اليمنيون ذاقوا الغدر مرّتين .. عدوانٌ همجي من الخارج وطعنة من الخلف في الداخل .. تقرير
يمانيون – متابعات
صديق اليوم عدو الأمس، من هذا الأساس انطلقت دول العدوان -ولا سيما الإمارات والسعودية- في كشف تحالفها مع علي عبد الله صالح، لكن صديق اليوم ليس أكثر من جثةٍ هامدة لا حول لها ولا قوّة، الصداقة المتأخرة أتت بعد أكثر من عامين على “دول التحالف العربي” ضد اليمن واليمنيين الذين كان صالح يمثلهم –ولو بشكلٍ قليل- إثر فرار عبد ربه منصور هادي والتحاقه بدول العدوان على اليمن.
ما هكذا تورد الإبل
أكثر من عامين مرّا على اليمنيين ذاقوا خلالها مرارة غدر “الأشقاء”، فكل ما حدث ويحدث في اليمن لم يكن كافياً لوقف دول التحالف عدوانها على اليمنيين، بل ذهب إعلاميو تلك الدول إلى تلميع علي عبد الله صالح الذي كان وحتى وقتٍ قريب العدو اللدود، حيث رفضت تلك الدول وأكثر من مرة عروضاً من قبل صالح كي ينضمّ إلى معسكرها، وذلك حينما ظنّت أنّها ستنتصر على الحكومة الشرعية في اليمن.
لكن وكما يؤكد مراقبون فإنّ الحال الذي وصل لها العدوان -السعودي الإماراتي- على اليمن وعدم القدرة على تحقيق انجازٍ عسكري في اليمن، وما رافقه من خسائر فادحة في أرواح وعتاد جيشي البلدين؛ أجبرهم على الالتفاف على مواقفهم، لتبدأ معها عملية تلميع صالح، وذلك تمهيداً لجرّه إلى دول العدوان.. وهو ما كان.
رياح اليمن لم تجرِ كما أرادت سفن دول العدوان، فاللعبة التي كان يتمُّ التحضير لها كُشفت، لتترك بعدها قوات وزارة الداخلية اليمنيّة وتفشل ذلك المخطط الذي يهدف إلى الانقلاب على الشرعية اليمنية، ويتم القضاء على صالح ومن معه من المطبلين لدول العدوان.
وما أن أُعلن عن مقتل علي عبد الله صالح؛ حتى بدأ مسؤولو الإمارات وإعلامييها برثاء علي صالح؛ الذي كان وحتى ظهر الأمس يُلقب في إعلامهم بـ “المخلوع، المحروق، والعفّاش” متناسين كلّ ما قالوه بحق صالح، ليتحول اليوم إلى الرئيس الراحل، والرئيس السابق، بالإضافة لتجهيز نجله -وهو رئيس الحرس الجمهوري السابق وسفير اليمن في الإمارات- للقيام بالدور التخريبي الذي أُريد لوالده أن يقوم به.
دعم متأخر
الإطراء بحق صالح الذي ورد على ألسنة عددٍ من إعلاميي وسياسيي دول العدوان؛ يؤكد مراقبون أنّه ليس أكثر من محاولة للاصطياد في الماء العكر، حيث أنّ أغلب أعضاء حزب المؤتمر الذي ترأسه صالح حتى مقتله ما يزالون يؤيدون الحكومة اليمنية القائمة، حيث رحب أهالي العاصمة صنعاء وعدد من المدن اليمنيّة بالبيان الذي أصدرته وزارة الداخليّة اليمنية، مبدين تأييدهم لوأد الفتنة التي كان صالح يخطط لها، خصوصاً بعد افتضاح أمر الأسلحة التي كان يخبأها في مسجد الصالح.
وأشار مراقبون للوضع اليمني إلى أن المؤتمر الشعبي العام لم يكن راضياً عن استدارة صالح باتجاه السعودية، لا بل أن جزءاً كبيراً منه أبدى امتعاضه من هذا الخيار، وهذا كان أيضاً موقف الجيش اليمني، مستدلّين بالصاروخ الذي أطلقه الجيش اليمني على الإمارات.
مصادر إعلامية ومواقع إخبارية سعودية، قالت إن الإمارات رفعت الإقامة الجبرية عن أحمد نجل الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، بعد قيام أنصار الله الاثنين باغتيال والده خلال مغادرته العاصمة صنعاء.
محاولات اغتيال
برقيّات التعزية الحارة وقصائد الرثاء التي نظمها سياسيو السعودية والإمارات بعلي عبد الله صالح، سبقها عدد من محاولات اغتيال صالح؛ حيث تعرّض صالح في يونيو من العام 2015 لمحاولة اغتيال من قبل 4 ضبّاط يمنيين تمّ تجنيدهم من قبل دول التحالف، وذلك أثناء محاولة صالح ركوب سيّارته، حيث أطلق عليه مهاجمون النار، ولكن حراس الرئيس السابق تنبهوا للأمر، وشلوا حركة المهاجمين، وانتزعوا السلاح من اثنين منهم، وقتلوا الاثنين الآخرين.
وبعد فشل هذه المحاولة، أعادت دول العدوان الكرّة مرّةً أخرى في سبتمبر من العام 2016، حيث أكدت مصادر مقرّبة من صالح حينها أن القوات الخاصة بحمايته نجحت في إجهاض محاولة لاغتياله داخل مسجد أثناء الصلاة، حيث قال المصدر حينها إنّ جهاز المخابرات في دولة الإمارات خطط لاغتيال صالح عن طريق وضع عبوة ناسفة في المسجد الذي كان يصلي به.
مقتل صالح وكما يرى خبراء جاء كنتيجةٍ طبيعية وحتمية خصوصاً بعد أن أوصل اليمن “التعيس” واليمنيين “البؤساء” إلى هذا الحال وذلك بعد أن كرّس فترة حكمه -التي زادت عن ثلاثة عقود ونصف- للنهب والسلب واللعب على المتناقضات ودعمٍ واضح للإرهاب، وإدخال البلاد في دوامة من الفساد والعنف، ستحتاج إلى وقت طويل حتى تتعافى منها وتعود إلى حالها الطبيعي.