مستشرق إسرائيلي : دول الخليج تُواصل التطبيع مع إسرائيل وبوتيرة عالية وردها على إعلان ترامب لن يتعدى الضريبة الكلامية
يمانيون – متابعات
تتواصل الاحتفالات في إسرائيل بعد إعلان ترامب القدس عاصمةً للدولة العبريّة، ويسود إجماع صهيونيٍّ شاملٍ من أقصى ما يُطلق عليه باليسار الإسرائيليّ إلى اليمين المُتطرّف، مرورًا بما يُسّمى بالمركز على تاريخيّة الحدث، الذي انتظره “الشعب اليهوديّ”، أكثر من سبعين عامًا، على حدّ تعبير الإعلام العبريّ.
في هذا السياق رأى البروفيسور إيال زيسر، نائب رئيس جامعة تل أبيب، والمُختّص بالشؤون السوريّة، أنّ العرب لا يُعارضون الإعلان الأمريكيّ، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ دول الخليج في هذه الفترة بالذات، مستمرة وبوتيرةٍ عاليّةٍ في تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وتابع المُستشرق الإسرائيليّ قائلاً إنّه مهما يكُن من أمرٍ فإنّ هذه الدول تمنح الأفضليّة في أجندتها السياسيّة لمُواجهة التمدّد الإيرانيّ في المنطقة، إذْ أنّ هذه الدول، شدّدّ البروفيسور زيسر، ترى في إيران التهديد المركزيّ لاستقرارها وأمنها. كذلك أضاف ينسحب هذا الأمر على مصر، التي تُكافح ضدّ التطرّف الإسلاميّ، إذْ أنّها ترى فيما يجري من إرهابٍ في سيناء تهديدًا جديًّا وخطيرًا على أمنها القوميّ، والهجمة الإرهابيّة قبل أسبوعين كانت أكبر دليل على تورّط مصر في الوحل الإرهابيّ، على حدّ تعبيره.
مع ذلك، أضاف المُستشرق زيسر في مقاله الذي نشره في صحيفة (يسرائيل هايوم) أنّ الاعتراف الأمريكيّ بالقدس عاصمةً لإسرائيل لن يؤدّي إلى تغييرٍ جوهريٍّ في السياسة الأمريكيّة، مُقارنةً مع الإدارات السابقة التي انتهجت سياسة صارمة تجاه إسرائيل، مثل سياسة الرئيس السابق، باراك أوباما، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه كان من الأفضل ومن المُحبّذ أنْ يكون الاعتراف الأمريكيّ بالقدس عاصمةً لإسرائيل جزءً من إستراتيجيّةٍ شاملةٍ فيما يتعلّق بمنطقة الشرق الأوسط، والتي ترتكز في أساها على وقوف الولايات المُتحدّة الأمريكيّة إلى جانب حلفائها الذي يُعانون من تهديداتٍ عديدةٍ، ولكن للأسف، فإنّ واشنطن تمتنع عن القيام بذلك.
علاوةً على ذلك، شدّدّ البروفيسور زيسر على أنّه بعد مرور سنةٍ على وصول ترامب إلى البيت الأبيض، يُمكن القول والجزم إنّ كوريا الشماليّة لا تأخذه بتاتًا على محملٍ من الجّد، وفي الشرق الأوسط تُواصل الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة تقدّمها الكبير للسيطرة على دولٍ ومناطق كبيرةٍ في المنطقة.
وأشار أيضًا إلى أنّ حليفات واشنطن في المنطقة باركوا التصريحات الناريّة التي أطلقتها الإدارة الأمريكيّة ضدّ كوريا الشماليّة وضدّ إيران، ولكنّ هذه الدول لا تحتاج إلى التصريحات، بل إلى الأعمال، التي لم نرَ منها حتى الآن شيئًا، على حدّ قوله. ولفت إلى أنّ هناك الكثير من الشكوك لدى حليفات واشنطن في المنطقة فيما إذا كان بالإمكان الاعتماد على الرجل الذي يحكم أمريكا ويجلس في البيت الأبيض، وهل سيُخرج تصريحاته إلى حيّز التنفيذ.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح المُستشرق الإسرائيليّ أنّه حتى اللحظة لم يؤدِ إعلان ترامب عن القدس عاصمةً لإسرائيل لردود فعلٍ في الشارعين العربيّ والإسلاميّ، سوى الاحتجاجات الخفيفة التي باتت تُميّز مناطق قليلة في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، ومن طرف العاهل الأردنيّ، الملك عبد الله الثاني، الذي يخشى على حكمه في المملكة.
وساق قائلاً إنّه على ما يبدو، فإنّ الدول العربيّة لن تذهب بعيدًا في رفض الاعتراف الأمريكيّ وستكتفي ببيانات الشجب والاستنكار والتعبير عن الامتعاض، أيْ الضريبة الكلاميّة العاديّة، على حدّ وصفه، واختتم قائلاً إنّ الدول العربيّة بردّها المُنضبط على إعلان ترامب أكّدت لكلّ مَنْ في رأسه عينان على أنّ واشنطن ترفض التهديد الفلسطينيّ بعدم الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل قبل أنْ يتوصّل الطرفان الإسرائيليّ والفلسطينيّ لاتفاقٍ سياسيٍّ حول الحلّ النهائيّ، بما يُرضي الحكومة الفلسطينيّة في رام الله، على حدّ قوله.