أفق نيوز
الخبر بلا حدود

الحديدة.. رهان العدوان الأخير

198

عادل عبدالاله العصار

عندما تتحدث قوى العدوان عن الحديدة وتحاول من خلال تمرير قرارات واحاطات أممية أو من خلال تكليف وسطاء دوليين ليقوموا بتقديم مبادرات ممزوجة بالإغراءات، فإن المنطق السياسي والعسكري يحتم على الساسة في جبهة مواجهة العدوان عدم الإصغاء لمثل هذه الاطروحات ورفضها جملة وتفصيلا وعدم السماح لأي كان بالحديث أو حتى التلميح لها، ليس لأننا نرفض التوصل لحلول أو لا نريد إيقاف العدوان وحقن دماء اليمنيين وإنما لأن قوى العدوان ومرتزقة الرياض يسعون لتنفيذ مخطط يستهدف تمزيق اليمن وإدخال الشعب اليمني أتون صراع وحروب أهلية لا تنتهي..

وإذا ما حاولنا قراءة ما تسعى قوى العدوان الوصول إليه وتنفيذه -إن هي تمكنت من الاستيلاء على الحديدة- فسندرك ان ما يعدونه من سيناريوهات ومخططات أبعد من كل ما يتحدثون عنه اليوم..

السعودية وتحالف الشر لا يسعون للاستيلاء على الحديدة كمدينة أو كميناء يمثل شريان الحياة الذي يربط اليمن بالعالم، أو أنهم يسعون من وراء ذلك لتشديد الحصار ومنع وصول الغذاء والدواء و…..و…. للشعب اليمني

– كما يسوق بعض الأغبياء- لأن قوى العدوان لا تحتاج للاستيلاء على ميناء الحديدة لتفعل ذلك فبمقدورها منع السفن من الوصول إلى الحديدة واعتراضها في عرض البحر إن لم نقل أن بإمكانها منع مغادرتها موانئ التصدير في كل أنحاء العالم..

اليوم وبعد عامين ونصف من العدوان والتخبط السياسي والاعلامي والعسكري لتحالف العدوان ومرتزقة الرياض يمكننا القول ان الاسباب والمبررات التي تم الاستناد عليها لشن العدوان على اليمن لم تعد قائمة بل ولم يعد ضمن أهدافها وسيناريوهاتها إعادة الشرعية والانتصار للدولة الهاربة وإعادة الرئيس الفار..

لأنهم يدركون ان الشرعية لم تعد تمثل شيئا ولم يعد هادي يمتلك من الاوراق ما يؤهله ليكون رئيسا لليمن ويكفي أن نتأمل التغيرات الجوهرية في لغة الخطاب السياسي والاعلامي لمملكة آل سعود ونزلاء فنادقها من المرتزقة والمأجورين وعندها سندرك أن السعودية لا تبحث عن ماء الوجه للخروج من المستنقع الذي تورطت فيه ووضع نهاية لخسائرها العسكرية والاقتصادية بقدر ما تبحث وتجتهد من أجل تحقيق أهدافها الرامية إلى تمزيق اليمن والوصاية عليه سياسيا واقتصاديا وثقافيا..

ولذلك تسعى اليوم لفرض واقع جديد وتحديد مصير اليمن واليمنيين وتشكيل دولة بحسب مواصفاتها ولا يعنيها إن تعارضت مع إرادة الشعب اليمني..

يكفي أن نتوقف لقراءة الكثير من الاحداث والمغالطات والتناقضات وسندرك أن قوى العدوان وفي مقدمتها السعودية تسعى من وراء مطالبتها تسليم مدينة الحديدة لاستكمال السيطرة على عواصم الاقاليم التي يدعون انه تم التوافق عليها في مؤتمر الحوار الوطني، وبحسب اعتقادهم فإنهم يعتبرون أنهم يسيطرون على اقليم سبأ واقليم عدن واقليم حضرموت واقليم الجند ولم تتبق سوى الحديدة كعاصمة لاقليم تهامة.. أما اقليم آزال فسينظر إليه كإقليم غير مستقر وستترك مسألة تحديد مصيره لما سيسفر عنه الصراع والاقتتال الذي يسعون ويجتهدون ويعملون كل ما في وسعهم لإشعال فتيله في صنعاء بين المؤتمر الشعبي العام وحركة أنصار الله..

لذلك فإنهم وتحت غطاء العدوان والمبادرات الاممية سيعملون على تفريخ قيادات بديلة ذات صفة مناطقية يوكلون إليها مهمة إدارة شؤون عواصم ومدن الاقاليم واستبعاد أطراف الصراع سواء بشكل جزئي أو كلي..
وبنجاح المخطط المرسوم للاستيلاء على الحديدة وتشكيل الحكومات الادارية للاقاليم سيسارع الفار هادي لإعلان قيام الدولة الاتحادية من مقر اقامته في الرياض وتكليف أحد أذناب العدوان لتشكيل حكومة اتحادية مقرها الرياض، حكومة تتوزع ولاءاتها مناصفة بين الرياض وأبوظبي ولن يكون من الصعب على نظام آل سعود فتح خزائنه وشراء المواقف الدولية والأممية ودفع العالم للاعتراف بجمهورية السراب الاتحادية التي يستهدف من خلالها محاكاة وترجمة مشروع الشرق الأوسط الجديد..

adel4aaaa@gmail.com

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com