أفق نيوز
الخبر بلا حدود

إنهيار خطة العدوان بالحسم يرغم واشنطن على إعلان البدائل السياسية

314

يمانيون – متابعات :

سريعاً ظهرت التداعيات السياسية للانتصارات اليمنية التي أجهضت مخطط التصعيد العسكري الذي قاده تحالف العدوان السعودي الاماراتي قبل أيام أملاً في حسم عسكري بعيد المنال، لتكشف معها كل ما خبأته كواليس واشنطن مع حلفائها الخليجيين وفي المقدمة النظامان الاماراتي والسعودي.

وغداة انتصارات فاقت التوقعات سجلها أبطال الجيش واللجان في الجبهات الداخلية (البرية والبحرية) وجبهات ما وراء الحدود اجهضت كليا مخطط واشنطن وحلفائها الخليجيين بالتصعيد والحسم العسكري، أطلت واشنطن بقرونها إلى العلن معلنة دعمها وتأييدها الصفقة المشبوهة لولد الشيخ بمقايضة ميناء الحديدة بصرف الرواتب في واحد من أكثر التداعيات السياسية لمخطط التصعيد العدواني.

التفاعلات التي جاءت هذه المرة على لسان السفير الاميركي غير المقيم ماثيو تويلر، كشفت الأوراق بعدما بدت مستجيبة للتداعيات الميدانية في الجبهات الداخلية وجبهات ما وراء الحدود والتي تكللت في الايام الماضية بانتصارات نوعية فاقت التوقعات ببلوغها مساحة امتدت شمالا من ميناء ينبع السعودي وصولا إلى الاطراف الجنوبية للجزيرة العربية في ميناء المخا.

وبصورة مفاجئة ظهر السفير تويلر في مدينة جدة السعودية متحدثا عن عزم بلاده لعب دور قيادي أكبر في حل الأزمة اليمنية معلنا عن ترتيبات لرفع مستوى التحركات الاميركية التي وصفها بانها قيادية لاستئناف الحل السياسي خلال الاسابيع القادمة.

السفير الاميركي وجه في مؤتمره الصحافي في جدة رسائل تطمين للعدو السعودي على صلة بالدور الاميركي بالالتزامات الاميركية لحماية السعودية من أي تداعيات محتملة خارج السيطرة في عمق اراضيه مذكرا بفداحة الصواريخ الباليستية اليمنية التي بلغت اهدافا عسكرية لما بعد الرياض من دون ان يغفل الاعلان الصريح عن تأييد واشنطن “القوي” للمبعوث الأممي غير المرحب به في اليمن اسماعيل ولد الشيخ.

اعلان واشنطن الذي تجاوز هذه المرة المصادر الخفية لتقارير وكالات الانباء الدولية كشف ايضا وبصورة علنية خبايا التحركات الخفية التي تقودها واشنطن في المحافل الدولية لوقف الآثار السلبية التي سببها الموقف اليمني الصريح الرافض لاستمرار اسماعيل ولد الشيخ مبعوثا امميا في الازمة اليمنية، وهو ما عبر عنه تويلر بلغة غير ديبلوماسية بالقول ” ليس مفيدا الهجوم على الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لمجرد انتقاد الأمم المتحدة هذا الأمر لاحظناه، ويجب أن يتوقف، ويجب على الجميع القبول بالدور الذي تلعبه الأمم المتحدة”.

لكن الأدهى في تصريحات تويلر كان في كشفه ترحيب وموافقة حكومة الفار هادي وتعاطيها الايجابي مع صفقة ولد الشيخ واعلانه بلغة الواثق تلقيه” إشارات إيجابية من عناصر في حزب المؤتمر الشعبي للتعاطي مع افكار ولد الشيخ” مقابل “رفض الحوثيين علنا بعض عناصر الخطة المتعلقة بالحديدة (تسليم الميناء للعدوان) وما اعتبره استعداداً “لمناقشة بعض أجزاء الخطة” فيما بدا محاولة مبكرة لحشد التأييد الدولي للتحركات الاميركية المنتظرة الهادفة إلى وقف كرة الثلج المتدحرجة في العمق السعودي.

تويلر الذي ساند حملته الجديدة بالتأكيد على أن واشنطن تلعب دورا قياديا لإيجاد حل للصراع القائم، وأنها” تستهدف الوصول إلى اتفاق سياسي يوقف الصراع ويسمح لمرحلة انتقالية لليمن” مقرا بأن التحركات السابقة لواشنطن عبر المنظمة الدولية ومجلس الامن وخطط ولد الشيخ في الماضي لم تحقق النتيجة المرغوبة بتحقيق اتفاق سياسي”.

ومع هذا الاقرار الذي تلافى فيه تحميل واشنطن المسؤولية وعزاه إلى محاولات كل أطراف الصراع تحسين موقفها التفاوضي” فقد كشف تويلر جانبا من الخطة (ب) بتأكيده دعم موقف مجلس الامن الداعي لحل سياسي انعدام فرص الحل العسكري وأن الأسابيع القليلة المقبلة سوف تشهد رفع مستوى الجهود الاميركية لإقناع جميع الأطراف بذلك، ناهيك بلعب واشنطن” دورا قياديا لدعم جهود المجتمع الدولي لاستئناف المفاوضات”.

لكن تويلر عاد إلى المربع السابق لخطة التصعيد، عندما اكد أن الحل السياسي يعني أن على جميع الأطراف أن تقدم المزيد من التنازلات” متعهدا بذل “جهود كبيرة لايجاد وسائل وآليات لتطبيق القرارات الدولية والتوصل إلى حل سلمي بحيث أن من يملك الأسلحة يجب أن يعيد الأسلحة إلى الدولة”.

السفير الاميركي عاود كذلك نشر الذرائع السعودية في تهريب الأسلحة إلى اليمن وقال ” هناك تهريب كبير للأسلحة ليس إلى داخل اليمن وحسب بل إلى داخل دول أخرى مجاورة، ولهذا فنحن مستمرون في سعينا لوقف التهريب خصوصا الأسلحة التي تكون غاية في الخطورة”. وأضاف “أن أعضاء دول التحالف والدول التي تنفذ قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بمكافحة تهريب الأسلحة، أوقفوا بعض شحنات نعتقد أنها خرجت من إيران”.

كما دافع عن المساعي السعودية الحصول على المزيد من السلاح والعتاد من العواصم الكبرى مؤكدا “حق السعودية في الحصول على تسليح عسكري للدفاع عن نفسها في منطقة معروف عنها انتشار العنف”، مؤكدا كذلك التزام واشنطن بأمن المملكة والخليج ” إنها علاقة قديمة، والإدارة الأميركية الجديدة مستمرة بهذه الالتزامات”.

المصدر : صحيفة الثورة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com