هذا ماقاله علماء اليمن للرئيس الصماد خلال لقائهم به اليوم
يمانيون../
استقبل الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى بحضور نائب رئيس المجلس السياسي الأعلى الدكتور قاسم لبوزة في القصر الجمهوري بصنعاء اليوم كوكبة من علماء اليمن،الممثلين لكل الطيف الفقهي والمذهبي والعلمائي في اليمن ومن مختلف المناطق اليمنية .
وفي اللقاء الذي حضره عضوي المجلس السياسي الأعلى محمد النعيمي وجابر الوهباني ووزير العدل القاضي أحمد عقبات ووزير الأوقاف والإرشاد شرف القليصي وأمين سر المجلس السياسي الأعلى الدكتور ياسر الحوري ، رحب رئيس المجلس السياسي الأعلى بأصحاب الفضيلة العلماء .. معربا عن تشرفه بهذا اللقاء وما يمثله علماء اليمن من قيمة وطنية سامقة وهم يمثلون الوحدة الإجتماعية وبحضورهم الريادي في كل الميادين في ظل العدوان الغاشم .
وتطرق إلى إستهدف العدوان السعودي الأمريكي لليمن أرضا وإنسانا وكذا استهدافه للهوية اليمنية الإسلامية المحمدية الأصيلة .. مشيرا إلى التوظيف الخطير للورقة الطائفية من قبل العدوان وما حققه العلماء الأفاضل من دور أسقط هذه الورقة الخطيرة التي لا يقبلها الشعب اليمني المتعايش في تاريخه.
وأوضح الأخ صالح الصماد المشاريع والثقافات الدخيلة التي يسعى العدو لزرعها وتهيئة المجتمعات للإستسلام والإحتلال .. مؤكدا أن الإنحراف في وعي الأمة يؤدي إلى تخليها عن مسئوليتها وانحرافها عن الطريق الذي أراده الله سبحانه وتعالى لها وأن العملاء هم الأساس في الوعي بإستنادهم إلى الأصول الثقافية وفي مقدمتها القرآن الكريم.
وشدد على خطورة الإنحراف في وعي الأمة وأثره على واقعها وعزتها وتمسكها بدينها وخطورة دور العملاء في هذا الجانب .. لافتا إلى أن تمكن العدو من تدجين الأمة وهزيمتها سيجعل لإسلحتهم أثر كبير هو عديم الجدوى والفائدة في وجود الوعي والقلوب المعمورة به وهو حال الشعب اليمني الذي يواجه العدوان بالوعي والبصيرة ولن يتمكن منه العدوان مهما بلغت قوته.
وأشار رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى حقيقة العدوان الحاصل على اليمن وأنه صناعة أمريكية بإمتياز وما أصبحت عليه العلاقة السعودية الأمريكية الصهيونية من وضوح في كل ما يحصل في اليمن والمنطقة وأهمية أن يقاوم الجميع هذا المشروع الذي يريد إخضاع اليمن وفرض الولاء والطاعة لأمريكا وتحقق معنى الكفر بطاعة من لا طاعة له والإرتداد عن الحق.
وأشاد بالدور الرائد للعلماء والخطباء والمرشدين في تجاوز الصعوبات ومواجهة المرحلة الخطرة وما يقتضيه ذلك من زيادة في الجهد الإستثنائي وإمكانية مواجهة الفارق في القوة العسكرية والإعلامية بالتسلح بالوعي والبصيرة وتحصين المجتمع من الثقافات الدخيلة وقنوات الفتنة والتحذير من مخاطر الفرقة والبناء على الثقافة الراقية التي وصل إليها الشعب اليمني وعلو قيمة الشهادة وثقافتها بفضل الله والعلماء الصادقين.
وقدم رئيس المجلس السياسي الأعلى نصحية للبعض ممن يسمون أنفسهم علماء ويقفون ويقاتلون في صف العدوان بالإنتباه لخطورة موقفهم ودعمهم للعدوان وموقف الله منهم وهم في موقف صناعة الباطل والمتبنين له بجرم مضاعف وصفات إجرام مضاعفة.
وشدد في كلمته على أهمية الدعوة الدائمة لوحدة الصف والتجاوز الدائم للمعوقات البشرية والتذكير بالحاجة للقيادة ووحدة الرأي والقيم الإجتماعية والقبلية الأصيلة في هذا الجانب والموجهات القرآنية والدينية المبينة لسبيل الرشاد والانتصار .. مذكرا بما قام به الغرب من توحيد لجهوده وقيادته لغاياته العالمية تحت مسمى محاربة الإرهاب تحت قيادة أمريكا والتراث الأوربي والغربي في التوحد بعيدا عن صراعات أجنحة التيه والإتجاه إلى العمران والحياة وأهمية أن يعتصم الناس والمجتمع والقيادات في سبيل الإنتصار لمظلومية الشعب اليمني وحريته وكرامته وصد العدوان وأدواته ومواجهة أهدافه.
فيما أشارت الكلمة الترحيبية التي ألقاها عضو اللجنة المركزية للحشد والتعبئة الشيخ مقبل الكدهي إلى ما يمثله اللقاء من تنوع ممثل لكل الجغرافيا في اليمن أرضا وإنسانا وثقافة ومذاهب فقهية والتأكيد على ما يحمله من دلالات بقيام العلماء بالواجب نحو العلم وحقه والوطن.
ولفت إلى الرسالة المبشرة للشهداء ومواصلة رسالتهم والقيام بحق تضحياتهم والرسالة الحاثة للمرابطين في الجبهات وشد أزرهم وتأمين ظهورهم ومدهم ومددهم ومساندتهم كما كان النبي الكريم عليه الصلاة والسلام المحرض للمؤمنين على القتال وإقامة الحق كقيمة للعمل الراجي للقبول والمساندة من الله سبحانه وتعالى .
وقال ” إن الرسالة لقوى العدوان ومن في ركابهم والتي يرسلها علماء اليمن من اجتماعهم هذا على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم الفقهية مجمعون على مواجهة العدوان ومن ورائهم كامل الشعب اليمني وأن كل واحد من العلماء أمة موجهين نداء ودعوة وطنية يمنية صادقة لكل المغرر بهم ومن في صفوف العدوان للعودة إلى رشدهم وكذا العودة إلى حضن الوطن وترك المكابرة والباطل بعد أن أميط اللثام وتبين الرشد من الغي في إعلان واجتماع ميونخ بألمانيا الذي كشف التحالف الوثيق بين إسرائيل والسعودية وأنه تحالف استراتيجي عسكري واقتصادي وسياسي وان العدوان على اليمن جزء منه”.
من جانبه أكد أمين عام جمعية علماء اليمن القاضي العلامة أحمد محمد الاكوع ضرورة أن يقف كل الشعب اليمني موقفا واحدا ومساندا للمجلس السياسي الأعلى المؤيد من الشعب ومن مجلس النواب والقيام بجهاد الدفع الذي تتحقق به الشهادة الكاملة بالدفاع عن الأرض والعرض والمال والنفس .
وحث القاضي الأكوع، الشعب اليمني إلى أن يهب هبة رجل واحد في مواجهة من يكفرونهم جميعا في هذا العدوان الذي طال كل أبناء اليمن الذين كانوا رجال الدعوة والفتوح والسلام وحملة الرسالة .. مؤكدا أن العدوان لا يهدف إلا إلى استعباد الشعب اليمني ونهب أرضه وثرواته مستخدمين أساليب القتل والتكفير تمهيدا لاستعباد الناس والمجتمع .
وتساءل القاضي الاكوع عن مبررات تكفير الشعب اليمني واختلاق الأكاذيب عن مذهب الإمام زيد بن علي من قبل قوى العدوان وهو الشعب الذي نزل القرآن بلسانه وكان في مقدمة صفوف المناصرين للرسول ودعوته وكان المدد للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
في حين أشار رئيس جامعة العلوم الشرعية بالحديدة الشيخ محمد علي مرعي إلى حجم المعاناة والمحن التي حلت بالشعب اليمني جراء العدوان ومفاقمة الحالة الإنسانية على شعب قال النبي عليه الصلاة والسلام أنهم منه وهو منهم .
وأكد أهمية الصمود والصبر من قبل الشعب على هذه المحنة والعدوان وضرورة التكاتف والتعاون بين الشرائح الإجتماعية ووحدة الصف والإخلاص في العمل وأن تبذل الدولة جهدها في حل مشكلات المرتبات ومساندة المرابطين في الجبهات.
ونوه الشيخ مرعي بالدور الهام والحيوي للعلماء بالتوعية في مواجهة العدوان في كل المناطق والنواحي والعزل حتى يرفع الله عن الشعب ما يواجهه .. سائلا الله التوفيق والثبات والمساندة للقيادة السياسية وحكومة الإنقاذ وكل من يساند هذا الشعب في هذه المواجهة.
كما أكد رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين أن العلماء هم خلفاء الأنبياء وبما يوجب على العلماء التحلي بأخلاق الأنبياء وتحمل أعباء ذلك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطبيعة المرحلة الصعبة التي يعيشها الناس اليوم ووقوعهم بين طريقي الجنة في المقاومة والصبر والصمود والمواجهة أو طريق النار بالخنوع والتبعية والإستسلام.
وأشار إلى الزلل الذي وقع فيه بعض العلماء الزاعمين أن التحالف ضد اليمن الذي تقوده أمريكا وإسرائيل هو تحالف بأمر الله الذي لا يمكن أن يأمر بقصف صالة عزاء لرجال أو بيت عزاء لنساء ولا قصف النساء والأطفال والممتلكات الخاصة والعامة .
وقال ” الله تعالى لا يأمر بظلم أو فحشاء وهو ما يؤكد الزلات التي أخبر عنها النبي الكريم في زمن يبيع البعض نفسه وذمته صباحا ومساءً “.. مؤكدا أن الحقيقة واضحة والشعب اليمني على الحق المبين ومن يتحالف على الشعب على باطل بموجب النصوص السماوية الواضحة.
ووجه العلامة شمس الدين رسالته إلى علماء الحرمين وعن فهمهم لما بشر الله به المنافقين من العذاب الأليم المتخذين الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يتحالف مع أمريكا ويجلب القواعد الأمريكية والإسرائيلية إلى بلدان المسلمين.
وقدم الشيخ أحمد شبير رسالة مدرسة دماج السلفية إلى اليمنيين في مختلف أنحاء العالم بأهمية التنبه إلى الدجل الإعلامي وحقيقة العدوان وما ألحقه من أضرار بالغة في الأرواح والأموال والبنية التحتية وما يتطلبه الوضع من موقف وشهامة وتنبه إلى عدم الإنجرار إلى الفتوى البعيدة عن الواقع وغير الملامسة للحقيقة على الأرض وبحسب ما يقرره العلم وعلماء الأصول.
ونبه إلى الدعوة الجاهلية والنعرة الطائفية في الداخل اليمني ومحاولات شق الصف وأعمال الإرجاف بعد كل ما حصل وكذا أعمال القتل التي طالت الأطفال والنساء والمدنيين ومقومات الحياة وأهمية رمي أي خلاف حول التنوع والتفاصيل وأهمية توحيد الصف ونبذ النعرات الطائفية.
ووجه الشيخ شبير رسالة إلى علماء اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء في السعودية حول فتواهم بقتل اليمنيين ومحاربتهم وأنهم مجوس وعباد نيران .. داعيا أعضاء اللجنة إلى النزول إلى أرض الميدان والوصول إلى اليمن والإستماع إلى أهل اليمن والفتوى من أرض الواقع .. لافتا إلى معرفة كثير من علماء اللجنة لحقيقة آل سعود واستخدامهم لهم كوسائل وقت الحاجة .. مؤكدا أن آل سعود ورم سرطاني في جسد الأمة وجب استئصاله.
بدوره أكد الشيخ سهل الجنيد أن كل يمني واع لحقيقة ما يحصل وأن الجميع سيقاتل حتى النصر .
كما قدم الشيخ محمد طاهر أنعم مداخلة أكدت أن المعركة اليوم هي معركة الوعي وأن معركة أهل العلم والدعاة والخطباء هي معركة الوعي كذلك، وأن العدو عبر التاريخ في كل عدوان يستهدف البلد يحاول أن يفكك بنيته وتماسكه المجتمعي .. وقال ” إن العدو اليوم لا يستهدفنا بالصواريخ والطائرات والبوارج بل يستهدفنا كذلك بمحاولة تفكيك الجميع ونشر الطائفية والبغضاء بيننا “.
وأَضاف ” إن الاختلاف القائم طبيعي كما خلق الله الناس وجعلهم عليه ولا يجوز أن نسمح لعدونا إستثمار الإختلافات الطبيعية لتفريقنا واستمرار الحرب بيننا “.. مشيرا إلى التنوع في إدارة الحياة والمواجهة بين الإقتصادي والسياسي والعسكري والدور المنوط برجال العلم والوعظ والإرشاد الذين لا يجب أن يستسلموا لمحاولات الأعداء نشر المذهبية والبغضاء والطائفية والمناطقية بين أبناء اليمن، كما يعمد إلى ذلك آل سعود وآل زايد وغيرهم في تبني لمنهجية بريطانيا القائمة على قاعدة فرق تسد.
ولفت أنعم إلى الدعوات والنعرات الطائفية والمناطقية التي تطل من الفضائيات المولولة أان مواجهتها هي معركة العلماء والخطباء والدعاة وهي معركة الوعي وتأصيله وتثبيته والحفاظ على تماسك المجتمع وتعايشه والبناء على الأمثلة القوية التي قدمها اليمن للعالم في التنوع والقبول بالآخر والتعاون والتنقل وطلب العلم من بعضهم البعض والتكامل والتعايش والتصاهر عبر التاريخ.
وكان الشاعر علي محمد النعمي، ألقى قصيدة جسدت حقيقة الشهادة وقيمتها وإندفاع الشعب اليمني إليها والمؤامرة على اليمن وتحالف الشر الأمريكي السعودي الإسرائيلي على اليمن وتعاسة الآلة الأمريكية الإسرائيلية التي اجتثتها ولاعة صغيرة بيد مجاهد مسقطا طاغوت القوة العظمى الجوفاء وسر القوة التي يمتلكها المقاتل اليمني في مواجهة المؤامرة الدولية عليه والأكاذيب التي لا تنطلي على عاقل في مبررات العدوان على اليمن وشعبه العزيز المنتصر بقوة الله وعونه.
حضر اللقاء عدد من قيادات وزارتي العدل والأوقاف وقيادات الدولة.