في تطور لافت، بدأ النظام السعودي يعترف عبر أبواقه الإعلامية والدعائية ببعض خسائره في معارك الحدود، بعد ان انتهج استراتيجية إخفاء الخسائر واحتواء المخاوف طيلة الفترة الماضية.
لم يعد مجديا أن يعيش الإعلام السعودي في واقع بعيد عن المعارك التي تدور في جبهات ما وراء الحدود، في وقت تنتشر فيه أخبار تلك الجبهات في أوساط المجتمع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ويسمع أصواتها عشرات الآلاف من المواطنين في المحافظات الحدودية.
بل إن استمرار توافد القتلى السعوديين من جبهات الحد الجنوبي كما يتم تسميتها، يثير الكثير من علامات الاستفهام، حول التناقض بين الواقع الميداني وتجاهل الإعلام لذلك، ولذلك فإن الإضاءة على جانب من تلك الخسائر قد يزيل اللغط القائم.
هكذا بدت وسائل الاعلام السعودية مؤخرا، وإن كانت تعتمد التقليل من الخسائر، لكن الأرقام التي تُعلَن تكفي لإدراك الصورة الحقيقية عن المعارك وحجم القلق السعودي منها.
لعل أهم العوامل التي ضربت مصداقية وسائل الإعلام السعودية، هي المشاهد التي يوزعها الإعلام الحربي عن العمليات النوعية من جيزان إلى نجران وعسير.
لكن التطور في حديث وسائل الإعلام السعودية يقتصر على القتلى فقط دون التطرق إلى الآليات والمواقع، وهو ما يجعل من تلك الاعترافات على المحك أمام مشاهد الاقتحامات والتدمير المباشر لعشرات الآليات الحديثة.
مع كل ذلك التذاكي، إلا أن خيارات وسائل الإعلام السعودية محدودة، فإما أن تطرق الحقيقة كما هي دون زيادة أو نقصان وهذا مستحيل، أو تجعل مواطنيها يميلون إلى متابعة ما يوزعه الإعلام الحربي من مشاهد وهذا الذي يحصل، والنظر إلى الإعلام الحربي بثقة مطلقة.