ماذا يعني عندما يبتسم (القائد ) السيد عبدالملك الحوثي ؟
346
Share
محمد الحاكم
للمتأمل و المتابع بأهتمام وتركيز شديدين لكل خطابات السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي السياسية منها , أو الدينية أو التربوية و الثقافية خلال مراحل قيادته الجهادية , يجد بأن المنهجية التي يتبعها السيد عبدالملك عند تقديمه و إلقاءه لمضمون خطاباته المختلفة , تلتزم بعدة إعتبارات ومعايير هامة ورئيسية عند قيامة بإلقاء أي خطاب أو كلمة سواء كانت خاصة أو عامة .
يعتبر التركيز على كيفية إيصال الهدف و الفكرة و المقصد و المراد لمضمون خطاباته بصورة حقيقية وشاملة و تامة و متسلسلة و مترابطة , و بطريقة تتمتع بالسلاسة و البساطة و المنطقية , من الأولويات التي يستند عليها السيد/ عبدالملك , بما تمكن المستمع من تقبلها بصورة سريعة و مفهومة , و يستسيغها العقل اليمني المتنوع فكرياً بشكل خاص , و العالم بشكل عام .
تعتبر المنهجية القرءآنية المحور الرئيسي و الأساسي التي يعتمد عليها السيد عبدالملك عند تقديمه لمختلف الخطابات و خاصة منها السياسية , عند مناقشة و شرح مختلف القضايا التي ترتبط بالذات الإنسانية و الواقع المجتمعي المتشابك , و الذي يؤكد من خلال هذا الإسلوب على وجوب الرجوع و الإلتزام بالمضامين و الأحكام التشريعية و التنظيمية التي تخدم العنصر البشري في الدنيا و الأخرة , بأعتبار ان هذا الرجوع و هذا الإلتزام يعد من أبرز الحلول التي لا يمكن لأي قانون وضعي من أن يحل بديلاً عن هذا القرءآن يحل كل القضايا البشرية المختلفة .
قد يكون هذا الأسلوب في منظورغالبية المفكرين السياسيين على المستويين العربي و العالمي بأنها لا تختلف تماماً عن تلك الصور التي تنتهجها التنظيمات و الأحزاب الدينية ذات البعد الراديكالي , و التي لطالما أثرت بشكل سلبي على مر الأزمنة على مختلف المجتمعات , و على الرغم من أن هذا الإعتقاد يتم الترويج له بهدف إقصاءه عن الواقع و عدم التعامل معه , إلا أنني سوف أرد عليه بصورة مقتضبة و سريعة , على أعتبار أن ردي هنا خارج عن مضمون ومقصدي من هذه المقالة , إلا أنني أقول بأنه لو كان هذا الأسلوب وهذه المنهجية يحمل في طياته الطبع الراديكالي لما تكالبت عليه مختلف الأنظمة الدولية الغربية منها و العربية العميلة ذات الطابع الراديكالي الأعمى , طيلة أكثر من عامين من العدوان و الى حد الآن , و إلا لما شنت عليه هذه الحرب الشعواء .
رجوعاً الى المقالة , فأنه الى جانب المنهجية القرآنية فقد أستخدم السيد عبدالملك على أسلوب السرد المفصل المترابط شكلاً و مضموناً , كما أن الوعد و الوعيد المستندين على مصداقية الحديث و الثقة بالله هما من أبرز المعايير و الإعتبارات التي تميز خطاباته و تؤكد منهجيته القرءآنية الربانية , و التي كان لها الصدى البالغ و المؤثر على كل القوى المناهضة للمسيرة القرءانية ,طيلة هذه الفترة .
هناك أسلوب جديد يستخدمه السيد عبدالملك عن الخطابة في الآونة الأخيرة , فعلى الرغم بأنه كان يستخدم نمط الجدية عند الإلقاء و الحديث في الخطابات الأولى , فأنه الى جانب ذلك النمط , و كذا المصداقية في القول و الحديث , نراه اليوم يستخدم نمط ” الإبتسامة ” في خطاباته الأخيرة , وهذه فيما أراه تدلل على الكثير من المعاني , و التي يمكن إقتضابها فيما يلي :-
* تعكس هذه ” الإبتسامة ” عن مستوى القوة و القدرة التي يمتلكها هذا الشعب في تحقيق الإنتصار لهذه المسيرة و هذه الأمة , و التي تستند على الثقة بالله ووعده و قوته التي لا ترام في هزيمة أعداء الله و أعداء هذه الأمة .
* أن إضافة هذا النمط قد أتى بعد مرور عامين من العدوان , , و بالتالي فأن هذه “الإبتسامة ” تبعث الى الجانب الآخر رسالة هامة , مضمونها إبراز مدى الحالة النفسية التي يمتلكها السيد عبدالملك و التي تعبر عن بالغ الإطمئنان و الإستقرار و رضاه عن نتائج ما تحقق من الكثير و الكثير من الإنتصارات الإستراتيجية على مختلف الصعد السياسية و العسكرية و الإقتصادية و غيرها.
* إن هذه “الإبتسامة “تؤكد على مدى معرفته لمقاصد و نوايا قوى العدوان في عدوانها على هذا الشعب , و بأن هذه الإبتسامة تؤكد عن قدرته في التعامل مع تلك النوايا و المقاصد عند مختلف الظروف .
* تعكس هذه “الإبتسامة ” عن مدى قدرة صاحبها في تحقيق إنهيار نفسي و عصبي متواصل في قلوب قوى العدوان خاصة في الفترة المقبلة سواء طال أمد العدوان أم قصر , و تضيف الى ذلك المستوى الذي أمتلكته قلوب العدوان طيلة عامين من العدوان نتيجة فشلهم في تحقيق أي أنتصار يحسب لصالحهم .