أفق نيوز
الخبر بلا حدود

ذكرى مجزرة جزيرة عقبان

177

بقلم:#زينب_الشهاري

بيوت بسيطة من القش و حياة أبسط هي كل ما تملكه عائلات تعيش تحت خط الفقر في محافظة الحديدة، وفي جزيرة عقبان البحر هو حياة الأسر هناك فمنه تعيش و هو مصدر رزقها الوحيد و هو المكان الذي يقضي فيه الصيادون أغلب وقتهم، هناك يرمون بشباكهم و يرمون معها بثقل معاناتهم، و إلى صديقهم البحر يبثون أوجاعهم ويشكون ضيق عيشهم، فتحمل إليهم أمواج البحر المواساة و يهديهم صديقهم البحر اعطياته ويغدق عليهم من فيض عطائه فيرجعون و قد انجلت أحزانهم و تبدلت آلامهم سروراً و فرحاً، يرجعون الى أطفالهم بما تيسر من قوت يطفئون به حرقة بطونهم الجائعة.

كانت هذه هي حياتهم البسيطة التي حولها تحالف العدوان الى جحيم منع الصيادون من مزاولة مهنة الصيد فحكم عليهم العدوان بالموت البطيء المحقق، و فوق كل هذا عاجلهم تحالف العدوان بالموت السريع فقتل عائلي هذه الأسر في وحشية متناهية لم يسبق لأحد ارتكابها في العالمين ففي موعد تجمع الصيادين في جزيرة عقبان في محافظة الحديدة الأشد فقراً الواحدة ظهراً و الذين تجمعوا من الجزيرة و من مختلف مديريات محافظة الحديدة و عند انشغالهم بتجهيز قواربهم القديمة و شباكهم المهترئة و الذهاب للصيد إذ بطائرات العدوان ترسل إليهم حمم الموت لتحيلهم جثثاً متناثرة امتلأ بها شاطيء جزيرة عقبان و لم تنته هذه الوحشية عند هذا الحد فأسرعت الطائرات لتلحق المسعفين بسابقيهم في جريمة إبادة سكت عنها هذا العالم المشترى بالمال و لم يكتف العدوان بذلك بل لاحقت طائراته من تبقى منهم و احتمى بداخل الجزيرة لتشهد جزيرة عقبان كارثة و مأساة فظيعة استمرت لخمسة أيام، ليكون هذا شاهدا على أن إنسان اليمن ليس له قيمة عند من يتشدقون باسم حقوق الانسان و يقيمون لها المحافل الدولية، دماء اليمنيين تسفك و العالم يتسابق بأقداحه ليشرب و يتلذذ و يمتع عيونه بمناظر المجازر المروعة، تباً لك أيها العالم و تباً للأفاكين والكاذبين الذي لا يعيرون أهمية او اعتبارا سوى للمال فيبيعون مبادئهم و يبيعون مواقفهم لأجله، ١٥ غارة على أبسط الناس و أفقرهم أكثر من ٢٠٠ شهيد و جريح، و تستفيق جزيرة عقبان بعد القصف المتواصل الذي استمر عدة أيام على أصوات نواح النساء و بكاء الأطفال الذين وجدوا ما تبقى من جثث معيليهم ملقاة على الشاطيء بعد أن تحللت في البحر، ويمكنكم تخيل هول الفاجعة وعظم المأساة…

اليوم و نحن نقف عند هذه الذكرى الأليمة التي حصلت في ٢٢من أكتوبر قبل عامين إذ بنا نعيش في كل يوم مجزرة جديدة و مأساة جديدة.

هذه المجازر لن تثنينا بل تزيدنا عزما و إصرارا في مواجهة العدوان و الثأر لكل الشهداء الذين ارتقوا، هذه المجازر لم و لن تمحى من ذاكرة اليمني و لن تسقط بالتقادم و اليمني ماضٍ في الرد الذي يشفي الصدور و ليعلم المعتدون أن دماء الشهداء لن تذهب هدراً …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com