أفق نيوز
الخبر بلا حدود

الـيَـمَـن بين الإحتلال الأَمريكي الأول والإحتلال الأَمريكي الثاني.. مع صورة تنشر للمرة الأولى.. “الإحتلال الثاني”

197

إعداد/ حُميد منصور القطواني | جميل أنعم

يرى مراقبون أن العُـدْوَانَ السعوديَّ الأَمريكي لم تكن غايته إلا إعادة وتمكين القوات الأَمريكية لاحتلال الـيَـمَـن من جديد بعد خروجها يوم 21 مارس 2015م، فمنذ الساعة الأولى من عشية العُـدْوَان في السادس والعشرين من مارس 2015م، أصدر البيتُ الأبيض بياناً، أوضح فيه أن واشنطن ستقدمُ الدعمَ اللوجيستي لتحالف العُـدْوَان على الـيَـمَـن، ووضعت الولايات المتحدة الأَمريكية نفسها في مواجهة الشَّـعْـب الـيَـمَـني، وأعلنت بشكل رسمي اشتراكها المباشر في العُـدْوَان على الـيَـمَـن، وجاءت بعدها تصريحات وزير الخارجية الأَمريكي “جون كيري” مؤخراً لتكشف طبيعة دور الإدَارَة الأَمريكية في تأييد العُـدْوَان، ودعمها له ومشاركتهم المباشرة فيه، بما لا يدع مجالاً للشك أن الولايات المتحدة الأَمريكية هي المحرك الرئيسي للعُـدْوَان على الـيَـمَـن، وبما يجعلها تتحمل كافة التبعات القانونية والإنْسَانية والأخلاقية جراء ذلك وتبني المشاركة رسمياً في العُـدْوَان على الـيَـمَـن، واعتبارها مسئولةً جنائياً عن كُلّ الضحايا والأضرار الناتجة عن أعمال القصف والقتل والحصار وارتكاب جرائم حرب ومجازر إبادة بحق الشَّـعْـب الـيَـمَـني.

كما بات جلياً الدور الأَمريكي في الترتيب والإعداد والتخطيط للعُـدْوَان على الـيَـمَـن ، ومن ثم المشاركة معه وتقديم الدعم العسكري واللوجيستي والإشراف على غرف عملياته، ناهيك عن الدور السياسي المُتمثل في إيجاد المبررات وتسويقها، والتغطية على كُلّ الجرائم المُرتكبة بحق أَبْنَــاء الشَّـعْـب الـيَـمَـني، وهذا ما اعترف به وزير الخارجية السعودي، الذي تحدث عن ذلك للصحفيين في لندن، في أعقاب اجتماع له مع نظيريه الأَمريكي والبريطاني في منتصف يناير الماضي.
وقد كشفت وسائل إعلام عالمية عن قيام البنتاغون في العام 2011م بإصدار قرار سري يفضي بتكثيف الطلعات الجوية السرية في الـيَـمَـن لضرب المجموعات المعادية لسياسة واشنطن ويعني أَنْصَار الله وحلفاءه. وتحدث عن ذلك الجنرال “باتريوس” والذي كان الجنرال قائد قوات المساعدة الدولية في أفغانستان، عندما تحدث عنها كاستراتيجية أَمريكية لاحتلال الـيَـمَـن حيث قال” لن يتم ذلك إلا عقب إنشاء سلسلة من الشبكات القادرة على التغلغل وإثارة الفتن والتخريب”، وهو يعني بذلك القاعدة وداعش والتنظيمات الإرْهَــابية الأُخْــرَى لتكون مبرراً بالدخول الرسمي لقوات الاحتلال الأَمريكي.

الجديرُ بالذكر أن هذا جرى بالتنسيق مع الشركاء في المنطقة ويعني السعودية وغيرها من الدول المتحالفة مع المشروع الأَمريكي.

وما يؤكد ذلك هو ما صرح به وزير خارجية السعودية، عادل الجبير، قبل العُـدْوَان على الـيَـمَـن ، كدليل كافٍ على صحة نهج الإدَارَة الأَمريكية لهذه الاستراتيجية، التي تحدث عنها باتريوس، حيث قال الجبير “بعد مشاورات وترتيبات وتجهيزات للعمليات العسكرية مع الولايات المتحدة الأَمريكية ضد من أسماهم بالانقلابيين اتخذنا قرارَ العمليات العسكرية الجوية تمهيداً لعمل عسكري بري”.

ويرى مراقبون أن الاستراتيجيةَ الأَمريكية لاحتلال الـيَـمَـن والشعوب الأُخْــرَى، أتت كخلاصة لعمل مراكز دراسات ومفكرين أَمريكيين؛ بهدف تحقيق الاطماع الاستعمارية، وتجنب الخسائر التي تعرضوا لها اثناء احتلالهم لأفغانستان والعراق بطريقة المواجهة المباشرة، ووصلت الإدَارَة الأَمريكية إلَـى قناعة، أنه ما دام الأَدَوَات الخليجية والتنظيمات الإرْهَــابية التي أنشأتها وفق الاستراتيجية الأَمريكية طيّعة ومتفانية، فلا داعي للمواجهة المباشرة لاحتلال الـيَـمَـن أَوْ أي دولة أُخْــرَى.

البوابة-الجنوبية-رقم-2-مدخل-السيارات-للمستودع-تشارلي-فاست-2-صنعاء-الاحتلال-الاول
صورة تنشرة للمرة الأولى من الإحتلال الأمريكي الأول – صنعاء العُـدْوَان السعودي الأَمريكي حيثيات وعناوين زائفة

الكذبة التي اخترعتها الإدَارَة الأَمريكية، كانت حول النفوذ الإيْرَاني في اليمن ، وروجت لها عبر مفكريها ونخبها ومراكز دراساتها، من أجل استفزاز الشعوب الخليجية المُغيبة، وأَنظمة الحكم فيها الغبية والساذجة.

بعد سنة من العُـدْوَان، وفي اعتراف رسمي وصريح، يفضح الكذبة السعودية الأَمريكية “إيْرَان في الـيَـمَـن”، تقول “برناديت ميهان”، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض: “ما زالت تقديراتنا أن إيْرَان لا تمارس القيادة والسيطرة على الحوثيين في الـيَـمَـن ”.

وبالنسبة للعُـدْوَان، وخدعة الشرعية، التي تشبه إلَـى حد كبير قميص عُثمان، فقد أَكَّـد المبعوث السابق للأمم المتحدة إلَـى الـيَـمَـن ، “جمال بن عمر”، أن الغاراتِ الجويةَ السعودية أحبطت اتفاقَ سلام وشيكاً، من شأنه أن يؤدي إلَـى ترتيب تقاسم السلطة بين 12 مجموعة سياسية وقبلية متنافسة.
وقال “بن عمر” لصحيفة “وول ستريت جورنال”: “عندما بدأت هذه الحملة، كان الشيء الوحيد المهم “ذهب” دون أن يلاحظه أحد، هو أن الـيَـمَـنيين كانوا على مقرُبة من التوصل إلَـى اتفاق من شأنه أن يؤسس لتقاسم السلطة مع جميع الأطراف، بما في ذلك الحوثيين. لذلك كان لنا أن نتوقف عند ذلك”.

تُعلق الصحيفة على تصريح بن عمر: “وعلى هذا يبدو أن السعوديين، والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لا يريدون أن يرو انتقالاً ديمقراطياً حقيقياً للـيَـمَـن.. في الواقع، تعارض الولايات المتحدة، صراحة، الديمقراطية في منطقة الخليج بأكملها؛ لأنها تسعى من خلال ذلك استقرارَ تدفق النفط من الخليج إلَـى الأسواق العالمية”.

لماذا هذا العُـدْوَان في هذا التوقيت ومن المستفيد من ذلك؟

في 26 مارس 2015م، دخل العُـدْوَان السعودي الأَمريكي على الـيَـمَـن، بعد أَيام قليلة، من رحيل آخر جندي أَمريكي من صنعاء، وفي توقيت كان الجيش واللجان الشَّـعْـبية يحققون انتصاراتٍ وانجازات كبيرة في الحرب ضد التنظيمات التكفيرية، المُصنفة عالمياً بالإرْهَــابية، وتطهير أغلب المحافظات الـيَـمَـنية من تلك التنظيمات والتي كانت في النزع الأخير، خُصُـوْصاً في محافظات جَنُـوْب ووسط الـيَـمَـن ” شبوة وأبين والبيضاء ولحج وعدن وَالضالع”.

وحسب محللين، أن دخول العُـدْوَان السعودي الأَمريكي على الخط، لمواجهة الجيش واللجان الشَّـعْـبية، وفي توقيت كانت التنظيمات الإرْهَــابية تحتضر وتنهار، ما هو إلا من أجل إنقاذها، وإعادة انتاجها من جديد ضمن المُخَطّـط الأَمريكي في اليمن ، الذي بدأت تتجلى ملامحه وأَهْـدَافه في إعادة احتلال الـيَـمَـن من جديد، تحت هذا العنوان وهذه الذريعة.

في مقال للكاتب الأَمريكي الدكتور “نافيز” بعنوان “قصة الحرب على الـيَـمَـن بين واشنطن والرياض” يقول: القصة لا تكمن، تحديداً، في مشجب النفوذ الإيْرَاني عبر الحوثيين، وهو ما دحضته المخابرات الأَمريكية نفسها، لكن إعلان الحرب على الـيَـمَـن، هو قرار تراكمي عن خلفيات مردها طموحات أَمريكية سعودية في حضرموت كمنفذ لأنابيب النفط” وكشفت برقية سرية ومسئول حكومي هولندي، أن الدافع من الحرب السعودية على الـيَـمَـن ، هو طموح الولايات المتحدة لخطوط أنابيب النفط.

يُقال في علم الجريمة، إذا أردت أن تعرف المجرم فابحث عن المستفيد، في تَأريخ 21 مارس من العام الماضي، خرج آخر جندي أَمريكي من صنعاء، بعدها بأيام معدودة انطلق العُـدْوَان فجأة وبدون علم أَوْ معرفة حتى من الخائن هادي، حسب زعمه، وفي ذات الشهر أي مارس 2015م، وقبل بداية العُـدْوَان السعودي الأَمريكي، أطلق المسؤولون الأَمريكيون العديد من التصريحات التي تؤكد أن العُـدْوَان على الـيَـمَـن، مُخَطّـط بأَهْـدَاف أَمريكية نفذته أَدَوَاتها في الخليج.
ومما جاء في تلك التصريحات قبل انطلاق العُـدْوَان بأيام فقط، هو ما ذكره مستشار الجيش الأَمريكي والناتو “أنتوني كوردسمان”، من مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية، أن “ الـيَـمَـن له أهمية استراتيجية كبرى بالنسبة للولايات المتحدة”.
وأشار “كوردسمان”، أن “أراضي وجزر الـيَـمَـن تلعب، دوراً حاسماً، في حماية ممر عالمي آخر في الطرف الجَنُـوْبي الشرقي من البحر الأحمر أَوْ ما يُسمى باب المندب أَوْ (بوابة الدموع)، ويعد مضيق باب المندب “ممراً بين القرن الأفريقي والشرق الأوسط، وهو وصلة استراتيجية بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي”.
وأوضح “كوردسمان” أن “وجود أية عدائية من الجو أَوْ البحر في الـيَـمَـن ، يمكن أن يهدد حركة المرور بالكامل عبر قناة السويس، فضلاً عن تهديد التدفق اليومي من النفط والمنتجات النفطية الذي تشير تقديرات [إدَارَة معلومات الطاقة الأَمريكية] بأنها ارتفعت من 2.9 مليون برميل يومياً في 2009م إلَـى 3،8 مليون برميل يومياً في عام 2013م.

وحسب كُتَّاب غربيين فقد أعترف على انفراد، مسؤولون غربيون، وبدون مناقشة علنية، أن “الـيَـمَـن يمتلك إمكانات لم تُستغل حتى الآن لتوفير مجموعة بديلة من طرق الشحن العابر للنفط والغاز لتصدير النفط السعودي، بحيث لا تمر عن طريق إيْرَان ومضيق هرمز”.

الترهيب وَالترغيب سياسة أَمريكية تقود أَدَوَاتها الخليجية المطيعة حيثما تريد
في هذا الصدد، كشفت برقيةٌ سريةٌ في 2008م، عن طموحات المملكة، حصل عليها ويكيليكس، من السفارة الأَمريكية في الـيَـمَـن، إلَـى وزير الدولة جاء فيها، أن “دبلوماسياً بريطانياً في الـيَـمَـن، أخبر “بولوف” وهو “ضابط سياسي بالسفارة الأَمريكية” أن المملكة العربية السعودية لها مصلحة في بناء خط أنابيب، بحيث أنها ستقوم بحمايتها وتشغيلها وتكون ملكاً لها بالكامل، من حضرموت إلَـى ميناء خليج عدن، متجاوزة بذلك الخليج العربي ومضيق هرمز.
هذه هي السياسية الأَمريكية، واجهتها الظاهرية ممالك الخليج، التي جندت لها مراكز دراسات ومحللين ومسؤولين، في أُسْلُوْب حكى عنه الله تعالى: “وما يعدهم الشيطان إلا غرورا”، ومن أُولئك الذين عبروا عن هذه السياسة بطرق ايحائية، “مايكل هورتون” كبير المُحللين في شؤون اليمن في مؤسسة جيمس تاون، أن “إنشاء خط أنابيب عبر حضرموت سيمنح المملكة العربية السعودية وحلفاءها من دول الخليج، وُصُـوْلاً مباشراً إلَـى خليج عدن والمحيط الهندي، وستسمح لهم بتجاوز مضيق هرمز، الممر الاستراتيجي الذي يمكن أن يغلق ولو بشكل مؤقت، إذا ما حصل صراع مع إيْرَان في المستقبل. كما أن تأمين الطريق لبناء خط أنابيب من خلال حضرموت، من المُرجَّح أنها استراتيجية طويلة المدى للمملكة العربية السعودية في الـيَـمَـن ”.

هل بدأت الولايات المتحدة تقطفُ ثمار عُـدْوَان أَدَوَاتها الخليجية على الـيَـمَـن ؟

أَكْثَر من أربعمائة يوم من العُـدْوَان السعودي الأَمريكي على الـيَـمَـن ، والذي أُعلن من واشنطن يوم 26 مارس، من العام الماضي، وكانت حصيلة الضحايا والدمار الذي ارتكبه العُـدْوَان بحق الشَّـعْـب الـيَـمَـني أرضاً وإنْسَاناً، وفق تقارير للأمم المتحدة، قتل أَكْثَر 7500 شهيد و14000 جريح أغلبهم من النساء والأطفال، وفيما يتعلق بالأضرار التي لحقت بالمنشئات والبُنى التحتية فقد تم تدمير 450 جسراً وطريقاً وَ319957 منزلاً، و3750 مدرسة، و36 جامعة، وَ229 مستشفى ووحدة صحية، وَ16 مؤسسة إعلامية، و146 شبكة للمياه، و122 محطة كهربائية ومولداً، فضلا عن استهداف 14 مطاراً، و10 موانئ، وتضرر 140 شبكة اتصالات جراء غارات العُـدْوَان.

في-موقع-ينكي-1-مطل-على-مدرسة-للبنات-يتجسسون-على-المدرسة-صنعاء-الاحتلال-الاول
صورة نُشرت في صحيفة محلية سابقاً – تظهر المارينز يتجسسون على مدرسة للبنات في صنعاء بكاميرات مراقبة

الولايات المتحدة الأَمريكية تقطف ثمار عُـدْوَان أَدَوَاتها الخليجية والمحلية

ما قامت به الولايات المتحدة الأَمريكية مؤخراً بإرسال قواتها لاحتلال المحافظات الجَنُـوْبية للـيَـمَـن عبر بوابة الإمَارَات، يُعتبر وفق مراقبين “قطف ثمار” عُـدْوَان أدَوَاتها الخليجية والمحلية، في مسار بدأ باحتلال الجزر واستمر إلَـى احتلال السواحل والمناطق الساحلية، التي تعتبر عمقاً استراتيجياً لحماية قوات الاحتلال الأَمريكي المتواجدة في الموانئ الـيَـمَـنية، كميناء عدن وميناء بئر علي في شبوة، وأيضاً المتواجدة في خليج عدن وَالمياه الاقليمية الـيَـمَـنية.
جزيرة سُقطرى البوابة الجَنُـوْبية لمضيق باب المندب، والممر المائي الحاكم الذي يربط دول المحيط الهندي بالعالم، تُعد أكبر الجزر الـيَـمَـنية، حيث تبلغ مساحتها 125 كم، وعرضها 42 كم، ويبلغ طول الشريط الساحلي 300 كم، وهي أرخبيل مكون من 4 جزر الجزيرة الرئيسية وثلاث بجانبها، وتأخذ أهميتها الاقتصادية والعسكرية والسياحية في آنٍ معاً، كونها تقع بالقرب من نفط الخليج وثروات أفريقيا وطريق تجارة العملاق الصيني والصاعد الهندي والإيْرَاني، وتمتلك طبيعة ساحرة قل نظيرها في العالم، حيث تقع على المحيط الهندي وقبالة سواحل القرن الأفريقي وبالقرب من خليج عدن، على بُعد 350 كم جَنُـوْب شبه الجزيرة العربية، ويبلغ عدد سكان الجزيرة حسب التعداد السُكاني لعام 2004م، 135،020 ألف نسمة، وهم مواطنون يمنيون، يتكلمون اللغة المهرية الـيَـمَـنية، يتبعون الـيَـمَـن ، كانت جزء من الدولة الحميرية الـيَـمَـنية عام 320م في الربع الرابع الميلادي، فيما تعود الحياة فيها إلَـى العصر الحجري، قبل وصول “كريستوفر كولومبوس” للقارة الأَمريكية، وإبادة الأوربيين للسكان الأصليين وتسمية القارة بـ “أَمريكا” نسبة للرحالة “أَمريكو فيسبوتشي”، وقبل أن تسكن الجمال الصحراء العربية التي اقام فيها بني سعود وزايد من الخيام إمبراطوريات تابعة للغرب بدعم بريطاني استثمرَ تواجدهم على حقول نفط غنية.

ماذا يعني أرخبيل سقطرى في المعادلة العسكرية والتجارية العالمية؟

أرخبيل سقطرى، يقع على مفترق طرق من الممرات المائية البحرية الاستراتيجية للبحر الأحمر وخليج عدن، موقع الجزيرة وَالأرخبيل التابع لها، جعلها محل أطماع القوى الاستكبارية وعلى راسها أَمريكا، وتسعى واشنطن منذ مطلع القرن الواحد والعشرين لاحتلالها وانشاء قاعدة عسكرية فيها.

يوليو 2014م، كشفت صحف غربية عن رغبة وتَحَـرّك الإدَارَة الأَمريكية لاحتلال جزيرة سقطرى، مسخرة نفوذها على حكومة الوفاق وسلطة الخائن هادي، الذي تمخض بتوقيع اتفاقيه تسمح لقوات الاحتلال الأَمريكي، باستخدام جزيرة سقطرى وأرخبيلها، والسماح بعمل انشاءات عسكرية للقوات الأَمريكية، وَنقل سجن “جوانتنامو” إلَـى جزيرة سُقطرى، وخرجت حينها مسيرات شعبية رافضة لذلك.
وتحدث قائد الثورة “السيد عبدالملك الحوثي”، عن هذه القضية، وحذر منها في خطابه بمناسبة عاشوراء، وما يدّعونه بنقل سجن هوَ في الحقيقة بناء قاعدة عسكرية أَمريكية، لما لهذهِ الجزيرة من أهمية استراتيجية، قد لا يدركها المواطن العادي، لكن القوى الاستعمارية تُدركها جيداً، وتقوم بعمل حثيث على استعمارها، وجنَّدت أَمريكا عيال زايد للقيام بهذا الدور المشبوه.
ويُعتبر ارخبيل سقطرى الـيَـمَـني، نقطة تفتيش حيوية لتجارة النفط العالمية؛ كونه يمتد على مساحة بحرية كبيرة في المنفذ الشرقي من خليج عدن، من جزيرة عبد الكوري، إلَـى سقطرى، التي تقع هذه المنطقة البحرية من العبور الدولي في المياه الإقليمية الـيَـمَـنية، ويمر بأربعة ممرات مائية أساسية، تعمل على تسهيل التجارة البحرية الدولية، وهم قناة “السويس” في مصر، و”باب المندب” على الحدود مع جيبوتي والـيَـمَـن، ومضيق “هُرمز” على الحدود مع إيْرَان وسلطنة عمان، ومضيق “ملقا” على الحدود مع إندونيسيا وماليزيا.

وفي هذا الصدد أشار الأدميرال “ألفريد ثاير ماهان”، الخبير الجيوستراتيجي في البحرية الأَمريكية، إلَـى أن “كل من يحقق السيادة البحرية في المحيط الهندي سيكون لاعبًا بارزًا على الساحة الدولية” الأمر المثير في “كتابات الأدميرال ماهان” هو السيطرة الاستراتيجية من الولايات المتحدة، على الطرق الرئيسة في البحار والمحيطات وخَـاصَّة المحيط الهندي “إن هذا المحيط هو المفتاح للبحار السبعة في القرن الحادي والعشرين سيتم تحديد مصير العالم في هذه المياه”.

لذلك تسعى الولايات المتحدة، من خلال احتلالها لأرخبيل سقطرى، لعسكرة ومراقبة الطرق البحرية الرئيسة، الذي يصل هذا الممر المائي الاستراتيجي بين البحر المتوسط وجَنُـوْب آسيا والشرق الأقصى، عبر قناة السويس والبحر الأحمر وخليج عدن، وهو طريق عبور رئيس لناقلات النفط، حيث تمر حصة كبيرة من صادرات الصين الصناعية إلَـى أوروبا الغربية، عبر هذا الممر المائي الاستراتيجي، كما تمر التجارة البحرية من شرق وجَنُـوْب أفريقيا إلَـى أوروبا الغربية، على مقربة من جزيرة سقطرى، عبر خليج عدن والبحر الأحمر.
في هذا السياق، وَفي مؤشر على تبني الأَنظمة الخليجية المُخَطّـطات الأميركية والإسرائيلية في الـيَـمَـن، رفعت الإمَارَات وتيرة حضورها العسكري بالوكالة في الـيَـمَـن، حيث كشفت وسائل إعلام إمَارَاتية في وقت سابق فحوى اتفاق ابرمته العائلات الحاكمة في الإمَارَات، مع الرئيس الفار المتنازع حول شرعيته “عبدربه منصور هادي”، قالت بأنه منح الحكومة الإمَارَاتية سيادة كاملة على الجزيرة لمدة 99 سنة، وسط اتهامات وُجهت إلَـى السلطات الإمَارَاتية بالشروع في وضع اسس لبناء قاعدة عسكرية أميركية.

حيثُ قامت سفينة إمَارَاتية بتَأريخ 08/05/2016م، بإفراغ شحنة عسكرية هي الثانية، وتضمنت 88 آلية عسكرية، مع الذخائر، بعد أن كانت وصلت قبلها بيومين 80 عربة لنقل الجند، يرفقها فريق خبراء عسكريين إمَارَاتيين وأَمريكيين، حسب وسائل اعلام محلية ودولية، بذريعةِ أن هذه القوات ستتولى حماية شركات تعتزم تنفيذ مشاريع استثمارية في جزر الأرخبيل.

وجاءت هذه الشحنةُ، بعد شحنات عسكرية عِدة افرغتها القوات الإمَارَاتية الغازية في ميناء سقطرى، وشملت آليات عسكرية وعتاد، ضم غرف عمليات وتحكم وسيطرة ومنظومات صواريخ واتصالات وذخائر، في رفقة 700 جندي، قالت بأنهم من أَبْنَــاء الجزيرة، وتلقوا تدريبات خلال الفترة الماضية في الإمَارَات، لتولى مهمات حماية المحافظة وتعزيز الأمن فيها.

 المحافظات الجَنُـوْبية مُدن تحت الاحتلال الأَمريكي

يرى مراقبون، أن حالةَ اللاسلم واللاحرب، والمراوحات الجارية في مفاوضات الحل السياسي في الكويت، ما هي إلا محاولات لصرف الأنظار عن قطف الولايات المتحدة لثمار العُـدْوَان السعودي الأَمريكي، بالشروع في تنفيذ مُخَطّـطات انتشار قوات الاحتلال الأَمريكي في المحافظات الجَنُـوْبية، وَتحقيق الهيمنة العسكرية عليها، من خلال إنشاء غرف عمليات مركزية تابعة للجيش الأميركي في محافظتي حضرموت ولحج، تمهد الطريق لمشروع القاعدة العسكرية الأميركية في محافظة أرخبيل سقطرى.

 مسرحية تحرير قوات الاحتلال الأَمريكي لمدينة المكلا من القاعدة

مَن هم القاعدة ومَن يقف وراءها؟

قالت “صحيفة Salon الأَمريكية”، الأحد 8 مايو 2016م، أن الحرب المدمرة التي تقودها السعودية، بدعم من الولايات المتحدة، منذ أَكْثَر من عام، هي السبب في نمو القاعدة والجماعات المتطرفة الأُخْــرَى بسرعة في الـيَـمَـن .

ولافتةً إلَـى تقرير “رويترز” الذي نشرته في أبريل، يحكي تفاصيل رهيبة للمرة الأولى، يصف كيف جعلت الحرب السعودية المدعومة من الولايات المتحدة، تنظيم القاعدة أقوى وأَكْثَر ثراء.

وقالت الصحيفة، إنه بعد سنة واحدة، تقريباً، من نشر صحيفة “نيويورك تايمز” مقالة تحذر الولايات المتحدة من استفادة القاعدة في توسيع نفوذه في ظل فوضى الحرب في الـيَـمَـن، نشرت إدَارَة أوباما قواتها لقتال نفس المتطرفين الذين استفادوا من سياساتها.

وفي هذا الصدد ذكرت “صحيفة الثورة” اعتراف أربعة من كبار الدبلوماسيين الأَمريكيين والذين عملوا سفراء ورؤساء بعثات للولايات المتحدة لدى الـيَـمَـن (1984م – 2007م) مفاده “أن الدعم الذي بذلته الإدَارَة الأَمريكية للحرب المدمرة والحملة التي تقودها السعودية على الـيَـمَـن، على مدى أَكْثَر من عام، كان سبباً رئيساً وراء نمو وتوسع تنظيم القاعدة والمتطرفين، علاوة على المأساة الإنْسَانية الرهيبة التي انزلقت فيها الـيَـمَـن .

ليلة تنفيذ مسرحية التحرير المزعوم

وفق مراقبين، تُوحي المجريات منذ الوهلة الأولى، بأنّ ما تشهدُه المكلا أشبه بـ “حرب ضد القاعدة”، لكن المعلومات المتوافرة لوسائل إعلام محلية عديدة تؤكّد أنّ الأمور ذاهبة في اتجاه “احتلال” خَـاصَّة مع سيطرة قوات إمَارَاتية وأَمريكية، على ميناء “الضبة” النفطي بالشحر، ومطار “الريان” بالمكلا، ومعسكر الدفاع الساحلي بمنطقة “خلف”، ومنع الضباط وأفراد المنطقة العسكرية الثانية، من الاقتراب أَوْ الدخول إليها- وفق ما يؤكده لـ”خبر” مسؤولون محليون وشخصيات قبلية.

وتحدث خبراء يمنيون، لوسائل إعلام محلية، عمّا اعتبروه مسرحية تحرير المكلا من قبضة القاعدة على يد قوات أَمريكية وإمَارَاتية، مدللين قراءتهم للعملية بأنها مسرحية، بالإشارة إلَـى “انعدام شواهد فعلية على وجود عملية عسكرية حقيقية، أَوْ معركة فعلية واحدة والتحام ميداني بالنيران حدث مع القاعدة، سواءً في المكلا أَوْ غيرها، وأن القاعدة نفسه، أعلن أنه أخلى المكلا دون مقاومة، وأن التقارير الإعلامية في الصحافة الغربية تحدثت بوضوح عن “انسحاب تكتيكي” للقاعدة، ودخول استعراضي للقوات دون أية مقاومة تذكر. متسائلين “ألا يدعو للتعجب أيضاً أن الأمر انتهى بدخول استعراضي للمكلا وانسحاب مرتب؟”

وأوضحت تقاريرُ حسب وسائل اعلام محلية، أنه تم نقل المئات من المقاتلين التكفيريين، وَالمرتزقة الأجانب وآخرين من جنسيات عربية، من المكلا والمناطق التي احتلتها القوات الأَمريكية في المحافظات الجَنُـوْبية، إلَـى جَنُـوْب باب المندب، ومحافظة مأرب لمقاتلة الجيش واللجان الشَّـعْـبية.

مدينة المكلا على موعد مع الاحتلال الأَمريكي

السبتَ 7 مايو 2016م، كانت مدينة المكلا بحضرموت، على موعد مع وصول أول دفعة لقوات الاحتلال الأَمريكي الثاني، مكونة من 200 جندي أَمريكي، بكامل عرباتهم وعتادهم العسكري بالتزامن مع دخول حاملة طائرات “روزفلت” الأَمريكية إلَـى خليج عدن مع 6 فرقاطات.

وَاعترف المتحدث باسم البنتاغون، الكابتن البحري “جيف ديفيس” إن الولايات المتحدة أرسلت عدداً من السفن إلَـى المنطقة (الـيَـمَـن) بما في ذلك مجموعة سفن “يو اس اس بوكسر البحرية” ووحدة المارينز الـ13، التي رافقت مجموعة السفن. بالإضافة إلَـى حاملة الطائرات ” ” USS Gravely وَ”USS Gonzalez”، والمدمرتين البحريتين.

الضالع ولحج وشبوة في دائرة نفوذ الاحتلال الأَمريكي ونطاق عملياته العسكرية

ذكرت وسائلُ إعلام محلية وعالمية، نقلاً عن مسؤولين عسكريين أَمريكيين، إن القوات الأَمريكية نقلت 15 طائرة مقاتلة نوع “أباتشي”، بالإضافة إلَـى خمس طائرات من طراز “بلاك هوك” من حاملة المروحيات (USS Indiana) إلَـى قاعدة “العند” الجوية، وأنه تم تعزيز الحماية حول تلك الطائرات داخل قاعدة “العند”.

وأشارت وسائل إعلام محلية وعالمية، إلى أن عدداً من حاملات الطائرات والبارجات البحرية الأَمريكية تتواجد في خليج عدن.

هذا ونقلت القوات الأَمريكية، جنوداً وعتاداً على متن أربع طائرات إلَـى “العند”، فيما كانت حاملة الطائرات “روزفلت” عبرت، فجر الخميس 5 مايو 2016م، مضيق باب المندب وواصلت طريقها جَنُـوْباً.

وَبعد يوم من وصول 15 طائرة مروحية من طراز أباتشي، و5 مروحيات من طراز بلاك هوك تابعة لجيش العدو الأَمريكي إلَـى قاعدة العند، تم نقل عتاد عسكري منها إلَـى محافظة الضالع المجاورة والواقعة شرق محافظة تعز.

وكانت طائرة عسكرية أَمريكية حطَّت ليل الأربعاء وَالخميس بقاعدة العند تقل قرابة 100 من قوات “الرنجرز الأَمريكية”، تلاها وصول طائرات شحن تقل معدات عسكرية وأجهزة للقوات الأَمريكية الغازية.

وتحدثت وسائل إعلام محلية، عن مصادر محلية، أن زورقين حربيين يحملان جنود تابعيين لقوات الاحتلال الأَمريكي، وصلا إلَـى ميناء “بئر علي” بمحافظة شبوة 08/05/2016م.. الجديرُ ذكرُه، أن قوات الاحتلال الأَمريكي قامت بعد وصولها مباشرة، بأعمال القرصنة على السفن التجارية، وتفتيش للسفن الراسية في ميناء بئر علي، كما منعت السفن من التَحَـرّك وأوقفت عمليات تزويد الناقلات بالمشتقات النفطية.

وما أكدته الاحداث، خُصُـوْصاً بعدما حققه الجيش واللجان الشَّـعْـبية، من انجازات وانتصارات، في محاربة هذه التنظيمات الإرْهَــابية المدعومة والموجه أَمريكاً عبر المملكة السعودية، بل وكان الجيش واللجان الشَّـعْـبية، على وشك القضاء عليها واستئصالها وتطهير معاقلها، في المحافظات الجَنُـوْبية، وانه لولا التدخل السعودي الأَمريكي عسكرياً لكانت في خبر كان.

صورة-من-تواجد-العناصر-التكفيرية-في-المكلا
صورة من تواجد العناصر التكفيرية في المكلا لماذا تم إنقاذُ تلك التنظيمات الإرْهَــابية؟

الشهيدُ القائد (قبل عَقْدْ): “القاعدة صنيعة المخابرات الأَمريكية كذريعة لاحتلال الشعوب”

إن مَا تحدَّثَ عنه الشهيدُ القائد، رضوان الله عليه، بأن القاعدة وأخوتها في النهج والسلوك، صناعة أَمريكية، بات جلياً ومكشوفاً لكل ذي لُب، أننا في زمن سقوط الاقنعة، الذي تكلم عنهُ، الشهيد القائد، وأن هذه التنظيمات، صناعة استخباراتية أَمريكية بامتياز، بذورها ومنبتها من المملكة السعودية، وحقلها الوَطَـن العربي، ومنها الـيَـمَـن كما حصل في المحافظات الجَنُـوْبية، وحصادها احتلال الأوطان ومصادرة استقلال الشعوب، ونهب خيراتها لصالح الدول الاستعمارية الجديدة أَمريكا وإسرائيل، وما التحشيد الأَمريكي تحت عنوان محاربة الإرْهَــاب، المحارب من الشَّـعْـب الـيَـمَـني، والمدعوم منها، إلا قطف لثمار ما زرعته سابقاً، من أجل السيطرة على أهم الممرات البحرية والشريط الساحلي، وبسط مزيدٍ من النفود العسكري في المنطقة.

وفي هذا الصدد أشار إلَـى هذه الحقيقة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، مؤكداً بقوله: “إن النموذج اليوم القائم والموجود في عدن وفي أبين وفي لحج يؤكد أن الأَمريكي والإسرائيلي والسعودي، قد جلبوا داعش والقاعدة إلَـى عدن، في إطار الفوضى العارمة والغالبة على كُلّ شيء”.

وأوضح السيد عبدالملك “إن دور داعش والقاعدة في منطقتنا العربية هو أن تقوض كُلّ الكيانات القائمة، وأن تضربَ الأُمَّــة، وتهيئتها للاحتلال المباشر من قبل أَمريكا واسرائيل. وقال: هذا هو دورُ داعش والقاعدة وهذا ما يراد لها، ولذلك رأينا ما يريده أُولئك في بلدنا.. بلاك ووتر الأَمريكية هي وجه أَمريكا، وهي إرَادَة أَمريكا، وهي مشروع أَمريكا مع داعش والقاعدة في الـيَـمَـن وفي البلدان العربية”.

واختصر السيد عبدالملك، ذلك المشهد والمُخَطّـط الأَمريكي في قوله: “إن من أهم ما نستفيدُه من حقيقة الأحداث، أنه في باب المندب في ضربة التوتشكا، في ضربة ذلك الصاروخ، امتزج هناك الدمُ الأَمريكي وَالإسرائيلي والسعودي وكذلك الإمَارَاتي والداعشي والقاعدي.. هناك كانوا جَميْعاً مجتمعين في خندق واحد، في مشروع واحد، في اتجاه واحد، واختلط ذلك الدم؛ لِأَنهم جَميْعاً شيءٌ واحدٌ، وتوجه واحد، وكلهم يخدمون مشروعاً واحداً”.

فصلُ الخطاب والاستراتيجية التحررية

لقد كانت الجماهيرُ الـيَـمَـنية الثورية، وراء القيادة الثورية الوَطَـنية والكفؤة، وحولها الوَطَـنيون والشرفاء، رموز ونخب وقوى يمنية أصيلة، حاضرين بالوعي الوَطَـني والاستبسال والمبادرة، بروحية ثورية جسدت “الإرَادَة الوَطَـنية” الرامية لتحقيق الاستقلال والحرية والسيادة لشعبنا الـيَـمَـني، والنهوض بواقعه في كُلّ المجالات، امام كُلّ المؤامرات والمُخَطّـطات العُـدْوَانية والاستعمارية، متمثل في الأطماع الأَمريكية لاحتلال اليمن عسكرياً وَمصادرة سيادته وَاستقلاله.

فكما سقطت مؤامرات الفوضى والانفلات والانهيار، على كُلِّ الصُّعد بإسقاط مشايخ الفتنة وأرباب الفساد وطرد جنود الاحتلال الأَمريكي الأول من الـيَـمَـن، في ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر، بخطى ثورية يمنية ثابته، وخطوات استراتيجية حاسمة.
وكما هو الحالُ في مواجهة العُـدْوَان الأَمريكي بواجهته الخليجية وبغطاء مراكز الفساد وقوى الإرْهَــاب ومَشَايخ الفتنة، الذين تكفلوا بإعادة القوات الأَمريكية لاحتلال الـيَـمَـن، بل سعَوا لتأمين مستقبل احتلاله، وضمان ديمومته، من خلال تبنيهم أَهْـدَاف العُـدْوَان، بتمزيق أوصال الشَّـعْـب الـيَـمَـني، وَسحق قدراته الوَطَـنية الدفاعية، وتدمير مؤسساته الأمنية والعسكرية، وإحداث انهيار في مؤسسات الدولة، ونسف المشروع الوَطَـني التحرري والنهضوي، وَتفتيت مقوماته ومكتسباته، وُصُـوْلاً إلَـى انتزاع الأمل من قلوب الـيَـمَـنيين في تحرير البلاد وبناء نهضته.

كُلّ تلك الأَهْـدَاف أُجهضت وخابت، كُلّ المساعي والجهود العُـدْوَانية التي بذلها وكلاء العدو الأَمريكي والصهيوني، بفضل الله وَكفاءة قيادة الثورة، وتماسك قبائله وتلاحم القوى السياسية الاصيلة، والمكونات الشَّـعْـبية، عبَّدوا طريق الانتصار الـيَـمَـني، عبر الخيارات الاستراتيجية الدفاعية، التي حقّقت توازن الردع المطلوب، والتي عجزَ ملوك ممالك النفط، وَمَشَايخ الإرْهَــاب، وأمراء الإفساد في الأرض، على تحملها، حينها بدأت تؤتي أكلها، وتعطي ثمارها، وما يحدث في الكويت هو تجلي ثمار الصمود الشَّـعْـبي وَالخيارات الاستراتيجية، في كُلّ الجبهات، بإجبار وكلاء الاحتلال الأَمريكي، على الاستسلام عن ما وعدوا به أسيادهم الأَمريكان والصهاينة، بتقديم الـيَـمَـن لهم على طبق من ذهب، وضمان احتلالها إلَـى الأبد بدون أدنى مقاومة.

الآن وفي المرحلة الراهنة، بما فيها من تطورات توحي بأن الأَمريكي سعى لاستعجال قطف ثمار عُـدْوَان أَدَوَاته الخليجية والمحلية، باحتلال المحافظات الجَنُـوْبية، متغافلاً عن عدمية وفشل مُخَطّـط احتلاله في الوقت الراهن، بعد عجز وكلائه، عن تأمين احتلاله، في مقابل تنامي القدرات الشَّـعْـبية والفنية والعسكرية، وارتفاع مستوى الصمود والتلاحم الشَّـعْـبي والتماسك السياسي، وهذا وفق مراقبين يجعل اطماع الاحتلال الأَمريكي كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء.

ولمواجهة المُخَطّـطات والمتغيرات في المحافظات الجَنُـوْبية، وبقراءة استباقية لأفكار المُخَطّـط الأَمريكي، قبل تنفيذه بأشْهر عديدة، تحدَّث قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي عن حرب الاجيال” متوقعاً لكل ما حدث، في إعلان صريح وواضح عن الاستراتيجية التحرُّرية القادمة، لطرد الغزاة والمحتل الأَمريكي ومرتزقته ووكلائه.

هذه الجُملة الصغيرة في الرسم، المختصرة في اللفظ، تحمل في طياتها دلائل ومعاني ورؤى كثيرة، أهمها أن قرارَ تحرير المحافظات المحتلة، قد اتخذ وأن الاستعدادات فيه على قدم وساق وعلى أرقى مستوى، في ضوء خطط ردع واقعية وتَحَـرّك فعال، بأنفاس طويلة وخطوات ثابتة ومتزنة، في مواجهة متصاعدة باستمرار، ساحتها الجَنُـوْب، عمقها الشمال، والطرق لذلك كثيرة ولا حصر لها، ولا تقييد بفضل الله ونصره وتوفيقه.

وما نراه من اعتراض نخب ورموز أَمريكية عاقله وواعيه، بغض النظر عن خبثها، على إقدام الإدَارَة الأَمريكية، على خطوات غبية ومتهورة لا يُحمد عقباها، إلا خير دليل على قراءتهم، أن ذهاب القوات الأَمريكية لاحتلال الـيَـمَـن، في وقت حقق العُـدْوَان وأَدَوَاته نتائج عكسية، على مُخَطّـطاتهم في كُلّ الصعد، حتى وإن تحقق احتلال، فهو مؤقت، مضمون الفشل والطرد، في ظروف متوقعه وقادمة، تجعل من المحال استمرار الاحتلال الأَمريكي وديمومته في المحافظات الجَنُـوْبية، وهذا بمثابة انتحار حقيقي لأطماعهم، وفشل لكل مُخَطّـطاتهم الاستعمارية، التي ظلوا على تنفيذها عاكفين لسنوات أَوْ لعقود من الزمن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com