الرد على الأمريكي
الإعلامي / علي ظافر
إختلاق أمريكا للمبررات والذرائع ليس وليد اللحظة فهي تختلق المبررات والذرائع منذ استهدافها المدمرة يو إس إس كول عام 2000م ، بهدف غزو اليمن والسيطرة عليه ، فأمريكا تطمع في اليمن لموقعه الاستراتيجي المهم كونه مطل على أهم الممرات المائية ومشرف على طرق الملاحة الدولية والتجارة العالمية ويعزز هذا ما طرحه الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني د. أمين حطيط قبل أشهر بالقول : “من مناطق العمل التي حددت أمريكيا لخدمة المشروع كانت اليمن ، لأن اليمن لها موقع استراتيجي حاسم وحساس بالنسبة للممرات المائية ، وموقع استراتيجي وديمغرافي بالنسبة لـ “المملكة العربية السعودية” ولها بعد ثقافي وفكري حاسم في مسألة بناء الشرق الأوسط الجديد”.
إذن العين الأمريكية على باب المندب ، وهي تطمع فيه منذ وقت بعيد ، واختلاقها مؤخراً للمبررات الواهية بأن بارجاتها تعرضت لهجوم من الأراضي التي يسيطر عليها ” الحوثيين ” ، تلى ذلك استهدافها لمراكز البحرية اليمنية ، يأتي في سياق تنفيذ الأطماع الأمريكية القديمة الجديدة ، وهي خطوة عدوانية تمهيدية لاستهداف الحديدة كما أكد على ذلك قائد الثورة السيد عبدالله بدر الدين عشية الـ 14 من أكتوبر ، وأمريكا تهدف من وراء هذا إلى تعزيز تواجدها وسيطرتها على مضيق باب المندب بحجة ” حماية طرق الملاحة الدولية” .
لو كانت القوات البحرية اليمنية استهدفت أو حاولت استهداف البارجات الأمريكية لفاخرت بذلك ، و لما ترددت لحظة واحدة في تبني العملية ، لأنها مشروعة باعتبار أن أمريكيا وبارجاتها لم تأت للنزهة بل تشكل تهديداً استراتيجياً لليمن ، وإن كانت أمريكا ستوظف أي عملية من هذا النوع في التهويل من خطر ” الحوثيين ” على طرق الملاحة الدولية … الخ واستصدار المزيد من القرارات الدولية ، وتبرير استمرار دعم قوى العدوان ” التحالف السعودي ” بالمزيد من الأسلحة والدعم اللوجستي والاستخباراتي .
وعلينا هنا أن نتذكر أيضاَ بأن عملية تدميرسفينة سويفت العسكرية الإماراتية قبالة سواحل المخاء (تبعد عن باب المندب أكثر من 70 كيلو متر ) ، فالعملية لم تكن صفعة للإمارات وحسب بل وصلت مفاعيلها إلى الأمريكي نفسه ، وهنا لا استبعد أن التصعيد الأمريكي جاء كرد انتقامي على تلك العملية النوعية ، وربما كان على متن السفينة العسكرية الإماراتية عناصر وخبراء من مشاة البحرية الأمريكية .
كما يمكن قراءة التصعيد الأمريكي بأنه جاء بهدف جر الجيش واللجان الشعبية إلى معركة يريدها هو زمانيا ومكانيا، زمانيا من خلال صرف الرأي العام عن الجريمة الكبرى في صنعاء باعتبار الأمريكي شريك أساس في جرائم الإبادة في اليمن وكون وسيلة القتل أمريكية (الطائرة التي نفذت، ونوعية القنابل التي قتلت mk 82 )، وأيضا بهدف تخفيف الضغط العسكري اليمني على الجيش السعودي في الحدود، ومكانياً لأن الأمريكي سيستفيد بطريقة أو بأخرى لناحية تحقيق أهدافه ومطامعه الاستراتيجية في باب المندب، وإن كان لايستطيع استصدرا قرار من مجلس الأمن بذلك باعتبار أمريكا تدخل في مرحلة الشيخوخة ولم يعد هناك مكان للقطب الواحد وليس كل ما يقال أمريكيا ينفذ في مجلس الأمن ، باعتبار المنافس الروسي وإن كان هناك شبه توافق أمريكي روسي فيما يتعلق بالملف اليمني على خلاف ما هو حاصل في سوريا .
كما أن التصعيد الأمريكي يأتي بهدف معرفة القدرات البحرية اليمنية التي فاجأ بها كل قوى العدوان مؤخراً بعد عملية ” سويفت ” بشكل كان خارج حساباتهم، وجاء التصعيد الأمريكي بعد يأس واشنطن من إمكانية أن تحقق السعودية أهداف العدوان المعلنة وفشلها على مدى أكثر من عام وستة أشهر.
ما ينبغي هو ألا يمر التصعيد الأمريكي دون رد ، وأن يكون الرد على الرسالة العدوانية برسالة مثلها على قاعدة ( ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) ؛ ليعلم الأمريكي جيداً بأنه لم يعد له مكان في اليمن ، ولكن ليس من حقنا التنطط على القيادة فالتقدير يبقى لها في اختيار الزمان والمكان المناسبين ، مع فائق احترامنا لها ولتقديراتها الحكيمة ، لكن وقد أطل أطل إمام الكفر برأسه فتلك فرصة لأن نقاتله وسينصرنا الله عليه لأننا في موقع الدفاع ، وقد أشار البيان الصادر عن قائد الثورة إلى ذلك بشكل أو بآخر في أول تعليق على القصف الأمريكي لمراكز البحرية اليمنية بالقول :” إن شعبنا اليمني معني بالتوكل على الله والنهوض بمسؤوليته بالدفاع عن نفسه وأرضه وعرضه، وحريته واستقلاله، وهو يمتلك الحق في استخدام كل الوسائل المشروعة في التصدي لهذا العدوان الوحشي السافر” يقول الله تعالى” فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ.