القلق الأمريكي .. من التصعيد اليمني وتطورات الميدان.. بعد خطاب السيد عبدالملك الحوثي !
تقرير – جمال الأشول
تبقى المقاربة الأمريكية لكافة المستجدات متمحورة حول مدى انعكاسها على معادلات الحرب ضد اليمن ، بعد تصريحات مسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) التي فضحت القلق الأمريكي الاسبوع الماضي ، ليمتد القلق إلى كل دول تحالف العدوان ، ازاء تدشين مرحلة ” ما بعد الرياض ” التي اعلنها قائد الثورة بـ صاروخ (بركان H-2 ) على مصافي النفط في ينبع السعودية .
مرة أخرى، يحضر التصعيد اليمني في واشنطن ، لكن هذه المرة من داخل وزارة الدفاع الأمريكية في تصريحات مسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية لقناة CNN ، شملت مضامين الأبعاد الاستراتيجية في الحرب القائمة في اليمن التي تديرها واشنطن ، أعقاب ما قيل عن إطلاق الحوثيين صاروخاً بعيد المدى حلق لمئات الكيلومترات داخل الأراضي السعودية إلى أن وصل إلى أن سقط في منطقة ساحلية غرب المملكة ، في إشارة إلى محافظة ينبع ، مشيرين إلى أن السعودية فشلت في اسقاط الصاروخ رغم امتلاك الرياض لتكنولوجيا تتمثل في منظومات “باتريوت” الاعتراضية أمريكية الصنع .
ينبع القلق الأمريكي من خطاب السيد عبدالملك الحوثي الأخير ، الذي نبه ان تصعيد العدوان سيواجه بالتصعيد قوات الجيش واللجان الشعبية ، كما تحولت مواقف وخطابات السيد الحوثي لها أثرها الفعال على صنّاع القرار العسكري والسياسي في واشنطن ، وهو ما شهدت به أكثر من محطة إعلامية .
وهو الامر اعتبره محللون عسكريون أن استهداف منطقة سعودية تبعد ( 1000 كم ) من اقرب نقطة يمنية رسالة مفادها أن من نجح في تطوير وتصنيع الصواريخ الباليستية ، سينجح في ردع وصد تصعيد أمريكا وحلفائها .
وماهي إلا أيام قليلة أن لم نبالغ اذا قلنا ساعات فهي لا تتجاوز 48 ساعة بعد خطاب السيد الحوثي ، حتى عادت الصواريخ الباليستية اليمنية إلى واجهة الأحداث من جديد ، متجاوزة الحد الأقصى ليصل ما بعد الرياض، بل اصبحت دفعة واحدة من الصواريخ وفي وقت واحد، ولهدف واحد، كما هو حال (البركايين ) التي دكت قاعدة الملك فهد في الطائف .
لتصبح هذه تطورات ماده إعلامية تتناقلها كل محطة ووسيلة إعلامية ، وقراءات لمحللون سياسيون يؤكدوا إلى أنّ اطلاق الصواريخ اليمنية اليمنيه على العمق السعودي تمثّل في الحقيقة نموذجاً لخلق توازن الرعب أمام حلفاء واشنطن …
واشاروا إلى أنّ تعزيز قدرة القوة الصاروخية اليمنية على ضرب أهداف عسكرية واقتصادية ، والتوغل في الأراضي السعودية تمثل نقلة نوعية في العمليات الاستراتيجية والتسليح الصاروخي اليمني، كما تشكل فشل وإخفاق السعودية ومنظوماتها الدفاعية في اعتراض الصواريخ اليمنية .
وتتسارع الاحداث عقب المبادرات الصاروخية ، لترسم بريشة قوات الجيش واللجان الشعبية تحولات استراتيجية كبيرة في الحرب على قوات الغزو والعدوان ، ابرزها جسدت السيطرة على منطقة وقرية الهاملي شمال معسكر خالد أنتهى باستعادة معسكر خالد الاستراتيجي الواقع في مديرية موزع بتعز ، أمس الأول ، وسط خسائر فادحة في صفوف قوى العدوان ، ووفقاً لقناة الميادين عن احصائيات الخسائر ، قتل أكثر من 432 قتيل وجريح للتحالف ، وتدمير 31 آلية عسكرية .
استعادة قوات الجيش واللجان الشعبية لمعسكر جاءت بعد معارك عنيفة وبمشاركة طيران تحالف العدوان الذي شن سلسلة غارات منها فسفورية في محاولة فاشلة لمنع تقدم وتمركز الأول .
استعادة معسكر خالد لم يكن حدثا عاديا فله أهمية استراتيجية كبيرة كونه يتوسط جغرافيا لعديد من المحافظات ، ومنطلقاً لجميع الاتجاهات ، كما يمثل أهمية تكتيكية وعسكرية لخطان دفعيان رئيسيان الأول يعد ممراً يربط بين محافظة ” تعز ” ومحافظة ” الحديدة ” ، و الثاني يمثل خط دفاع حيوي هام في سواحل المخا ، الامر الذي شكل عائقاً أمام تقدم قوات العدوان القادمة من عرض البحر .
كما يكتسب المعسكر أهمية عسكرية واستراتيجية اخرى ، بوقوعه على مفترق طريقان هامان وهما طريق تعز – الحديدة ، وطريق تعز – المخا ، باب المندب .
إضافة إلى ذلك يقع في مفرق الطرق الرئيسية المؤدية إلى المخا – مدينه تعز ، ومن المخا – الخوخة ، كما يمثل عمق النطاق الدفاعي لباب المندب الاستراتيجي ، بذلك شكلت عملية استعادة معسكر خالد ضربة قاصمة لأمريكا وتحالفها الاستعماري الطاغي ، كما كرست قدرة الجيش واللجان الشعبية على حسم المعركة مع تحالف العدوان الأمريكي السعودي ودحرها من جميع أراضي الجمهورية اليمنية رغم فارق السلاح غير المتكافئ ..
وفي جبهة ما وراء الحدود ، يوم الجمعة 29 يوليو المنصرم أي قبل ثلاثة ايام ، سيطرت قوات الجيش واللجان الشعبية ، على ثلاثة جبال استراتيجية هامة في جيزان هي (ملحمة والغاوية والفريضة) وعشرات المواقع والثكنات، واختتمت العملية بالسيطرة على معسكر الجابري الذي هو أحد أهم معسكرات الجيش السعودي جنوب جيزان
السيطرة على جبل ملحمة أهمية استراتيجية كبيرة وفقاً لصحيفة الأخبار ، كونه الطريق للوصول إلى كل المواقع السعودية في أسفل الجبل وعلى سفحه، وصولاً إلى الإشراف على مناطق جديدة من محافظة الحرث الجيزانية. وهذه المناطق كانت قبل العملية الأخيرة بمنأى عن نيران المقاتلين اليمنيين المتوسطة والخفيفة.
وبحسب الصحيفة نفسها ، نقلت عن مصدر ميداني ، إلى إن أعداداً كبيرة من الجنود السعوديين لقوا مصرعهم… تقريباً نحو
خمسين جندياً، إلى جانب إحراق عدد من الآليات والمدرعات ومخازن الأسلحة، مشيراً إلى أن الطيران السعودي شن عشرات الغارات الجوية بهدف إعاقة التقدم. وبعد إخفاقه في ذلك، قصف مخازن الأسلحة التابعة له.
كما نقلت الصحيفة عن مصدر نفسة قولة ” أنه فتح جبهة قتال جديدة ضد الجيش السعودي في المناطق الواقعة شرق جيزان، حيث نفّذ مقاتلون يمنيون هجوماً مباغتاً على جبل العالي في منطقة الداير. وأكّد المصدر، مقتل عدد من الجنود السعوديين وجرح آخرين في العملية وإحراق عدد من الآليات ” .
تأتي هذه التطورات الميدانية والإنجازات التي يحرزها ابطال الجيش واللجان الشعبية في وقت متسارع ، بمثابة الإعلان عن تحول استراتيجي في مواجهة دول العدوان يكرس حقيقة مفادها بأن الجيش واللجان الشعبية مستمر في دحر قوى الغزو والعدان ، كما هي نتيجة طبيعية للصمود والاصرار الذي يبديه المقاتلون اليمنيون في ساحات الشرف والكرامة.