2018م هل يكون عام الأمن وإنهاء العدوان ؟
كتب | عبدالسلام الحربي
ونحن ندلف أول أيام العام الميلادي الجديد 2018م .. بعد أن ودعنا عاماً ميلادياً انقضت أيامه وشهوره.. نحن اليمنيين غير مأسوفين عليه .. لما شهدته بلادنا وأبناء شعبنا اليمني من أحداث يومية صعبة شملت كل أرجاء اليمن ألقت بظلالها على واقع الحياة اليمنية بكل مجالاتها الوطنية العامة والخاصة.
ثلاثة أعوام مضت في بلادنا وفي أوساط الشعب اليمني من العدوان السعودي الأمريكي العربي التحالفي كان العام الميلادي المنصرم جزءاً منها من حيث عدوان الدمار والقتل والحصار لبلادنا وأبناء شعبنا اليمني، كان اليمنيون رمزاً للصمود والتضحيات واُنموذجاً للدعم والمدد عسكرياً واجتماعياً.. أذهل العالم بهذه الصفات في الدفاع عن الأرض والعرض في كل محاور القتال والجبهات مع قوى تحالف العدوان.
وإجمالاً في بلادنا اليمن وبالعودة إلى تقليب أوراق عجلة التاريخ اليمني وأعوامه الميلادية الماضية سيلاحظ أن الأحداث والمعاناة لشعبنا.. هي معاناة صعبة مقارنة بمن حولنا من البلدان والشعوب العربية.. من حيث الظروف اليومية في كل المجالات والمرافق والخدمات الوطنية لكن أعوام العدوان الخارجي الماضية كانت أشد إيلاماً وأكثر جرحاً أدخل الأحزان إلى كل أسرة يمنية وقتل الأبرياء ودمر اليمن الأرض والإنسان في كل إرجائها.. حقداً على شعب الإيمان والحكمة مستغلاً شراء الذمم ورخص الإنسان اليمني من قبل قوى المصالح ورجال الدولة وقادة السياسة الحزبية باسم الوطن والشعب وباسم الشرعية .. وهؤلاء باسم الصمود ومقارعة العدوان السعودي وكرامة وتحرير اليمنيين من سلاطين البلاد وقادة الدولة وحكامها.
وهنا لا نختلف على ذلك.. فقد كان التغيير مطلوباً والانتقال إلى يمن جديد كان هو الهدف والغاية لكل أبناء شعبنا اليمني يقينا منهم أن القناعة كنز لا يغنى.. والضمير الوطني عند القوى والقادة والوزراء والساحة لا يزال حياً.. حباً لليمن ونزولاً عند مطالب شعبنا وإيمانهم أن لكل أبناء شعبنا حق المشاركة وصنع القرار في تقلد المسؤولية واختيار مرتبة العلم وتخصصاته وذوي القدرة والإبداع والنزاهة الوطنية.
إن سياسة المصالح ورهان القوى على مطالب شعبنا في العام 2011م هي من أفسدت الأحلام وحولت مسار التغيير إلى مسار أصعب.. حروباً وأحداثاً ومواجهات ومعاناة إنسانية لا توصف أوصلت رهان القوى السياسية إلى عدوان سعودي أمريكي عربي مرتزق لا يزال يستهدف كل أرض اليمن ويخلف العديد من الدمار والمعاناة اليومية لدى أبناء الشعب اليمني بصورة عامة.
أعوام تمضي وأعوام تدلف على أبناء شعبنا اليمني.. القادم فيها أعظم من سابقاتها في الأحداث والمعاناة والرهان السياسي والمصالح الفردية البعيدة جداً عن خطاب العواطف والادعاءات الباطلة بحب الانتماء الوطني وخدمة الوطن والشعب.. وما نعيشه اليوم وتحديداً منذ العام 2011م وسنوات العدوان الماضية وتمسك القوى وأصحاب صنع القرار على حياة شعبنا ومعاناته وظروفه التي لم تعد تطاق ولم تكد تحتمل.. أكبر دليل أن كل تلك القوى لم يعد همها اليمن وشعبها بقدر ما هو تحقيق مصالحها الشخصية من الداخل ومن الخارج.. الضحية اليوم شعب صابر وصامد وفقير.
وأخيراً.. فإن المجال لا يتسع لسرد المشهد اليمني الراهن بكل أحداثه وظروفه، لكن السؤال الأهم أمام كل القوى والأحزاب والرجال الشرفاء وكل شرائح المجتمع اليمني هو: هل نقول جميعاً كفى ما نشهده اليوم من اختلاف وانقسام ومصالح على حساب بعضنا البعض.. لنطو صفحة الماضي وننطلق نحو الصفحة الجديدة بأجواء المحبة والأخوة لبناء اليمن الجديد ونجعل من العام الميلادي الجديد 2018م عام الأمن والاستقرار وإنهاء العدوان وكل خلافاتنا الداخلية.