انتخابات الرئاسة الأمريكية .. 5 عوامل تحسم النتيجة
يمانيون -متابعات
بعد يومين من الان تجري في أمريكا إحدى أهم الإنتخابات الرئاسية خلال العقود الأخيرة وهناك 5 عوامل رئيسية ستؤثر في نتيجة هذه الإنتخابات وهي دور اللجان التنفيذية الكبرى المسماة “سوبر باكس” ودور هيلاري كلينتون وأثر برادلي وأثر الثقة وأثر اليأس.
اللجان التنفيذية الكبرى
لقد وجدت الـ “سوبر باكس” في عام 2011 بحكم المحكمة الأمريكية العليا وأزالت سقف الدعم المالي الذي يقدمها الاشخاص أو الشركات للجان التنفيذية للإنتخابات، وكان القانون ينص على تحديد سقف الدعم المالي المقدم لكل مرشح للانتخابات الرئاسية بـ 2700 دولار وتحديد سقف الدعم المقدم للجان التنفيذية السياسية المسماة “باكس” بـ 5000 دولار لكن في عام 2011 تم إزالة هذا السقف بالنسبة لهذه اللجان على شرط عدم وجود علاقة مباشرة بينها وبين اللجان الانتخابية للمرشحين، ونتيجة لذلك أغدقت أموال طائلة على السباق الانتخابي منذ عام 2012 وحسب شروط المحكمة الامريكية العليا أصبحت الـ “سوبر باكس” مكانا للدعاية السلبية ضد المرشح المنافس ولذلك رأينا كيف رسم النشاط التدميري للـ “سوبر باكس” التي تتمتع بموارد مالية ضخمة صورة بشعة عن السباق الإنتخابي في أمريكا، حيث أصبح نشاط “سوبر باكس” مقتصرا على البحث عن نقطة ضعف للمنافس الآخر حتى اذا كانت نقطة الضعف هذه صغيرة.
دور هيلاري كلينتون
تعتبر هيلاري كلينتون من الشخصيات السياسية التقدمية في مجال الحقوق والنشاطات المتعلقة بالمرأة وهي مولعة بتعيين النساء في المناصب الحساسة ولذلك تشكل النساء قاعدة أساسية للأصوات التي تمنح لهيلاري كلينتون في الإنتخابات لكن هذه القضية يمكن ان تنقلب ضدها لأن السواد الأعظم للناخبين المؤيدين لترامب هم من البيض والبروتستانت وأنجلو ساكسون الذين لا يطيقون وجود امرأة في الرئاسة وسوف لايصوتون لكلينتون بغض النظر عن مواقفها.
أثر برادلي
ان أثر برادلي يعني هنا حدوث أمور غير متوقعة ونتائج مفاجئة، ففي عام 1982 حينما كان توم برادلي رئيسا أسود اللون لبلدية لوس انجلوس كانت كل الاستطلاعات تشير الى تقدمه في الانتخابات التي جرت لتصدي منصب محافظ كاليفورنيا لكن برادلي خسر الانتخابات أمام منافسه الابيض اللون وهذا يدل على وجود مشاعر عنصرية لدى الناخبين الذين يقولون شيئا في الإستطلاعات ويصوتون بشكل آخر في الإنتخابات، وقد تكرر هذا الامر عدة مرات في الانتخابات التي جرت في أمريكا منذ عام 1982 حينما كان هناك متنافس أسود ومتنافس أبيض، ولذلك نجد ان أنصار ترامب يقومون الان بحملة دعائية ضخمة لقلب النتائج في الوقت الذي تشير الإستطلاعات الى تقدم كلينتون.
أثر الثقة
وجّه امانويل والرشتاين قبل عدة أسابيع تحذيرا الى انصار كلينتون بأن الاستطلاعات التي تشير الى تقدم كلينتون على ترامب يمكن ان تكون مضللة وتشكل أكبر خطر على كلينتون وتقدم البيت الابيض لترامب.
وقال والرشتاين ان “أثر الثقة” الذي وصفها بـ “أثر الكسل” يعني ان الدعاية بأن كلينتون هي الفائزة حتما في الإنتخابات ستؤدي الى عدم حضور الكثير من انصارها في مراكز الإقتراع لثقتهم بفوز كلينتون مسبقا وهكذا ستنقلب النتيجة لصالح ترامب.
أثر اليأس
كلما يزداد القلق لدى أنصار كلينتون من “أثر برادلي” يزداد القلق أيضا لدى أنصار ترامب من “أثر اليأس” لأن الشعب الأمريكي يبحث عن النتائج دوما ولايحب ان يهدر أصواته الإنتخابية ورأسماله. ان هيلاري كلينتون هي الان الممثلة الوحيدة للبيروقراطية التي تحكم امريكا لكن معارضيها هم لايقتصرون فقط على أنصار ترامب فهناك أيضا 3 الى 5 بالمئة من الأصوات ستذهب الى مرشح آخر غير ترامب وكلينتون، ان التنافس القوي جدا بين ترامب وكلينتون يؤدي الى منح أصوات معارضي النظام الأمريكي لترامب من اجل منع فوز كلينتون لكن اذا فقد هؤلاء أملهم بفوز ترامب فإنهم سيفضلون استخدام أصواتهم كرسالة سياسية والتصويت لمرشح ثالث ولذلك نجد ان الكثير من الإستطلاعات هي مزيفة وتستخدم من أجل الدعاية والتأثير على الناخبين.
ولذلك يمكن القول ان الناخبين المترددين وهم الذين الذين لم يحسموا بعد لمن سيصوتون سيكون لهم الدور الأكبر في تحديد الفائز في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية.