اليمن 2018.. من يوقف الحرب؟
يمانيون / سبوتنبك
نهاية مأساوية للمدنيين شهدتها الأراضي اليمنية وبشكل خاص في الشمال الذي يسيطر عليه أنصار الله، فقد كثف التحالف عمليات القصف والغارات، فكان المدنيين والأطفال هم الضحايا، أكثر من 700 بين قتيلا وجريحا في العشرة أيام الأخيرة من ديسمبر 2017.
من الحزم إلى الأمل
العام 2017، شهد تطورات كبيرة وأحداث جلل على الأرض، فهو العام الثالث للحرب التي شنتها التحالف على اليمن، تحت غطاء إعادة الشرعية، والتي انطلقت تحت مسمى “عاصفة الحزم”، وصرح التحالف بأنه سوف ينهي هذا الإنقلاب في صنعاء خلال أسبوعين فقط، ومرت الأسابيع والشهور بل والسنوات والحرب مستمرة، وتحولت عاصفة الحزم إلى عاصفة الأمل ومع ذلك لم تتوقف غارات التحالف ولم يفك الحصار أو جفت الدماء.
استغلت السعودية هذا الشرخ وعملت بكل الطرق على تعميقه واستقطاب صالح شخصياً وحزب المؤتمر وهم الأكثر دراية بالرجل، فخرج صالح على الحوثيين ورفض كل الوساطات ورفعت شعارات “لا حوثي بعد اليوم”، وكان صالح يرى أنه يمتلك قدرات كبيرة عسكرية وشعبية وقبائلية، ولم يعلم أنه يجلس على كومة من الرمال.
أبرز ما في الأوضاع التي جرت مؤخراً في الشمال اليمني، أن السعوديين يعلمون جيداً، ما الذي يريده صالح، وغفلوا أيضاً أن “أنصار الله” قد اختبروا صالح عسكرياً في 6 حروب واختبروه حليفاً لثلاث سنوات، لذا عملوا منذ اليوم الأول على عدم ترك أذرع صالح تجمع أي من وسائل القوة داخل صنعاء أو خارجها، علاوة على استقطاب قيادات في المؤتمر والحرس الجمهوري وبعض القبائل التي كانت موالية لصالح.
صدمة التحالف
شكل مقتل صالح صدمة كبيرة للتحالف العربي بقيادة السعودية، بعد فقدانها الورقة التي كانت تعول عليها لإنهاء الحرب بتفكيك الداخل، لذا كان عليها أن تبحث من جديد عن بديل، ولم يكن هناك من يستطيع لعب هذا الدور سوى حزب الإصلاح اليمني، فهو القوة المنظمة الأكبر، ومع نهاية هذا العام وبداية 2018 ستظهر سيناريوهات وتحالفات جديدة، ربما تستمر الحرب لما بعد 2018، وربما ينتهي الأمر في بدايتها، لتعود اليمن المثقلة بالجراح وتبدأ مرحلة جديدة من إعادة الحياة.
وتابع باطرفي في حديثه مع “سبوتنيك”، بعد انتهاء العلاقة بين الحوثيين والمؤتمر ووجود الكثير من الغاضبين، تحسنت البيئة المعلوماتية التي يريدها التحالف من داخل صنعاء. وتوقع باطرفي، استمرار التفكك في معسكر “صنعاء”، خلال العام القادم 2018، بانضمام بعض المترددين من المحسوبين على حزب المؤتمر وصالح من الذين لم يكن ولائهم كاملاً “للحوثيين” خلال الفترة الماضية، مع استمرار تقدم قوات التحالف على الساحل الغربي وهى مسألة محورية بالنسبة للتحالف، لأن “الحوثيين” كانوا يتلقون أسلحتهم وعتادهم عبر منافذ البحر الأحمر، وكذا مواقعهم على الساحل كانت تهدد الملاحة البحرية، وهذا كله بدأ يتغير بعد الاستيلاء على عدة موانئ في تلك المنطقة، وأتوقع-والكلام لبطرفي- سقوط ميناء الحديدة في الشهور الأولى من العام 2018 فستكون نقطة تحول كبرى وسيصبح الساحل الغربي كله بيد التحالف، وكذلك سقوط مواقعهم في مأرب والبيضاء، وعند سقوط تلك المواقع سينقطع المدد إلى صعدة.
ال عبد الله العتيقي، القيادي بالحراك الجنوبي لـ”سبوتنيك”، أن التحالف العربي الذي تقوده السعودية لم يجن أي مكاسب في العام 2017 على مستوى العمليات العسكرية والحرب في اليمن، فقد كان المكسب الوحيد الذي راهن عليه التحالف خلال تلك الحرب هو “الوقت”، وها هى الحرب تستمر لثلاث سنوات، وأكبر دليل على شعور التحالف بالخسائر، ظهور مجموعة من الخبراء والمحللين السعوديين على الفضائيات، للتبرير لما هو قادم “يمن جنوبي حليف، أفضل من يمن موحد غير مستقر”.