“ترامب ” سيعمل على إعادة “صدام حسين ” لحكم العراق!! ..كيف سيتم ذلك؟
يمانيون -متابعات
* للوهلة الاولى يبدو عنوان المقال مستغرباً، كيف سيعيد الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب صدام الذي أخرجته القوات الاميركية بعد غزوها للعراق من حفرة بباطن الارض؟ وتم إعدامه بحكم قضاء عراقي وقرار عراقي وأكله الدود، وكيف سيتم ذلك؟.
منذ اليوم الاول لاستلام ترامب للسلطة في البيت الابيض وهو يقوم بإتخاذ قرارات استفزازية ضد العالم الغربي والعربي والاسلامي، ولاقت قراراته الاستفزازية واشهرها حظر مواطني 7 دول عربية واسلامية من دخول الاراضي الاميركية بحجة حماية اميركا من الهجمات الارهابية من مواطني تلك الدول المشمولة بالقرار موجة عارمة من الغضب في الشارع الغربي، بينما لم يشمل قراره منع مواطني السعودية التي نفذ مواطنوها معظم الهجمات الارهابية على الاراضي الاميركية وغير الامريكية، وبينما لم يقتل امريكي واحد بسبب اي هجوم ارهابي من مواطني الدول السبعة المحظورة حسب دراسة اعدتها محطة “سي ان ان الاميركية”، وقامت مظاهرات إحتجاج عالمية منددة بهذه القرارات العنصرية العدائية، بينما لم يشهد العالم العربي اي ردة فعل جراء تلك القرارات الظالمة بل بالعكس وجدنا التبريرات والاعذار والتصريحات البائسة لحكام الخليج (الفارسي) والدول العربية ومواطنيها ودفن رؤوسهم بالرمال كالنعامة خوفاً ورهباً من ان ينفذ تهديداته لهم خلال حملته الانتخابية، ولم نشهد اي احتجاج عربي سوى رد البرلمان العراقي الذي صوت على قرار مماثل يقضي بالتعامل بالمثل.
واعقب قراره هذا بعدة تغريدات هدد بها ايران وتوعدها بالويل والثبور وعظائم الامور بسبب تجاربها الصاروخية التي لا تتناقض مع الاتفاقية النووية والتي تهدف فقط لتعزيز قدراتها العسكرية لحماية اراضيها من اي عدوان خارجي محتمل، لاقت هذه التهديدات ترحيباً عارماً في الشارع العربي الخليجي والاسلامي كأنهم وجدوا المنقذ الرباني لتخليصهم من عدو وهمي زرعه الكيان الصهيوني في عقولهم وقلوبهم، هذه التهديدات والتغريدات لاقت ردودا فورية من قادة الجمهورية الاسلامية السياسية والعسكرية، وكان اخرها رد الحرس الثوري الايراني على التهديدات الاميركية بالقول: “التهديدات الاميركية لايران كلام فارغ لا معنى له وسنسقط صواريخنا على رؤوسهم في حال ارتكاب اي هفوة وحماقة منهم”.
العجز الاميركي في مواجهة عسكرية مباشرة من الجمهورية الاسلامية الايرانية غير مضمونة النتائج جعلها تفكر في الخيار الثاني وهو العمل على إسقاط الحكومة العراقية وإستبدالها بقوى اخرى من بقايا ايتام صدام.
المعلومات والقرائن
هناك تسريبات ومعلومات من داخل اورقة القرار السياسي في العراق تقول: “ان إدارة ترامب تعمل جاهدة على اسقاط رئيس الوزارء العراقي الدكتور حيدر العبادي وخلق فوضى سياسية في البلاد تؤدي الى تدخل اميركي وفرض سياسيين من خارج اكثرية الشعب العراقي”، وتصريحات ترامب بعدم رغبته استقبال رئيس الوزارء العراقي يعزز تلك المعلومات، إضافة الى تصريحاته قبل فوزه بالانتخابات التي اعرب فيها عن سخطه بسبب إسقاط “صدام”، ووصف السياسيين العراقيين الحاليين باللصوص والحرامية !!!.
كان اول تواصل بين ترامب والزعماء العرب هو الاتصال الهاتفي بينه وبين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وجاء في بيان البيت الابيض “اتفق الجانبان على أهمية تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة انتشار الإرهاب الإسلامي المتطرف، وكذلك على أهمية العمل معا لمعالجة التحديات التي تواجه السلام والأمن في المنطقة، بما في ذلك الصراعات في سوريا واليمن”، ولا ندري كيف سيبذلون جهودهم المشتركة لمكافحة انتشار الارهاب الاسلامي المتطرف ومنبعه المملكة السعودية الوهابية بإقرار وإعتراف الكثير من السياسيين والاعلاميين والباحثين الاميركيين؟.
وكان الملك الاردني عبد الله الثاني اول زعيم عربي يلتقي بالرئيس ترامب بعد طول إنتظار في صالة الاستقبال ليأتي دوره ويجتمع معه لفترة قصيرة، ليوكل اليه مهمة سرية منتظرة ليقوم بتنفيذها والتي تخص العراق، ولم يتطرق اليها الاعلام الذي لم يفصح اي شيء عن المباحثات بين الجانبين غير العبارة المشهورة “التوافق على محاربة الارهاب”، وفور عودته من واشنطن إجتمع مع قادة حزب البعث الصدامي المنحل والحزب الاسلامي العراقي الذين يتواجدون في الاردن لوضع إستراتيجية لاعادتهم الى الحكم في العراق بدعم مطلق من الادارة الاميركية الجديدة ودعم سعودي ومصري وتركي.
ما لم تفلح بتحقيقه الادارة الاميركية السابقة في ضرب محور الممانعة والمقاومة بعد اكثر من 6 سنوات من حرب مدمرة على سوريا تريد الادارة الاميركية الجديدة تحقيقه عبر إعادة ايتام صدام لحكم العراق يساعدها على تحقيق ذلك نفس الدول العربية والاسلامية الشريرة، كما يساعدها على تحقيق ذلك فشل السياسيين العراقيين في كسب ثقة الشعب العراقي وعدم الرغبة في الدفاع عنهم وعن مناصبهم.
الشيء الذي لم تدركه الادارة الترمبية العنصرية الصهيونية ان العراق بعد الحشد الشعبي ليس كما قبله، والعراق لا يحكمه حكومة “شيعية” كما يصوره الاعلام العربي الخليجي العنصري، واذا كان رئيس الوزراء “شيعي” فهذا بحكم الاكثرية النيابية التي تختار اسم رئيس الوزراء، فإذا اراد ترامب ان يشكل تحالف “دول سنية” الاردن السعودية مصر تركيا وباقي مزارع الخليج (الفارسي) لمواجهة الجمهورية الاسلامية الايرانية من خلال تغير قواعد اللعبة في العراق وإعادة عقارب الساعة الى الوراء فهو واهم واهم حتى ينقطع النفس، وهذا المشروع تم دفنه من خلال دحر الارهاب في سوريا والعراق على ايدي رجال المقاومة، فوعده في اعادة من يشبه صدام الى العراق سيدفن مع صدام في قبره، وتهديداته سوف تسحق تحت أقدام الحشد الشعبي الذي اصبح درع العراق الواقي من كل من يفكر في كسر شوكة العراق.
إن تضحيات الشعب العراقي في دحر الارهاب الذي جلبته الادارة الاميركية السابقة بمساعدة دول الخليج (الفارسي) لم تكن في سبيل حماية منصب حكومي بل من اجل تحرير تراب العراق من رجس الارهاب الداعشي الوهابي، ولكن بعد تسريب هذه الخطة الشيطانية سوف يدافع عن ارض العراق وعن حقوقه السياسية وهو الوحيد الذي يحق له ان يختار قياداته السياسية والامنية لتحقيق امن وحماية العراق، إن الحشد الشعبي الذي تشكل من ابناء الشعب العراقي الغيارى حريصٌ كل الحرص على عدم السماح لايتام صدام المجرمين الارهابيين بالعودة الى السلطة مهما بلغت التضحيات.
هذا المشروع الترامبي الشيطاني إنطلق وبناءً عليه يتوجب على الشعب العراقي والسياسيين مواجهته بمزيد من اليقظة والوحدة والتضامن والصلابة لرد كيد الاعداء الى نحورهم، هذا المعتوه اعد كلاباً مسعورةً في حكومته وكشر عن انيابه الصهيونية بعد ان فشلت كل مشاريعهم السابقة في تحقيق الامن المطلق للكيان الصهيوني، وبالغ في عواءه ومعه قطط من الحكام الاعراب المستعربين علهم يخيفون بعواءهم اسودا في عرينها وما كانت الاسود يوماً تخاف الكلاب المسعورة والقطط السائبة.
حسين الديراني/ بانوراما الشرق الأوسط