويؤثر على مستوى التوجه العام في الواقع العالمي.

هذه القُدرة الرهيبة على التَّضْلِيْل والاختراق والتطويع أن يحول الآخرين إِلَـى مطيعين له، بل أحياناً إِلَـى أن يدفع بهم أَوْ بعض الكيانات بأن تتسابق فيما بينها مَن ينجز أَوْ ينفذ بعضَ المؤامرات وَالمكائد بعض المشاريع وَالأجندة التي هي في حقيقة الحال لصالحه هو فيقدمها إِلَـى الآخرين ويجدها أَوْ أحياناً يصنعها في داخل الآخرين في داخل كياناتهم ويوصلها إِلَـى ذوي القرار منهم حتى تصبح بالنسبة لهم أملاً كبيراً وأملاً مغرياً فيتَحَـرّكون بكل ما يستطيعون من أجل انجازها.

نحن في واقعنا الإسْـلَامي الله سُبْحَانَهُ وَتَعَــالَـى تحدث كثيراً في القُـرْآن الكريم عن هذه الجهة التي تمثل خطورة بالغة علينا كمسلمين وعلى الواقع العالمي من حولها تحدث عن هذه الطائفة في مخططاتها في مؤامرتها، ومن ضمن ذلك قوله سُبْحَانَهُ وَتَعَــالَـى (ودَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ)، وبالتأكيد تحت هذا الود تحت هذه الرغبة تحته إرادة تحته مشاريع عمل تحته مؤامرات تحته أنشطه برامج كثيرة عمل واسع لو يضلونكم.

 وبالمفهوم أَوْ بالمعنى العربي للضلال الضياع في كُلّ المجالات هنا تُشخَّصُ لنا في القُـرْآن الكريم السياسة الرئيسية التي تعتمد عليها أَوْ يعتمد عليها ذلك العدو الذي يمثل خطورة بالغة على الأُمَّــة أنه يسعى إِلَـى تَضْلِيْل الأُمَّــة في كُلّ شيء إِلَـى ضياعها في كُلّ شيء على المستوى السياسي على المستوى الاقتصادي وعلى كُلّ المستويات ويعمل من أجل ذلك الكثير والكثير والكثير من أخطر ما يتملكه في قُدرة على التَّضْلِيْل وعلى الخداع وعلى صناعة الرأي العام وعلى التوجهات وعلى التصوُّرات وعلى صناعات نظرة معيّنة غبية وحمقى تجاه الكثير من الأحداث، قدرته على أن يصنع الحدث وعلى أن يوظِّفَ الحدثَ ويستغل الحدث كما يشاء ويريد ونحن نجد في مثل أحداث الحادي عشر من سبتمبر بالتأكيد صنع هذا الحدث ووظّفه إِلَـى أعلى مستوى.

النكبات التي حلت بعالمنا الإسْـلَامي وإلى اليوم أليست نكبات كبيرة؟ التبعات الهائلة تحت ذلك العنوان وباسم ذلك الحدث على هذه الأُمَّــة؟، ألم تصل بالأمة إِلَـى هذا الواقع المأساوي والكارثي إِلَـى هذه الأَزمَات المتفاقمة.

بلى ّ

يصنع الحدث بمسمى القاعدة وبما فرخ فيما بعدُ من تشكيلات ومسميات عن القاعدة، داعش، وتشكيلات كثيرة ومسميات كثيرة نسمعها في وسائل الاعلام يومياً، اليوم أي دورٍ تؤديه هذه المسميات هذه التشكيلات بأنشطتها العدائية والإجْــرَامية في داخل أمتنا لمصلحة من تعمل ثم كيف هو التعاطي الغربي سواء من جانب الأَمريكيين أَوْ من جانب حلفائهم أَوْ ما هو واقع إسْرَائيْل تجاه كُلّ هذه الأحداث ما الذي تهددها من خطر تجاه هذه الأحداث.

قليلٌ من التفهم، قليلٌ من التأمل تصنعُ عند الإنْسَـان يقيناً تاماً وبصيرةً عالية أن كُلّ هذه لعبة، صحيحٌ أدوات من داخل الأمة، الكثير الآلاف المؤلفة مِمَّن ينتمون إِلَـى الإسْـلَام والبعض منهم قد يكون مخدوعاً قد ينطلق وهو يتفانى ويستبسل لمصلحة من يعمل حتى البعض قد يفجِّرُ نفسه وهو ينفذ عملية انتحارية في سوق أَوْ في مسجد أَوْ في مدرسة أَوْ في أي مكان يستهدف المسلمين الآمنين المظلومين، هو لا يدرك أين هو ماذا يفعل لمصلحة مَن يفعل ما يفعل ويضحّي لخدمة من.

أدواتُ العدو من داخل الأمة

هنا الخطر اليهودي هنا الخطر الصهيوني هو في هذا يخترق الأُمَّــة من داخل هو حتى لا يحتاج إِلَـى أن يخسر هو أن يقدم المال أن يقدم العناصر البشرية أن يضحي هو من يحرك الآخرين حتى يضحوا هم في سبيل ما يخدمه حتى يقدموا هم المليارات في سبيل ما يفيدُه حتى يتَحَـرّكوا بكل جد وتوظّف في كُلّ ذلك كُلّ الإمْـكَانات وتقدم كُلّ العناوين عناوين دينيه عناوين سياسية عناوين مختلفة هنا القدرة هي لعبة الشيطان ذاته، هي لعبة الشيطان ذاته هم امتداد للنشاط الشيطاني النشاط الصهيوني اليهودي هو امتداد للنشاط الشيطاني في واقع البشرية، هو يركز على الإعْـلَام وتركيز كبير جداً جداً على الإعْـلَام؛ لأنه نشاطٌ تضليليٌّ يركّزُ على التعليم، يركز على كُلّ وسائل التوجيه وصناعة الرأي ينفذ فيها يوجهها فيتحكم بالتفكير يتحكم بالقناعات يتحكم بالتوجهات يتحكم بالمواقع والقليل القليل من أَبْنَاء الأُمَّــة هم مَن نجوا من هذا المسّ الإسْرَائيْلي الشيطاني.

ورأينا أثره الفظيع في كثير من أَبْنَاء الأُمَّــة ممن يتَحَـرّكون اليوم بعض الأنظمة بعض الجماعات الآلاف المؤلفة التي تتَحَـرّك في سبيل ما يخدم هذا التوجه وهو يسعى لأشياء كثيرة من ضمن ما يسعى له تجريد الأُمَّــة من هويتها واستقلالها الثقافي والفكري وضرب أَخْـلَاقها وقيمها، أن نتحول في واقعنا العام كمسلمين لا كيان لنا، لا استقلال لا فكري ولا ثقافي ولا أَخْـلَاقي ولا سياسي لنا، أمة مشتتة أمة ضائعة أمة تائهة أمة فرغت من كُلّ محتوى إسْـلَامها ومضمون إسْـلَامها فلا يبقى من الإسْـلَام إلّا اسمه ولا من القُـرْآن إلّا رسمه ولذلك قال الله سُبْحَانَهُ وَتَعَــالَـى (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا).
لا يريدون لكم أن تحافظوا على مضمون إسْـلَامكم بقيمه بمبادئه بجوهره فتكونون أمةً مستقلةً ومستقيمةً بهذا الإسْـلَام في كُلّ ما هو عظيم فيه وقيم فيه وكله عظيم وكله قيم، ولكن إذا أقيم بكله، أما غذا بُتر وجُزّئ وزُيِّف وغيّر وبدّل فلا، تتغير الحال.

سياسة التفريق بين الأُمَّــة تحت كُلّ العناوين عناوين مذهبية عناوين طائفية من الذي يتَحَـرّك فيها لمصلحة من أوَليس من أهم ما في إسْـلَامنا من أهم ما تم التركيز عليه في القُـرْآن الكريم هو الاعتصام بحبل الله جميعاً الوحدة الإخاء (إنما المؤمنون إخوة)، فلماذا ضرب مفهوم الوحدة في الأُمَّــة بشكل فضيع جداً، بل أصبح عنواناً منفراً لدى البعض ممن قد تأثروا كُلّ التأثر بالمس الشيطاني اليهودي الإسرائيلي الصهيوني، عنوان منفر، في بعض المجتمعات في بعض البلدان، لدى أطياف معينة ينفرون أن تتحدث عن الوحدة، عن وحدة الأمة، عن التَحَـرّك الجماعي، عن التعاون عن التآخي، لا يوجد لديهم إلا الحقد إلا الكراهية، إلا البغضاء إلا العداء، نجد أن أولئك هم الذين يتَحَـرّكون في هذا السياق، وبأدواتهم، أدوات تحت عناوين طائفية، أدوات تحت عناوين مناطقية، أدوات تحت عناوين سياسية، تحت كُلّ العناوين، سوق.

الواقع الإسْـلَامي اليوم، واقع المسلمين العرب وغيرهم، إلا القليل، طبعا هناك استثناءات في كُلّ شيء، لكن الواقع العام، الواقع السائد، سوق جاهز لكل من يبيع ويشتري، سيجد كفايته، ما يحتاجه، كُلّ من لديه مشروع باطل، فكرة باطلة، مؤامرة، كيد، لعب، المهم أن يمتلك مال، تأثير إعْـلَامي، مؤثرات معينة، وبسرعة سيتوفر له الكثير الكثير، على مستوى الاستهداف لأمتنا وعلى المستوى العالمي، الله سُبْحَانَهُ وَتَعَــالَـى يقول في كتابه الكريم قال عن أولئك: (ويسعَون في الأرض فساداً) يسعون، يعملون بكل جهد، يوظفون القدرات والإمْـكَانات، والبرامج والخطط للإفساد في كُلّ المجالات، على المستوى الأَخْـلَاقي، وصلت الإنْسَـانية إِلَـى مستوى رهيب من الانحطاط الأَخْـلَاقي، من الإفلاس في القيم والأَخْـلَاق، على المستوى السياسي، على كُلّ المستويات، على المستوى الاقتصادي، اليوم الفساد يستشري وينتشر ليستهدف كُلّ شيء.

حتى على المستوى البيئي وهذا معلوم، أمام هذه المخاطر والتحديات، المؤثرة والموجعة في واقع الأمة، والتي قد لمس الجميع تأثيرها السلبي، نجد أن أولَ سلاح تحتاجُ إليه الأُمَّــة في مواجهة هذا الخطر، وهذا التحدي الرهيب الذي يهددها في كُلّ شيء، هو الوعي، أول ما تحتاج إليه الأُمَّــة هو الوعي، وهذا ما كان يركز عليه الشَّهِيْد القائد، وأهم مصدر للوعي هو القُـرْآن الكريم، الحق الذي لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه، النور والهدى الشامل، (تبياناً لكل شيء)، ولكن بتلك المنهجية التي كان يحرص عليها الشَّهِيْد القائد، عين على القُـرْآن وعين على الأحداث، ترقب الأحداث وتعود إِلَـى القُـرْآن الكريم، وحتى لتصحيح واقع الأمة، لا خيار لها إِلَـى العودة إِلَـى القُـرْآن الكريم، ومع الوعي التحلي بروح المسؤولية.

لأن الكثيرَ من الناس، خبا فيهم أَوْ انطفأت فيهم، وهذه من أهم ما ضرب الأمة، من أهم ما تعاني منه الأمة، من أسوأ ما تعاني منه الأُمَّــة هو هذا، فقدان الشعور بالمسؤولية، لم يعد الكثير من الناس يعرف ويستشعر ويؤمن، ويدرك ويعي أنه مسؤول أمام الله سُبْحَانَهُ وَتَعَــالَـى، وأمام نفسه، أنه لا ينجي نفسه من هذه التحديات، وهذه الأخطار وهذه المكائد، إلا أن تنهضَ بمسؤوليتها، مسؤوليتها كأمة لها مشروع، لها دور فيما يعنيها هي وفيما يعني العالم من حولها، أن تكون الأُمَّــة التي تتَحَـرّك لإقامة العدل، أن تكون الأُمَّــة التي تأمر بالمعروف بمفهومه الواسع والحضاري، وتنهى عن المنكر بمفهومه الواسع والشامل، وتواجه الفساد، وقف ضد الظالمين، والمستكبرين، وتتجه لعمارة الحياة وبناء الحياة بالقيم المثلى وبالحق، وبالعدل وبالخير، بما يسعد البشرية، وفيما فيه صالح البشرية، وتستقل، تتخلص من هذه التبعية العمياء.

اليوم لو نعود إِلَـى بعض الأنظمة أَوْ بعض الكيانات في المنطقة ترى في نفسها، هي معجبة بنفسها بعض الكيانات، أنها هي تطبق الإسْـلَام بشكل كامل، تمثل نسخة متكاملة من مبادئ الإسْـلَام، ولكن في الواقع الذي تعيش فيه التبعية الكاملة لأَمريكا ولسياسات أَمريكا، وتتودد لإسرائيل وتتقرب من إسرائيل، وتسعى وتسارع لتعزيز روابطها مع إسرائيل، لا يمكن أن يكون الإنْسَـان منتميا حق الانتماء، مهتديا بما تعنيه الكلمة متمسكا بالإسْـلَام في قيمه ومبادئه، ومنظومته المتكاملة، وهو في نفس الوقت يعيش هذه الحالة من التبعية العمياء لأولئك، مستحيل، الله يقول عن هذه الحالة: (ومن يفعل ذلك)؛ لأن هذه الحالة التي يوصفها القُـرْآن هي حالة الولاء، الولاء لأولئك، التبعية العمياء لهم، التَحَـرّك في سياساتهم وتوجهاتهم، التي هي شر وخطر على الأُمَّــة بكلها، يقول: (ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء)، يعني إِلَـى هذا الحد تمثل المسألة خطورة كبيرة جداً؛ لأن الإنْسَـان حينما يتجه وراءهم، ويحذو آثارهم، ويتجه وجهتهم، إنما هو يخرج عن قيمه يخرج عن مبادئه، ينسلخ عن هُويته وعن مبادئه وعن قيمه.
حينما نعودُ إِلَـى واقعنا في عالمنا الإسْـلَامي هو واقع مؤسف، عالم كبير، رقعة جغرافية واسعة، وفي أهم مواقع جغرافية على الأرض، عدد كثير من البشر، أكثر من مليار إنْسَـان، ثروة هائلة وقدرات مادية هائلة، ولكن أين هو وزن هذا العالم الإسْـلَامي؟ أين هو وزنُ المسلمين اليوم في العالم؟ هل هم أُمَّةٌ مستقلةٌ لها تأثيرُها في الواقع العالمي؟ ومطلوبٌ بالتأكيد أن يكون تأثيراً إيجابياً.

لأن الإسْـلَام لا يقبل بالظلم، لا يقبل بالفساد، لا يقبل بالطغيان، تأثيراً إيجابياً، حضوراً إيجابياً في الساحة العالمية، هذا العالم الإسْـلَامي الكبير بجُغرافيته، الثقيل بثرواته وموقعه، الكثير بأعداده، هو صغير في تأثيره، هو قزم في حضوره في الساحة العالمية، هذا العالم الإسْـلَامي بعرب وغير عرب أين هو وزنه وحضوره في الساحة العالمية كمستقل، كمؤثر إيجابي، كفاعل في الساحة، لا، حفنة من الصهاينة، بضعة ملايين من اليهود، يدوّخون هذا العالم الإسْـلَامي بكله، يلعبون في الواقع العربي بأبشع وأفظع اللعب، يجعلون من الجميع مهزلة، مهزلة، الجميع محط سخريتهم واستهزائهم واستهتارهم، ولا يحتاجون كما قلت في بداية الحديث إِلَـى عناء وشقاء في نجاح مؤامراتهم وخططهم، لربما أبسط صهيوني وأقل الصهاينة قدرة على التفكير يمكن أن ينجحَ في كثير من واقع أمتنا ومنطقتنا العربية، هل لهذا العالم الإسْـلَامي حتى على مستوى مجلس الأمن حق النقض، هل له تأثيرٌ في السياسات والقرارات والتوجهات، لا، ولكن الشيء المؤسف أن تجدَ البعضَ من الدول، البعض من المنظمات.

البعضَ من التوجهات والكيانات، داخل عالمنا الإسْـلَامي التي فقدت قيمتَها، فاعليتها، قدرتها، تأثيرها في الاتجاه الصحيح، لصالح الأُمَّــة تجد لها فاعليةً في الاتجاه الآخر.

تأتي إِلَـى المنظمة العربية الجامعة العربية، ماذا عملت الجامعة العربية للقضية الفلسطينية على مدى كُلّ هذه العقود؟ ولا شيء، لم تخدم القضيةَ الفلسطينية بأي شيء مُفيد ومؤثر وملموس، ما هو؟ أَوْ منظمة التعاون الإسْـلَامي، وقبل ذلك أيام كانت باسم المؤتمر الإسْـلَامي، منظمة المؤتمر الإسْـلَامي، ماذا قدمت لقضية فلسطين؟ ماذا قدمت للأمة في سبيل أن تتوحد الأمة؟ أن تحل مشاكل الأُمَّــة بالحوار والتفاهم، أن تعالج الكثير من جراح الأُمَّــة الغائرة، ولا شيء، ولا تأثير إيجابي نهائياً، أية قضية من قضايا المنطقة في الداخل العربي، في الواقع الإسْـلَامي، أين هو التأثير الإيجابي والملموس لمثل هكذا منظمات أَوْ دول، تأتي إِلَـى دول بارزة في الواقع العربي، أين هو تأثيرها الإيجابي الذي يمكن أن يشكر من الدول التي الآن تلعب دوراً سلبياً، لكن فاعلية، جهد، اهتمام، قرارات، مواقف، في الاتجاه الخطأ.

اليوم في سبيلِ تمزيقِ الأُمَّةِ، في تغذية الصراعات الداخلية في الأمة، في الاعتداءات على شعوب وبلدان المنطقة، نرى القرارات، نرى الاجتماعات، التي تخرج بنتائج، ونرى أَيْضاً التَحَـرّك العسكري الصارم والتحالفات، ونرى كذلك المواقف على المستوى الإعْـلَامي، والاقتصادي، على المستوى العسكري ولا مرة واحدة حصل التَحَـرّك من بعض الدول التي تتَحَـرّك اليوم لتضرب بلدان المنطقة هنا أَوْ هناك على مثل هذا النحو تجاه إسرائيل، أَوْ لخدمة الأمة، اليوم ما الذي يحدث؟.

على المستوى الإعْـلَامي كَمْ هي القنوات الفضائية المخصصة ضد إسرائيل؟ لا شيء، صفر، من جانب أولئك طبعاً، من جانب أولئك، الذي يتَحَـرّكون بفاعلية لمصلحة إسرائيل ولخدمة أَمريكا، ولكن لتشويه المقاومة، سواء في الداخل الفلسطيني أَوْ حزب الله، لتشويه الأحرار في هذه الأُمَّــة التواقين للحرية واستقلالية الأمة، أَوْ لما يخدم إثارة النزاعات والصراعات، والعداوات المذهبية والطائفية، الكثير من القنوات تشتغل بنشاط، وبشكل مكثف، فاعلية في الاتجاه الخطأ، وهم، ضياع، ضلال، تيه، تأثير، مس من المس الشيطاني الإسرائيلي الصهيوني اليهودي.

رؤيتُنا وتوجُّـهُنا

إننا نؤكّدُ أنه واهمٌ ومخطئٌ من يتصوَّرُ من بلدانِ المنطقة، من أنظمة المنطقة، من هذه الكيانات، في الواقع العربي والإسْـلَامي، من يتصور أن مصلحتَه وفلاحَه وخيرَه أن يتمترسَ في الخندق الأَمريكي والإسرائيلي ضد أمته، وهو متناقض مع القُـرْآن، ومفرط في مبادئ وقيم وأَخْـلَاق الإسْـلَام، ومنسلخ عن هويته الحقيقية، بل وإنْسَـانيته، إن المصلحة الحقيقية والفعلية لكل بلدان المنطقة وشعوب أمتنا هي في السلام، والاستقرار والوحدة والتعاون، والتفاهم، وهذا ما يجب أن تصُبَّ فيه الجهود، وأن يتَحَـرّك الجميع من أجله، وأن يسعى له الجميع وأن توظّف فيه القدرات، والإمْـكَانات، وأن تتَحَـرّكَ في سبيل تحقيقه الأنشطة الإعْـلَامية وغيرها.

 إننا نحمل هذه الرؤيا وهذا التوجه تجاه كُلّ محيطنا العربي والإسْـلَامي، إرادة الخير، روح التفاهم، روح التعاون، رغبة السلام، الحرص على الاستقرار، هذه هي رؤيتنا هذا هو توجهنا، لكننا في نفس الوقت لن نألوَ جهداً، في الدفاع عن أنفسنا عن كرامتنا عن استقلالنا حينما يقرر أي طرف أن يعتديَ على شعبنا، وأن يتقربَ زُلفى بذلك إِلَـى الصهاينة والأَمريكان.

 إننا من هذه الرؤيا التي تؤمن بالروابط الإنْسَـانية والأخوّة الإسْـلَامية، وبهذا الروح الإيجابي وبحس المسؤولية وبهذا الوعي، نحمل الحرص كُلّ الحرص على حل كُلّ المشاكل والخلافات والنزاعات الداخلية بين أَبْنَاء الأمة، التي يستفيد منها أَعْــدَاء الأمة، وتلحق الضرر البالغ، على الكيان الداخلي للأمة.

وذهب وفد بلدنا الوطني إِلَـى الكويت التي استضافت مشكورة الحوار الحالي بُغية الوصول إِلَـى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة، وقد سبق الذهابَ إِلَـى الحوار اتفاقٌ موقَّعٌ عليه على وقف جميع الأعمال القتالية من جميع الأطراف، وما زال الطرف الآخر مستمراً في خروْقاته وانتهاكاته، بالرغم من توقيعه والتزامه على الورق.

وفدُ بلدنا قدَّمَ في الكويت رؤيةً للحل، مستندةً إِلَـى المرجعيات المعترَف بها دوليا وإقْليْمياً ومحلياً، والحل السياسي ليس عصياً، ولم يكن هو العُقدة، كانت كُلّ القوى والمكونات موشكة قبل بدء العُـدْوَان على الخروج بحل سياسي للمشكلة الداخلية في البلد، إلا أن هذا الاتفاق مُنع بغية إيجاد بيئة ملائمة للعُـدْوَان والمعتدين، اليوم هناك مرجعيات، معنى ذلك، أن مسألة الحل السياسي سهلة جداً جداً، هناك مرجعيات الكل ملتزمٌ بها، أمامَك وثيقة السلم والشراكة موقع عليها من جميع الأطراف، مستندة أَيْضاً إِلَـى اعتراف دولي، اعتراف إقْليْمي، اعتراف والتزام محلي، أمامك مخرجات الحوار الوطني، نفس المسألة، وقبل ذلك كان هناك ما بين المؤتمر الشعبي العام والمشترك المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، كُلُّ هذه المقررات بَنَت المرحلة الانتقالية التي هي قائمةٌ الآن على أساس الوفاق والشراكة، لا يمتلكُ أولئك الذين يعملون لصالح العُـدْوَان في بلدنا، الحق بالاستناد إِلَـى أي شيء، إِلَـى هذه المقررات كلها، من المبادرة الخليجية إِلَـى وثيقة السلم والشراكة لا يمتلكون الحقَّ في أن يحكوا البلادَ منفردين، أَوْ أن يحتكروا السلطة، أَوْ يتحكموا في القرار السياسي، هذا ليس لهم فيه أي مستند، ولا معتمد، إنما مجرد هوى وحقد.

اليوم هناك عراقيلُ كثيرة جداً منشأها الجشعُ والحقد والطمع، المؤشرات لا تزالُ سلبيةً ولا تبعث على التفاؤل، والرغبة الأَمريكية والإسرائيلية من جانب، والحقد الشديد لقوى العُـدْوَان، كُلّ ذلك يستدعي الحذر والانتباه على مستوى موقفنا الداخلي، ولكل قوى شعبنا السياسية والاجتماعية وللجيش واللجان الشعبية، شعبنا العزيز يا يمن الإيمان والحكمة، يا شعبَ الكرامة والعزّة، بقدر ما أنت شعب كريم وودود وحليم، وبقدر ما أنت شهم وذو نخوة، بقدر أصالتك وأَخْـلَاقك وقيمك، وبقدر ما أنت تحمل إرادة الخير والسلام كن حذراً، كن حذراً، كن حذراً، فالآخرون ليسوا كما أنت، لقد أعماهم الحقد والكبر، وهما مرضان خطيران يفسدان النفس البشرية، ويدمران إنْسَـانية الإنْسَـان، ولذلك فإنني بالقدر الذي أؤكد فيه بكل مصداقية على جديتنا في الالتزام باتفاق وقف الأعمال القتالية، وحرصنا بكل جد وصدق على الحل السياسي، وتثبيت كُلّ التفاهمات في الداخل والخارج.

أؤكد على ضرورة الحذر واليقظة والانتباه والجهوزية العالية، فإن عاد المعتدون لمواصلة عُـدْوَانهم، فإن مسؤولية شعبنا وقدر شعبنا هو التصدي لنزعة الشر، وقوى العُـدْوَان بثبات وصبر، وتوكل على الله تعالى، وثقة بوعده بالنصر كما كان في المرحلة الماضية بكلها، (إن ينصركم الله فلا غالب لكم، وما النصر إلا من عند الله والعاقبة للمتقين).
رضوانُ الله ورحمتُه على الشَّهِيْد القائد.

ورحم اللهُ كُلَّ الشهداء في دربِ الحقِّ والحرية، وطريق العزة والكرامة.

ونسألُ الله َالشفاءَ للجرحى، والنصرَ لشعبنا العزيز المظلوم.

السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=_5lQSXV2QRE

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com