“براكين الغضب”
د. أسماء الشهاري
لا ندري هل كانت الكلمات في حداد؟ أم أنها عجزت ..أم أنها ماتت مع الأموات..؟ و كيف نعتب عليها و نحمّلها ما عجزت عن حملهِ الأراضين و السبع السماوات..؟
لقد بكى الباكون.. و انتحب المنتحبون.. و كتب الكاتبون.. لكنهم لم يصلوا لحقيقة وصف ما وصل إليه حال الساكتون على وأدِ الحياة..
من أين نبحث عن المفردات لنقول أن كلمة مجزرة لا تفيها حقها.. حتى اللغة لم تكن تعرف أنها ستقف عاجزة أمام هكذا بشاعات..!
كان عزاء لأسرة فأبى أعداء الإنسانية و الفطرة السوية إلا أن يجعله عزاء وطن و مأساة أمة..
نعم.. فهكذا عندهم تُصنعُ الأمجاد و البطولات.. بقتل الآمنين من المدنيين قصفاً جهاراً نهاراً بأبشع الأساليب و بطرق لم يسبقها قبلهم إنسٌ و لم يفكر فيها حتى مردة الجآنّ.. ليحققوا بغباءهم و سفالتهم ما عجز عن تحقيقه جرذانهم في الجبهات.. لكن لا والله.. هيهات هيهات..ما نحن من نسكت عن أخذِ الثأر و تجريعِ المعتدي الويلات..
فيا رجال الرجال.. و يا أشد من الجبال.. و يا أعتى من البراكين و أقوى من الأعاصير و الزلزال.. إليكم و بكم تُعقدُ الآمال.. النِزال النِزال.. هل رأيتُم ما حلَّ بِأُمتِنا من الأهوال..؟ مِن كل مُجرمٍ و دجال. فإلى الجبهات شدّوا الرحال.. و لا تهِنوا في ابتغاء الطغاةِ و الأنذال.. أما سمعتم بكاء الأرامل .. و تأوهُ الثكالى..و حرقة َقلبِ اليتيم..؟ من يطفيء نار هؤلاء من كُلِّ شيطانٍ لئيم..؟
نناشدكم و نشد على أزركم يا أيها الأنصار و الثوار و الأحرار.. يا أُباة الضيم..
إلى كل من لم يحمل السلاح و يلتحق بميادين العزةِ و ساحات الكِفاح.. ماذا تنتظرون؟ أن تُقتلوا في كل عُرسٍ و مأتمٍ و ساح..! ما هكذا العهد ممن عصف بالباطل و أطاح.. فالكفاح الكفاح.. و البِدار البِدار يا كُلَّ مارِدٍ و جبّار.. و قسماً بالله الواحدِ القهار.. أنَّا منهم سنأخذُ الثأر.. و نكسِر قرن شيطانهم.. و غداً تحت أقدامِنا ينكِسوا الرؤوس و يولّوا الأدبار..
و يا أيّها العالم الأخرس.. لا ندري في أي سوق نخاسة بِعت إنسانيتك.. لقد قامت قيامتك على سفينة حربية.. و لم تحرك ساكناً عندما قامت جرائم شابَ منها الكون..و انكسر من حملها عمود تاريخ البشرية ..لكننا نقول لك :لا عزاء عليك و لا ننتظر لشيء منك فحقّنا عهداً سنأخذهُ بأيدينا.. و حينها لا نُريد أن نسمع أصوات صُراخك و عويلك..