أفق نيوز
الخبر بلا حدود

هذا مايحدث في عدن .. بأختصار ….!!!

167

 محمد الحاكم
تطور الأحداث المتسارعة في مدينة عدن الأن , و التي كان آخرها موجة التصادم المسلح بين مختلف الفصائل المسلحة الموالية للنظام الإماراتي ضد الفصائل المسلحة الموالية للنظام السعودي , تحت ذريعة السيطرة على مطار عدن الدولي و محيطة , كل ذلك يوحي لدى المشاهد و المتابع لتلك الأحداث نقطتين رئيسيتين تتجليان فيما يلي :-

* إن هذا الصراع المفاجئ يعبر عن وجود مجمل خلافات متراكمة بين النظامين السعودي و الأماراتي حول سعي كل طرف وعبر عملائهم في الداخل من بسط نفوذه و سيطرته على المناطق الجنوبية من اليمن خاصة في ضل ما بذله كل طرف من دعم مادي و لوجستي لا متناهي .

* إن هذا الصراع قد يؤدي الى تفكك تحالف العدوان الذي ترأسه الكيان السعودي ضد اليمن أرضا و إنسانا , خاصة إذا أستطاعت القوى المسلحة الموالية للكيان السعودي من بسط سيطرتها على المطار و محيطة , ليضاف الى الأماكن الإستراتيجية التي تسيطر عليها تلك القوى و على رأسها الميناء الحر , وذلك كرغبة من الكيان السعودي وعبر عملائه في نزع اليد الإماراتية عن كل المناطق الإستراتيجية و التي بالتالي سوف تؤدي الى تحجيم وضعف القوى الإماراتية من تحقيق أي طموح قد تأمل اليه في تحقيقة في الجنوب اليمني , و الذي سيؤدي كل ذلك الى خروج الأماراتيين من هذا التحالف كنتيجة لتلك الأحداث .

ورغم أنه من الممكن حدوث ذلك , إلا أنني أرى ان هناك تفسيراً آخر يترجم خلاف ذلك كله و ذلك إستنادً الى ما يلي :-
* أن أي وجود صراع حقيقي بين النظامين السعودي و الأماراتي سوف تتأتى نتائجه السلبية على تكوين مجلس التعاون الخليجي , و الذي سيكون من نتائج هذا الصراع هو تفكك هذا المجلس و إنحلاله , وهذا ما لا ترغب به السعودية خاصة في ضل هذه الظروف الراهنة .

* أن كلا الطرفين في ظاهر الأحداث يعملان وفق ما تمليه عليه مصالحهم الخاصة أو المشتركة , في حين أنهما في حقيقة الأمر يعملان كمنظومة واحدة لتحقيق المصالح الغربية , و على رأسها الكيان الصهيوأمريكي , و الذي يهدف من وراء كل ذلك السيطرة الكاملة و المطلقة على كل المناطق الحيوية و الإستراتيجية في اليمن , و لكن تحت أيدي تلك الأطراف الخليجية و بالتالي فأنه لا يمكن لهما من إيجاد نقاط خلاف فيما بينهما حتى يتمان تحقيق تلك الأهداف الصهيوامريكية .

* أن ما يحدث الآن من صراع بين تلك القوى إنما هو عبارة عن تمثيلية هزلية تتمثل في تنفيذ توجيهات و خطط الكيان الصهيوامريكي , الرامية الى إيجاد الذرائع الممكنة و المسموحة إقليمياً و دولياً لتقبل دخول القوى الصهيونية و الأمريكية بصورة مباشرة في بسط سيطرتها على كافة السواحل الجنوبية و الغربية المطلة على باب المندب تحت ذريعة محاربة الإرهاب و تأمين الملاحة الدولية .

* و لتحقيق تلك الأهداف الصهيوامريكية كان لا بد من رسم هذه التمثيلية الهزلية و التي من الممكن أن ترسم ما يلي :-

1- قدرة القوى المسلحة الموالية للفار هادي و التي تتشكل من معظم الفصائل الإخوانية و القاعدية و الداعشية من بسط سيطرتها على كل المناطق الحيوية و الإستراتيجية في الجنوب بداءً من عدن و مروراً عبر السواحل الجنوبية و الغربية الى أقصى نقطة تستطيع من خلالها السيطرة على تلك السواحل في المناطق الغربية المطلة على البحر الأحمر .

2- هذه السيطرة سوف تؤدي في ظاهر المشاهدة الى حصر القدرة الإماراتية في الجنوب و بالتالي ممكن أن تؤدي الى خروج و إنسحاب القوات الإماراتية من الجنوب كصورة توحي الى حفظ مكانة النظام الإماراتي و قواته , خاصة بعد تنامي مخاوف النظام الإماراتي من إمكانية قدرة الجيش اليمني و لجانه الشعبية من أستهداف أي منطقة من المناطق الإستراتيجية في الإمارات بالصواريخ الباليستية بعيدة المدى , و التي قد تؤدي الى تحمل النظام الإماراتي تبعات ذلك الإستهداف .

3- إنحلال القوات الداعشية و القاعدية من إطار القوى التابعة للفار هادي , و التي ستؤدي بالتالي الى تهديد الملاحة الدولية خاصة إذا استطاعت من بث سيطرتها على السواحل الجنوبية المطلة على بحر العرب , و السواحل الغربية المطلة على البحر الأحمر .

4- بناءً على ذلك كلة سوف تتاح للقوى الغربية و على رأسها الصهيوامريكية وعبر الإجازة الأممية لها , من إختلاق الذرائع الواهية و التي قد تتمثل في جعل تلك المنطقة تحت مسمى المنطقة الآمنة من كافة الصراعات الداخلية و الملاحية .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com