هل تريد ان تعيش في سلام مع الانسان اليمني ؟
كتب / أحمد الرازحي
طبعا .. اليمنيون ليسوا متوحشين ولا ارهابيين ، بل هم الأرق قلوباً وألين أفئدة ..
حيث الانطباعات السلبية على المجتمع اليمني هي نتيجة لحملات التشهير والتشويه التي طالتهم منذ عقود طويلة ، والسبب الرئيسي للصراع في اليمن يعود الى فشل حلفائه السابقين واخوانه وجيرانه في التعامل معه كأخ لهم تربطهم به عقيدة الإسلام السمحة وقومية العروبة.. لم يراعوا أيً من حقوق الأخوة وتعاملوا مع اليمن بنزعة شيطانية عرف بها ابليس وقالوا : أنا خير منه .! فكانت سياسة تدمير اليمن على كل المستويات أولوية القيادات المتعاقبة في مشيخات الخليج وظلت الرغبة في استعباد واذلال اليمنيين هي الطابع الرسمي للعلاقات بين الدول وشعوب المنطقة في شبه الجزيرة العربية .
فأصبح البؤس والحرمان يداهم السواد الأعظم من اليمنيين بناة الحضارة في زمن الثروة النفطية وطفرة إقتصادية تعيشها المنطقة منذ ستينات القرن الماضي ، في الوقت الذي كان اليمنيون هم السباقون للخيرات والعمل بالأصول ورعاية روابط الأخوة مع الأشقاء العرب والجيران ولطالما استدانت دول كالمملكة العربية السعودية من الحكومة اليمنية قوت شعبها في بدايات القرن الماضي وبدون من ولا أذى .
بينما الفقر اليوم يحيط بمستقبل الأجيال في اليمن بسبب استراتيجية غربية سعودية جعلت من اليمن الدولة الحاجز ، حيث تعتبر اليمن واليمنيين وثقافتهم وتراكمهم الحضاري خطراً يهدد وجودها .! ومن أجل ذلك روجوا بكل وقاحة افتراءاتهم وفتاويهم الدينية لتقديم اليمنيين بصورة سلبية غير ما يحكي واقع الشعب اليمني العربي الأصيل الذي يكن لكل أشقاءه الود والاحترام والتقدير .
وللأسف لم يدركوا أن هذه الممارسات الظالمة تؤدي إلى تنامي نزاعات تكفيرية إقصائية خطيرة في ذهنية المجتمعات نتيجتها صراع مستمر وخطير جداً يتغذى على الفتنة ويؤدي إلى تمزيق الأمة الإسلامية الواحدة ويفرق بين الأشقاء العرب ولا يزال هذا التوجه الخطير ممارساً بصورة رسمية وعلى مستوى دولي من الخارج للداخل بغرض استنزاف وتأجيج مشاعر الناس وتدمير روابط الإخاء والمحبة والوحدة الاسلامية بينهم وعلى المستوى النفسي يؤدي إلى احباط مشاريع الوحدة الإسلامية والعربية وأي مبادرات هنا أو هناك لإحياء قيم الشرف العظيمة في أمة القرآن أمة نبي الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
انعكست حالة التكفير والكراهية والعزل والإقصاء لكل ما يمت لليمني الأصيل بصلة على المستوى السعودي الرسمي والشعبي وحلفاءه من التيارات السياسية والدينية اليمنية فلم تستطع القوى التقليدية والأحزاب السياسية الحاكمة لليمن خلال العقود الماضية بدعم سعودي مباشر ورعاية كاملة لتحالفاتهم الشريرة أن تخفي حالة العزل السياسي والإقصاء والتشهير بالمخالفين لهم فكرياً وسياسياً مما أدى لعدم تقبل ذلك النظام السياسي السابق لمبدأ الشراكة الوطنية في سياستها ودبلوماسيتها .
ولهذا السبب فقط يجدون هذا المنطق اليوم غريباً عليهم وغير مقبول.! بالرغم من المتغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية على الواقع إلا أن حلفاء آل سعود في اليمن غير منطقيين بسبب هول الصدمة عليهم وجنون الفكرة “الشراكة الوطنية” من وجهة نظرهم وكأنهم سيقدمون على محرم من كبائر الذنوب ويخشون الوقوع فيه بسبب تدينهم بالدين السعودي الذي لا يعبدون فيه إلا الشيطان الرجيم .
فالذين لم يملكوا يوماً قرار أنفسهم يخوضون اليوم مقامرة خطيرة بمصير شعب عظيم وأبي هو الشعب اليمني غافلين مغبة الرهان على الشيطان والتحالف معه ضد اليمن شعباً ودولة وحضارة وقيم ومجتمع أصيل لن يتخلى عن عروبته ومرؤته وشرفه وهذه كلها مبادئ وقيم لا يعرف عنها المؤيدين للعدوان على اليمن أي شئ وإلا لكانوا قد تأثروا بما يشاهدون من بغي وعدوان آثم وظالم ، ولا يخفاكم أيضاً أن دول الغرب تستخف بهم وبمنطقهم الغريب في قتل شعبهم وأهلهم وتدمير بلدهم ويستنكرون ممارسة الابتزاز السياسي لمصلحة السعودي والأمريكي ضد أبناء الوطن الذين يدعونهم للشراكة الوطنية وانقاذ اليمن من الأزمات المتلاحقة وانقاذ الفقراء خصوصاً في المناطق الريفية النائية التي تعيش البؤس والحرمان ..
وبعد أن طفح الكيل وبانت نوايا الأعراب الذين صاروا ألعوبة في أيدي صهاينة العصر نقول لهم كلمة الواثق بنصر الله وتأييده لمن أصابهم البغي ووعدهم الله بأنهم المنصورون : اتق شر الحليم اذا غضب ، فما زمجرة الأسد في غابها إلا دليل غضبها ، وما لم يقرأه أولئك أن في اليمن رجال كالجبال وفي هذه البلدة الطيبة مخزون بشري قد يقود ثورة عارمة ومواجهة سريعة وحاسمة لإيقاف هذا العدوان الهمجي الظالم ولكن في الزمان والمكان الذي يقرره وبقواعد صراع جديدة لا قبل لآل سعود ومن معهم بها . وفي معركة الكرامة والتحرر والاستقلال سينتصر اليمانيون ويهزم الجمع ويولون الدبر .. هذا وعد الله ..
وهل هناك ابشع من ان يستخف بك احد ويستهتر بكرامتك لكونك فقير ولا تملك قوت يومك بينما هو يعبث ولديه من بذخ العيش ما يجعله يعيش حالة الاستكبار والغي والبغي والعدوان .. وفي الأخير لن يسلم من العقاب الإلهي في الدنيا والآخرة والله بما يفعلون محيط ..