أفق نيوز
الخبر بلا حدود

الموقف السعودي يهيمن على إحاطة ولد الشيخ إلى مجلس الأمن .. إمعان في ذر الرماد على العيون

179

 

يمانيون../

عــاود المبعــوث الأممــي غير المرحب به في اليمن اســماعيل ولد الشــيخ ذر الرماد عــلى العيون في الاحاطة التي قدمها أمس إلى مجلس الأمن الدولي بشــأن اليمن، مفتتحا احاطته برســالة ســعودية رئيســية مدعيــا أن اســتمرار العنف والاعمــال القتالية ســببه محاولات ما ســماه “القــوات التابعة للحكومــة الوطنية التقــدم في مناطق الشريط الســاحلي وميناء الحديدة وداخــل مدينة تعز، مقدما صــك الــبراءة للمجتمع الــدولي بعدم مســؤولية تحالف العدوان الســعودي الاماراتي عــن التصعيد الخطــير في الجبهــات الســاحلية بمــا رافقها مــن مجازر وحشــية وغارات هســتيرية شــهد العالم تفاصيلها في هيئة مجازر حرب وجرائم ابادة.

وحيــال تعاميه عــن الكثافة الوحشــية في الغــارات والقصف الكثيــف للبوارج التابعــة لتحالف العــدوان الســعودي من البحر طوال الشــهور الماضية، ذهب ولد الشــيخ إلى تقديم شــهادة زور عما ســماه مجموعة من المؤسســات الانســانية” تفيد بأن مدينة ذباب الســاحلية خالية وبسبب دمار البنيــة التحتية والتخوف من الألغام الأرضية القابلة للانفجــار وأن %40 من المنازل والبنى التحتية تهدمت بسبب ما سماه “الحرب”.

وتجاوزت احاطة ولد الشــيخ المتهم بعدم النزاهة والانحياز الفج إلى تحالف العدوان الســعودي الاماراتــي هــذه المرة حدود الوقاحــة في الانحياز وعدم الحياد، إذ عزا بلغة الواثق اســتمرار العنف في محافظة تعز إلى ما ســماه ” قصف القوات الموالية لأنصار الله وعلي عبد الله صالح مما أدى الى وفاة وجــرح عشرات اليمنيين وتدمير البنى التحتية” متعاميا عن عشرات المجازر الوحشــية التي ارتكبها طــيران العدوان الســعودي والتي دمرت خــلال الفترة الماضية عــشرات المنازل فوق رؤوس ســاكنيها وازهقت أرواح العشرات ومكتفيا بالحديث عن غارة واحدة اســتهدفت منزلا في محافظة صعدة اودت بحياة 12 مدنيا، مذيلا هذه الاشارة الخجولة بالحديث عن اطلاق الصواريخ الباليستية على الاراضي السعودية ذريعة لهذه المجزرة.

ولد الشيخ افتتح احاطته المقدمة إلى مجلس الأمن والتي كان يفترض وفقا لقرارات الأمم المتحدة أن تقــدم تلخيصــا نزيهــا ومحايدا للأزمــة ومفاعيلها السياســية والعســكرية الحقيقيــة ونتائجها الكارثيــة اكتفــت بتقديم خلاصة إلى المجتمع الــدولي بأن ما يجري فقط هو حــرب وصراع بني اطراف يمنية حتى أنه قدم الغارات التي شــنها طيران العدوان بصورة غامضة وكأنها ليســت سوى زيادة غير مهمة في المعادلة التي يحاول تكريسها تعبيرا عن الموقف الرسمي للنظام السعودي.

وبعيــدا عن تداعيــات الحصار الجائر الذي تفرضه دول العدوان الســعودي على اليمن والحظر الجوي واشــكال الحرب الاقتصادية المروعة التي تشــنها دول العدوان ومرتزقتها، عرض ولد الشــيخ مــؤشرات المعانــاة الانســانية التي تواجه ملايين اليمنيين ولا ســيما خطر المجاعــة بوصفها نتيجة للحــرب بني الاطــراف اليمنية وليس نتيجة للعــدوان الهمجي والحصار والحظــر الجوي الذي أنتج كارثة انسانية يعانيها زهاء 27 مليون نسمة على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي ومجلس الامن.

التسوية السياسية المتعرثة وفي الملــف الســياسي الذي لم يتجاوز ســطورا قليلــة في الاحاطة الكارثية ادعى ولد الشــيخ مرة أخرى أن تعقيدات الحل الســياسي الشــامل ناتجة عن ” رفض كل طرف تقبل الطرف الآخر وتقديم التنازلات أو حتى التباحث بها “.

وزعم ولد الشــيخ أنه تمكن “حتى الآن من منع عملية عســكرية على الحديدة” مقدما معلومات مضللة وطافحة بالأكاذيب بالقول إن امتداد القتال إلى مدينة الحديدة لو حصل لأدى الى خسائر لا تحصى في الأرواح والبنى التحتية والى منع دخول الأدوية والمواد الأساسية عبر ميناء المدينة في تحذير بأن القتال في المدينة” من دون الاشارة إلى مئات الغارات الجوية والقصف البحري التي نفذها طيران تحالف العدوان السعودي خلال الفترة الماضية على مدينة الحديدة والقرى الساحلية في اطار محاولاته المحمومة احتلال ميناء الحديدة.

وعــلى خجل أفصح ولد الشــيخ أن زيارته الأخيرة لصنعاء ولقاءه رئيــس حكومة الانقاذ الوطني كانــت فقط لمحاولة تســوية الوضــع في الحديدة مبديا اســفه بأن وفد المفاوضــات الوطني لم يحضر للتباحث بتفاصيل هذا الحل التفاوضي الذي قال أنه ” يشتمل على ركائز أمنية واقتصادية وانسانية تســمح باســتغلال المرفأ لإدخال المواد الانســانية والمنتجــات التجارية على أن تســتعمل الايرادات الجمركيــة والضريبيــة لتمويــل الرواتــب والخدمات الأساســية بدل اســتغلالها للحــرب أو للمنافع الشخصية”.

ولم يشر المبعوث الأممي غير المرحب به في اليمن، إلى المطالب التي قدمها وفد المفاوضات الوطني للمضي بمفاوضات الحل الســياسي وفي المقدمة صرف مرتبات الموظفني المحتجزة لدى حكومة عملاء الريــاض ورفــع الحظــر الجوي المفروض عــلى الطيران المدني, بــل عدها رفضا لرؤيــة أممية لتجنب الاجتياح الذي يخطط له تحالف العدوان السعودي لميناء الحديدة فيما اعتبر ضوءا اخضر للعملية العسكرية، كاشفا عن مقايضة بالقول أن مقترحه ” لتجنب الاشتباكات العسكرية في الحديدة يجب التفاوض عليه بموازاة اتفاق آخر يضمن دفع الرواتب لكل موظفي الدولة في كافة المناطق اليمنية” .

وإذ اقترح ولد الشيخ على مجلس الأمن دعوة جميع الاطراف إلى التباحث حول هذا المقترح دون تأخير شرطا للتفاوض حول قضية صرف مرتبات الموظفني التي ســببها القرار السعودي بنقل البنك المركزي إلى محافظة عدن فقد حســم شأن مطالب تحالف العدوان بالتأكيد على أن ” اتفاق الحديدة والرواتــب” ســيكون الخطوة الأولى باتجاه وقف شــامل للأعمال القتالية ومباشرة محادثات الســلام متهما ضمنا قوى الداخل بأنها لا تريد لهذا الحل أن يجري.

رسائل سعودية وزيادة في الحرص على ادانة الداخل اليمني مقابل توجيه برقيات الشــكر للنظام الســعودي، لم يغفل ولد الشــيخ توجيه رســائله الســعودية المســمومة إلى المجتمع الدولي بتعبيره عن قلقه الشديد حيال التقارير الواردة من اليمن عما سماه ” أعمال قمع الاعلاميين والناشطين الجحقوقيين والمجتمع المدني”.

زاد مــن ذلك دعوتــه قوى الداخل إلى “الالتــزام بواجباتهم احترام المجتمع المدني والســماح لهم بمتابعة عملهم دون أي تمييز ودون التعرض لأي نوع من أنواع الضغط أو التخويف أو التهديد فيما بدا اشــارة إلى الاجراءات الشــعبية والرســمية التي بــدأت لمواجهة الدور التخريبــي للخلايا السرية التابعة لتحالف العدوان والناشطة تحت غطاء منظمات المجتمع المدني.

وعاود ولد الشــيخ أكاذيبه بصورة فجة بنشر مزاعم ” اســتهداف موكــب الأمم المتحدة الذي أقله مــن مطار صنعاء يوم 22 مايو و”أذكر جميع الأطراف أن أمن وســلامة فريــق عمل الأمم المتحدة يقع ضمن مسؤولية السلطات المحلية ومن الضروري التحقيق في الحادث الخطير لتحديد المسؤوليات”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com