أفق نيوز
الخبر بلا حدود

السعودية تواصل تدمير تاريخ “العوامية”

350

يمانيون – وكالات :

بعــد أســبوعني عــلى اجتيــاح القــوات الأمنيــة لبلــدة العواميــة ومحاصرتهــا، لا تــزال الهمجيــة تســيطر عــلى المشــهد، حيث تعرضــت الأحياء ومنهــا حي الديرة ّ والمسورة لهجوم عنيف امس الاول.

ففــي اليــوم الرابــع عــشر للاجتيــاح السعودي لبلدة العوامية، هطلت القذائف الحارقــة والمتفجــرة عــلى المنــازل والمحال التجاريــة في البلــدة مــا أدى الى اشــتعال حريــق في أحد المحال التجاريــة، بالتزامن مع اغلاق الســلطات لمركز الدفاع المدني ما ّ أدى إلى تمدد الحريق بســبب عــدم تمكن الأهالي من إخماده.

قوات الاجتياح ســعرت نيران همجيتها، وبدأت يوم الرابع عــشر بوابل من القذائف عــلى الأحيــاء، اســتهدفت خلالهــا محــل مفروشــات المختــار بجــوار دوار الكرامــة في البلــدة المحــاصرة، ما أدى إلى اشــتعاله وتمدد نيرانه بشــكل كبير، وعمد الأهالي إلى اخماد النيران بما توافرت لديهم من معدات صغــيرة، معدات بسبب اقفــال مركز الدفاع المدني منذ أيام مع بدء الحصار.

ولم يرو الحريق غليــل القوات، فعمدت إلى اطلاق وابل من الرصاص على المواطنني أثناء محاولاتهم لاخماد الحريق، وحاولت منعهم بقــوة السلاح والقذائف الحارقة. في ّ حــني يتعر ّ ض حــي الديرة، لهجــوم عنيف بالقذائــف الصاروخية والرصــاص الحي، منذ ساعات الصباح وبشكل متواصل.

وإلى مســورة العوامية المحاصرة، تحاول قــوات الاجتيــاح بفــرق المدرعات المــؤازرة لآليــات الهــدم ازالــة مبنــى حــوزة الفقيه الشهيــد الشيخ نمر النمــر، وذلك بتغطية مــن قــوات العــدوان عــبر اطــلاق سيل من الأعــيرة الناريــة الثقيلــة التــي تخــترق الجدران.

وكانــت القــوات الأمنيــة قــد سعــرت اجتياحهــا للبلــدة المحــاصرة عــبر اطلاق القذائــف عــلى عدد مــن أحياء البلــدة، ما أدى إلى اخــتراق الجــدران وعاثت خرابا في المنازل، كما أوقعــت اصابات بني المواطنني، بالتزامــن مــع انتشــار فــرق القناصة على أسطــح الأبنيــة بعــد تهجير الأهــالي منها، فيما ارتفعت الأنباء عن حالات اختفاء بني شباب البلدة، من دون معرفة مصيرهم.

وكانــت الحكومــة السعودية قــد أعلنت في 31 ديسمــبر مــن العــام المــاضي عن بدء عملية إخلاء الحــي التاريخي الذي يعود عمره إلى أربعة قرون خلت تستبق عمر آل سعــود في المملكــة.

تحتج السلطــة في هدم ّ حي المسورة بــأن بيوته باتت تشكل خطراً على ساكنيها، وتقول إنها ستطلق مشروعاً لإعادة تخطيط الحي وتحويله إلى منطقة خدمــات واستثمــارات، يضــم حدائــق ومناطــق ترفيهيــة. ولكن روايــة السلطة لا تقنع أهــالي العوامية.

حيث يؤكــد السكان وجــود “نوايا انتقامية” لدى السلطة تجاه البلــدة التي أنجبــت الشهيــد الشيخ نمر باقر النمر.

مــن جهتهــا قامــت منظمــة “أمريكيون مــن أجــل الديمقراطية وحقــوق الإنسان” ّ بتصنيف القرار السعودي بأنه يطال واحدا “من أقــدم المناطــق” في العواميــة.

وأشارت المنظمــة إلى أن الحكومــة السعوديــة سبق وأن أقدمت عــلى عمليات هدم طالت معالم قديمــة وأثريــة تعــود إلى مــا قبــل تأسيس مملكــة آل سعود، وبينها آثــار لآل الرسول الكريــم وأصحابــه، مــا أدى لتدمير أكرث من 90 % من معالم البلاد، ما يوضح “تجاهلها للمواقع التاريخية والثقافية”، وأوضح أنها تسببــت في طمس ما لا يحــصى من القطع الأثرية والمواقع الثقافية وتدميرها.

اما أهالي العواميــة فيقولون إن السلطة تجاهلــت مطالبهــم بترميــم الحــي كمعلم تراثــي كمــا جــرى التعامــل مــع أحيــاء مشابهــة في مناطق أخــرى، ويقولون أيضاً إن منطقــة القطيــف عمومــاً لــم تعرف إلا التهميــش والحرمان، وعند أول إلتفاتة من السلطــة، كانــت النتيجة مطالبــة السكان بإخــلاء منازلهــم.

وهــم يتهمــون السلطة بأنهــا تتــوارى خلــف عنــوان “المشاريــع التنموية” كمطية للانتقام من السكان.

في داخــل العوامية، يتحصــن الأهالي في منازلهــم متسائلني: “أي مشروع تنمية هذا الــذي سيقوم على تشريد عوائل وحرمانها ُ مــن حق السكــن اللائق؟” ولا يخــرج أبناء البلدة مــا تشهده البلدة اليــوم من حصار واستهداف بالقذائف عن “سياسة الانتقام التــي تنتهجها السلطة مــع كل من يمتلك وجهــة نظــر تختلف عــن رأيها ســواء كان شخص أو منطقــة”، مذكرين بــأن “بعض الكتــاب المحسوبــني عــلى السلطــة هددوا أكــرث من مرة بما أسموه مسح العوامية بعد إخراج أهله!”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com